لجزء الرابع والعشرون
كانت الأمواج تعانق رمال الشاطئ بكل حب.. ومنظرها من الطيارة رسم البسمة على ملامح فاطمة الجميلة.. كانت يالسة على الكرسي تطالع البحر تحتها وتحس بسعادة غريبة تتغلغل في داخلها.. أفكارها خذتها للأسبوع اللي بتقضيه هني في دبي.. المؤتمر هي ما تحاتيه بالمرة، لأنه الورقة اللي بتعرضها عليهم كتبتها وراجعتها مرتين.. ومتأكدة انها بتعجبهم.. اللي كانت تحاتيه هو السبب الحقيقي اللي خلاها ترد الإمارات.. كانت تحاتي عبدالله.. شو بيكون موقفه منها إذا عرف انها ردت؟ بيستانس؟ بيحاول انه يشوفها؟ ولا بيتظايج؟ يا ترى طرت على باله في الأشهر اللي طافت ولا نساها تماما وبينصدم من اتصالها به.. هذا إذا فكرت تتصل..
ردت فاطمة بشعرها ورا اذنها.. كانت هالمرة لابسة شيلة وعباة.. تعودت خلاص كل ما ترد قطر او تسافر الإمارات انها تلبسهم.. وهالمرة اذا شافت عبدالله بتكون أول مرة يشوفها بالشيلة والعباة.. يا ترى شو بيقول أول ما يشوفها؟
" Madam, we're going to land in a few minutes. Please don't forget to fasten your seat belt."
طلعتها هالجملة اللي قالتها المظيفة من دوامة أفكارها وابتسمت لها فاطمة وهي تنفذ تعليماتها، وفي اللحظة اللي نزلت فيها الطيارة في مطار دبي الدولي.. حست فاطمة بالدم يندفع بقوة في عروقها.. وتنفست بعمق ولبست نظارتها ونزلت شنطتها من فوق وطلعت من الطيارة..
مشت فاطمة في المطار بثقة وبسرعة، تخلص إجرائاتها وتاخذ شنطها وبالها مشغول ... بنتها إيمان بتي هي وريلها عشان يستقبلونها وعشان جي عقب ما استلمت شنطها , تلفتت وهي ادورهم بين الحشود الكبيرة المتجمعة عند البوابة , وابتسمت بسعادة بالغة يوم شافت إيمان تأشر عليها من بعيد وريلها يتجدم عشان يدل الحمال على مكان السيارة ...
كانت فاطمة شوي وبتركض عشان تحضن بنتها الغالية والوحيدة , صارلها سنة ماشافتها وكانت صدق متولهة عليها وإيمان من كثر وناستها كانت تصيح ...
لوت فاطمة على بنتها بقوة وقالت لها : " يابعد عمري يا إيمان.. والله كنت بموت من الوله عليج " .
إيمان : " اسمحيلي فديتج .. أنا اللي وايد مقصرة وياج "
ابتعدت عنها فاطمة وطالعتها بحنان وهي ترد عليها : " أدري إنه لو هالشي بإيدج ما بتفارقيني ولو ثانية ... بس إنتي مشغولة وعندج ريلج وعيالج "
إيمان : " عيالي من أمس ما رقدوا.. يبون يسلمون عليج أول ما توصلين.. و الحين يتريونج في البيت "
فاطمة : " بعد عمري والله "
في هااللحظة اقترب منهم خليفة ريل إيمان وسلم على عمته وراحوا هم الثلاثة السيارة عشان يروحون البيت .
وفي الطريج كانت فاطمة وبنتها يسولفن ...
إيمان : " أحمد ولد خالتي أمينة شحاله ألحين ؟ "
فاطمة : " قبل يومين متصلة بنوال .. وخبرتني إنه العملية الحمدلله نجحت وأحمد رد يشوف شرات قبل "
أيمان (وهي تحط إيدها على قلبها من الوناسة): " الحمدلله!! أكيد لموي بتستانس الحين"
فاطمة: " إيه أكيد.. عرسهم تأجل فترة طويلة وايد والحين أخيرا بيقدرون يحددون موعد يديد."
