.
المحطة الأولى ..
القَبرّ !
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ..
أن يهودية كانت تخدمها فلا تصنع لها عائشة شيئاً من المعروف إلا قالت [ وقاك الله عذاب القبر ]
قالت : فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي فقلت : يا رسول الله ! .
هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة ؟
قال : لا .. من عزم ذلك ؟ فقالت : هذه اليهودية لا أصنع لها شيئاً من المعروف إلا قالت لي وقاكِ الله عذاب القبر !
فقال عليه الصلاة والسلام : ( كذبت اليهود وهم على الله أكذب ! لا عذاب دون القيامة )
ثم مكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث .
فخرج صلى الله عليه وسلم ذات يوم نصف النهار مشتملاً ثوبه , محمرة عيناه ! وهو ينادي بأعلى صوته :
[ القبر كقطع الليل المظلم ! أيها الناس .. لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً وضحكتم قليلاً !
أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب القبر فإن عذاب القبر حق ! ]
قال تعالى : (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا )
إنه ملك الموت معه أعوان كل واحد معه كتبة اثنان وحفظة ما تفارقه !
وما من ميت يموت إلا ويتراء له ملكاه الكاتبان , فإن كان مطيعاً قالا له : جزاك الله خيراً , فرب مجلس صدق أجلستنا وعمل صالح أحضرتنا ..
وإن كان صاحب شر فبقولا : لا جزاك الله خيراً فكم من مجلس سوء أجلستنا !
قال الرب سبحانه : (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ )
فإذا أراد الله بعبد خيراً بعث الله إليه قبل موته بعام ملك يسدده ويوفقه !
حتى يموت على خير ,,
فيقول الناس : مات فلان على خير ..
في عمرة أو في حج أو في بر أو في صلاة , فهذا متوضئ يقرأ , وهذا ساجد لربه !
فأي ميتة تريدين ؟
{ قصص أهل الآخرة ..
● ويلي وويل أمي إن لم يغفر لي !
عن ابن عمر قال : كان رأس عمر في حجري لما طعن , فقال : ضع رأسي بـ الأرض , فقال : ظننت ذلك تبرماً منه فلم أفعل , فقال : ضع خدي بـ الأرض لا أم لك ! ويلي وويل أمي إن لم يغفر لي ! .
وحين طعن , أحضروا له لبناً ليشرب , فخرج من جرحه ! فلما رأى بياضاً بكى , وأبكى من حوله من أصحابه !
وقال : هذا هين , لو أن لي ما طلعت عليه الشمس لا فتديت به من هول المطلع !
قالوا : وما أبكاك إلا هذا ؟ , قال : وما أبكاني غيره !
فقال ابن عباس : يا أمير المؤمنين والله إن كان إسلامك لنصراً , وإن كانت إمامتك لفتحاً , والله إنك لملأت إمارتك عدلاً .....
فقال عمر : أجلسوني , فلما جلس , قال لابن عباس : أعد علي كلامك ..
فلما أعاده , قال له عمر : أتشهد لي بذلك عند الله يوم تلقاه ؟! ..
فقال : نعم !