[b]إن الله عزَّ وجلَّ جعل نبينا صلَّى الله عليه وسلم أكمل المخلوقات البشرية، فقد جمع الله عزَّ وجلَّ فيه الكمالات الجسمانية، والكمالات القلبية، والكمالات المعنوية، والكمالات الروحانية.
ولذلك يقول فيه شاعره حسان بن ثابت رَضِيَ الله عنه وأرضاه :
و أجمل منك لم تر قط عينٌ
و أكمل منك لم تلد النساء
خُلقت مبرّئاً من كل عيب
كأنك قد خُلقت كما تشاء
فأما كمالاته الجسمانية صلوات ربي وتسليماته عليه:فنشير إلى نذر يسير منها وهو أنه صلَّى الله عليه وسلم كان إذا نام ، تنام عينه وقلبه لا ينام .وكان صلوات ربى وتسليماته عليه إذا مشى لا يرى له ظل ؛ لأنه كان نوراً في ظاهره ، ونوراً في باطنه .
وكان صلَّى الله عليه وسلم لا يقف الذباب عليه قط، لطهارته، وصفائه، ونقائه في جسمه، وقلبه، وروحه صلوات ربي وسلامه عليه .
وكان صلَّى الله عليه وسلم في أحواله الجسمانية كلها، على الهيئة الكمالية التي تعجز الأوصاف البشرية فكان إذا مشى فكما قال عمر بن الخطاب رَضِيَ الله عنه :
( ما مشى صلَّى الله عليه وسلم مع قوم إلا وكان أطولهم، مهما كان طولهم، ولا قعد مع قوم إلا وكان أعلاهم أكتافاً مهما كان علوُّهم)
وعن عائشة رضى الله عنها قالت :
( لم يكن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بالطويل البائن ، ولا بالقصير المتردد ، وكان ينسب إلى الربعة إذا مشى وحده ، ولم يكن على حال يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله صلَّى الله عليه وسلم، ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما!!، فإذا فارقاه ... نُسِبَ صلَّى الله عليه وسلم إلى الربْعَة )(1)
وأما مشيه صلَّى الله عليه وسلم:
فيقول فيه أبو هريرة رضي الله عنه:
(مَا رَأَيْتُ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي في وَجْهِهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَسْرَعَ في مَشْيِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ؛ كَأَنَّمَا الأَرْضُ تطْوَى لَهُ، إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا وإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ )(2)
وقال صلَّى الله عليه وسلم مبيناً لبعض كمالاته الجسمانية:
( مَا تثاءب نبىٌ قط )ؤ(3)
وأنه صلَّى الله عليه وسلم:
( ما احتلمَ قط ، وَكذلك الأنبياء )(4)
فلم يتثاءب لأن التثاؤب ربما يكون من الشيطان ، أو من الكسل ، والنوم .
ولم يحتلم لأن الشهوة لا تخطر له على بال أبداً
لأن الله حفظه ظاهراً وباطناً.
(1)عن عائشة رضى الله عنها ، رواه البيهقى وغيره وزادا ابن سبع فى الخصائص أنه ( كان إذا جلس يكون كتفه أعلى من جميع الجالسين صلَّى الله عليه وسلم ) .
()2رواه أبو هريرة ، سنن الترمذي.
(3)رواه ابن أبى شيبة وغيره وأخرج الخطابى .
()4رواه البيهقى وغيره كثيرون .