اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات العامة > المنتدى الإسلامي
 

 
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-2012, 06:42 AM   رقم المشاركة : 1
المعز لدين الله
رائدي ذهبي
الملف الشخصي







 
الحالة
المعز لدين الله غير متواجد حالياً

 


 

الأساليب التربوية عند رسول البشرية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليكم اخوانى بعض من أساليب الرسول صلى الله عليه وسلم فى تعليم أبنائه من الصحابة وغيرهم لنقتدى به فى تربية أبنائنا
وهو منقول ولا تنسونا من صالح دعاؤكم


الأساليب التربوية عند رسول البشرية

من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم التربوية مايلي:
1 -
التربية بالقصة:
إن القصة أمر محبب للناس، وتتركأثرها في النفوس، ومن هنا جاءت القصة كثيراً في القرآن، وأخبر تبارك وتعالى عن شأنكتابه فقال:{نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن} {لقد كان فيقصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى} وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بذلكفقال: {واقصص القصص لعلهم يتفكرون} ولهذا فقد سلك النبي صلى الله عليه وسلم هذاالمنهج واستخدم هذا الأسلوب.
شاب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - وهو خباب بن الأرت رضي الله عنه - يبلغبه الأذى والشدة كل مبلغ فيأتي للنبي صلى الله عليه وسلم شاكياً له ما أصابه فيقولرضي الله عنه: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة - وقدلقينا من المشركين شدة - فقلت :ألا تدعو الله؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: (لقد كانمن قبلكم ليمشط بمشاط الحديد مادون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه،ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذاالأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله).. [رواه البخاري 3852]
وحفظت لنا السنة النبوية العديد من المواقف التي يحكي فيها النبي صلى الله عليهوسلم قصة من القصص، فمن ذلك: قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار، وقصة الذيقتل مائة نفس، وقصة الأعمى والأبرص والأقرع، وقصة أصحاب الأخدود... وغيرهاكثير.
2 - التربية بالموعظة:
للموعظة أثرها البالغ في النفوس،لذا فلم يكن المربي الأول صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم يغيب عنه هذا الأمر أويهمله فقد كان كما وصفه أحد أصحابه وهو ابن مسعود -رضي الله عنه-: (كان رسول اللهصلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا) [رواه البخاري 68].
ويحكي أحد أصحابه وهو العرباض بن سارية -رضي الله عنه- عن موعظة وعظها إياهمالنبي صلى الله عليه وسلم ، فيقول: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعدصلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال رجل: إن هذهموعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟ قال: (أوصيكم بتقوى الله والسمعوالطاعة، وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا، وإياكم ومحدثات الأمورفإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضواعليها بالنواجذ) [رواه الترمذي 2676، وابن ماجه 42] وحتى تترك الموعظة أثرها ينبغيأن تكون تخولاً ، وألا تكون بصفة دائمة .
عن أبي وائل قال كان عبدالله يذكر الناس في كل خميس فقال له رجل يا أباعبدالرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم قال أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكموإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمةعلينا [رواه البخاري 70، ومسلم 2821].
3 - الجمع بين الترغيب والترهيب:
النفس البشرية فيها إقبالوإدبار، وفيها شرّة وفترة، ومن ثم كان المنهج التربوي الإسلامي يتعامل مع هذه النفسبكل هذه الاعتبارات، ومن ذلك الجمع بين الترغيب والترهيب، والرجاء والخوف.
عن أنس -رضي الله عنه- قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبةما سمعت مثلها قط: (قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً) قال: فغطىأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين [رواه البخاري 4621،ومسلم].
ومن أحاديث الرجاء والترغيب ما حدث به أبو ذر -رضي الله عنه- قال أتيت النبي صلىالله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ فقال:(ما من عبد قاللا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة) قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال:(وإن زنىوإن سرق) قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: (وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر) وكانأبو ذر إذا حدث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذر [رواه البخاري (5827) ومسلم (94)].