خليفة: " ها عمتي.. متى المؤتمر؟"
فاطمة: " عقب باجر.. "
خليفة: " عاد مب من يخلص المؤتمر تروحين.. لا هالمرة نحن بنحبسج هني شهر.."
فاطمة: "ههههههههه.. شهر عاد؟؟ نسيت انه ورايه جامعة وامتحانات منتصف؟؟ "
إيمان: " بس امي نحن مول ما نشوفج.. إلا في المجلات والتلفزيون.. يعني ما تولهتي علينا؟؟"
فاطمة: " امبلى أكيد تولهت عليكم.. والله انكم دوم على بالي وافكر متى أي ازوركم.. بس أشغالي والتزاماتي ما اقدر اتهرب منهن.."
مدت إيمان شفايفها شرات اليهال يوم يزعلون وابتسمت لها فاطمة وباستها على خدها .. وتموا طول الدرب يسولفون لها عن عيالهم وعن التغيرات اللي استوت في حياتهم وفاطمة تبتسم لهم وتسمع اللي يقولونه .. وجزء من تفكيرها كان غصب ياخذها لبعيد.. للعين.. وبالتحديد لعبدالله بن خليفة.. الرجل المثالي اللي غزا افكارها واستعمر قلبها
.
.
في بيت أحمد بن خليفة كان الجو هادي، الساعة الحين 10 الصبح واليهال بعدهم راقدين.. أم أحمد في المستشفى عند ياسمين وسارة وأمل اللي كانن سهرانات أمس على سبيس تون للساعة 12 بعدهن ما نشن من الرقاد.. مايد هو الوحيد اللي كان واعي وواقف في المطبخ يقلي جبن حلوم في شوية زبدة ويسوي له جاهي حليب.. لأنه اليوم البشاكير ماخذات إجازة .. مايد كان مب قادر يرقد أكثر عن جذي مع انه امس كان راقد متأخر بس اليوم يحس بالنشاط.. يمكن لأنه بيسير دبي عند مترف وهو كان يتريا هاليوم من بداية الأسبوع..
شل مايد ريوقه البسيط وطلع يتريق في الصالة، وتفاجئ بليلى اللي كانت يالسة ع القنفة وخالد راقد في حظنها وهي تمسح على شعره.. ابتسم لها مايد وهو يحط ريوقه على الطاولة الصغيرة اللي جدامها وقال لها: " صباح الخير"
ليلى (بتعب): " صباح النور"
مايد: "من متى انتي هني؟ ما انتبهت لج وانا ساير المطبخ."
ليلى: " أنا يالسة هني من أمس.. بعدني ما رقدت.. خالد فديته أسنانه تعوره وطول الليل أنا وياه هني.."
اطالع مايد اخوه اللي كان راقد وقال بحنان: " وحليله خلود.. انزين هو الحين راقد.. سيري ريحي اشوي."
ليلى: "هيه بس ما اروم اشله والله تعبانة.."
مايد: "أنا بشله عنج.."
وقف مايد وشل اخوه الصغير ووداه فوق وليلى تتبعه.. وقبل لا يوصل غرفتها سألته: " متى بتسير دبي؟"
مايد: "الساعة 12 جي.."
ليلى: "لا تتأخر هناك أوكى؟"
مايد: "إن شاء الله ما بتأخر.. أقول ليلوه عادي أشل ساروه وأمولة ويايه؟ "
ليلى: "ليش؟ خلهم هني أحسن.. ما بتاخذ راحتك."
مايد: " قولي انج ما تأمنين عليهم ويايه.."
ليلى (وهي تبتسم له وتحط إيدها على خده): "لا والله حبيبي مب جي قصدي.. بس أنا أباك تستانس هناك.."
مايد: "بستانس يوم بشوف هالثنتين مستانسات.. حرام والله من خمسة أشهر ما طلعتوهم من العين.."
