يخطئ كثيرٌ من الناس عندما يربط بين الهدف الحقيقي ومجرد الأمنية, لذا قد نجد البعض يشتكي من عدم تحقيق أهدافهم,
بينما هم لم يقوموا بأكثر من مجرد أماني تفتقد العمل!
أن تهدف لتحقيق شيء ما يختلف كثيرًا عن مجرد أن تتمنى حدوث ذلك الشيء. فوضع هدفٍ معين يتبعه إنشاء خطة تسير عليها والتزام
بتحقيق تلك الخطة. بينما عندما تتمنى فأنت ترغب في حدوث ذلك الأمر من غير إرادة حقيقية لتحقيقه. وقد يكون هذا في الحقيقة هو ما يصنع الاختلاف بين أولئك الذين يجيدون صنع أهدافهم ثم الانطلاق نحو تحقيقها, وبين من استحبوا الركون ومسامرة الأماني!
فللهدف خصائص يجب أن يمتاز بها; كأن يكون محددًا بشكل واضح, أيضَا أن يكون له مدة زمنية محددة ولو بشكل تقريبي,
وهذه المدة تختلف بحسب الهدف فهناك أهداف قصيرة المدى وهناك المتوسطة وهناك الأهداف التي تتطلب سنوات لتحقيقها.
كما أن الهدف يجب أن يكون قابلًا للتحقيق; فلا يكون خياليًا يتعذرُ إنجازه.
فلنبدأ إذن بتحويل تلك الأماني إلى أهداف واقعية نرسم طريقنا فيها بخطة محكمة يتبعها التزام ومثابرة حتى نصل لما نريد
ونرى كل أمنية قد أصبحت هدفًا يتحقق.
يقول الكاتب حنا مينه:
" إن الرغبة في العمل هي غير العمل تمامًا. ثمة مسافة كبيرة بينهما, فنحن نرغب, نتمنى, وكثيرًا ما يغتال الكسل,
أو غيره, هذه الرغبة وتلك الأمنية, وعندئذ يكون الحاصل لا شيء, التحقق وحده هو الإثبات, فعندما نحقق رغبتنا,
أو نحقق أمنيتنا, في أيّما عمل, تكون الفكرة قد صارت فعلًا, تجسدت واقعًا, .انتقلت من حلم إلى واقع, من حمل جنيني,
إلى اكتمال هذا الحمل, وولادة هذا الجنين الذي صار في متناول البصر واللمس ".