وكانت بيننا ليلة
نثرنا الحب فوق ربوعها العذراء
فانتفضت
وصار الكون بستانا
وفوق تلالها الخضراء
كم سكرت حنايانا
فلم نعرف لنا اسما
ولا وطنا .. ولا عنوانا
وكانت بيننا ليلة
سبحت العمر بين مياهها الزرقاء
ثم رجعت ظمآنا
وكنت اراك ياقدرى
ملاكا ضل موطنه
وعاش الحب انسانا
وكنت الراهب المسجون فى عينيك
عاش الحب معصية
وذاق الشوق غفرانا
وكنت اموت فى عينيك
ثم اعود يبعثنى
لهيب العطر بركانا
وكانت بيننا ليلة
وكان الموج فى صمت يبعثرنا
على الآفاق شطآنا
ووجه الليل
فوق الغيمة البيضاء يحملنا
فنبنى من تلال الضوء اكوانا
وكانت فرحة الايام
فى عينيك تنثرنى
على الطرقات الحانا
وفوق ضفافك الخضراء
نام الدهر نشوانا
واقسم بعد طول الصد
ان يطوى صحائفنا وينسانا
وكان العمر اغنية
ولحنا رائعا اطربنا واشجانا
وكانت بيننا ليلة
جلست اراقب اللحظات
فى صمت تودعنا
ويجرى دمعها المجروح
فوق العين الوانا
وكانت رعشة القنديل
فى حزن تراقبنا
وتخفى الدمع احيانا
وكان الليل كالقناص يرصدنا
ويسخر من حكايانا
وروعنا قطار الفجر
حين اطل خلف الافق سكرانا
ترنح فى مضاجعنا
فأيقظنا.. وأرقنا .. ونادانا
وقدمنا سنين العمر قربانا
وفاض الدمع
فى اعماقنا خوفا واحزانا
ولم تشفع امام الدهر شكوانا
تعانقنا
وصوت الريح فى فزع يزلزنا
ويلقى فى رماد الضوء
ياعمرى بقايانا
وسافرنا
وظلت بيننا ذكرى
نراها نجمة بيضاء
تخبو حين نذكرها
وتهرب حين تلقانا
تطوف العمر فى خجل
وتحكى كل ما كانا
وكانت ..... بيننا ليلة