ليلى: "خلاص ميودي اللي تشوفه.. بس دير بالك عليهم.."
مايد (وهو يبتسم ابتسامة عريضة): "أكيد أكيد.."
دش مايد غرفة اخته ليلى ونزل خالد على الشبرية ويلست ليلى حذاله تراقبه وهو راقد وتلحفه عدل.. أما مايد فتنهد بملل وطلع من الغرفة.. شو بيسوي للساعة 12؟ بيتم يالس بروحه؟ طبعا لاء.. بيسير يوعي هالدباديب الصغار ساروه وأموله.. عشان يتلبسن وما يأخرنه..
دش عليهن الغرفة وما لقاهن فوق شباريهن.. ويوم تجدم شافهن يالسات تحت على الأرض في الفراغ اللي بين الشبريتين .. كل وحدة حاطة مخدتها تحتها وتسولف للثانية.. ويوم شافن مايد داش عليهن ابتسمن له وأموله سوت له مكان عشان ييلس حذالها..
مايد: "متى نشيتن؟؟ أنا كنت ياي أوعيكن.."
سارة: "احنا نشينا من ساعة .. بس ما نزلنا تحت.."
مايد: "إنزين اذا بتسيرن ويايه دبي تلبسن بسرعة.."
أمولة بطلت عيونها ع الاخر وقالت بصوت عالي وهي تنط على مايد: "صدق؟؟ صدق؟؟ بتاخذنا وياك؟"
مايد: "هييه.. شو أسوي؟ ابتليت بكن.."
أول ما نطق مايد بهالجملة نشت أمل تركض صوب الكبت وسارة وراها.. ويلسن يفتشن بين ثيابهن على شي حلو يلبسنه.. وعقب ثواني دشت ليلى الغرفة ويلست تساعدهن.. وطلع مايد عنهن وهو يبتسم بسعادة.. وسار غرفته يتلبس وهو ناسي تماما الريوق اللي خلاه تحت في الصالة..
.
.
.
في بيت سهيل المحامي، كانت موزة واقفة في الاستوديو جدام اللوحة البيضة اللي بعدها ما ابتدت ترسم فيها ولا خط واحد.. شعرها اللي لامتنه فوق راسها كان طايح على شكل خصلات مبعثرة حول ويهها.. وعلى كتفها.. وثيابها الفضفاضة المليئة بالألوان كانت تحمل بقعة يديدة من مجموعة الفرش اللي كانت تنظفهن توها.. كل شي كان طبيعي وهالنهار من بدايته هادي وهي كانت بتبدا بلوحتها اليديدة الحين.. بس الغضب اللي كانت تحس به في داخلها كان كبير.. براكين من الغضب كانت تتفجر في صدرها وجزء بسيط من هالبراكين استقر على شكل دواوير حمر في خدودها..
من يوم نشت من الرقاد وهي تحس انها مب متحملة احد.. وما فكرت تتريق أو تكلم امها واختها اللي كانو في الصالة ، على طول نشت ولبست ثيابها وراحت الأستوديو وقفلت على عمرها الباب.. كانت تبا اتم روحها.. هي وهالفراغ الأبيض اللي جدامها..
وفي لحظة غضب فظيعة فرت موزة الفرشاة اللي في يدها على الcanvas بقوة ويلست على الكرسي الخشبي اللي في الزاوية وطلعت موبايلها من جيب البنطلون وطرشت مسج لليلى: " ليلوتي انتي واعية؟"
وتمت تتريا يوصلها الرد وهي تطالع اللوحات المكدسة في الاستوديو.. تبا توصل للسبب اللي مخلنها متنرفزة لهالدرجة بس ما تعرف بالضبط شو هالسبب..
