0
0
صَـرمتْ حـبالك بعد وصلك iiزينبُ
والـدهـرُ فـيـه تـصرّم وتـقلبُ
وكــذاك وصـلُ الـغانياتِ iiفـإنه
آلــلٌ بـبَـلْقعة وبــرقٌ خُـلب
فـدع الـصّبا فـلقد عـداك iiزمانهُ
واجـهد ، فـعمرك مر منه iiالأطيب
ذهـب الـشبابُ فـما له من iiعودة
وأتـى الـمشيبُ فـأينَ منه iiالمهرَب
دع عـنك ما قد فات في زَمنِ iiالصبّا
واذكُـر ذنـوبك وابـكها يـا iiمُذنب
واخـشَ مُـناقشة الـحساب iiفـإنه
لا بُـد يـحصي مـا جنيتَ iiويُكتب
والـليلَ ، فـاعلم ، والنهار iiكلاهما
أنـفـاسنا فـيـه تُـعدّ iiوتـحسب
لـم يـنسه الـملكانِ حـينَ iiنـسيته
بــل أثـبتاه ، وأنـتَ لاهٍ iiتـلعب
والـروح فـيك وديـعةٌ iiأُودعـتها
سـترُدها بـالرغم مـنكَ iiوتُـسلب
وغُـرورُ دنـياكَ الـتي تَـسعى iiلها
دارٌ حـقـيقتها مَـتـاعٌ iiيـذهـب
وجـمـيعُ مـا حَـصلته وجـمعتهُ
حـقـاً يـقينا بـعدَ مـوتكَ iiيُـنهب
تُـبّـا لــدار ٍ لا يـدوم iiنـعيمها
ومـشـيدها عـما قـليل ٍ iiيـخرب
لا تـأمـنِ الـدهر الـخؤونَ iiلأنـه
مــا زالَ قـدماً لـلرجالِ iiيُـهذب
وكـذلـكَ الأيـامُ فـي غـصّاتها
مـضضٌ يـذلُ لـه الأعز iiالأنجب
ويـفـوزُ بـالمال الـحقيرُ iiمـكانةً
فـتراهُ يُـرجى مـا لـديه iiويُرغب
ويُـسـرّ بـالترحيب عـند قُـدومه
ويُـقـامُ عـنـد سَـلامهِ iiويـقُرّب
لاتـحرصنْ فـالحرص لـيس iiبزائد
في الرزق بل يشقى الحريص iiويتعب
كـم عـاجز فـي الناسِ يأتي iiرزقه
رغــداً ويُـحرم كـيّس ويـخيّب
فـعليك تـقوى اللهِ فـالزمها iiتـفُز
إن الـتـقيّ هـو الـبهي iiالأهـيب
واعـمل بـطاعتهِ تـنلْ منه iiالرَّضا
إن الـمـطـيعَ لَـربـه iiلـمـقرّب
أدّ الأمـانـة ، والـخيانةَ iiفـاجتنب
واعـدل ولا تـظلم يطيب iiالمكسب
واحـذر مـن المظلوم سهماً iiصائباً
واعـلـم بـأن دُعـاءه لا iiيُـحجب
وإذا أصـابك فـي زَمـانك iiشـدّة
وأصـابك الـخطب الكريه iiالأصعب
فــادع لـرَبك إنـه أدنـى لـمنْ
يـدعوه مـن حَـبل الوريد iiوأقرب
واحــذر مـؤاخـاة الـدنيّ iiلأنـه
يـعـدي الـصـحيح iiالأجــرب
واخـتر صـديقك واصطفيه تفاخراً
إن الـقَرين إلـى الـمقارنِ iiيُـنسب
ودع الـكذوبَ ولا يـكنْ لكَ iiصاحباً
إن الـكذوبَ لـبئس خـلاً iiيصحب
وذر الـحـسود وإن تـقادم iiعَـهده
فـالحقد بـاق فـي الصدورِ iiمغيَّب
واحـفظ لِـسانك واحترز من لفظه
فـالمرء يـسلم بـاللسان ويـعطَب
وزن الـكلام إذا نـطقت ولا تـكن
ثـرثارةً فـي كـلّ نـاد iiتـخطب
والـسـرّ فـاكتمه ولا تـنطق iiبـه
فـهو الأسـير لـديك إذ لا iiيَـنشب
واحرص على حفظ القلوب من الأذى
فـرجُوعها بـعد الـتنافر iiيـصعب
إن الـقـلوبَ إذا تـنـافر iiودهــا
شـبه الـزجاجة كـسرها لا iiيشعب
وإذا رأيـت الـرزق ضـاق iiبـبلدة
وخـشيتَ فـيها أن يضيقَ iiالمكسِب
فـارْحَل فـأرض الله واسعة iiالفضا
طـولاً وعـرضاً شرقها والمغرِب
0