فلاتة والشيخ والحربي: ريكارد فشل .. وعدم الاستعانة بالقروني محير
منيف الحربي يخالف الجميع حول إقالة ريكارد ويرفض القروني والمعجل
وإن كان الكثيرون قد اتفقوا على فشل الهولندي ريكارد في تقديم عمل مقنع خلال أكثر من 18 شهرا قاد خلالها المنتخب السعودي الأول، إلا أن أصواتا أقل وضوحا ظلت تظهر هنا وهناك للتأكيد على أن تحميل ريكارد مسؤولية إخفاقات الأخضر الأخيرة ماهو إلا تهرب من الأسباب الحقيقية لتدهور كرة القدم السعودية ونتائج المنتخب الأول تحديدا.
(قووول أون لاين) رمت الكرة في ملعب عدد من الزملاء الإعلاميين، ليبدوا آراءهم حيال إقالة ريكارد، وبقية قرارات اتحاد القدم الأخيرة، والتي تضمنت تكليف الإسباني سيرخيو بتدريب المنتخب في تصفيات كأس آسيا، وتكليف سلمان القريني مشرفا على المنتخب بدلا من الأستاذ خالد المعجل.
الزميل عبدالله فلاتة رئيس القسم الرياضي بصحيفة المدينة أكد أن إقالة ريكارد من تدريب المنتخب السعودي كانت متوقعة, وقال:"أنا كنت ممن نادى بإقالة فرانك ريكارد منذ فترة, ومن يقول أن المدرب دائما شماعة في السعودية فعليه أن يعود لعمل ريكارد, فهو لا يعمل, وتم التعاقد معه بمبلغ باهظ وهو عاطل".
وأضاف فلاتة:"حتى وريكارد يغادر لم يقدر الاتحاد السعودي لكرة القدم, حيث كان يفترض عليه تقديم التقرير الذي طلبه الاتحاد بنفسه ولكنه أوكله لمساعده".
وتحدث فلاتة عن بديل ريكارد الأسباني سيرخيو, وقال:"كان هناك تهيئة للشارع الرياضي السعودي لاستقبال المدرب الوطني, والإعلام كان له دور في تهيئة الأجواء, والجماهير كانت تترقب إسناد المهمة للكابتن خالد القروني الذي سبق وأن درب 11 فريقا سعوديا, وحقق بطولة الدوري, وحقق إنجازات, وانتشل فرقا من المؤخرة, وبنى فرقا, وهو مدرب ممتاز للمرحلة الحالية, ولكن فوجئنا بتعيين المدرب سيرخيو, وأنا أضع أكثر من علامة استفهام حول قرار اتحاد القدم, وأختلف معه باختياره لسيرخيو ولكن في النهاية احترم قرارهم".
وأضاف: "آمل أن يتعاقد الاتحاد السعودي في المرحلة المقبلة مع مدرب متمكن يمنح كافة الثقة وليس الصلاحيات, لأنه من الطبيعي لا بد من منحه الصلاحيات".
وتساءل الزميل فلاتة عن دور المشرف على المنتخبات الفئات السنية لوبيز, وقال:"لا أفهم ماهي طبيعة عمل لوبيز, وما هو العمل الذي يقوم به, وما هي الميزة والمميزات التي تمنح له, حقيقة أتمنى أن أفهم ماهو دور لوبيز بالضبط, رغم أنني أمتلك معلومات تقول بأن هناك مدربين يعانون منه, وهناك نقاط خلافية معه, خاصة وأنه يمتلك سلطات واسعة, وأتمنى أن يقيم عمله بغض النظر عما تقدمه الفئات السنية".
وعن أسباب استبعاد المدرب الوطني من وجهة نظره, قال:"لست مستوعبا لماذا أبعد المدرب الوطني عن تدريب المنتخب الأول, خاصة وأن الكابتن خالد القروني ممتاز, ويجب أن يمنح الفرصة, فتجربة منتخب الإمارات ومنتخب العراق مع المدربين الوطنيين جيدة وحققت نتائج باهرة, وأتمنى من قلبي أن يفكر الاتحاد السعودي لكرة القدم في إسناد المهنة لخالد القروني".
