![]() |
خلاصة القول حول مأساة الأربعاء بجدة
خلاصة القول حول مأساة الأربعاء بجدة الآيات و الأحاديث التي تنهى عن الغيبة و إشاعة الفاحشة و القذف دون بينة كثيرة و الأغلب يعلمها و القاعدة القضائية تقول : تبرئة مائة متهم خير من اتهام برئ و كذلك المتهم برئ حتى تثبت إدانته و من وجهة نظري إن قرار خادم الحرمين الشريفين الحكيم بتعويض المتضررين (مليون ريال للشهيد بالإضافة إلى الأضرار في الممتلكات و إسكان المتضررين في شقق مفروشة حتى يتم تأهيل منازلهم ) و تشكيل لجنة تحقيق من احد أهدافه إيقاف هذا اللغط و القيل و القال الذي ضره اكبر من نفعه فالأمر صار موكلا لهذه اللجنة المتخصصة فمن الالتفاف حوله الكف عن هذا لأنه يسئ إلى سمعة السعودية في الخارج و يضعف الحس الوطني في الداخل و المصلحة العليا للوطن يجب أن تقدم على المصالح الخاصة و خاصة في هذه الظروف الحساسة و من الأفضل التركيز على مساعدة المتضررين فهذا يفيدهم أكثر من الكلام . و إن ما أقوله ليس اختراعاً و لكنه من البديهيات فعندما يرى عاقل نهراً جارياً من الجهة الشرقية فورا يتبادر إلى ذهنه بأنه يوجد في هذه الجهة إما نبعاً أو أمطارا غزيرة هطلت في هذه الجهة و لا يتبادر إلى ذهنه بأن هذا النهر يمكن أن تستوعبه شبكة صرف صحي فإذا جاء من يقول له لا ليس هذا صحيحاً بل السبب ماسورة مكسورة في الجهة الغربية و المسئول عن ذلك البلدية الفاسدة و غير ذلك من الكلام. فبربكم ما دخل هذه بتلك و غالب ما يتم طرحه بعيداُ كل البعد عن مأساة السيل و لكن رب ضارة نافعة و أظن أن هذه الكارثة ستكون مفصلاً في تاريخ المملكة الحديث حيث ستصحح الكثير من الأمور إن شاء الله و لا أدرى من أين أتى هذا التصور بأن السعودية هي الدولة الوحيدة التي تمتلك الأموال و عليها ألا تخطأ أبدا و لا يجوز تشبيهها بدول العالم علماً بان ميزانية بلدية بعض المدن الغربية تعادل ميزانية الدول العربية بجمعها و لا ادري لماذا لا يجوز تشبيه كارثة جدة بباقي الكوارث الطبيعية فكارثة جدة تسببت بها أمطار لم يحدث مثلها على المدى القريب حتى يتم اخذ الحيطة و الحذر منها فليس لدي معلومات بأنه توجد أجهزة تستطيع أن تتنبأ بالكميات الفعلية للأمطار التي سوف تهطل و مكان هطولها بشكل دقيق و إذا كانت موجودة فهل تمتلكها هيئة الأرصاد في بلد صحراوي و لكنني أستطيع أن أقول بأنه لا يوجد مواطن وصل لأعلى حد من الانحلال الخلقي يعلم بأنه سوف تحصل كارثة تحصد أرواح المئات و تتسبب بأضرار كبيرة في الممتلكات و لا يبلغ عن ذلك فيجب أن نحسن الظن يبعضنا و كذلك الإعصار الذي تسبب بتدمير ولاية أمريكية كان بفعل رياح قوية شكلت أمواج ضخمة ضربت المدن الساحلية و أغرقتها و كان يمكن عمل مصدات حماية و هي تمتلك إحصاءات لمئات السنين و عندها مراكز رصد و تنبؤ متطورة بينما الدول النامية تمتلك إحصاءات لعدة سنوات و بعضها لا يمتلك و كذلك الزلزال الذي حدث في إيران منذ فترة قريبة - والتي تدعي الادعاءات و تعرض الاختراعات- و ذهب ضحيته بحدود خمسين ألف قتيل لم يتم نشر هذا الكم الهائل من الصور و لم تثر هذه الضجة الإعلامية رغم أن الزلازل يمكن الاحتراز منها الآن في التقنيات الحديثة و عظم الخسائر في إيران يدل على أن المباني لا يراعى فيها المعايير الهندسية اللازمة و إجراءات السلامة رغم أنها تقع على خط زلزالي و لا ندري هل تم تعويض المتضررين أم لا ؟؟ و إذا تم تعويضهم فكم سنة سوف تستغرق الإجراءات ؟؟؟ بينما في السعودية في زلزال العيص منذ عدة اشهر اتخذت كافة الاجراءت الاحترازية لسلامة السكان و على نفقة الدولة لأن ذلك يقع ضمن الممكن بينما في كارثة جدة لم يحدث هذا من قبل ليتم الاحتراز منه و عندي الكثير لأقوله و لكن نهجي في الكتابة أن ابتعد قدر المستطاع عن التخصيص حتى لا تثار النعرات و اكتفي بالإشارات فأقول باختصار و عن دراية و علم لو علم السعوديون حقيقة ما يدور في المجتمعات التي حولهم لشكروا الله صباح مساء على ما خصهم من نعم و خاصة هذه القيادة التي تنتهج الكتاب و السنة و أؤكد لكم بأنني اعرف جيدا ماذا يدور في هذا المجتمع و لذلك اكتب هذه المقالات ظناً مني بأن هذا هو الأسلوب الأمثل للإصلاح و أحسب و لا أزكي على الله أحد بأن هذا البلد المبارك هو الأقل فساداً في المنطقة لأنه يحكم بشريعة الله التي تولد مخافة الله في القلوب و كما يقال ( من يخاف الله لا تخاف منه ) . لأن هناك بلدان عربية يتم هدر طاقاتها و لا يبقى سوى الفتات للشعب فلو حدث هذا السيل في بلد عربي آخر- لا سمح الله - لكانت كارثة بكل ما تعنيه الكلمة ومن يقرأ هذا المقال من الأخوة العرب يعرف ذلك جيداً فعلى سبيل المثال هناك طرق في بعض البلدان العربية من زمن الاحتلال و عندما يراد تجديدها فطريق لا يتجاوز طوله عشرات الكيلومترات يستغرق إنشاؤه أكثر من عشر سنوات و يذهب ضحية إنشاؤه أضعاف كارثة جدة بسبب عدم مراعاة الأمن و السلامة و دون تعويضات بل و يدفع صاحب المصيبة حتى تنتهي إجراءاته الرسمية و حدثني من أثق بكلامه بأنه حصل حريق لممتلكات مستثمر في بلد عربي فوصلت سيارات الإطفاء من بلد ذلك المستثمر قبل سيارات الإطفاء من هذا البلد و التي حضرت اغلبها لا تصلح للاستعمال و يجب تنسيقها. علماً بأنه في أغلب الدول العربية يتم اخذ كلفة الإسفلت و الصرف الصحي و الأرصفة من المواطنين رغم إمكانياتهم المتواضعة بينما في السعودية على نفقة الدولة. و لو كان النقد الغير منضبط يجدي لكانت الدول العربية في مقدمة الدول المتقدمة فالكل يشك في الكل و الكل ينتقد الكل و القليل من يعمل لمصلحة الكل و هناك معيار سهل يتم من خلاله تقييم البلدان ومعرفة مستواهم في جميع نواحي الحياة هو الأجهزة الأمنية فإذا كانت الأجهزة الأمنية فاسدة و ظالمة فاعلم أن جميع نواحي الحياة كذلك و العكس بالعكس و احسب أن الأجهزة الأمنية السعودية من أفضل الأجهزة في العالم و السعودية بلد مستهدف من الأعداء لأنها تضم مقدسات المسلمين و تحكم بالكتاب و السنة و بالتالي فالدفاع عن سمعتها يدخل في باب الدفاع عن المقدسات و عن شريعة الله و هذا ما أقوم به فعلى سبيل المثال قامت إحدى القنوات الفضائية المعروفة و التي يشاهدها عشرات الملايين في العالم و بعد أكثر من عشرين يوما من الحادثة بعرض الصور المؤثرة عن الطوفان و ختمتها ببضع كلمات عن سبب الكارثة و هي عدم وجود صرف صحي و قلة الخدمات المقدمة للمتضررين فهذا المشهد يعطي أسوأ انطباع عن السعودية في الداخل و الخارج و من جملتها الاستهانة بحياة الناس علما بأن السعودية من أكثر الدول اهتماما بحياة الإنسان و كرامته و أقول ذلك بكل ثقة و عندي الأدلة و سوف انشرها بموضوع مستقل لأن العاطفة تثار بعد عرض هذه الصور المروعة و هنا يخمد دور العقل فلا يحلل و لا يفكر و يأخذ هذه الكلمات التي ختم بها المقطع الإخباري كما هي و التي هي الهدف من نشر الخبر بهذه الطريقة و إلا كيف يتقبل العقل أن شبكة صرف صحي أو مطري تستوعب هذا النهر و لاحظوا الفرق بين التغطية الإعلامية لكارثة هايتي و بين مأساة جدة فهل يتم توجيه اللوم إلى الحكومة الهايتية لعدم اخذ إجراءات السلامة في المباني و ذلك بتصميمها ضد الزلازل أو لماذا لم يتم إنذار الناس قبل حدوث الزلزال و الذي يقع ضمن الممكن في التقنية الحديثة و لاحظوا الإعلام كيف يركز على استدرار العواطف لتقديم مساعدات للمتضررين بينما في مأساة جدة الأمر مختلف تماما و ارجوا أن تقرؤوا جميع مواضيعي حتى تعرفوا توجهاتي و أهدافي و في الحقيقة ليست غايتي المدح لذاته أو الدفاع عن جهة معينة فلست شاعراً و لا محامياً و مهنتي الهندسة أي أن هذه المأساة تقع ضمن تخصصي و لكن غايتي الدعوة لمنهج تم تطبيقه بشكل عملي من قبل الممدوح و اثبت نجاحاً و أعطى نتائج ايجابية ملموسة و في هذا خير للأمة و العالم اجمع . و كذلك القيام بواجب الجهاد الفكري ضد الغزو الثقافي الخطير الذي تتعرض له السعودية و الذي نجح مؤخراً باختراق هذا الحصن الذي ظل مستعصياً طيلة الفترة الماضية. و كذلك دعوة الشباب السعودي الذين وقعوا ضحية هذا الغزو فانحرفوا عن جادة الصواب لكي يعيدوا حساباتهم حتى لا يكونوا سبباً لنزول المكروه بالمجتمع السعودي و زوال هذه النعم عنه . و كذلك دعوة غير السعوديين الذين وقعوا ضحية التشويه لسمعة السعودية و الذين لا هم لهم سوى الطعن في السعودية حكومةً و شعباً بشكل عام أن يكفوا عن ذلك احتراما لمقدساتهم لأن هذا يضعف الحمية على المقدسات فيؤدي إلى طمع الأعداء في بلاد الحرمين. و اخشي ما أخشاه أن يتم استدراج إيران من قبل أعداء الإسلام للاعتداء على هذا البلد المبارك من أجل إيجاد ذريعة للتدخل في شؤون بلاد الحرمين و التي هي هدف استراتيجي لهم لمكانتها و أهميتها و الخوف ليس من الاحتلال فالسعوديون و من معهم من المسلمين قادرون – بعون الله- على طرده و لكن الخوف مما سيحصل بعد زوال الاحتلال من صراعات محلية و إقليمية فيصبح حلم الناس الشعور بالأمن و الأمان و زيارة الأماكن المقدسة بأمان و يسر و سهولة. و كذلك تركيز الذم على أفضل الموجود عربياً له نتائج سلبية خطيرة أكبر مما نتصور . |
[align=center]
جزاك الله خير ما قول الا الشكوى لله الله يعطيك العافيه موضوع في محله لك ودي واحترامي [/align] |
هذا من لطفكم و فضلكم و دليل على سمو فكركم و حريته فلا يعرف الفضل لأهله إلا الفضيل مع اجل تحية
|
بالنسبة للاتهامات فهي إن شاء الله غير موجوده بقدر ما يجب أن يكون هناك تحقيقات لمعرفة من المخطئ حتى يتمكن ادراك الأخطاء وعدم تكرارها مستقبلا سلمت .. على موضوعك |
هذا من لطفكم و فضلكم و دليل على سمو فكركم و حريته فلا يعرف الفضل لأهله إلا الفضيل مع أجمل تحية |
الامطار التي سقطت على جدة يوم الاربعاء 22/2/1432 تفوق كمية الامطار التي هطلت العام الماضي و نتيجة الاجراءات و الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة مشكورة خلال العام الماضي و التي تضاهي الدول المتقدمة - من وجهة نظري- ساهمت الى حد كبير في تخفيف الاضرار بفضل الله و هناك مبالغة كبيرة في حجم الاضرار التي حصلت هذا العام فالاضرار هذا العام لا يمكن مقارنتها بالاضرار التي حصلت العام الماضي و ان الحل الجذري لهذه المشكلة الطارئة بسبب تغيرات المناخ في العالم و التي لم تكن موجودة من قبل يحتاج لاعوام و لمبالغ طائلة و ان مثل هذه الامور تحدث في الدول المتقدمة مثل امريكا و الصين و استراليا و البرازيل و الهند و لو ان ما حدث جرى في أي دولة اسلامية اخرى لكانت كارثة بكل ما تعنيه الكلمة و الوافدون يعرفون معنى كلامي جيدا |
الساعة الآن 06:52 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.