وصلها الرد بسرعة ، كانت ليلى كاتبة لها: "هيه واعية.. شو أخبارج غناتي؟"
ردت عليها موزة: " مب بخير.. متنرفزة.. ولايعة جبدي من عمري.. وأبا اجتل حد"
أول ما استلمت ليلى هالرسالة اتصلت لربيعتها موزة ويوم ردت عليها سألتها: " شو فيج غناتي؟"
موزة: "ما اعرف.. نشيت من الرقاد وأنا مزاجي معتفس.. المهم انتي شحالج؟"
ليلى: "أنا بخير.. بقول لج شو استوى لي امس.."
موزة: " شو استوى؟"
خبرتها ليلى عن عرض الشغل اللي ياها أمس في الايميل واستانست لها موزة من خاطرها بس بعدها كانت حاسة بظيج وتمت ساكتة دقايق وليلى خاطرها تعرف شو فيها..
ليلى: " يعني ما بتقولين شو فيج؟"
موزة: "ليلى تذكرين رمستنا أمس؟ يوم قلتي لي أطرش اللوحات لمبارك؟"
ليلى: "هيه أذكر.. الحين انتي متظايجة عشان هالشي.؟ خلاص لا تسوينه.."
موزة: "مب جي.. بس.. ليلى أنا شو اللي يالسة أسويه ؟"
ليلى: " شو حبيبتي؟"
موزة: "أنا يالسة اركض وراه ركض.. ليلووه. استويت انسانة ثانية بسبة هالهوس اللي اسمه مبارك.. استويت انسانة تستحق الشفقة.. حتى انتي ليلوه.. حتى انتي تشفقين عليه.."
ليلى: "موزوه انتي شو تقولين؟؟"
موزة:" لا تنكرين هالشي.. أمس عرضتي عليه اسوي شي يتنافى تماما مع مبادئج.. غناتي انتي يوم قلتي لي اطرش له اللوحة كنتي مقتنعة بهالشي..؟؟"
ليلى سكتت ..
موزة: "طبعا مب مقتنعة.. بس قلتي هالشي عشان ما رمتي تشوفين دموعي.. لأني أنا.. موزة.. وصلت لحالة تخليني أصيح وأتعذب بسبة ريال مب حاس فيني بالمرة.."
ليلى (بحزن): " موزووه.."
موزة كانت تصيح.. وعقب ما تمالكت نفسها شوي قالت: "شوفي لي حل..!! مب انتي ربيعتي؟؟ ليلوه لا تخليني جي بليييز شوفي لي حل!!"
ليلى: "أنا آسفة موزوه.. ها كله بسبتي أنا.. أنا اللي.."
قاطعتها موزة: "لا لا .. انتي مالج ذنب.. ليلى لا تلومين نفسج.. بلييز"
ليلى: "انزين شو رايج نطلع؟؟ يمكن تحسين انج احسن شوي.."
ابتسمت موزة: "أوكى.. وين بنسير؟"
ليلى: "بنسير العين مول.. أو أي مكان تبينه.. بس بناخذ ويانا خالد لأنه محد في البيت عنده.."
موزة: "خلاص خليني اخبر امايه وارد عليج.. "
ليلى: "أترياج.."
بندت موزة وطلعت من الاستوديو وهي بعدها حاسة بظيج.. فعلا ليلى مالها ذنب.. ليلى كانت بس تبا تخفف عنها.. وما يخصها بهالاحساس الفظيع اللي تحس به موزة في هاللحظة.. الاستوديو.. المكان الوحيد اللي كانت ترتاح فيه صار يظايجها.. صارت تحس انه جزء من مبارك.. كل زاوية وكل ركن فيه مسكون بشبح مبارك.. لوحاتها اللي رسمتها وهي تفكر فيه.. واللي كل لون فيها يعكس جزء من عاطفتها له..اللوحتين اللي ما انباعو في المعرض.. المعرض اللي شافت فيه مبارك.. واللي صدق كان يسكن خيالها ويظايجها اكثر من الكل كانت ذكرى نظرة لاقتها منه في الحديقة.. وخلتها لليوم تتصرف بجنون.. جنون قررت انه ما يستمر اكثر من جذي..
.
.
.
.