وحول تعيين الأستاذ سلمان القريني كمشرف على المنتخب, قال:"سلمان القريني جيد, وسبق وأن عمل في الفئات السنية وفي فريق النصر, وأتمنى أن يحالفه التوفيق في المهمة, وأطالبه بالاستفادة من أخطاء الآخرين".
الشيخ: الوقت مناسب للقرار
من جانبه, اعتبر الزميل محمد الشيخ أن إقالة ريكارد جاءت في الوقت المناسب, وقال:"بعد أكثر من سنة ونصف بات أغلبية الوسط الرياضي إن لم يكن بالإجماع على أن المرحلة المقبلة ينبغي أن تبدأ بدون ريكارد الذي لم يقدم للمنتخب السعودي مايستدعي استمراره يوما واحد, لا على المستوى الفني ولا على مستوى النتائج, واستمراره هو استمرار لانتكاسات المنتخب السعودي".
وعرج الشيخ على مدرب المنتخب السعودي الجديد سيرخيو, وقال:"من وجهة نظري الخاصة أعتقد بأنه كان من الأجدى باتحاد الكرة أن يعين المدرب الوطني خالد القروني باعتبار أنها مرحلة مؤقتة, وهذه المرحلة تحتاج إلى تعاطي نفسي وفني سريع, وليس هناك أفضل من منح القروني الفرصة خاصة وأنه أثبت نجاحاته في المراحل الانتقالية سواء مع نادي الاتحاد أو المنتخبات السنية أو حتى إثباته بأنه يستطيع التعاطي مع الجوانب الفنية بنجاح باهر, خاصة وأن المدرسة الاسبانية التي يمثلها السيد سيرخيو لم يسبق أن تعاطى معها لاعبو المنتخب السعودي".
وعن أسباب استبعاد المدرب الوطني من وجهة نظره, قال:"أنا لا أملك المعلومة, ولكنه لن يخرج عن أمرين, إما عدم ثقة في المدرب الوطني, أو لكون الاتحاد السعودي أبدى تخوفا على القروني من أن تكون هناك نتائج سلبية في المباراتين المقبلتين في تصفيات كأس آسيا مما يجعل الشارع الرياضي يرفض بقاء القروني ضمن منظومة المنتخبات السعودية, وأعتقد بأنه لو كان الأمر الثاني صحيحا فإنه قرار خاطئ, فالقروني اليوم يفترض أنه في سن وتجربة تسمح له بالتعاطي مع أصعب المنعطفات".
وحول استبعاد خالد المعجل وتعيين سلمان القريني, قال:"أعتقد أن المرحلة الحالية تستدعي تغييرا شاملا لمنظومة المنتخب الذي عاش نحو سنة ونصف دون أن ينتج شيء يذكر, وبالتالي كان التغيير أمرا طبيعيا, أما تعيين سلمان القريني فأعتقد أن له تجربة سابقة مع منتخب الناشئين ومع نادي النصر يستطيع من خلالها أن يتعاطى مع المرحلة الراهنة, ولكن أتمنى أن يراجع القريني سلبياته التي حدثت في مشواره سواء مع منتخب الناشئين أو نادي النصر, خاصة من جهة تعاطيه مع الإعلام والتشنج الذي يبدو واضحا عليه مع أي ردة فعل, ونتمنى أن يخرج القريني من الضغوطات التي ستصب عليه من جهة كونه نصراوي, وهذا ماقد يجعله يعيش تحت الضغوطات, ولكن كل الأماني في أن ينجح القريني في اختيار العناصر الإدارية التي ستساعده مع المنتخب الأول".
منيف: أنا ضد إقالة رايكارد
من جهته, عارض الزميل منيف الحربي الكاتب بصحيفة النادي إقالة ريكارد, وقال:"منذ خسارة المنتخب من الكويت, وتحديدا من مداخلة الأمير نواف بن فيصل مع القناة الرياضية وتكفله بالشرط الجزائي في حال إقالة ريكارد, وهي بادرة جيدة دعما للاتحاد السعودي, ولكن الطرح منذ ذلك الحين اتضح أن هنالك توترا وانقطاعا في العلاقة بين المدرب والاتحاد السعودي لكرة القدم, ومنذ تلك اللحظات وحتى إقالة ريكارد وأنا معترض ومعارض لإلغاء عقده, ليس لأن المدرب كان يسير بشكل مميز, إنما لأنه كان من المهم أن يسير الاتحاد السعودي على استراتيجية معينة, ويصمد أمام الآراء العاطفية والانفعالية التي سادت بعد الخسارة وكله يتجه لتعليق المشانق, والمطلوب رقم واحد ريكارد, وهذا خطأ استراتيجي كبير, لأن الأسماء التدريبية تعددت والعلة واحدة وبقت بدون حلول, فمن بيسيرو إلى ناصر الجوهر إلى ريكارد بقينا بدون حلول منطقية".
وأضاف:"كثيرون كانوا يقولون دورة الخليج ليست مهمة, ولكن للأسف بعد الخسائر في دورة الخليج علقوا المشانق للاتحاد السعودي وللمدرب والمنتخب, مع أنهم قالوا الدورة غير مهمة, إذن كيف تطالب بنسف الخطط التي كان يسير عليها المنتخب وبنفس الاسترايجية التي كانت تسير عليها إدارة المنتخبات السابقة".
وتابع الحربي:"قبل التعاقد مع ريكارد كان الاتحاد السعودي يبحث عن مدرب يقبل تدريب المنتخب السعودي, لأن سمعة الكرة السعودية من ناحية إلغاء عقود المدربين كانت سيئة, وبالتالي كنت أتمنى استمرار ريكارد خاصة وأن عقده لم يتبق منه إلا مايقارب العشرة أشهر".
واسترسل الحربي قائلا:"صحيح أن ريكارد لم يقدم مع المنتخب السعودي طوال مدة تواجده النتائج الجيدة, ولكن النتائج السيئة والتي أسوأ منها كانت موجودة من قبل وجود ريكارد ومن قبل إدارة المنتخبات السابقة".
وأضاف:"نحن نمتدح عمل الأشقاء في الإمارات وأنهم يملكون استراتيجيات ومن عام 2004 وهم يسيرون عليها, ولكن حينما وضعنا نحن استرايجية وبدأنا بها, انقلب العالم بعد سنة ونصف, وعاد سير الآراء العاطفية الذي ينسف كل شيء, وكانت كل الاتجاهات تصب نحو سلخ جلد ريكارد ومحمد المسحل, وهذا للأسف تكرار للأخطاء السابقة, والطرح الانفعالي الذي لا يقودنا إلا لأخطاء جديدة".
وعن رأيه بالمدرب الجديد سيرخيو, قال:"بعد إلغاء عقد ريكارد كانت كل الحلول متقاربة سواء كان الإجراء الاستعانة بمدرب وطني مثل خالد القروني أو غيره, أو الاستعانة بسيرخيو والذي يمتلك تجربة جيدة".
وحول أسباب استبعاد المدرب الوطني من وجهة نظره, قال:"وجهة نظر منطقية تلك التي طرحها المتحدث باسم الاتحاد السعودي عدنان المعيبد, حيث قال المرحلة حساسة, ولم يكن بودنا أن نستعين بمدرب وطني ونضعه في فوهة المدفع ويكون هو الضحية لو حدث إخفاق, وهذه حماية من وجهة نظرهم للمدرب الوطني وليس عدم ثقة".
وتحدث الحربي عن استبعاد خالد المعجل وتعيين سلمان القريني, وقال:"بغض النظر عن البديل, استبعاد الكابتن خالد المعجل كان في محله بالذات أن مقر إقامة المنتخب السعودي في بطولة خليجي21 كانت تعمه الفوضى لأبعد الحدود, وهناك تجاوزات لم يتوقع أحد أن تكون بهذا الشكل, وكأنه فريق حواري, ولم يكن هناك انضباط وحماية لمعسكر المنتخب, وكان لا بد من اتخاذ إجراء, أما الكابتن سلمان القريني فهو من المشهود لهم بالكفاءة, ويستحق التقدير, وهو خيار موفق خاصة وأن سلمان القريني كان له تجربة في قطاع الفئات السنية, والعمل فيها أصعب, وكان له تجربة مع فريق النصر, وواجهة ضغوط هائلة, ولكن على المستوى الشخصي والعملي قام بجهود كبيرة, ويستحق أن يكون في هذا المنصب الذي حسب فهمي سيكون مؤقتا إلى أن ترتب الأمور, ونتمنى أن يجد الدعم من الجميع سواء هو أوغيره".