تفاصيل الجريمة التي هزت مدينة الدمام
السلام عليكم
تفاصيل جديدة للمأساة التي هزت مجتمع الشرقية
دفن "ولاء".. والقاتل يمثل الجريمة
فريق المحققين الذي شكله الامير محمد بن فهد ساهم في سرعة كشف القاتل
فريق العمل: الدمام ـ يوسف زمان ـ ماجد الحربي ـ متعب عزيز - خالد الجبلي
أدى إنجاز الأجهزة الأمنية بشرطة الشرقية والمتمثل في سرعة القبض على قاتل الطفلة المصرية ولاء (3 سنوات) والقاء جثتها بحديقة الملك عبد العزيز بالدمام مطعونة بـ 36 طعنة إلى ارتياح جميع سكان المنطقة الشرقية من مواطنين ومقيمين خاصة ان الشرطة تمكنت من حل لغز الجريمة في وقت قياسي "72 ساعة" رغم غموضها وتشابك خيوطها.كما أدى الكشف عن شخصية الجاني وهو مراهق "مصري" يبلغ من العمر 14 عاما ويدرس في الصف الثاني المتوسط إلى حدوث صدمة نفسية لدى المتابعين للقضية خاصة ان أهل القاتل والقتيلة جيران منذ 4 سنوات وبينهم علاقات صداقة وود ، وكان القاتل أحد تلاميذ والد الطفلة القتيلة والذي يعمل مدرسا للغة الإنجليزية .
وبالرغم من القبض على القاتل الصغير وبالتالي إغلاق ملف القضية إلا أن دوافعها واسبابها تبقى غامضة إلى حد كبير بسبب غرابتها وبشاعتها..
ولنبدأ القصة الدامية من البداية والتي نسج خيوطها الشيطان وكان الصبي "احمد عبد المنجي" 14 عاما هو المنفذ والأداة التي أزهقت روحا بريئة أقلقت كل من تابعها وضجت مضجعه خوفا على أبنائه خاصة أنها جريمة غريبة على مجتمعنا المسلم ...
والبداية حسب مصادر أمنية وإفادة الشهود من المحاضر الرسمية التي انفردت (اليوم) بالاطلاع عليها كانت يوم الجمعة الماضي وفي تمام السابعة والنصف وقت صلاة العشاء... الأم تتسامر مع جارتها " أم القاتل " فوق سطح البيت وتطلب من ابنتها ولاء 3 سنوات النزول للشقة وجلب زجاجة مياه من "الثلاجة " في نفس اللحظة التي انتهي فيها الأب " عادل" من الدرس المجاني الذي يعطيه للولد القاتل " أحمد " كل يوم وفي نفس الوقت ... لعب القدر لعبته .. وشاءت الظروف أن يلتقي القاتل مع القتيلة .. الضحية والجلاد على درج السلم وجها لوجه .. تذكر " احمد " إهانات "الأستاذ عادل" له بأنه ولد فاشل ولا يذاكر دروسه جيدا .. هنا فقط اصطك حجر بحجر ولمعت شرارة في ذهن القاتل الصغير فأراد الانتقام لكرامته المجروحة فاصطحب الطفلة ولاء إلى حديقة الملك عبد العزيز القريبة من البيت بحي الخليج ولم ينس إحضار السكين التي يحملها معه منذ يومين بحجة الدفاع عن نفسه من بعض زملائه المشاغبين في المدرسة ... وهناك ألقاها أرضا.. ولم يرق قلبه لبكائها .. وكال لها الطعنات حتى وصلت إلى 36 طعنة بعد أن ضرب رأسها بحجر ثم عاد ليبحث مع الأسرة عن القتيلة التي غسل يديه بدمها للتو ..
قصة البحث ..
