بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نعم الزاد هو يارب
نعم الزاد هذا يارب!
لعبد الله بن عُمَر
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً، فيهم رجل يُقال له (حُدَيْر)، وكانت تلك السنة قد أصابتهم سَنة ( أي جدب وقحط ) من قلة الطعام، فزودهم ( أي أعطاهم الزاد ) رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسي أن يزود حديراً، فخرج حدير صابراً محتسباً وهو في آخر الركب يقول :
لا إله إلا الله، والله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ويقول :
نِعْم الزاد هو يا ربّ؛ فهو يرددها، وهو في آخر الركب؛ فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له :
إن ربي أرسلني إليك يخبرك أنك زودت أصحابك ونسيت أن تزود حديراً، وهو في آخر الركب يقول :
لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول :
نِعْم الزاد هو يا ربّ؛ فكلامه ذلك له نور يوم القيامة ما بين السماء والأرض، فابعث إليه بزاد، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً، فدفع إليه زاد حدير، وأمره إذا انتهى إليه ( بَلَغَه ) حفظ عليه ما يقول، وإذا دفع إليه الزاد ( أي أعطاه و ناوله إياه ) حفظ عليه ما يقول، ويقول له :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ورحمة الله، ويخبرك أنه يزوّدك، وإن ربي تبارك وتعالى أرسل إليّ جبريل يذكّرني بك، فذكره جبريل وأعلمه مكانك؛ فانتهى إليه وهو يقول :
لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول :
نِعْم الزاد هذا يا ربّ؛ فدنا منه، ثم قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام و رحمة الله، وقد أرسلني بزاد معي، ويقول :
إني إنما نسيتك، فأرسل إلي جبريل من السماء يذكرني بك؛ فَحَمِد الله، وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال :
الحمد لله رب العالمين، ذَكَرْني ربي من فوق سبع سماوات ، ومن فوق عرشه، و رحم جوعي وضعفي، يا رب كما لم تنس حديراً فاجعل حديراً لا ينساك؛ فحفظ ما قال، ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما سمع منه حين أتاه، وبما قال حين أخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أمَا إنك لو رفعت رأسك إلى السماء لرأيت لكلامه ذلك نوراً ساطعاً ما بين السماوات والأرض