[ALIGN=CENTER][TABLE="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
الحرم المكي : هو أول بيت وضع على الأرض يُعبد الله فيه ، مباركاً وهدىً للعالمين ، وتقع فيه الكعبة قبْلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، وقد أجمع علماء المسلمين على أن مكة المكرمة والمدينة المنورة هما أفضل بقاع الأرض على الإطلاق ، ويليهما في الأفضلية بيت المقدس .
وفي الحديث : " والله أنك لأحبُّ البقاع إلى الله ، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت " .
وتاريخ مكة حافل بالتوقير والتعظيم من بطحائها سطع النور ، وهي مهبط الوحي ، ومتعلق قلوب المسلمين .
ولمكة أسماء كثيرة وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى ، منها : مكة ، لقوله تعالى : { ببطن مكة } .
بكة ، لقوله تعالى : { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة } .
البلدة ، قال تعالى : { إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة التي حرمها } .
البلد ، قال تعالى : { لا أقسم بهذا البلد } .
أم القرى ، لقوله تعالى : { لتنذر أم القرى } .
الوادي ، قال تعالى : { بوادٍ غير ذي زرع } .
وتضم مكة الكثير من الآثار الإسلامية منها :
مقام إبراهيم ، بئر زمزم ، دار الأرقم ، غار حراء ، وغار ثور .
وقديماً عظم الله بيته وحماه ، فكل من أراد به سوءاً قصم الله ظهره ، ومن أراد تعظيمه وإجلاله أمدّ الله له في الخير والسلطان ونصره وأعزّه .
ولأهمية البيت العتيق فقد صُنّفت فيه التصانيف ، ودُوّنت فيه الدواوين ، ووردت روايات كثيرة في أول من بناه ، وقد ذكر بعض المؤرخين أن الكعبة المشرفة بًنيت إحدى عشرة مرة .
إن أول من بناه الملائكة ، ثم آدم ، ثم شئث ، ثم إبراهيم وإسماعيل ، ثم العمالقة ، ثم جُرْهُم ، ثم قُصَيّ ، ثم قريش ، ثم عبد الله بن الزبير ، ثم الحجاج بن يوسف الثقفي ، ثم السلطان مراد ب السلطان أحمد من سلاطين آل عثمان .
ولا خلاف إن أول من عَمَّر البيت بعد الطوفان إبراهيم عليه السلام ، إذ وضع ابنه إسماعيل وزوجته هاجر عند مكان البيت حيث ذاك ، حيث لا يوجد به ساكن .
ففي البخاري : " أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أمّ إسماعيل ، اتخذت منطقاً لتعفي أثرها على سارة ، ثم جاء بها إبراهيم وابنها إسماعيل وهي تُرضعه ، حتى وضعها عند البيت عند دَوْحة فوق زمزم في أعلى المسجد ، وليس بمكة يومئذ أحد ، وليس بها ماء ، فوضعهما هنالك ، ووضع عندها جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء ، ثم قَفَى إبراهيم منطلقاً فتبعته أمّ إسماعيل ، فقال : يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مراراً ، وجعل لا يلتفت إليها ، فقال : آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم ، قالت : إذن لا يُضيعنا ، ثم رجعت ، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثّنيَّة ، حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ، ثم دعا بهذه الدعوات ورفع يديه فقال : { ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرَّم } حتى بلغ { يشكرون } .