وبعد مرور ساعة تقريبا بدأت قصة البحث عن ولاء .. أين ذهبت ولاء .. أين اختفت .. الجميع يبحث بما فيهم القاتل... وصل الأمر إلى الشرطة التي اكتشفت الجريمة في الساعة 5ر11 ليلا من يوم الجمعة الماضي فاستدعت الأسرة إلى موقع الجريمة ولكنها لم تسمح لهم برؤية الطفلة الممزقة الأوصال وقالت لهم انها طفلة تشبه طفلتهم صدمتها سيارة ، ثم استدعت كل من في العمارة السكنية بما فيهم الأب والام وبدأت رحلة البحث عن القاتل ، وتكرر مشهد الاستدعاء في اليوم التالي حتى وصل عدد المشتبه فيهم إلى اكثر من 80 شخصا وخرج الأب والام من دائرة الاشتباه ثم كان يوم الأحد الماضي حيث سمح للأب برؤية ابنته في ثلاجة الموتى بمستشفى الدمام المركزي فانهار وأغمي عليه خاصة انه كان يعيش على أمل أنها ليست ابنته ، أصيب بحالة هذيان شديدة أما زوجته أم ولاء والحامل في شهورها الأولى فأصيبت بانهيار عصبي وخشي عليها من سقوط الحمل.. في ذلك الوقت لم يخل البيت من عشرات المعزين والمواسين من المواطنين والمقيمين وكانت الصدفة أن الذي كان يقوم على خدمتهم القاتل (احمد).
بداية الخيط ..
وبدأت دائرة الاشتباه تضيق وتزداد الجريمة غموضا .. فالأسرة محبوبة من الجميع وليس لديها عداوات مع أحد .. وتقرير الطب الشرعي الذي اطلعت عليه (اليوم) يثبت أن الطفلة ولاء لم تتعرض للاغتصاب ولم تكن الجريمة بدافع السرقة خاصة أن أقراطها الذهبية ما زالت في أذنيها .. إذا من قتل ولاء ..، ويكثف رجال شرطة قسم شمال الدمام جهودهم على مدار الساعة وعادوا لموقع الجريمة اكثر من مرة لإعادة تمثيلها وللبحث عن أداة الجريمة إلا أنهم لم يجدوا شيئا فازداد الأمر غموضا وغرابة ، وحسب رواية مصدر أمني كبير لـ (اليوم) فإن دائرة الشبهات بدأت تضيق من جديد أمام فريق المحققين الذي أمر بتشكيله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية لسرعة ضبط القاتل حيث تم التركيز على الصبي " احمد عبد المنجي " جارهم المشاغب بعد أن وصلتهم معلومات مؤكدة انه حاول الاعتداء على الطفلة ولاء اكثر من مرة .
أم ولاء ..
وعلمت (اليوم) من مصادرها أيضا أن أم القتيلة لعبت دورا في الكشف عن القاتل الذي كانت تطلق عليه لقب (الشيطان الصغير)، فقد كان قلب الام يخبرها بأنه القاتل .. لدرجة أنها كانت ترفض الطعام الذي يأتي من بيت أسرته .. دفعتها غريزة الأمومة إلى الخروج من البيت بدون إذن والتوجه إلى شرطة الشمالية وإخبارهم بحدثها وأنها تشك في أن (الشيطان الصغير) هو القاتل .. ويقول مصدر أمنى لـ (اليوم): ان القاتل يتميز بدهاء كبير .. عندما استدعيناه أول مرة لم نشك فيه للحظة لدرجة أن فريق المحققين انقسم بين مصدق لنظرية الام ومكذب لها .. خاصة أن القاتل الصغير كان مبتسما طوال الوقت .. معتدا بنفسه واثقا من أقواله وأفعاله .. وكانت اللحظة الحاسمة حيث تم إلقاء القبض على القاتل الصغير بعد مغرب أمس الأول "الثلاثاء" وبمواجهته بالادلة المؤكدة وخاصة أنه كان غير موجود في المسجد وقت صلاة العشاء كما ادعاء وأعترف تفصيليا بالحادث. وقال: الشيطان الصغير بهدوء أمام فريق المحققين : نعم قتلتها .. أخذت الدرس وطلبت منها أن تأتي معي .. ومشيت معها إلى الحديقة وهناك قتلتها لأن أباها كان يضربني وكانت تأخذ ألعابي وتلعب بها .
جهود الشرطة ..
وقال مدير شرطة الدمام العميد عبد العزيز الوطبان ان الإجراءات والتحقيقات المكثفة قادتنا للقبض على القاتل حيث مضاعفة ساعات العمل وتم تشكيل فريق عمل من التحقيقات والتحريات وشملت التحقيقات أكثر من 80 شخصا وتمكنا في النهاية من الوصول للحقيقة .
وحول الدوافع التي أدت إلى ارتكاب الجريمة قال الوطبان: انها مزيج من الدوافع وليست دافعا واحدا .. يدخل فيها قسوة والد القتيلة عليه عندما كان يعطيه دروسا في اللغة الإنجليزية ونفسية الطفل المريضة والمعقدة التي تتميز باللؤم والخبث خاصة أنه كان يعترف ووجهه تغطيه ابتسامة عريضة .
