بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إّنها لطائف .. نُصادفها أثناء قراءتِنا للقرآن الكريم ..
تعجبنا بلاغتها .. فهيّا بنا نجمعها ..
:: اللطيفة الأولى ::
قال تعالى { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }[ الآيات 4، 5 من سورة الشرح ]
تعريف " العسر " في الآيتين، يدل على أنه واحد، وتنكير " اليسر " يدل على تكراره، فلن يغلب عسر يسرين ([1]).
قَوْله : ( مَعَ الْعُسْر يُسْرًا قَالَ اِبْن عُيَيْنَةَ : أَيْ إِنَّ مَعَ ذَلِكَ الْعُسْر يُسْرًا آخَر ، كَقَوْلِهِ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ )
وَهَذَا مَصِير مِنْ اِبْن عُيَيْنَةَ إِلَى اِتِّبَاع النُّحَاة فِي قَوْلهمْ إِنَّ النَّكِرَة إِذَا أُعِيدَتْ نَكِرَة كَانَتْ غَيْر الْأُولَى ، وَمَوْقِع التَّشْبِيه أَنَّهُ كَمَا ثَبَتَ لِلْمُؤْمِنِينَ تَعَدُّد الْحُسْنَى كَذَا ثَبَتَ لَهُمْ تَعَدُّد الْيُسْر ، أَوْ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ الْمُرَاد بِأَحَدِ الْيُسْرَيْنِ الظَّفَر وَبِالْآخَرِ الثَّوَاب فَلَا بُدّ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ أَحَدهمَا ([2]).
(1) تفسير السعدي لسورة الشرح.
(2) فتح الباري في شرح صحيح البخاري، ج : 14، ص 125.