وعن هريرة -رضي الله عنه- قال كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معناأبو بكر وعمرفي نفر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنافأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا، وفزعنا فقمنا فكنت أول من فزع، فخرجت أبتغيرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار فدرت به هل أجدله بابا فلم أجد، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة -والربيع الجدول- فاحتفزت كما يحتفز الثعلب فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أبوهريرة؟) فقلت: نعم يا رسول الله، قال: (ما شأنك؟) قلت: كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأتعلينا، فخشينا أن تقتطع دوننا، ففزعنا فكنت أول من فزع، فأتيت هذا الحائط فاحتفزتكما يحتفز الثعلب، وهؤلاء الناس ورائي، فقال: (يا أبا هريرة) -وأعطاني نعليه- قال: (اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنابها قلبه فبشره بالجنة)â¦الحديث. [رواه مسلم (31)].
والمتأمل في الواقع يلحظ أننا كثيراً ما نعتني بالترهيب ونركز عليه، وهو أمرمطلوب والنفوس تحتاج إليه، لكن لابد أن يضاف لذلك الترغيب، من خلال الترغيب في نعيمالجنة وثوابها، وسعادة الدنيا لمن استقام على طاعة الله، وذكر محاسن الإسلام وأثرتطبيقه على الناس، وقد استخدم القرآن الكريم هذا المسلك فقال تعالى:{ولو أن أهلالقرى â¦} {ولو أنهم أقاموا التوراة …}.
4 - الإقناع العقلي:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إنفتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبلالقوم عليه فزجروه، قالوا: مه مه، فقال: (ادنه) فدنا منه قريباً قال: فجلس قال: (أتحبه لأمك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: (ولاالناس يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأخواتهم) قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك،قال: (ولا الناس يحبونه لعماتهم) قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني اللهفداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه وقال: (اللهم اغفرذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء [رواه أحمد ].
إن هذا الشاب قد جاء والغريزة تتوقد في نفسه، مما يدفعه إلى أن يكسر حاجزالحياء، ويخاطب النبي صلى الله عليه وسلم علناً أمام أصحابه، وأدرك النبي صلى اللهعليه وسلم المربي المعلم لديه جانباً لم يدركه فيه أصحابه فما هو؟
لقد جاء هذا الشاب يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان قليل الورع عديمالديانة لم ير أنه بحاجة للاستئذان بل كان يمارس ما يريد سراً، فأدرك صلى الله عليهوسلم هذا الجانب الخير فيه، فما ذا كانت النتيجة: (فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلىشيء).
5 - استخدام الحوار والنقاش:
وخير مثال على ذلك موقفه صلىالله عليه وسلم مع الأنصار في غزوة حنين بعد قسمته للغنائم، فقد أعطى صلى الله عليهوسلم المؤلفة قلوبهم وترك الأنصار، فبلغه أنهم وجدوا في أنفسهم، فدعاهم صلى اللهعليه وسلم ، وكان بينهم وبينه هذا الحوار الذي يرويه عبدالله بن زيد -رضي الله عنه- فيقول: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس فيالمؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس،فخطبهم فقال: (يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرقينفألفكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟)
كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمن، قال: (ما يمنعكم أن تجيبوا رسول اللهصلى الله عليه وسلم؟) قال كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن قال: (لو شئتم قلتمجئتنا كذا وكذا، أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي صلى الله عليهوسلم إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبالسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار، إنكم ستلقون بعدي أثرةفاصبروا حتى تلقوني على الحوض) [رواه البخاري (4330) ومسلم (1061)]
ففي هذا الموقف استخدم النبي صلى الله عليه وسلم الحوار معهم، فوجه لهم سؤالاًوانتظر منهم الإجابة، بل حين لم يجيبوا لقنهم الإجابة قائلاً: (ولو شئتم لقلتمولصدقتم وصُدقتم…).
6 - الإغلاظ والعقوبة:
وقد يُغلظ صلى الله عليه وسلم علىمن وقع في خطأ أو يعاقبه: فعن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رجل: يا رسول الله، لاأكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظةأشد غضباً من يومئذ فقال: (أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهمالمريض والضعيف وذا الحاجة) [رواه البخاري (90) ومسلم (466)].