وجعلت أمّ إسماعيل تُرضع إسماعيل ، وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها ، وجعلت تنظر إليه يتلوى ـ أو قال : يتلبط ـ قال : فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه ، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً ، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ، ثم سعت سعي الإنسان المجهود ، حتى جاوزت الوادي ، ثم أتت المروة فقامت عليها ، ثم نظرت هل ترى أحداً ، فلم ترى أحداً ، ففعلت ذلك سبع مرات ، قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فلذلك سعى الناس بينهما " ، فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت : صه ـ تريد نفسها ـ ثم تسمَّعت فسمعت أيضاً ، فقالت : قد أسمعت إن كان عند غَوَاثٌ فإذا هي بالمَلَك عند موضع زمزم ، فبحث بعقبه ـ أو قال : جناحه ـ حتى ظهر الماء ، فجعلت تحوضه ، وتقول بيدها هكذا ، وجعلت تغرف من الماء في سقائها ، وهو يفور بعدما تغرفه ، قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم ـ أو قال : لو لم تغرف من الماء ـ لكانت زمزم عيْناً معيناً " ، قال : فشربت وأرضعت ولدها ، فقال لها المَلَك : لا تخافي الضيعة ، فإن هاهنا بيتاً لله يبنيه هذا الغلام وأبوه ، وإن الله لا يُضيع أهله ، وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله ، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جُرْهًم ، أو أهل بيت من جُرْهُم مُقْبلين من طريق كداء ، فنزلوا في أسفل مكة ، فرأوا طائراً عائفاً فقالوا : إن هذا الطائر ليدور على ماء ، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء ، فأرسلوا جرياً أو جريين ، فإذا هم بالماء ، فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا وأمّ إسماعيل عند الماء ، فقالوا ، أتأذنين لنا أن ننزل عندك ؟ قالت : نعم ، ولكن لا حق لكم في الماء عندنا ، قالوا : نعم . قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فألفى ذلك أم إسماعيل ، وهي تُحبُّ الأنْس " فنزلوا وأرسلوا إلى أهلم فنزلوا معهم ، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم وشبَّ الغلام ، وتعلَّم العربية منهم ، وأنْفَسَهم ، وأعجبهم حين شبَّ ، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم ، وماتت أم إسماعيل ، فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل ، يطالع تركته ، فلم يجد إسماعيل ، فسأل امرأته عند ذلك ، فقالت : خرج يبتغي لنا ، ثم سألها عن عيشهم وهيأتهم ، فقالت : نحن بشرٍّ ، نحن في ضيق وشدة ، فشكت إليه . فقال : فإذا جاء زوجك فاقْرإي عليه السلام ، وقولي له : يًغيِّر عتبة بابه . فلما جاء إسماعيل كأنه أنس شيئاً ، قال : هل جاءكم من أحد ؟ قالت : نعم ، جاء شيخ كذا وكذا ، فسألنا عنك فأخبرته ، وسألني كيف عيشنا فأخبرته إننا في جهد وشدة ، قال : فهل أوصاك بشيء ؟ قالت : نعم ، أمرني أن أقرأ عليك السلام ، ويقول غيِّر عتبة بابك ، قال : ذاك أبي ، وقد أمرني أن أفارقك ، فألحقي بأهلك ، وطلّقها وتزوج منهم بأخرى ، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ، ثم أتاهم بَعْدُ فلم يجده ، فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت : خرج يبتغي لنا ، قال : كيف أنتم ؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم ، فقالت : نحن بخير وسعة ، وأثَنت على الله عز وجل ، قال : ما طعامكم ؟ قالت : اللحم ، قال : فما شرابكم ؟ قالت : الماء ، قال : اللَّهم بارك لهم في اللحم والماء ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ولم يكن لهم يؤمئذ حبٌّ ، ولو كان لهم لدعا لهم فيه " ، قال : فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه ، قال : فإذا جاء زوجك فقْرإي عليه السلام ، ومُريه يُثبِّت عتبة بابه ، فلما جاء إسماعيل قال : هل أتاكم من أحد ؟ قالت : نعم ، أتانا شيخ حسن الهيئة ، وأثنت عليه ، فسألني عنك فأخبرته ، فسألني كيف عيشنا فأخبرته ، أنا بخير ، قلا : فأوصاك بشيء ؟ قالت نعم ، هو يقرأ عليك السلام ، ويأمرك أن تُثبت عتبة بابك ، قال : ذاك أبي وأنت العتبة ، فأمرني أن أمسكك ، ثم لبث عنهم ما شاء الله ، ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلاً له تحت دَوْحَة قريبة من زمزم ، فلما رآه قام إليه وصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد ، ثم قال : وتُعينني ؟ قال : وأعينك . قال : فإن الله أمرني أن أبني هاهنا بيتاً ، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها ، قال : فعند ذلك رفعا القواعد من البيت ، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة ، وإبراهيم يبني ، حتى إذا ارتفع البناء فجاء بهذا الحجر فوضعه له ،فقام عليه وهو يبني ، وإسماعيل يناوله الحجارة ، وهما يقولان : { ربنا تقبّل منا إنك أنت السميع العليم } قال : فجعلا يبنيان وهما يدوران حول البيت وهما يقولان : { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } .
وأما ما جاء في أمن حرم مكة فمنه قوله تعالى إخباراً عن الخليل إنه قال : { رب اجعل هذا البلد آمناً } . أي من الخوف لا يرعبُ أهله ، وقد فعل شرعاً وقَدَراً ، قال تعالى : { ومن دخله كان آمناً } وقال تعالى : { أو لم يروا أنا جعلنا لهم حرماً آمناً ويُتخطفُ الناس من حولهم } .
وفي الحديث : " إن إبراهيم حرّم مكة ودعا لها ، وحرمّتُ المدينة كما حرم إبراهيم مكة ودعوتُ لها في مُدِّها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم لمكة " .
أرجو ان اكون افدتك حتى ولو بكلمه وهذ الي قدرت عليه
والله يوفقك انشالله [/ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN]