تقول احدى العضوات في منتدى بنت نت..
مضى زمن كانت رؤية المرأة وهي تدخن من علامات الساعة، وفي ذلك الوقت كان تدخين الرجال أنفسهم يدرجهم في خانة كبار الفساق. اليوم تبدلت الأحوال؛ تغير السعوديون رجالاً ونساء، وزادت الروابط بينهم واحدة بعد أن كان ما يجمعهم أمران: السائقون والخادمات.
المرأة السعودية ليست مجرد مدخنة اعتيادية، بل هي ذواقة ومسرفة، كطبعها في كل شؤونها. دخلت نطاق التدخين متأخرة إلا أنها تقدمت فيه بسرعة، وإن كانت هوايتها الفضلى هي المعسل لا السيجارة.
المعسل بتصميماته المتموجة أقرب إلى طبيعة الأنثى الجسدية، وهو بروائحه العطرية المتنوعة يختلف عن الأثر الخانق للسجائر، كما أن كثافة دخانه تمنح المرأة يقيناً بالقوة والفاعلية، إذ تشعر وهي تنفث سحابة دخان "شيشتها" أن رئتها لاتقل قوة وضخاً عن رئة الرجل.
قبل حرب الخليج الثانية كان "المعسل" مجهول الشأن سعودياً. كان الرجال يستهلكون الشيشة المعروفة بــ"الجراك" وهي كبيرة الحجم، ذات رائحة ثقيلة غير محببة.ومنذ أن قررت بلدية الرياض، عام 1992، نقل جميع مواقع التدخين خارج نطاق المدينة الأساسي، أصبحت إمكانية الاستمتاع بالجراك مرهقة، فالرحلة متعبة، والمسافة طويلة بينما الوقت محدود، ولم يكن من اللائق استخدامها منزلياً لأنها تلتصق بالملابس، وتغمر المكان، بأجمعه، بهواء منفر يهيمن حتى على أفضل أنواع البخور، وهي تشابه الأوبئة في أن رائحتها تفيض على الجوار.هذه الخصائص تجعل من "الجراك" حالة فضائحية لأن معظم المدخنين يتكتمون على وضعهم، فيكون الوضع أشبه بظهور المرء عارياً.
لذلك ارتد كثير من أهل الجراك؛ بعضهم استكان إلى السجائر، واستعاض آخرون بالمعسل من باب التيسير، وقبول الوضع القائم، ومن خلال هذا المدخل غير المتوقع تعرفت النساء إلى هذا الوافد الجديد، ووجدن أنه أقرب إلى طبيعتهن، وأكثر ملاءمة لأذواقهن. وحاولن تجربته خفية وعلانية، حسب درجة التحفظ المنزلية. وتراخت مقاومة الرجال بسبب اضطرارهم للتدخين منزلياً. هذه الوضعية تزامنت مع موجات متوالية من الانفتاح المفاجيء إثر حرب الخليج الثانية، وانتشار الفضائيات، ودخول المجتمع دائرة حراك صاخبة متعددة المستويات، كانت شرارتها الأولى محاولة نحو 50 إمرأة سعودية قيادة السيارات. وأخيراً اقتضى الأمر ثلاث سنوات من المقاومة الرجالية انهارت، معظم مراكزها، في منتصف التسعينات، لتبدأ الحقبة النسوية في المعسل.
منذ ذلك التاريخ بدأ المعسل يتغلغل في المجتمع النسائي السعودي تدريجياً، وإن بقوة وكثافة،
وساهم الإقبال "الحريمي" في تطوير المعسل شكلاً ومضموناً، فظهرت منه موديلات مختلفة، أنيقة الشكل، متعددة الألوان. ثم تطورت الصناعة فظهر جيل من "شيش المعسل" مكون من عدة قطع قابلة للفك والتركيب، لها حقائب خاصة تشبه، كثيراً، حقائب المكياج، بمعنى صغر الحجم وجمال المظهر. وهذه ميزة ذات قيمة لأن الفتاة تستطيع حملها دون أن يشك أحد في أن محتواها ليس إلا مكياج الرئتين والحنجرة. ولأن للنساء بصمة فريدة في كل مشترياتهن، فلقد بلغت صناعة المعسل درجة عالية من الذوق والرقي، فأصبحت تجيء مغلفة الخشب الفاخر، وبعضها يطلى بالذهب الأبيض أو الأصفر، ويمكن تزيينها بالماس إذا طلبت ال**ونة ذلك، أما الزجاج فهو من أفخر أنواع الكريستال، حتى أن بعض "الشيش" بلغت أسعارها نحو 1200 دولار في السوق، أما الطلبيات الخاصة فليس لها سقف أسعار ماعدا الملاءة المالية.
المعسل خطوة أولى للمرأة السعودية تعلن، عبره، تمردها على وضعها، وترسم أحلامها في سحائب دخانه، وتتحدى، في كل نفس تسحبه موروثاً صنفها أجيالاً.
فهل يكون المعسل بداية حقبة جديدة للمرأة السعودية؟
وهل سيغدو دور الرجل تجهيز "الشيشة" لزوجته؟
وهل ستكون حقيبة المعسل إحدى مقتنيات المرأة الثمينة التي تحرص على أخذها إن غادرت منزل الزوجية مغضبة أو مطلقة؟
وهل ستكون حقيبة المعسل إحدى هدايا الرجل لحبيبته أو زوجته لمصالحتها واسترضائها؟
أخيراً لو اختصمت زوجة وبعلها فخيرها بينه وبين معسلها فأيهما ستختار؟
الله المستعان..
بانتظار ارائكم..
طلااااااااااااااااال