هذا الشهر هو الأول من التقويم الهجري الجديد 1424 هـ ، ذلك التقويم الذي أرَّخ به الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، و اتخذه أساساً للمراسلات و المعاملات سواء تلك المتعلقة بالدولة أو الأشخاص ، و سارت الدولة الإسلامية على هذا التقويم في مختلف عهودها مؤكدة أهمية هذا التاريخ في الحفاظ على هوية الأمة و ذاتيتها في تحقيق التواصل الدائم مع عباداتها و قيمها و أحداثها التاريخية منذ حدثت الهجرة و حتى يرث الله الأرض و من عليها . فالهجرة ، هذا العلم الخفاق لانطلاقة أمجاد المسلمين و تاريخهم هو الذي خلده القرآن الكريم في قوله تعالى : إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه و أيده بجنود لم تروها و جعل كلمة الذين كفروا السفلى و كلمة الله هي العليا و الله عزيز حكيم .[ التوبة:40 ]
من هنا فإن الحفاظ على هذا التقويم و استخدامه في المناهج التربوية و التعليمية و في المعاملات الرسمية و الشخصية و في جميع الدول الإسلامية ـ بلا استثناء ـ يعد مطلب أمة تعدادها اليوم أكثر من مليار و ربع المليار نسمة ، و لا يحق لأي شخص من الأشخاص مهما كان مركزه أو موقعه ، كما لا يحق لأي دولة من دول العالم الإسلامي أن تغير هذا التقويم لصالح تقويم آخر لا يمت إلى هوية أمتنا الإسلامية بصلة مهما كانت الذرائع و المبررات المقدمة لذلك ، فهي مرفوضة جملة و تفصيلاً .
و من جهة أخرى ، إذا كان الحفاظ على التقويم الهجري يعد مطلب أمة ، فإن قصة الهجرة بدروسها و عظاتها تعد وقوداً و سلوكاً و دستوراً يدفعنا إلى مواصلة السير في طريق الصبر و الصمود و الفداء و الدعوة و الجهاد ، متأسين في ذلك بصاحب الهجرة الذي قطع في هجرته المباركة مئات الأميال بعيداً عن البيئة الوثنية المشركة ، ثم نظم صفوف المؤمنين و جمع شتات جهودهم و أسس نواة الدولة المسلمة المستظلة بشرع الله ، و عاد بعدها بسنوات ظافراً مؤزراً بنصر الله و توفيقه .
إن أمتنا اليوم على الرغم من بشائر الخير التي أخذت تشع في كثير من بقاع الأرض ما زالت تعيش ظروفاً حالكة السواد ، فقد تكالب عليها الأعداء من كل جانب يريدون اجتثاثها من جذورها و إبعادها عن المسيرة الحضارية المعاصرة ، إنها مطالبة بالاستفادة من دروس الهجرة كشرط أساسي لاستكمال النهضة الحضارية بالمفهوم الإسلامي الصحيح ، مع ترسيخ الإسلام في كل جوانب الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و التربوية ؛ حتى تكون خير أمة أخرجت للناس .
--------------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------
More about Islamic Calendar : ِAstronomical Background
http://islamicity.com/science/islamic_calendar.shtml
--------------------------------------------------------------------------------
التحويل بين الهجري و الميلادي
http://www.islam-online.net/calculat...calculator.asp
--------------------------------------------------------------------------------
حدث في مثل هذا اليوم بالتاريخ الهجري
http://www.islamonline.net/Arabic/hi...rchive.shtml#1
--------------------------------------------------------------------------------
المفكرة الإسلامية : نظم مواعيدك بالتاريخ الهجري
http://calendar.al-islam.com/