باب أدب المجالسة وحق الجليس
[2]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المجالس بالأمانات وإنما يتجالس الرجلان بأمانة الله عز وجل فإذا افترقا فليستر كل واحد منهما حديث صاحبه وقال صلى الله عليه وسلم إذا قام الرجل من مجلسه فهو أحق به حتى ينصرف ما لم يودع جلساءه بالسلام
[4]
وقال صلى الله عليه وسلم لايحل لأحد أن يفرق بين اثنين متجالسين إلا بإذنهما ولكن تفسحوا وتوسعوا
[5]
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه مما يصفي لك ود أخيك أن تبدأة بالسلام إذا لقيته وأن تدعوه بأحب الأسماء إليه وأن توسع له في المجلس
[6]
قال أبو أيوب الأنصاري من أراد أن يكثر علمه فليجالس غير عشيرته أدب المجالسة وحمد اللسان [7]
قال ابن شهاب كان رجل يجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لا يزال يتناول عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيء فكأن ذلك آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزع أحدكم من أخيه شيئا فليره إياه
[8]
وحدث الحسن البصري أن رجلا تناول من رأس عمر بن الخطاب رضي الله عنه شيئا فتركه مرتين ثم تناول الثالثة فأخذ عمر بيده وقال أرني ما أخذت فإذا هو لم يأخذ شيئا فقال انظروا إلى هذا قد صنع بي هذا ثلاث مرات يريني أنه يأخذ من رأسي شيئا ولا يأخذ شيئا فإذا أخذ أحدكم من رأس أخيه شيئا فليره إياه
[9]
قال الحسن نهاهم أمير المؤمنين عن الملق
[10]
قال ابن عباس رحمه الله أعز الناس علي جليسي الذي يتخطى الناس إلي أما والله إن الذباب يقع عليه فشق ذلك علي
[11]
وعن ابن عباس أنه سئل من أكرم الناس عليك قال جليسي
[12]
قال معاوية ل عرابة الأوسي بأي شيء استحققت أن يقول فيك الشماخ رأيت عرابة الأوسي يسمو إلى الخيرات منقطع القرين إذا ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين
أدب المجالسة وحمد اللسان فقال عرابة هذا من غيري أولى بك وبي يا أمير المؤمنين فقال عزمت عليك لتخبرني فقال بإكرامي جليسي ومحاماتي عن صديقي فقال إذن استحققت
[13]
قال علي بن حسين ما جلس إلي أحد قط إلا عرفت له فضله حتى يقوم
[14]
قال عبد الله بن يزيد وطن نفسك على الجليس السوء فإنه لا يكاد يخطئك وروي هذا من كلام أبي خازم والله أعلم
[15]
قال الأحنف لأن أدعى من بعد أحب إلي من أن أقصى عن قرب
[16]
وقال البعيث بن حريث وإن مكاني بالندى وموضعي لبا لموضع الأقصى إذا لم أقرب ولست وإن قربت يوما ببائع خلاقي ولا ديني ابتغاء التحبب وقد عده قوم كثير تجارة ويمنعني من ذاك ديني ومنصبي
[17]
جلس رجل إلى الحسن بن علي فقال جلست إلينا على حين قيامنا
[18]
كان يقال إياك وكل جليس لا تصيب منه خيرا
[19]
وكان يقال من سره أن يتعاظم حلمه وينفعه علمه فليقل من مجالسة من كان بين ظهرانيه [20]
قال ابن شبرمة لابنه يا بني إياك وطول المجالسة فإن الأسد إنما يجتريء عليها من أدمن النظر إليها
[21]
وهذا مأخوذ من قول أردشير لابنه يا بني إن أجرأ الناس على السباع أكثرهم لها معاينة [22] وقال معاذ بن جبل إياك وكل جليس لا يفيدك علما [22]
وقيل لبعض الحكماء متى يجب على ذي المروءة إخفاء نفسه وإظهارها قال على قدر ما يرى من نفاق المروءة رأيت حياة المرء ترخص قدره وإن مات أغلته المنايا الطوامح فما يخلق الثوب الجديد ابتذاله كما تخلق المرء العيون اللوامح
[25]
كان يقال إذا دخلت على أحد فسلمت فقم حتى يشير إليك صاحب المنزل أن تجلس فالقوم أعلم بعورات بيوتهم
[26]
كان يقال مجالس الكرام ومجالس الأسواق تلغي وتلهي
[27]
ل كشاجم جليس لي أخو ثقة كأن حديثه خبره يسرك حسن ظاهره وتحمد منه مختبره ويستر عيب صاحبه ويستر
أنه ستره