وعن زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل عناللقطة فقال: (اعرف وكاءها -أو قال: وعاءها وعفاصها- ثم عرفها سنة، ثم استمتع بها،فإن جاء ربها فأدها إليه) قال: فضالة الإبل؟ فغضب حتى احمرت وجنتاه -أو قال احمروجهه- فقال: (وما لك ولها، معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وترعى الشجر فذرها حتىيلقاها ربها) قال: فضالة الغنم؟ قال: (لك أو لأخيك أو للذئب) [رواه البخاري (90) ومسلم (1722)].
وقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه على هذين الحديثين (باب الغضب في الموعظةوالتعليم إذا رأى ما يكره).
وعنعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليهوسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال: (يعمد أحدكم إلى جمرة من نارفيجعلها في يده) فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمكانتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم. [رواه مسلم (2090)]
عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلمبشماله فقال كل بيمينك قال لا أستطيع قال لا استطعت ما منعه إلا الكبر قال فمارفعها إلى فيه [رواه مسلم (2021)].
إلا أن ذلك لم يكن هديه الراتب صلى الله عليه وسلم فقد كان الرفق هو الهديالراتب له صلى الله عليه وسلم ، لكن حين يقتضي المقام الإغلاظ يغلظ صلى الله عليهوسلم ، ومن الأدلة على ذلك:
7 - الهجر:
واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب الهجرفي موقف مشهور في السيرة، حين تخلف كعب بن مالك -رضي الله عنه- وأصحابه عن غزوةتبوك، فهجرهم صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لا يكلمهم أحد أكثر من شهر حتى تاب اللهتبارك وتعالى عليهم.
إلا أن استخدام هذا الأسلوب لم يكن هدياً دائماً له صلى الله عليه وسلم فقد ثبتأن رجلاً كان يشرب الخمر وكان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم⦠والمناط في ذلك هوتحقيقه للمصلحة، فمتى كان الهجر مصلحة وردع للمهجور شرع ذلك وإن كان فيه مفسدة وصدله حرم هجره.
8 - استخدام التوجيه غير المباشر:
ويتمثل التوجيهغير المباشر في أمور منها:
أ - كونه صلى الله عليه وسلم يقول ما بالأقوام، دون أن يخصص أحداً بعينه، ومن ذلك قوله في قصة بريرة فعنعائشة -رضي الله عنها- فقالت أتتها بريرة تسألها في كتابتها فقالتإن شئت أعطيت أهلك ويكون الولاء لي فلما جاء رسول الله صلى اللهم عليه وسلم ذكرتهذلك قال النبي صلى اللهم عليه وسلم ابتاعيها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ثم قامرسول الله صلى اللهم عليه وسلم على المنبر فقال ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست فيكتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وإن اشترط مائة شرط [رواهالبخاري (2735) ومسلم].
وحديث أنس -رضي الله عنه- أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألواأزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم لا أتزوج النساء وقالبعضهم لا آكل اللحم وقال بعضهم لا أنام على فراش فحمد الله وأثنى عليه فقال: (مابال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عنسنتي فليس مني) [رواه البخاري (1401)].
ب - وأحياناً يثني على صفة في الشخص ويحثه على عمل بطريقة غير مباشرة، ومن ذلكما رواه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: كان الرجل في حياة النبي صلى اللهعليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على النبي صلى الله عليه وسلم ، فتمنيت أن أرى رؤياأقصها على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكنت غلاماً أعزب، وكنت أنام في المسجد علىعهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلىالنار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ باللهمن النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، فلقيهما ملك آخر فقال لي: لنتراع، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(نعم الرجلعبدالله لو كان يصلي بالليل) قال سالم: فكان عبدالله لا ينام من الليل إلا قليلاً [رواه البخاري (3738-3739].
ج - وأحياناً يأمر أصحابه بما يريد قوله للرجل، عن أنس بن مالك أن رجلا دخل علىرسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أثر صفرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم قلمايواجه رجلا في وجهه بشيء يكرهه فلما خرج قال: (لو أمرتم هذا أن يغسل هذا عنه) [رواهأبو داود (4182)].
د - وأحياناً يخاطب غيره وهو يسمع، عن سليمان بن صرد قال استب رجلان عند النبيصلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه فقالالنبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذبالله من الشيطان الرجيم) فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليهوسلم؟ قال: إني لست بمجنون [رواه البخاري (6115) ومسلم (2610)]
9 - استثمار المواقف والفرص:
