لكل مقام مقال ..
ولكل زمن رجال ..
أليست هذه مقولة قديمة نسمعها ونقرؤها كثيرا ؟؟
ونحن نقول أيضا ..
لكل مناسبة لباس ..
ولكل وقت نوع من الطعام ..
ولكل فصل مظاهر تختلف عن الآخر ..
وهكذا ..
ما لفت نظري عندما ذهبت لأداء العمرة في رمضان الماضي هو ..
فساتين السهرة المختلفة الأشكال والألوان ..
بنطلونات الجينز الضيقة من الأعلى .. العريضة والطويلة جدا من الأسفل ..
موديلات الملابس الغريبة والعجيبة ..
المكياج الكامل في عز النهار تحت غطاء الوجه .. وكأننا في حفلة ..
العطورات المثيرة التي تفوح من بُعد أمتار طويلة ..
وأمورٌ أخرى كثيرة .. مثيرة وغريبة ..
تأملتُ هذا كله ..
لماذا يحدث في مثل هذا الوقت !!
الوقت : رمضان .. والناس صيام ..
المكان : أقدس وأحب الأماكن إلى الله تعالى .. وأقربها له ..
المشاعر : متجهة إلى العبادة .. إلى الدعاء .. إلى طلب المغفرة والرضوان ..
الأحاسيس : نائمة إلا من رهبة القرب من رب العباد ..
لا يوجدُ فرق بين امرأة ورجل .. بين غني وفقير .. بين أبيض وأسود ..
الكل يُفترض أنه واحد ..
فجأة .. وفي مثل هذا الموقف المَهيب .. تمر ..
تتبختر ..
عباءتُها .. فستان سهرة .. تحيط بخصرها .. وتتمايل معها .. ومع نسمات الهواء ..
مفتوحة من الجانبين .. مطرزة بأنواع الخرز المتماوج اللون ..
أقدامٌ عارية من جوربين ..
وعيونٌ بعدسات ملونة .. والكحل مرسوم بعناية حولها ..تقدح يمنة ويسرة ..
ومشية تهتز بها .. تحسب أن الطريق مفتوح لها .. وأنها على منصة عرض للأزياء ..
لماذا أنتِ هنا ؟
للفتنة ؟
للإغراء ؟
في بيت الله الحرام ؟
---------
أخرى .. شبابية ..
بنطلون الجينز يسحب وراءها من طوله .. أليست هذه هي الموضة !!؟
أتسائل ....
ألا تغارين على نفسك .. عندما تـُبرزين شيئا من ملابسك لعيون الآخرين ؟
ألا تخافين من تلك النظرة التي تتجردين فيها من عباءتك وتظهرين أمام الرجال
الأجانب ببنطلون جينز ضيق ؟
نعم .. لا بد من تلك النظرة ..
ما دمتِ قد كشفتِ جزءا .. فالخيال سيُـظهر الجزء الآخر ..
ألا تخافين الله .. وأنتِ في حرمه ؟
لمَن تتزينين !!؟ ولِمَن تتعطرين !!؟ ولمَن تضعين العدسات الملونة !!؟
مادمت تذهبين للعباده ..
لله ؟
لا والله .. فالله لا يريد منك هذا ..
أختاه ..
قد أكون قاسية بعض الشيء في كلامي ..
ولكن الواقع مُر .. والسكوت عنه .. أمَرّ ..
أختاه ..
المرأة فتنة .. فهلا حرصتِ على عدم إثارتك للفتنة ؟
هل تحبين أن تكوني سببا في عذاب الآخرين ؟
وفي عذابك أنتِ أيضا ؟
المرأة فتنة في بيتها .. لزوجها .. ولزوجها فقط ..
أما تلك المرأة التي تعرض فتنها على الرائح والغادي ..
في السوق والشارع وحتى في المساجد وبيوت الله ..
تستجدي نظرة إعجاب ..
تتبع كلمات الإطراء على جمالها وفتنتها ..
فما هي إلا ......
مسكينة .. لم تعرف قيمتها .. ولم تعرف مَن هي بعد ..
أختاه ..
كلما علوتِ .. وصُـنتِ نفسك .. صانكِ واحترمكِ الآخرون ..
وكلما أبرزتِ إغراءً .. كلما تجمعت حولَكِ الذئابُ اللاهثة ..
فهل تحبين أن تكوني مرتعا للذئاب .. ولو بنظراتهم ؟
أطلت ..
ولكني سأكتب كلمة أخيرة ..
عندما يأتي رواد الموضة ..
يحاولون إبهار العقول الفارغة بأنواع من الألبسة يقولون أنها إسلامية ..
فيُـنزلون عباءة .. ليست إلا فستان من فساتين السهرة في أوربا ..
أسود .. ضيق .. من أقمشة الشيفون ( وعلى حد علمي في الأزياء ) أن الشيفون
يُستعمل بالأصل في ملابس الحفلات .. وبالأخص هي تستعمل للإغراء ..
فكيف تسمحين لنفسك بلبسلها خارج محيط بيتك ..
وكيف تسمحين لِمَن يُديرون دور الأزياء باللعب بكِ تارة في هذا الملعب وأخرى في غيره ..
لا يا أختاه .. كوني أرقى من أن يُسيرك الآخرون .. وأقوى وأثبت من أن تكوني ريشة
في مهب الريح .. تلمس هذا .. وتحط على ذاك ..
سترني الله تعالى وإياكِ في الدنيا والآخرة ..
ولكِ مني كل الحب
نقلته لكم لكي يعلم الرجل انه ذاهب بزوجته وبنتة للعباده وليس لعروض ازياء بالحرم
اللهم انصر اخواننا المسلمون