"ليش؟؟ ياسمين انتي تخبلتي؟؟"
نهلة كانت تطالع ياسمين بنظرات مصدومة وتحاول ماترفع صوتها اكثر من جذي عشان ما يسمعنها أم احمد وام ياسمين اللي كانن يالسات في طرف الغرفة يسولفن بروحهن.. نهلة يت اليوم من دبي عشان تزور ربيعتها ياسمين والحين يوم يلست تسولف وياها وخبرتها ياسمين بقرارها حست انها شوي وبتذبحها..
ياسمين (وهي تطالع ام احمد بطرف عينها): "وطي صوتج. .انتي تبين تخربين كل شي؟؟"
نهلة: "بس حرام اللي تسوينه.. حرام تحرمين الريال من بنته عقب ما اترياها طول هالسنين.. شو استوى لج اذكر انج كنتي تموتين فيه.."
تنهدت ياسمين واطالعت شمسة اللي كانت في حظن ام احمد.. وردت تطالع نهلة وقالت لها: " بردت مشاعري.. ما اعتقد انه هذا ذنب يجبرني اتحمل عبدالله عمر بحاله.."
نهلة: "ياسمين حبيبتي لا تستعيلين.. طبيعي اللي تربي تكون مشاعرها متلخبطة شوي.. اصبري شوي وفكري زين.."
ياسمين: "أنا افكر بهالشي من شهور الحين.. ومتأكدة منه.. انتي شعليج ريلج توه صغير والعمر كله جدامه.. وبتعيشين وياه احلى ايام عمرج.. مب شراتي انا اللي اندفنت هني ويا واحد شيبة..."
نهلة: "انتي اللي دفنتي عمرج.. لا تنسين هالشي .. انتي مب ياهل.. لمرة وحدة في حياتج تحملي مسئولية قراراتج اللي تتخذينها.."
ياسمين: " ومنو قال لج اني ما بتحمل هالشي؟؟ مب كافي اني بطلق منه وبعيش عمري كله ويا بنته؟؟"
نهلة: " انتي مب صاحية.. محد جابرنج على هالشي.. شوفي ريلج شكثر يحبج.. وترى هاي مب بس بنته هو.. هاي بنتج.. نسيتي؟؟"
ياسمين: " أفففف. .ما نسيت.. بس نهولة افهميني.. "
اطالعتها ياسمين بيأس وردت تطالع ام احمد والياهل اللي في حظنها.. : " ما ابا اظيع عمري جذي.. أنا بعدني صغيرة يا نهلة.. جدامي عمر بحاله استانس فيه.. واحقق فيه شي .. أنا برد اكمل دراستي .."
قاطعتها نهلة: "عبدالله ما بيمنعج.."
ياسمين (بنبرة حادة ): "وانتي شدراج؟؟ ما أبا اعيش وياه خلاص ما احبه.. أكرهه.. تفهمين؟؟ أكرهه"
رصت نهلة على ايد ربيعتها وهي مب عارفة كيف تفهمها أو تقنعها: "ياسمين انا ما اباج تتلعوزين.."
ياسمين: "لا تحاتين.. أنا مخططة لكل شي.. وأبويه بيوقف ويايه للنهاية.."
سكتت نهلة يوم سمعتها تطري ابوها.. ما دام ابوها موافق على هالشي ليش تدخل هي .. خلاص كيفها تسوي اللي تباه.. بس حست بالشفقة على عبدالله .. صدق ما يستاهل اللي بيستوي له.. حظه خلاه يرتبط بوحدة ياهل .. تنهدت نهلة يوم اقتربت منهم أم احمد واجبرت عمرها تبتسم لها وهي تغير الموضوع..
.
.
في نيويورك، وبرى المبنى اللي فيه عيادة الدكتور المختص، كانت مريم تحاول قد ما تقدر تقاوم دموعها وهي تمشي بسرعة باتجاه المحطة.. ومحمد كان يحاول يلحقها بخطواته الواسعة وفي النهاية قبضها من إيدها وخلاها تواجهه غصب..
