السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة والأخوات الكرام .. أحببت هنا
أن أعرض لكم شيء من حياة الشاعر امرؤ القيس
ومعلقته الشهيرة ..
علما بأن الموضوع جمعته من الموسوعة الشعرية
ومن الجامع الكبير لكتب التراث العربي الإسلامي
امرؤ القَيس
130 - 80 ق. هـ / 496 - 544 م
امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي.
شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر.
قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره.
أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال:
رحم الله أبي! ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعراً كثيراً
كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة.
ثم قصد الحارث بن أبي شمر الغساني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على الفرس فسيره الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية فوعده وماطله ثم ولاه إمارة فلسطين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام فيها إلى أن مات.
المعلقة ـ على البحر طويل
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
1 ـ قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل = بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
2 ـ فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ = لما نسجتْها من جَنُوب وشمالِ
3 ـ ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها = وقيعانها كأنه حبَّ فلفل
4 ـ كأني غَداةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا = لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ
5 ـ وُقوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ = يقُولون لا تهلكْ أسىً وتجهَّل
6 ـ وإنَّ شفائي عبرةٌ مهراقةٌ = فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ
7 ـ كدأبكَ من أمِّ الحويَرثِ قبلها = وجارتها أمَّ الربابِ بمأسل
8 ـ ففاضتْ دُموتُ العين مني صبابة = نزُولَ اليماني ذي العيابِ المحمَّلِ
9 ـ ألا ربَّ يومٍ لك مِنْهُنَّ صالح = ولا سيّما يومٍ بدارَةِ جُلْجُلِ
10 ـ ويوم عقرتُ للعذارى مطيتي = فيا عَجَباً من كورِها المُتَحَمَّلِ
11 ـ فظلَّ العذارى يرتمينَ بلحمها = وشحمٍ كهداب الدمقس المفتل
12 ـ ويوم دخلتُ الخدرِ خدر عنيزة = فقالت لك الويلات إنكَ مُرجلي
13 ـ تقولُ وقد مالَ الغَبيطُ بنا معاً = عقرت بعيري يامرأ القيس فانزلِ
14 ـ فقُلتُ لها سيري وأرْخي زِمامَهُ = ولا تُبعديني من جناك المعللِ
15 ـ فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضعٍ = فألهيتُها عن ذي تمائمَ محول
16 ـ إذا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لهُ = بشِقٍّ وَتحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ
17 ـ ويوماً على ظهر الكثيبِ تعذَّرت = عَليّ وَآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ
18 ـ أفاطِمُ مهلاً بعض هذا التدلل = وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي
19 ـ وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَةٌ = فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ
20 ـ أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي = وأنكِ مهما تأمري القلب يفعل
21 ـ ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبي = بسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
22 ـ و بيضةِ خدر لا يرامُ خباؤها = تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ
23 ـ تجاوزْتُ أحْراساً إلَيها ومَعْشَراً = عليّ حِراساً لو يُسروّن مقتلي
24 ـ إذا ما الثريا في السماء تعرضت = تعرضَ أثناء الوشاح المفصَّلِ
25 ـ فجِئْتُ وقد نَضَّتْ لنَوْمٍ ثيابَها = لدى السِّترِ إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ
26 ـ فقالت يمين الله ما لكَ حيلةٌ = وما إن أرى عنك الغوايةَ تنجلي
27 ـ خَرَجْتُ بها أمشي تَجُرّ وَراءَنا = على أثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
28 ـ فلما أجزْنا ساحة الحيِّ وانتحى = بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ
29 ـ هصرتُ بِفودي رأسها فتمايلت = عليَّ هضيمَ الكَشحِ رِيّا المُخَلخَلِ
30 ـ إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُها = نَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ
31 ـ مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفاضَةٍ = ترائبها مصقولةٌ كالسجنجل
