أثبت روماريو بأنه نجم من قائمة العمالقة إبداعاته باقية مع بقائه في الملاعب لا تخفيها رياح السنين
روماريو قاد فريقه فاسكو ديقاما مؤخرا لإحراز بطولتين في شهر واحد فحقق كاس ميركوسور والدوري البرازيلي
وفي مباراة النهائية سجل روماريو وصنع وقاد فريقه للفوز وقادته موهبته للتتويج ملك على الكرة البرازيلية
روماريو العجوز 35 سنه ويلعب في خط المقدمة وأمامه فرق تمتاز بصغر سن لاعبيها إلا أن ذك لم يكن أبدا سبب لإيقاف توهجه فسجل في هذا الموسم رقما قياسيا لا ينسى وهو 64 هدف وبزيادة هدفين عن صاحب الرقم السابق نجم الثمانينات روبيرتو ديناميت ولو احتسبت أهداف روماريو بالمنتخب لأصبح لديه3 7 هدف في 74 مباراة .وقبل نهائيات كاس العالم 98 بفرنسا تم استبعاد روماريو من المنتخب لأنه غير جاهز بدنيا فخرج روماريو في مؤتمر صحفي وهو يبكي من الحسرة وبعدها قام بوضع رسوم كاريكاتورية في المطعم الذي يمتلكه تسخر من مدرب المنتخب زاجالو وسبق ذلك إخفاقه مع نادي فالنسيا وهجر برشلونه له وعانا من الضرائب التي تطالبه بأموال خيالية فوزع ثرواته على أسماء عالته حتى لا يخسر ما جناه
وعاد روماريو للبرازيل ولم يثنى عزيمته فحقق مع ناديه كاس ميركوس وهي الكاس البرازيلية الفاخرة يتنافس عليها أقوى 20 فريق في بلد السامبا
وبعد هذا تم ترشيح روماريو من قبل 242 صحفي آتو من 22 دولة من أمريكا اللاتينية فحصل روماريو على 67 صوت مقابل 64 صوت لخوان ريكيميلي نجم بوكا جونيورز وبذلك يصبح روماريو رابع لاعب برازيلي ينال هذا الشرف بعد ببيبتو عام 89 و راي 92 و كافو 94
ولم تقف هذا الإنجازات الكبيرة لروماريو مع فريقه فقط فانتقلت حمى روماريو للمنتخب عندما لم يجد مسئولي الاتحاد البرازيلي حل غير جلب هذا النجم لحفظ ماء الفانلة الذهبية بعد نتائج مخيبه للآمال في تصفيات كأس العالم 2002
وبعد خسارة من تشيلي بثلاثة وأخرى من البارغواي بهدفين عاد اللص الشريف ليسرق الأهداف فسجل ثلاثة أهداف من اصل أربعه في مرمى بوليفيا أعقبها برباعية في مرمى فنزويلا وبعد مباراتين فقط تصدر قائمة الهدافين بسبعة أهداف وسجل اسمه كثاني افضل هداف في تاريخ البرازيل 66 هدفا مقابل 67 لزيكو و 95 للجوهرة السوداء بيليه
ربما يميز روماريو قوته البدنية وسرعة الكبيرة في الأمتار الأولى وتحركاته الدؤوبه في منطقة 18 والتي تشبه بحركات ثعلب وتجعل مهمته سهله في اصطياد الأهداف فلذلك سمي بسيد 18 ومن الناجية الجسدية روماريو يصنف من قائمة مارداونا و موللر إلا أن عيب روماريو هو قلة حضوره خارج 18 وعندما سال قال أنا أجيد التهديف أما الركض فجميع لاعبي كرة القدم يجيدونه
ومن عرف روماريو في برشلونه سيتعرف عليه من أدائه مع فاسكو ديقاما فطريقة لعبه ومستواه لم يتغير ولم يجد صحافي البرازيل إلا تصنيف هذه المرحلة العمرية بشباب ثاني يعيشه روماريو
إلا أن لروماريو رأي آخر فالنجم الذي سيطر على إعجاب 180 مليون برازيلي يصنف هذه المرحلة بمرحلة النضج الثانية أما الأولى فكان أيام كاس العالم 94 و برشلونه
وعندما سؤل متى ستعتزل قال لن يكون ذلك قبل أن اصل إلى سن 37 فأنا اتبع حمية غذائية ولا أتناول الأغذية الدسمة واركز في أكلي على الخضار والفاكهة وأنام 11 ساعة يوميا
ويستغرب مدرب اللياقة المسؤول عن روماريو فيقول الإنسان عندما يتخطى سن الثلاثين فهو يفقد 10% من حجم عضلاته كل عشر سنوات وهذا سبب قلة مستوى اللاعبين عندما يكبرون إلا أن روماريو لا يزال بكامل عافيته