محمد: "مريامي شو ياج؟ انتي المفروض تفرحين وتحمدين ربج.. "
مريم كانت تطالع إيدها .. ويوم رمست نزلت دموعها غصب..: " الحمدلله .. الحمدلله على كل حال.. بس.."
محمد: "الدكتور قال لج انج مب محتاجة العملية.. وانه هالنوبات بتروح إذا اتبعتي علاجه.. الحين شو اللي يزعل في هالرمسة؟؟"
مريم: " مب هذا اللي زعلني.. "
محمد: " شو عيل؟"
اطالعته مريم بعصبية: "محمد لا تسوي روحك ما تعرف..!!"
محمد: " اوكى.. أعرف.. عشان قال لج ما ترومين تحملي ن؟ عادي انا ما ظايجني هالشي.."
ردت مريم على ورا وهي تطالعه بنظرة حادة: "لا تقص عليه.. أنا مب غبية.. ما في ريال في الدنيا ما يتمنى يكون عنده ياهل.."
محمد: " ومنو قال لج اني ما ابا يهال.. ؟؟ يمكن الدكتور قصده انه في فترة العلاج ما ترومين تحملين.. بس عقب ما تتعالجين ما اعتقد انه في شي بيمنعج.."
مريم: " انته وايد متفائل.."
ابتسم لها محمد: "وليش ما أتفاءل؟؟ كل شي حواليه يخليني غصب اتفاءل.. مرتي احلى انسانة شفتها في حياتي (غمز لها وابتسمت مريم).. والدكتور اليوم عطاني امل يديد في الحياة.. وريحني من شي كان صج مظايجني.. وما تبيني اتفاءل؟؟ انتي اللي ليش جي متشائمة.."
مريم:" أبا اسعدك.. بس .. هذا اللي اباه.. أبا حياتنا تكون مثالية.. انته تستاهل هالشي و أكثر.."
محمد: "يا غناتي انا مستانس وياج.. والله عمري ما حسيت بهالسعادة اللي انا احس بها الحين.. مجرد وجودج ويايه يكفيني.. "
سكتت مريم ومشت حذاله وهي تطالع الأرض المرصوفة اللي تمشي عليها.. ومحمد كان يطالعها بقلق.. ما ينكر انه حز في خاطره هالشي.. انه مرته ما تروم تييب له عيال.. بس بعد اللي ما يبا يظايجها ويزيد حزنها.. والله بيعوضه ان شالله
.
.
.
.
مايد وخواته وصلوا دبي الساعة وحدة الظهر والتقوا ويا مترف في السيتي ، وعقب ما لفوا السيتي بكبره ولعبوا في ماجيك بلانيت شوي، يلسوا هم الاربعة يتغدون في هارديز الساعة أربع العصر.. سارونا وأمولة كانن صدق مستانسات.. من زمان محد طلعهن هالطلعة الحلوة.. ليلى استوت ما تحب تطلع من البيت ومحمد وعمهم عبدالله دوم مشغولين.. بس اليوم مايد ما قصر وياهن وكانت عيونهن تلمع من السعادة وهن ياكلن ويطالعن الناس اللي يمرون حواليهم..
مترف بعد كان وايد مستانس انه مايد ياب خواته وياه.. بما انه ما عنده خوات اصغر عنه، كان يعتبر هالثنتين شرات خواته.. وكان يحبهن وايد، بالذات سارونا.. يحس انه بينه وبينها ارتباط غريب.. وبمجرد ما يشوفها يحس انه يبا يعطيها الدنيا بكبرها بس عشان يشوفها تبتسم.. كان يطالعها وهو يرمس مايد وفي هاللحظة التفتت له وابتسمت ابتسامة سريعة، وردت تطالع الناس اللي يمرون جدامهم.. بس هالابتسامة السريعة خلته يحس بنهر جارف من مشاعر الفرح تندفع في داخله.. وقال لمايد: " ما يستوي اتمون لباجر؟؟"
مايد: " لا ما يستوي.. لو كنت ياي بروحي بدبّر هالشي.. بس بما انه هالثنتين ويايه ما اروم"
مترف: " أهاا.. بس بعد زين يوم يبتهن وياك والله وايد تولهت عليهن.."