32 ـ كِبِكْرِ المُقاناةِ البَياضِ بصُفْرَةٍ = غذاها نميرُ الماء غير المحللِِ
33 ـ تصد وتبدي عن أسيلٍ وتتَّقي = بناظرَةٍ من وَحش وَجْرَةَ مُطفِلِ
34 ـ وجيد كجيد الرئم ليس بفاحِش = إذا هيَ نَصّتْهُ وَلا بمُعَطَّلِ
35 ـ وفرعٍ يُغشي المتنَ أسودَ فاحم = أثيت كقنو النخلةِ المتعثكلِ
36 ـ غدائرهُ مستشزراتٌ إلى العلى = تضِل المداري في مُثنى ومُرسل
37 ـ وكشح لطيف كالجديل مخصر = وساق كأنبوبِ السقي المُذلل
38 ـ وَتَعْطو برخَصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنّهُ = أساريعُ ظبي أو مساويكُ إسحلِ
39 ـ تُضيء الظلامَ بالعشاء كأنها = منارةُ ممسى راهب متبتل
40 ـ وَتُضْحي فَتِيتُ المِسكِ فوق فراشها = نؤومُ الضُّحى لم تَنْتَطِقْ عن تَفضُّلِ
41 ـ إلى مثلها يرنو الحليمُ صبابة = إذا ما اسبكَرّتْ بينَ درْعٍ ومِجْوَلِ
42 ـ تسلت عمايات الرجالِ عن الصّبا = وليسَ صِبايَ عن هواها بمنسل
43 ـ ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ ألْوَى رَدَدتُه = نصيح على تعذَاله غير مؤتل
44 ـ وليل كموج البحر أرخى سدولهُ = عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
45 ـ فَقُلتُ لَهُ لَمّا تَمَطّى بِصُلبِهِ = وَأَردَفَ أَعجازاً وَناءَ بِكَلكَلِ
46 ـ ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلي = بصُبْحٍ وما الإصْباحَ مِنك بأمثَلِ
47 ـ إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُها = نَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ
48 ـ كَأَنَّ الثُرَيّا عُلِّقَت في مَصامِها = بِأَمراسِ كِتّانٍ إِلى صُمِّ جَندَلِ
49 ـ وَقَدْ أغْتَدي وَالطّيرُ في وُكنُاتُها = بمنجردٍ قيدِ الأوابدِ هيكلِ
50 ـ مِكَرٍّ مفرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً = كجلمودِ صخْر حطه السيل من علِ
51 ـ على الذَّبْلِ جَيّاشٍ كأنّ اهتزامَهُ = كما زَلّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزّلِ
52 ـ مسحٍّ إذا ما السابحاتُ على الواني = أثرنَ غباراً بالكديد المركل
53 ـ على العقبِ جيَّاش كأن اهتزامهُ = إذا جاش فيه حميُه غَليُ مِرْجلِ
54 ـ يطيرُ الغلامُ الخفُّ على صهواته = وَيُلْوي بأثْوابِ العَنيفِ المُثقَّلِ
55 ـ دَريرٍ كَخُذْروفِ الوَليدِ أمَرّهُ = تقلبُ كفيهِ بخيطٍ مُوصلِ
56 ـ لهُ أيطلا ظبيٍ وساقا نعامة = وإرخاء سرحانٍ وتقريبُ تنفلِ
57 ـ كأن على الكتفين منه إذا انتحى = مَداكَ عَروسٍ أوْ صَلايةَ حنظلِ
58 ـ فَباتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ وَلجامُهُ = وباتَ بعيني قائماً غير مرسل
59 ـ فعنَّ لنا سربٌ كأنَّ نعاجَه = عَذارَى دَوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
60 ـ فأدبرنَ كالجزع المفصل بينه = بجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَةِ مُخْوَلِ
61 ـ فألحَقَنا بالهادِياتِ وَدُونَهُ = جواحِرها في صرةٍ لم تزيَّل
62 ـ فَعادى عِداءً بَينَ ثَوْرٍ وَنَعْجَةٍ = دِراكاً ولم يَنْضَحْ بماءٍ فيُغسَلِ
63 ـ فظلّ طُهاةُ اللّحمِ من بينِ مُنْضِجٍ = صَفيفَ شِواءٍ أوْ قَديرٍ مُعَجَّلِ
64 ـ ورُحنا راحَ الطرفُ ينفض رأسه = متى ما تَرَقَّ العينُ فيه تَسَفَّلِ
65 ـ كأنَّ دماءَ الهادياتِ بنحره = عُصارةُ حِنّاءٍ بشَيْبٍ مُرْجّلِ
66 ـ وأنتَ إذا استدبرتُه سدَّ فرجه = بضاف فويق الأرض ليس بأعزل
67 ـ أحار ترى برقاً أريك وميضه = كلمع اليدينِ في حبي مُكلل
68 ـ يُضيءُ سَناهُ أوْ مَصَابيحُ راهِبٍ = أهان السليط في الذَّبال المفتَّل
69 ـ كَأَنَّ الثُرَيّا عُلِّقَت في مَصامِها = بِأَمراسِ كِتّانٍ إِلى صُمِّ جَندَلِ
70 ـ وأضحى يسحُّ الماء عن كل فيقة = يكبُّ على الأذقان دوحَ الكنهبل
71 ـ وتيماءَ لم يترُك بها جِذع نخلة = وَلا أُطُماً إلا مَشيداً بجَنْدَلِ
72 ـ كأن ذرى رأس المجيمر غدوةً = من السَّيلِ وَالأغْثاء فَلكةُ مِغزَلِ
73 ـ كأنَّ أباناً في أفانينِ ودقهِ = كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ
74 ـ وَألْقى بصَحْراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُ = نزول اليماني ذي العياب المخوَّل
75 ـ كأنّ السِّباعَ فيهِ غَرْقَى عَشِيّةً = بِأرْجائِهِ القُصْوى أنابيشُ عُنْصُلِ
76 ـ على قَطَنٍ بالشَّيْمِ أيْمَنُ صَوْبهِ = وَأيْسَرُهُ عَلى السّتارِ فَيَذْبُلِ
77 ـ وَأَلقى بِبَيسانَ مَعَ اللَيلِ بَركَهُ = فَأَنزَلَ مِنهُ العَصمَ مِن كُلِّ مَنزِلِ[/poem]
ولكم التحية ،،