السدو.. معزوفة المغزل والمخيط التي أبهرت زوار الكليجا
بالرغم من أن الهدف الأساسي من مهرجان الكليجا هو الاحتفاء بالأكلة الشعبية الشهيرة بإقامة هذا المهرجان في مدينة بريدة، ودعم الأسر المنتجة؛ فإن حرفة تراثية أخرى تزاحم "الكليجا" في المهرجان الذي يحمل اسمها، وهي حرفة "السدو" التي تعتبر من الصناعات الحرفية المهمة المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالإبل وصوف الماعز والأغنام، كون صوفها هو المادة الأساسية التي يصنع منها.
وقد استطاعت الحرفيات في مهرجان الكليجا السابع المقام فعالياته بمركز الملك خالد الحضاري ببريدة، بإبداع أناملهن من مشغولات السدو؛ أن يلفتن أنظار الزوار، ويحافظن على حرف يدوية متوارثة؛ إذ تُبرز هذه الحرف جانبًا من التراث السعودي وأسلوب الحياة الذي يستمد من الماضي العتيق.
أم شامخ المهتمة بحرفة السدو، تقوم بحياكة الصوف لتحوله بأناملها إلى خيوط تُستخدم استخدامات متعددة كالخيام والبسط والمفارش والزينة، وغيرها من الاستخدامات، لافتةً إلى أن صناعة السدو كانت تعتمد قديمًا على وبر الجمال، وفي هذا الزمن يستخدم الصوف ويصبغ على شكل خيوط عمودية تمد على أوتاد باستخدام آلات خاصة.
كما أبدعت الشابة نورة محمد (٢٦ سنة) في صناعة السدو لرواد المهرجان، حيث اكتظ محلها بالمتسوقين الذين أعجبتهم احترافيتها بصناعة جميع المشغولات اليدوية من السدو وبأحجام متعددة وأسعار مناسبة، توحي بإتقانها هذه المهنة التي ورثتها من والدتها المتخصصة بصناعة السدو، مؤكدة أن مبيعاتها اليومية في المهرجان تجاوزت ٨٠٠ ريال يوميًّا، لافتة إلى أنه ورغم صغر سنها فإنها تجد نفسها متقنة لحرفة قديمة تأمل عدم اندثارها، ولا بد من المحافظة عليها.
من جانب آخر، بينت أم محمد أنها تستخدم في عملها بالسدو، المغزل والمخيط والأوتاد الخشبية والمدرى، وهي أداة تستخدم لشد الخيط، لافتة إلى أنه وقبل البدء في الحياكة تقوم بغزل الصوف بواسطة المغزل، وتضيف إلى الصوف صبغات ملونة لتضفي على المنتج نوعًا من الزينة، بعدها يتم السدو بواسطة خيوط الصوف الملونة والممتدة على المنسجة وتربط بأربعة أوتار على شكل مستطيل، ليصنع من ذلك مشغولات متعددة على حسب رغبة الزبون.
وتمنت أم محمد أن تكون هناك مراكز متخصصة لتعليم السدو للمهتمين والراغبين وبأماكن مخصصه للنساء حتى لا تندثر تلك الحرفة، مشيدة بالقائمين على مهرجان الكليجا الذي أتاح للحرفيات الفرصة للمشاركة وإطلاع الزوار على حرف يدوية قديمة.