أحبتي في الله
قرأت هذا الموضوع عن الشافعي رحمه الله ، فتأثرت
به كثيرا ، فأحببت أن تشاركوني قراءته
وهى كالرساله لمن وعى قلبه وأعطى الدنيا قدرها..
وأننا فى دار عنها راحلون ....
فمن جميل ما ذكر في ختام الحياة والتذكير بها ، مــا كان
من شأن الإمام الشافعي - رحمة الله عليه - يقول المزني
وهو من أخص تلاميذه ونقلةِ علمه : دخلت على الشافعي
في مرضه الذي مات فيه ، فقلت : يا أبا عبد الله كيـــــــف
أصبحت ؟ فرفع رأسه وقال : أصبحت من الدنيا راحــــلاً
ولإخواني مفارقاً ، ولسوء عملي ملاقياً ، وعلى الله وارداً
ما أدري روحي تصير إلى جنة فأهنئها ، أو إلى نار فأعزيها
ثم بكى وأنشأ يقول :
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهـبي
جعلت الرجا مني لعفوك سلّـَمـا
تعـاظمنــي ذنبـي فلمـا قرنتــــه
بعفوك ربي كان عفوك أعظمــا
فما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل
تــجـود وتعفــو مِنَّـــة وتكــرمــــاً
ولـولاك لــم يصمــد لإبليس عابد
فكيــف وقــد أغــوى صفيـك آدم
وإنــي لآتـي الذنب أعرف قدره
وأعلـم أن اللــه يـعفـو تـرحُّمـــا
عسى من له الإحسان يغفر زلتي
ويستــر أوزاري ومـا قـد تقدمــا