حياة القلب في مجالسة الصالحين..
طلب الخليفة سليمان بن عبد الملك رجلا ممن أدرك أصحاب النبي ليحدثه، فقيل له: ها هنا رجل يقال له: أبو حازم.
فبعث إليه، فجاءه، فقال له سليمان: يا أبا حازم! ما لنا نكره الموت؟
قال أبو حازم: لأنكم أخربتم آخرتكم، وعمرتم دنياكم، فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب!
قال: صدقت، فكيف القدوم على الله؟
قال: أما المحسن، فكالغائب يقدم على أهله.. وأما المسيء، فكالآبق يقدم على مولاه.
فبكى سليمان، وقال: ليت شعري! ما لنا عند الله؟
قال: اعرض نفسك على كتاب الله؛ تعلم ما لك عند الله.
[المجالسة وجواهر العلم- للدينوري]