أما روماريو فيوضح السبب ويقول إن السيارة تتحرك بالوقود وأنا أتحرك بعطش الثأر على من أبعدني من كاس العالم 98 ولن أتوقف إلا بعد أن أبدع في كاس العالم 2002
روماريو أدلى بتصريح غريب فقال بعد كاس العالم 94 لم يعرف المجد إلا رونالدو ومن ثم جاء وقت ريفالدو والآن هذا وقتي لأثبت أني الأفضل
وعندما أرادوا الإنقاص من مسيرته الكروية سأله صحفي أبطالي بان مسيرة روماريو الكروية تفتقد التجربة الإيطالية
روماريو رد بكل هدوء فقال : (( بل إيطاليا هي التي فقدت روماريو))وماريو اللاعب الذي يعشق الليل وصاحب الخلافات مع المدربين
وعندما سؤل عن السبب أجاب : الأمر يتوقف على المدرب فإذا كان متسلط ولا يحب ألاعب الذي يعبر عن رأيه فإن الأمور ستفضل معه ولكن إذا كان متفاهم معي فعلية تجهيز نفسه برفع كاس البطولة
أبصر روماريو النور في مدينة ريو دي جانيرو العاصمة السابقة للبرازيل في 29 / 1 / 1966 وبالتحديد في حس فيلابينا وهو حي للفقراء
روماريو من عائلة فقره فعمل في صباح كمساح لزجاج السيارات أما والده فكان حارس مصنع وكثيرا ما كان يعمل ساعات إضافية لتوفير المال لعائلته
أما والدته فكانت خادمة في بيوت الأغنياء
روماريو متمرد منذ الصغر كما تصفه والدته فتقول عنه بأنه الشيطان الصغير
بدأ روماريو في كشف النقاب عن موهبته عندما كان صبيا وكانت أزقة ريو دي جانيرو مسرحا ليقدم إبداعاته عليها
وذاع صيت روماريو عند كشافي المواهب فانضم إلى ناشئين نادي اولاريا حتى وصل إلى درجة الشباب
وفي مباراة تاريخية في حياة الصغير روماريو عندما لعب مباراة لا تنسى بين شباب اولاريا و شباب فاسكو دي قاما وانتهت بفوز فريق روماريو بأربعة أهداف مقابل لاشيء وجميع الأهداف بتوقيع المعجزة روماريو
فلم تترد إدارة نادي فاسكو دي قاما في التعاقد مع هذه الموهبة وابتسم الحظ للأعجوبة ووجد الفرصة ليقول للعالم أجمع أنا قادم إليكم
وانضم روماريو للفريق الأول واصبح هداف الفريق في الفترة ما بين 84 - 88
ففي عام 86 أحرز هداف الدوري برصيد 20 هدف وفي موسم 87 أحرز الهداف أيضا وبـ 17 هدف 9 منها كانت في شباك حامل اللقب نادي بوتا فوغو
وفي عام 1988 وتحديدا في أولمبيات سيؤول أصبح العالم يتحدث عن هذا القصير الذي أحرز 6 أهداف للمنتخب البرازيلي وأوصله للمباراة النهائية وصحيح أن البرازيل خسرت أمام الاتحاد السوفيتي على النهائي بنتيجة 2/1 إلا أن روماريو الهداف قال كلمته
وبعدها اقتنعت الأندية الأوروبية أن هناك موهبة لاتقبل أنصاف الحلول وعلى الأندية الصغيرة خطفها قبل أن يسبقها غيرها
وفعلا كانت هولندا هي المحطة الجديدة في حياة روماريو ووصل البطل وهو متوج من كرة السامبا وكيف لا وهو صاحب 200 هدف في 247 مباراة مع الهواة والمحترفين فاثبت بعدها انه سيد منطقة الثمانية عشر
روماريو وخلال أول خمسة مباريات مع فريقه الجديد اندهوفن سجل 6 أهداف ورغم برودة الطقس في بلاد الطواحين إلا أن روماريو عاشق الشمس والبحر استطاع أن يقود فريقه إلا بطولة الدوري لثلاثة أعوام رغم قوة المنافسة من مدرسة الموهوبين نادي أجاكس وليس هذا فقط وإنما توج نفسه هدافا خلال هذه السنوات الثلاث وبذلك يكون لروماريو 135 هدف خلال مسيرة مع اندهوفن
وبعدها أيقنت كبار الأندية الأوروبية أن هذا النجم مكانه بينهم وفعلا استطاع اشهر أندية العالم وأغناها نادي برشلونه ووجد روماريو في كتالونيا ارض خصبة لإضهار إبداعاته وزاد من روعة روماريو ما اكتشفه النجم الشهير والمدرب القدير يوهان كرويف فيه
