الركن الثاني من أركان الإسلام
عمود الإسلام وعن أمور وعد الله من أداها بجنة الفردوس
قال تعالى :
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً * إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً}
قال الحق جلَّ في عُلاه :
( قد أفلح المُؤمنون الذين هُم في صَلاتِهم خَاشِعُون والذين هُم عن اللغْوِ مُعْرِضُون
والذين هُم للزكاةِ فاعلون والذين هم لفروجهم حَافِظون
إلا على أزواجِهم أو مَا مَلكَت أيمانهم فإنهم غير مَلومِين
فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العَادُون والذين
هُم لأماناتهم وعَهدهم راعون والذين هم عَلى صَلواتهم يُحافظون أولئك هُم الوارِثون الذين يَرثون
الفِرْدَوس هُم فيها خَالدون ) سورة المؤمنون
قال ابن القيم رحمه الله
للعبد بين يدي ربه موقفــــــــان :
موقف بين يديه للصلاة ، وموقف بين يديه يوم لقائه
فمن قام بحق الموقف الأول هوَّنَ عليه الموقف الآخر
ومن استهان بهذا الموقف ، ولم يوفِّه حقه ، شدد عليه ذلك الموقف
روى البيهقي من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
( لما خلق الله جنة عدن وغرس أشجارها بيده قال لها تكلمي فقالت : قد أفلح المؤمنون .)
{ قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون }
والخشوع محله القلب ؛ فإذا خشع خشعت الجوارح كلها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صلوا كما رأيتموني أُصلي ) رواه البخاري
وروى أبو عمر أن الجوني قال : قيل لعائشة ما كان خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟
قالت : أتقرءون سورة المؤمنين ؟ قيل نعم . قالت : اقرءوا ؛ فقرئ عليها قد أفلح المؤمنون حتى بلغ ( يحافظون )
كان هذا خُلُق قدوتنا صلى الله عليه وسلم وهو الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى بإتباعه
فعلينا جميعًا أن نسأل أنفسنا
كيف حالنا مع الله في صلواتنا ؟
هل نؤديها كما ينبغي أن تكون ؟
إذا كنا لا نعطيها حقها ولم نؤديها كما ينبغي
أن تكون فعلينا بالتوبه و الخضوع و الخشوع واتمام السجود والركوع .
و إن كنا نؤديها كما ينبغي
فإليكم هذه الكلمات
أياخاشعًا في صلاتك و نازع الأحقاد من النفوس
أيا حافظ الأعراض والأمانات قد وقيت شر يوم عبوس
وفزت بجوار النبي وصحبه الغُرُّ المَيامين الكرام طيب النفوس
وألذ متعة بلقاء ربك والنظر إلى وجههِ الكريم والخُلد في جنة الفردوس
أسأل الله العظيم الكريم الحليم الرحمن الرحيم أن يوفقني وإياكم لما يُحب ويرضى
أسأل الله العظيم لي ولكم الصدق والإخلاص في القول والعمل
اللهم أني أعوذ بك من أن أُشرك بك شيئًا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه