اشكر مروركم إخوتي الافاضل واخواتي الغاليات وجزكم الجنة جميعا0
أيها الأخوة نحن مؤمنون معنى ذلك أننا نسلم بكل ما جاء بالقرآن والسنة من الأمور التي ذكرت والتفاصيل التي وضحت والله امتدح المؤمنين بصفة مهمة في أول سورة البقرة وهي قولة عز وجل (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ..) (البقرة:3) ولذلك فإن كثيرا من الناس الذين لديهم نوع من الشك والريبة عندما يمرون بالآيات والأحاديث التي تذكر أمورا مستقبلية ستقع فإنهم يشكون في ذلك وبعضهم قد يعترض على ذلك أو يتجه بسهام التأويل والتحريف لبعض الأشياء المذكورة في القرآن والسنة وهذا أمر مناف للإيمان وليس من منهج المؤمن أبدا أنه يعمد الى هذه التفاصيل الموجودة في القرآن والسنة فيغير فيها بزعمه أو يكذبها أو ينفيها مثلا لأنها تخالف عقله أو لأنه يراها غير واقعية بزعمه ولذلك فإنه لا بد من الايمان الكامل والجازم بكل ما ثبت لدينا مما ورد من كلام ربنا سبحانه وتعالى وفي سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
ثم أعلموا رحمكم الله أن الله عز وجل جعل من سنته أن يبتلي الناس ليظهر المؤمن من الكافر وليتبين المسلم الحق من المرتاب الشاك ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى ينزل بالعباد فتنا ليتميز أهل الجنة من أهل النار بل حتى يتميز المسلمون في مدى ايمانهم ولذلك فإن هناك آيات عظيمة وفتن كثيرة وابتلاءات كثيرة ستنزل بالعباد وهذه الابتلاءات لها فوائد كبيره وهي تمحيص الناس وتبيين من هو على الطريقة السوية ممن يسير على هوى أو يحذو حذو سبل الشيطان ولابد أيها الأخوة من وقفات قبل أن ننظر في بعض أحاديث الفتن ومن ذلك مثلا أنه لا يصلح للمسلم أن يفسر أحاديث الفتن بحسب الواقع وهذا يحدث كثيرا بين الناس فإذا رأى أحاديث من أحاديث الفتن يقول هذا الحادث الذي وقع الآن وهذه المشكلة الموجودة الآن هي المقصودة بهذه الفتنة وهو لم يدرس التاريخ الاسلامي ولم يقرأ أقوال أهل العلم وربما يكون المقصود بهذا الحديث قد وقع وانتهى أصلا وربما هذا الحديث لم يأتي تأويله بعد أو أن هذا الحديث يعنى به شيء يقع في آخر الزمان أو شيء من الأشياء التي تقع على أعتاب الساعة وعند قيام القيامة مثلا ولذلك فإن مصدر الحيرة في كثير من التفاسير التي ترد في بعض النصوص من بعض الناس إنما مصدرها الجهل بكلام أهل العلم وعدم تنزيل هذه الأحداث منازلها الصحيحة التي بينها أهل العلم بالقرآن والسنة ثم نقول أيها الأخوة إن الكلام عن بعض أحاديث الفتن قد يقول بعض الناس ما هي فائدته ؟؟ ولماذا ندرس أشياء قد لا تقع في عصرنا ؟؟ ولما نتعرض لتفاصيل بعض الأمور التي لن تحدث في هذا الزمن الذي نعيش فيه ؟؟
فنقول أيها الأخوة أن من هذه الأشياء فوائد فمن ذلك
أولا : أن الإيمان بالغيب من صفات المسلم .
ثانيا : أفرض مثلا الآن نحن سنتعرض لحديث الدجال هب أن انسان قال غنني أكاد أجزم بأن الدجال لن يقوم ولن يظهر في هذا الزمن فنقول إن في ذكر حديث الدجال تعليم هام للأمة وفيه بيان لمواقف الناس من الدجال عندما يظهر فيها أسوة لنا وعبرة ونحن نعيش في هذا العصر كيف نواجه الفتن لأن الفتن كثيرة فتنة الدجال وفتنة الدجاجله الآخرين قد يظهرون في هذا الزمن صحيح أنهم ليسوا هم الدجال الأكبر ولكن في بيان الموقف من الدجال الأكبر درس لنا في كيفية الوقوف وما هو الموقف الصحيح أمام الدجاجلة الذين يظهرون .
ثالثا : كيف ستتعلم الأجيال القادمة التي سيظهر فيها الدجال الموقف الصحيح اذا لم تنقل روايات مثل الدجال عبر ديننا نحن وكيف ستتربى الأجيال على الثبات امام الدجال اذا لم نعلم نحن الجيل الذي نعيش فيه والجيل الذي سيلينا بحيث تنقل هذه المواقف لذلك الجيل الذي سيظهر فيه الدجال مع العلم أننا لا نستطيع أن نجزم مائة بالمائة أن الدجال لن يظهر في عصرنا .
رابعا : حساسية المؤمن ودقة شعوره وخوفه من الله عز وجل يجعله ينظر برهبة لمثل هذه الاحاديث التي فيها ذكر الدجال وما حول الدجال من الفتن الاخرى ونضرب على ذلك مثالا
"أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج مرة ورأى غيما في السماء فدخل وخرج فزعا وهو يقول ما يؤمنني يا عائشة أن يكون فيه عذاب مثل ما حدث لقوم عاد " مع أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الناس وأبعد الناس عن العذاب ومع ذلك يدخل ويخرج خوفا من أن يكون به عذاب والرسول صلى الله عليه وسلم خرج مرة فزعا يخشى أن تكون الساعة قد قامت وقد يكون قد قال ما بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين الساعة قرونا متطاولة وأحداث كثيرة وما حصلت بعد فلماذا فزع ؟؟ فنقول بأن الفزع من هذه الفتن من صفات المؤمنين والتي تدلل على خوفهم من الله فعلا وعلى قوة ايمانهم وكذلك أيها الأخوة أن دراسة موضوع الدجال مثلا يعطينا طعما خاصا في الدعاء الذي ندعو به في آخر صلاتنا قبل السلام وهو التعوذ من فتنة المسيح الدجال وغنني أقول لكم بالتأكيد أن شعور كل واحد منا وهو يدعو بهذا الدعاء بعد أن يمر باستعراض فتنة الدجال ليختلف تماما عن شعوره وهو يتلو هذا الدعاء قبل أن يتعرف على فتنة الدجال وذلك لأن الانسان كلما عاين أكثر وتبصر أكثر كلما طعم طعم هذه النصوص أكثر وأكثر وكلما تبين له عظم الخطر ودائما الأشياء التي لم تظهر مؤشراتها بعد تكون عند الناس غريبة ومستبعدة فلو سألت أحدهم الآن ما هو احساسك بالموت؟ فإذا لم يكن عنده مرض قاتل أو هو مصاب بحادث يشرف على الموت أو محكوم عليه بالاعدام فإنه سيقول لك بأنه لا يشعر برهبة الموت لأنه ليس عنده مؤشرات بخلاف الشخص الذي يكون على أعتاب الموت فإن احساسه بالموت سيكون مختلف
ولذلك فإن المؤمن هو الذي يستشعر أن المسألة قريبة رغم أن مؤشراتها لم تحدث .
وهذا مستند من اماكن موثوق بها إن شاء الله، وسأكمل لاحقا إن شاء الله0
اسأل الله ان يعصم من فتنته كل من مر على هذا الموضوع0
اختكم أم عبد الرحمن0