وعندها فعل روماريو الصعب فعادل رقم مواطنه بالتازار الذي سجل في موسم 8 34 هدف وسجل روماريو أربع ثلاثيات (هاتريك) في ريال مدريد واتليتكو مدريد وريال سوسيداد واوساسونا وبذلك يحطم الرقم القياسي لنجم الريال هوغو سانشيز الذي حقق 3 ثلاثيات في موسم واحد
واكتسح برشلونه ساحة الليقا وحقق الدوري 4 مواسم متتالية ووصل إلى نهائي بطولة أوروبا في اليونان والتي خسرها أمام ميلان 4/0
وانتقل روماريو إلى أمريكا مع منتخب بلاده وحقق كاس العالم بعد أن سجل 5 أهداف وصنع 3 لرفيقة بيبتو
وبعد أمريكا فشل روماريو مع برشلونه وتعرض لانتكاسه كبيره مع نادية بعد أن بدأ الحنين لبلاده وساءت الأمور بين كرويف وبرشلونه وقدم استقالته وهجر روماريو التدريب وطالب بإعارته لنادي فلامينغو وفعلا كان له ما يريد .وفي فلامينغو فرح اللاعبون كثيرا بهذا البطل وحضرت الجماهير إلا أن روماريو كن يقف متفرجا في الملعب وهجر التمارين واتجه إلا كرة الشاطئ
وازداد غضب الجماهير إلا أن الإدارة كانت تعامله كبقية زملائه فلم تخصم من مرتبه ولا مكافئاته فأطلقت علية الصحافة لقي (صاحب السونا) لأن روماريو وصاحب محل للسونا كلاهما يجني رزقه من عرق الآخرين
وبعدها ضهرت فضيحة مدوية في البرازيل وعن علاقة غير شرعية بين روماريو الأب لطفلين و حسناء برازيلية وطلبت زوجته مونيكا الطلاق ونصف ثروة روماريو التي تتعدى 7 مليون دولار
وحدث الطلاق بين روماريو ومونيكا مقابل أن تحصل زوجته على 1.5 مليون دولار
بعد مشاكل الطلاق خسر فلامينغو بطولة الريو امام نادي فلومنيسي ومع ذلك لم يؤمن روماريو بفشله بل طالب بزيادة مرتبه الشهري من 100 الف دولار إلى 15 الف فما كان من الإدارة إلا بوضعه على قائمة الانتقال واستغل نادي فالنسيا الموقف ووقع عقد مع روماريو المتخبط لمدة 3 سنوات
روماريو لم يكن جدي فغاب عن التمارين ولم يكن منظبط وواصل سهره وسافر بعد ذلك إلى البرازيل في نصف الموسم ليتزوج
وبدأ روماريو حياة جديدة مع زواجه الجديد من دانيال التي دائما ما يدين لها روماريو بالفضل في استعادة توازنه
روماريو لم يلعب خلال 78 يوم إلا 4 مباريات وسجل فيها 5 أهداف فعرض فالنسيا إلغاء الصفقة وذلك عام 1997 مع نادية ولكن فلامينغو رفض لأن راتب روماريو البالغ 100 الف دولار كبير عليه وإذا أراد روماريو الرجوع فعلية أن يقبل بـ 50 الف دولار فقط وان يكون العقد إعارة فهم لا يضمنون نجاح هذا المتعجرف
وكان لزوجة روماريو الجديد دور كبير لإقناعه بالعرض فقبل روماريو واستعاد النجم بريقه وحقق المحال واصبح الهداف لمنطقة الريو مقابل 18 هدف وفي شهر مارس من عام 1998 سجل روماريو هدفه المائة مع فلامينقو فطالب نادي فالنسيا إلغاء الإعارة وعودة روماريو لناديه
روماريو اصطدم في قالنسيا مع مدرب الفريق رانييري الذي قال لست مدرب لك وحدك إذا لم يعجبك الوضع فارحل أنا لا أريدك
عاد روماريو لفلامينغو وعادت المشاكل معه من جديد فقرر فلامينغو التخلي عنه وفضهر على الساحة نادي فاسكو دي قاما النادي الذي صقل هذه الموهبة
فشارك روماريو مع الفريق في بطولة العالم الأولى للأندية ووصل مع الفريق للنهائي الذي خسره بركلات الترجيح امام نادي كورنثياز
الخسارة لم تثني روماريو فعاد وبقوة وحقق بطولتين مع فريقه هذا العام وعادت الموهبة الكبيرة ولقب روماريو باللص الشريف لأنه يسرق الأهداف بشكل رائع
روماريو مع المنتخب وماذا قالوا عن روماريو ومقارنة روماريو برونالدو