عن أنس -رضي الله عنه- أنالنبي صلى الله عليه وسلم كان مع أصحابه يوماً وإذا بامرأة من السبي تبحث عن ولدهافلما وجدته ضمته فقال صلى الله عليه وسلم :(أترون هذه طارحة ولدها في النار) قالوا: لا، قال:(والله لا يلقي حبيبه في النار؟) [رواه البخاري (5999) ومسلم ( 2754 )].
فلا يستوي أثر المعاني حين تربط بصور محسوسة، مع عرضها في صورة مجردة جافة.
إن المواقف تستثير مشاعر جياشة في النفس، فحين يستثمر هذا الموقف يقع التعليمموقعه المناسب، ويبقى الحدث وما صاحبه من توجيه وتعليم صورة منقوشة في الذاكرة،تستعصي على النسيان.
والمواقف متنوعة فقد يكون الموقف موقف حزن وخوف فيستخدم في الوعظ، كما في وعظهصلى الله عليه وسلم أصحابه عند القبر.
عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل منالأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى اللهم عليه وسلم وجلسناحوله كأنما على رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال استعيذوابالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا⦠ثم ذكر الحديث الطويل في وصف عذاب القبروقتنته. [رواه ابو داوود (4753)]
ب ـ وقد يكون وقد يكون موقف مصيبة إذا أمر حل بالإنسان، فيستثمر ذلك في ربطهبالله تبارك وتعالى.
عن زيد بن أرقم قال أصابني رمد فعادني النبي صلى الله عليه وسلم ، قال فلما برأتخرجت، قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرأيت لو كانت عيناك لما بهما ماكنت صانعاً؟) قال: قلت: لو كانتا عيناي لما بهما صبرت واحتسبت، قال: (لو كانت عيناكلما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله عز وجل ولا ذنب لك) [رواهأحمد].
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم مثل هذا الموقف لتقرير قضية مهمة لهاشأنها وأثرها كما فعل حين دعائه للمريض بهذا الدعاء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء الرجل يعود مريضاقال: اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا ويمشي لك إلى الصلاة) [رواه أحمد (6564)].
إنه يوصي المسلم بعظم مهمته وشأنه وعلو دوره في الحياة، فهو بين أن يتقدم بعبادةخالصة لله ، أو يساهم في نصرة دين الله والذب عنه .
ج- وقد يكون الموقف ظاهرة كونية مجردة، لكنه صلى الله عليه وسلم يستثمره ليربطهبهذا المعنى عن جرير بن عبدالله -رضي الله عنه- قال كنا عند النبي صلى الله عليهوسلم فنظر إلى القمر ليلة يعني البدر فقال: (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر،لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبهافافعلوا) ثم قرأ {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} [رواه البخاري (554) ومسلم].
د ـ وقد يكون الموقف مثيراً، يستثير العاطفة والمشاعر كما في حديث أنس السابق فيقصة المرأة.
10 - التشجيع والثناء:
سأله أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـيوماً :من أسعد الناس بشفاعتك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم (لقد ظننت أن لا يسألنيأحد عن هذا الحديث أول منك لما علمت من حرصك على الحديث) [رواه البخاري ( 99 )].
فتخيل معي أخي القارئ موقف أبي هريرة، وهو يسمع هذا الثناء، وهذه الشهادة منأستاذ الأساتذة، وشيخ المشايخ صلى الله عليه وسلم. بحرصه على العلم، بل وتفوقه علىالكثير من أقرانه. وتصور كيف يكون أثر هذا الشعور دافعاً لمزيد من الحرص والاجتهادوالعناية.
وحين سألأبيَ بن كعب: (أبا المنذر أي آية في كتاب الله أعظم؟) فقال أبي: آية الكرسي. قال له صلى الله عليه وسلم (ليهنك العلم أبا المنذر) [رواه مسلم (810) وأحمد (5/142)].
إن الأمر قد لا يعدو كلمة ثناء، أو عبارة تشجيع، تنقل الطالب مواقع ومراتب فيسلم الحرص والاجتهاد. والنفس أياً كان شأنها تميل إلى الرغبة في الشعور بالإنجاز. ويدفعها ثناء الناس -المنضبط- خطوات أكثر.
والتشجيع والثناء حث للآخرين، ودعوة غير مباشرة لهم لأن يسلكوا هذا الرجل الذيتوجه الثناء له.






التوقيع :

لاتنسى ذكر الله

رد مع اقتباس
 
 

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأساليب التربويه للرسول عليه الصلاة والسلام رانيا منتدى الأسرة 10 10-09-2012 12:02 AM
هدف وحيد يضع ميسي على طريق المصالحة مع أنصار التانجو الدووووخي منتدى الرياضة العــالمــية 10 13-10-2011 01:11 AM
الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وآثرها على شخصياتهم الدووووخي منتدى الأسرة 16 27-07-2011 01:45 AM
محاضرة بعنوان / الأساليب النبوية في حل المشاكل الزوجية يوم الاثنين بالخفجي أبو رائد إرشيف أخبار الخفجي 8 14-12-2009 04:26 PM
نظريات الادارة التربوية k_bakri :: منتدى التربية والتعليم:: 5 14-05-2009 01:07 PM



الساعة الآن 01:35 AM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت