السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعـــــــد
اعلم رحمنى الله وإياك
أن الناس فى هذه الأيام يقترفون إثما الله به عليم
فإنهم يُعلِّقون مصير حياتهم كلها على علم يُسمى علم النجـوم
فهم ينسبون الشخص إلى شهر مولده نسبة إلى علم الكواكب ومنازلها،
فيقولون من ولد فى شهر كذا فمواصفاته الخُلقية كذا وكذ .
واعلم رحمنى الله وإياك
أن نسبة الشخص إلى شهر مولده نسبة إلى علم الكواكب ومنازلها،
وإن عرف بعلم النجوم فاعلم أن علم النجوم نوع من أنواع السحر
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر ، زاد ما زاد " .
رواه أبو داود برقم "3905" وحسن إسناده شيخنا الألباني
ومعلوم أن اللَّه تبارك وتعالى قد ذكر النجوم والكواكب في كتابه ، بأنها آية من آيات اللَّه ، دالة على قدرته وحكمته ، وقد زين اللَّه بها السماوات الدنيا ، وهي رجوم للشياطين ، ولم يعرف أن لها دخلا في ملكوت السماوات والأرض ، أو صلة بسعادة البشر وشقائهم ، فمن عـدَّل عما ذكره اللَّه من فوائدها إلى ما لم تخلق له هذه النجوم ، ويستدل بها على الغيب ، وتودَّدَ إلى الجن ، كما يفعل السحرة بالإيمان بهم وندائهم ، وتقديم النذور والقرابين إليهم ، فهذا كله من الكفر .
لأن هؤلاء يعتقدون أن التنجيم منه علم التأثير وهو جعل الكواكب والنجوم في حركتها والتقائها وافتراقها وطلوعها وغروبها مؤثرة في الحوادث الأرضية ، أو دالة على ما سيحدث في الأرض ، فيجعلونها دالة على علم الغيب ، ومنبئة على المغيبات ، ومن اعتقد هذا فقد أشرك مع الله شريك ، ومن أشرك مع الله شريكا فقد كفر .
وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من إتيان من يدعون هذا العلم ولو لمجرد السؤال
عن أم المؤمنين حفصة قالت : قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم : " من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " .رواه مسلم برقم "125 ــ 2230"
ولا يغرنك صدق بعض أقوالهم فإنهم يفتحون بها عليك كذبا الله به عليم
قَالَتْ عَائِشَةُ : "سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس عن الكهان فقال :" ليس بشيء" . فقالوا : يا رسول الله إنهم يحدثوننا أحيانا بشيء فيكون حقا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه فيخلطون معها مائة كذبة " رواه البخارى برقم "5429"
قال الله عز وجل :
{ ... ومن يتق الله يجعل له مخرجا "2" ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا"3" } سورة الطلاق
جاء فى تفسير الطبرى : تجالس شتير بن شكل و مسروق فقال شتير : إما أن تحدث ما سمعت من ابن مسعود فأصدقك وإما أن أحدث فتصدقني قال مسروق : لا بل حدث فأصدقك فقال : سمعت ابن مسعود يقول : إن أكبر آية في القرآن تفوضا { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } قال مسروق : صدقت .
فعلى المسلم أن يتقى الله فى شئونه كلها و يتوكل على الله حق التوكل
رزقنا الله عز وجل العلم النافع والقلب الخاشع
وأسأله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
اللهم آمــــــــــــين