ويقول العميد الوطبان : إننا وجدنا الحجر الملطخ بدماء ولاء في الحديقة ثم وجه لها طعنات من السكين التي كان يحملها معه منذ يومين بدافع الدفاع عن نفسه من أقرانه في المدرسة وكان السكين من نصيب الطفلة البريئة .. وأكد العميد الوطبان أن الطفل القاتل يتمتع بذكاء خارق ولا يشكو من أي علة في العقل ..كما انه متفوق في دراسته وكان مؤهلا للحصول على المركز الأول على متوسطات الشرقية
،وتشعر من كلامه بانك تقف أمام رجل بالغ وليس أمام فتى صغير لا يأبه بما حدث.
وعن عرضه على طبيب نفسي قال الوطبان : ان الأمر متروك الآن لهيئة التحقيق والادعاء العام وهو موجود الآن بدار الأحداث بالدمام .
الطب النفسي ..
وحتى نفهم ونستوعب ما حدث قال استشاري الطب النفسي بمستشفى الأمل بالدمام الدكتور ياسر عبد الرازق ان قاتلا بهذه الأوصاف وهذه السن الصغيرة لا يمكن أن يكون طبيعيا ومهما كان دافعه لارتكابها فهو غير طبيعي على الإطلاق لأن ما ارتكبه بشع وبعيد عن صفة الإنسانية فكيف يقتل طفلة مسكينة بـ 36 طعنة. وكلام الطفل عن الدافع للجريمة غير منطقي وقد يكون متخلفا عقليا أو به صرع لأن معنى هذه الجريمة لطفل يبلغ من العمر 14 عاما ويتمتع بكل قواه العقلية ان المجتمع كله في خطر.. ويحذر الدكتور عبد الرازق من العاب الفيديو والكمبيوتر الخطرة ووسائل الإعلام التي تبث العنف وقد تكون دافعا له على ارتكاب الجريمة حبا في التقليد الأعمى بعيدا عن رقابة الأسرة ، وطلب عرض الطفل على لجنة متخصصة لفحص قواه العقلية وتقييم سلوك الطفل القاتل.. ويضيف الدكتور ياسر إن هناك حالة تشبه هذه الجريمة كانت باسم (سفاح الخبر) واتضح أن القاتل مختل عقليا .
المدرسة..
أما في المدرسة التي يدرس بها القاتل وهي مدرسة عثمان بن العاص بحي الخليج فلم يصدق زملاؤه ومدرسوه ما حدث خاصة أنه طالب متفوق وكان يسعى للحصول على المركز الأول على مستوى المنطقة الشرقية وكانت علامات الذهول مرسومة فوق شفاه وجبهات الجميع .. انتهت قصة ولاء .. لتبدأ التساؤلات: ماذا حدث بنا؟ وماذا فعلنا حتى تحدث هذه الجريمة الشنعاء .؟!
حول الجريمة:
@ والد القتيلة: عادل عبد البديع معلم اللغة الإنجليزية رفض العفو عن القاتل.
@ أم القتيلة: أتمنى البقاء في المملكة حتى أرى قاتل ابنتي محكوما بالقصاص
@ والد القاتل: لقد تبرأت من ابني نهائيا
@ أسرتا القاتل والمقتولة يسكنان في نفس البناية السكنية منذ 4 سنوات
@ القاتل الصغير كان يقدم الماء والشاي للمعزين بمنزل والد القتيلة
@ الطبيب الشرعي مازال متمسكا بتشريح جثة الطفلة
@ الجاني ـ حسب مصدر أمنى ـ كان يبيت النية لاغتصاب الطفلة
@ اسرة القتيلة قدمت عبر "اليوم" شكرها لشرطة الشمالية وخاصة العميد عبدالعزيز الوطبان والعميد احمد العصيمي
@ (اليوم) تلقت عشرات الاتصالات من الطالبات اللائي يأخذن دروسا خصوصية عند والد القاتل (مدرس فيزياء) للاطمئنان عليه.
@ والد القتيلة أصابه الذهول وقال: كيف يقتل ابنتي وكنت اعطف عليه؟!
@ القاتل مشهور بالسرقة والسلوك المشاغب