أتعرفون من هي هذه الطفلة البائسة ؟؟
صورة غريبة مؤلمة .. لا تفارق عيني وخيالي .. بل هي صورة كثيرة في هذا الزمان .. صورة الضياع و الغربة .. و الوحشة و البعد ..
وسط الجموع المجمعة .. لفتت نظري و جذبت انتباهي .. بعزلة لم أعرف لها مثيل .. و انطواء لم أعده من أي إنسان .. الكل يركض حيث المأوى .. الكل يجري حيث مبتغاه .. لكنها بقيت وحيدة .. طفلة بائسة .. قد رسم أناس هذا الزمن شقاءها .. طفلة يتيمة الأبوين .. وحيدة .. فقر و جوع .. وحشة و وحدة .. دنوت منها .. اقتربت منها أكثر و أكثر .. حملتها لأدثرها و أنفض عنها غبار الوهن .. حكت لي قصة غربتها و ضياعها بعدما بدت عليها الطمأنينة و الراحة .. قصة أسأل الله أن لا تكرر في هذا الوجود .. قصة الضياع بعد فقد أبويها .. قصة طمع ذويها و أهلها و قد كان الأولى بهم رعايتها و العطف عليها و لكن المادة قد طغت عليها فأخذوا كل ما تملك ليسدوا لقمة عيشهم ليتركوها بين فقر و ذل ومهانة .. أتعرفون من هي هذه الطفلة ؟!
إنها طفلة قد تجرعت آلام القهر و الذل بعد حرب .. قد فقدت الأمان و الحنان و الاطمئنان .. في زمن يسوده الحيتان و يتزعمه رأس الثعبان ..
قصة ما زال شريطها يدور و يدور .. أنبتغي الحرب ؟؟
أنستطيع أن نرى تلك المشاهد تتكرر أمامنا كل يوم و نقف كالصم البكم لا نحرك ساكناً .. ؟؟
طفل جائع ..
طفل مشرد ..
طفل يصرخ ..
.............
عفواً .. هنا أقف لأسأل سؤالاً .. ماذا فعلت لهؤلاء ؟!