الدواء والصيف
أروى شحادة *
ها هو فصل الصيف قد دق الأبواب معلناً ارتفاع درجة حرارة الطقس في كل مكان يحيط بنا.. ويجدر بنا هنا أن نلقي الضوء على أمور تتعلق بطريقة حفظ الدواء ومدى تأثره بفصل الصيف وحرارته... وإن أهم ما يؤرق الصيدلاني في مثل هذه الأيام هو الطريقة التي سيقوم بها المريض بحفظ دوائه داخل المنزل أثناء فصل الصيف.. فمن المحسوس لدينا أن بعض غرف المنزل قد تصل أحيانا إلى درجات عالية قد لا يتحملها الدواء مما يؤدي إلى تغيير في خصائصه الدوائية وبالتالي التأثير على فعاليته وتحويله إلى مادة ضارة، علما بأن هذا الدواء قد صمم ليكون تخزينه بدرجة حرارة الغرفة العادية، ولكن ما يجب الاشارة إليه هنا هو أن ما يقصد بدرجة حرارة الغرفة هي الدرجة التي لا تتعدى ال٢٥ درجة مئوية، إلا أننا في مناطقنا الحارة وفي أيام كهذه لا بد ان نراعي الارتفاع الذي قد تصل إليه درجة حرارة الغرف في منازلنا، وبالتالي فإني أطلب من المريض بأن يضع أدويته جميعها ما لم يتطلب الأمر غير ذلك في مكان بارد وجاف ونعني بهذا الغرف المكيفة، فإن تعذر ذلك فإنه لابد من وضعها في الثلاجة في مكان مخصص للدواء فيها وذلك حتى لا يتعرض الدواء للتلف وفقدان تأثيره الدوائي.. ومن حرارة الصيف قد يهمًّ البعض بالسفر هنا وهناك وبالتالي فإننا نذكر من يسافر عن طريق السيارة بأن يحافظ على دوائه بعيداً عن حرارة الشمس الشديدة وأن يقوم بوضع الدواء داخل حقيبة حافظة للبرودة فإن هذا أضمن لمراعاة ضوابط المحافظة على الدواء وعدم تعرضه لفقدان صلاحية الاستعمال..
ومن جهة أخرى فإن قضاء العطلة الصيفية بعيداً عن ضوضاء المدينة والذهاب إلى منتجعات سياحية هو رغبة الكثير من القاطنين في اماكن تعج بالزحام وتعاني من ارتفاع في درجات الحرارة.. لذا فعلى المريض هنا أن لا ينسى أخذ كل ما يحتاج إليه من دواء يخصه خلال سفره أو خلال ابتعاده عن مكان إقامته، فالدواء مادة ملازمة للمريض خاصة من يعاني من مرض مزمن او من يستخدم الدواء بصورة منتظمة، فإن قضاء العطلة الصيفية لا ينبغي أن تكون سببا في تدهور الحالة الصحية للمريض نتيجة عدم التزامه بتناول الدواء سواء كان ذلك بسبب نقصان في كمية الدواء أو بسبب اختلاف الأوقات بين محل الإقامة والمكان الذي ستسافر إليه الأسرة.