حكم رد السلام للمرأة إذا سلم عليها رجل لا تعرفه
هل يجوز إذا قال إنسان لا أعرفه: السلام عليكم، هل يجوز أن أرد عليه وأنا ماشية في شارع مثلاً؟
نعم، يجوز بل يشرع أو يجب؛ لقوله سبحانه: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا.. (النساء:86)؛ ولأنه -صلى الله عليه وسلم- سلَّم على النساء وذكَّر النساء، ودعاهن إلى الله، فإذا سلَّم المُسلِّم يرد عليه سواء على الرجال أو على النساء، إذا سلمت المرأة على الرجال يرد عليها وإذا سلم الرجال ردوا عليهم من جهة النساء عملاً بالأدلة من الكتاب والسنة، لكن مع التحفظ والبعد عن الريبة، وعن عدم الحجاب تكون متحجبة في الأسواق وعند الأجانب في أي مكان، فترد السلام وتبدأ بالسلام مثل الرجل سواء، مع البعد عن الريبة.
الحد الشرعي لصلة الأرحام
الحد الشرعي لصلة الأرحام؟
قد أوضح النبي - عليه الصلاة والسلام - ما يجب في هذا الباب ، فقال عليه الصلاة والسلام لما سأله رجلٌ قال : يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك ، قال: ثم من؟ قال: أمك ، قال: ثم من؟ قال: أمك ، قال: ثم من؟ قال: أباك ، ثم الأقرب فالأقرب) . وقال عليه الصلاة والسلام: (لا يدخل الجنة قاطع رحم). وقال عليه الصلاة والسلام: (من أحب أن يبسط له في رزقه ، وأن ينسئ له في أجله ، فليصل رحمه). وصلة الرحم واجبة ، وقطيعتها من المنكرات ومن الكبائر. والرحم هي القرابة ، وأعلاها الأبوان الأب والأم ، فبرهما من أهم الواجبات ، وقد أمر الله بها في آيات كثيرات من كتابه العظيم منها قوله سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا * إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا. ومنه قوله - جل وعلا -: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ الآية.. وقوله جل وعلا: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ فالوالدان لهما شأن عظيم وبرهما من أهم الفرائض في النفقة عليهما إذا كانا محتاجين ، في الإحسان إليهما بكل أنواع الإحسان ، بالسمع والطاعة لهما بالمعروف ، بإعانتهما على كل خير ، بخفض الجناح لهما ، وطيب الكلام معهما إلى غير ذلك ، ثم يليهما الأولاد بعد الوالدين وإن علياء كالجدين وإن علياء ، بعدهما الأولاد ، فالإحسان إلى الأولاد والإنفاق على المحتاجين منهم من أهم القربات ، ومن أفضل الواجبات ، ثم ما يلي ذلك من الإخوة والأخوات ، وصلتهم فريضة ، والإحسان إليهم ، والإنفاق عليهم إذا كانوا محاويج ، وقريبهم ذو قدرة ، ثم يلي ذلك أولاد الإخوة والأخوات ، ثم الأعمام والعمات ، والأخوال والخالات ، ثم الأقرب فالأقرب ، بالإحسان بالكلام الطيب ، بالإعانة على الخير ، بالشفاعة في الخير ، بالزيارة ، بالكلام المناسب ، ب..... عن حالهم ولو من طريق الهاتف ولو من طريق الرسائل كل ذلك من صلة الرحم ، والإنفاق على الفقير واجب أيضاً مع القدرة ، وهو من صلة الرحم ، وفي ذلك خيرٌ كثير وفضل عظيم ، وقد حذر الله من القطيعة فقال سبحانه وتعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ فالخطر في القطيعة عظيم ، والواجب الحذر منها ، نسأل الله لجميع المسلمين التوفيق والهداية.