ابتسم له مايد ويلس يكمل الهمبرغر اللي في إيده..
مترف: " أووه نسيت اخبرك.. "
مايد: "شو؟"
مترف: " بشتغل مذيع في قناة دبي.."
مايد: "لا والله؟؟"
مترف (بابتسامة عريضة): "هيييييه.. بيجربوني في فترة المهرجان وإذا عيبتهم بتم وياهم.."
مايد: " شي طيب مبروك..!"
مترف: "الله يبارك فيك.. هاا؟ ما تبا تشتغل ويايه؟"
مايد: "أنا ؟؟ لا لا لا.. ما احب هالسوالف.. خلني في المدرسة أبرك لي..."
مترف: "أفاا.. أنا كنت متأكد انك بتوافق .."
مايد: " أولا هالشغل بيربطني بدبي وانا ما اروم اعيش برى العين.. وثانيا المعجبات بيصطفن جدامي وانته تعرفني انا ريال ماشي سيدة وما تعيبني هالحركات.."
مترف:" هههههههه هييه صح.."
أمولة (اللي كانت تسمعهم وهي ساكتة): "أنا بشتغل مذيعة..!!"
مترف: "فدييت روحج تبين تشتغلين مذيعة؟؟"
أمل: "هييه أبا.."
مايد: " على كيفج هو؟؟ "
مترف: "ليش يعني؟ تراها ياهل ما فيها شي.."
مايد: "هي جي من دون شي مب فالحة في دراستها.. بعد نشغلها في التلفزيون؟"
مترف: " صدق ميود إذا طلبوا مذيعة صغيرة بخبرك.. ولا تحرمونها من هالفرصة.."
مايد: "ممم يصير خير.. بس لا ادخل هالافكار في راسها تراها بتحشرني في البيت انته ما تعرفها هاي.."
اطالعته امل باحتقار ومايد رد لها النظرة..
مترف:" ههههههه وحليلها امولة.. والله انها عسل.."
اطالع مايد سارونا عشان يعرف ردة فعلها على هالموضوع وشافها تطالع الطاولة اللي حذالها وشكلها سرحانه ومب وياهم.. تبع مايد نظرتها وشاف ريال ميلس بنته الياهل في حظنه ويأكلها بإيده.. وكل ما يرمس البنية تطالعه وتضحك بدلع.. مايد حس بقلبه يتفتت .. ورد يطالع سارة اللي انتبهت له وسوت عمرها تلعب بالأكل اللي جدامها..
سألها مايد: " شو رايج نسير نتمشى بروحنا؟؟"
سارة: "وين بنسير؟"
مايد: " هني.. بنتمشى. أي مكان يعيبنا بندش وبنطالع شو فيه.."
سارة: " زين.."
أمل: "وأنا..؟؟"
مايد: "تمي هني عند مترف.."
مترف اللي كان فاهم قصد مايد اطالع امولة وقال لها وهو يبتسم: "نحن بنكمل لعب هني.. انتي تبين تلعبين ولا تلفين ع المحلات؟"
أمل: " لا .. نلعب أحسن.."
مترف: " خلاص ميود سير انته وساروه وانا بيلس هني عند هالدبة.."
مايد: "أوكى .."
مشى مايد ويا سارونا بروحهم وكانت ميودة ايده وتمشي وهي ساكتة.. ومايد يرتب الأفكار في راسه ويحاول يقرر شو يقول لها.. وفي النهاية قرر يسألها مباشرة وبدون أي تحفظات.. ودش وياها باسكن روبنز واشترى لها ايس كريم بيستاشيو ويلس جدامها وسألها: " سارونا؟"
سارة (وهي تاكل): "هممم؟؟"
مايد: " يوم كنتي تطالعين الريال اللي يالس حذالنا.. كنتي تفكرين بباباه صح؟؟"
سكتت سارة ونزلت نظرتها عنه وتمت تلعب بالأيس كريم اللي جدامها..
مايد: " ساورنا حبيبتي ما فيها شي لو تولهتي عليه.. وفكرتي فيه.. محد بيزعل منج .. كلنا مشتاقين له.. حتى انا.."
تجمدت إيد سارة في مكانها واعتفست ملامح ويهها من الظيج اللي كانت تحس به في داخلها.. أول مرة حد يفتح وياها هالموضوع وهي مب متعودة أصلا ترمس احد.. ومب عارفة كيف تعبر عن اللي داخلها او تفسر اللي تحس به كل ما فكرت بأمها وابوها..
مايد: " خبريني باللي في خاطرج سارونا.. انتي كله ساكتة وسرحانة.. لو قلتي لي شو اللي تفكرين به يمكن اروم اساعدج.."
اطالعته سارة وكان في عيونها حيرة فظيعة خلت مايد يتمنى صدق انه يفهمها ويخلصها من عذابها..
سارة: "أنا... ما نسيت.. باباه.."
مايد: "فديت روحج ادري انج ما نسيتيه. كلنا نذكره دوم.. مستحيل في يوم ننساه.."
سارة: "بس مابا افكر فيه.."
مايد: " ليش حبيبتي ؟ ما فيها شي .. انتي ما تسوين شي غلط لو فكرتي بأبويه وامايه.. بالعكس .. "
سارة كانت تحس بدموعها اللي تنزل بغزارة على خدودها ومايد نسى تماما انه في مكان عام .. ما همه في هاللحظة الا اخته الصغيرة وسار ويلس حذالها ع الارض ويلس يمسح دموعها.. رغم انها كانت تصيح بس مايد وايد كان مستانس انها عبرت له ولو عن جزء بسيط من اللي في داخلها.. وهي أول ما ابتدت كانت تحس انها خلاص ما تروم تيود عمرها.. وكملت رمستها وقالت: " أنا نسيت صوت باباه.. عشان جي ما احب افكر فيه.. يوم اتذكره وهو يرمسني ما أذكر صوته.. ميودي انا وايد احبه والله العظيم احبه بس ما ادري ليش نسيت صوته.. "
مايد كان يطالعها وشوي وبينفجر هو الثاني وبيصيح.. ويهه كان احمر وراص على الكلينكس اللي في ايده بكل قوته.. بس تم ساكت ويسمعها وهي تشكي له .. ما يبا يقطع عليها حبل أفكارها ولا يبا يضيع على عمره هالفرصة النادرة اللي رمست فيها سارة..
سارة: " وماماه.. ماماه كانت تسولف لي كل يوم قبل لا ارقد.. ويوم اخاف وازقرها.. ترقد ويايه للصبح.. بس الحين .. ميودي انا وايد اخاف فليل ومحد عندي.."
مايد: "وانا وين سرت؟ ليش ما تخبريني ؟؟ ها سارونا؟ ليش؟"
سارة: "انتو ما تصدقوني.. محد فيكم يصدقني.."
مايد: "نصدق شو؟؟"
سارة: " انه ماماه ترمسني فليل.."
قالتها بكل عفوية وبكل بساطة لدرجة انه مايد حس بقشعريرة تسري في جسمه.. ولأول مرة من يوم ابتدت سارة تلمح له عن اللي يستوي لها.. حس مايد بخوف.. وقال لها: " ومتأكدة انه مب حلم؟؟"
هزت سارونا راسها: "لا مب حلم.."
مايد: " انزين.. انتي تعالي ارقدي عندي اليوم.. ومحد بيروم يرمسج.. أوكى؟؟ بيزيغون مني.."
اطالعته سارونا شوي وعقب ابتسمت وقالت: "أوكى.."
مايد" "شو تحسين الحين؟؟ أحسن؟؟"
سارة: "هييه.."
مايد: "مرة ثانية لا تخشين عني شي.. خبريني بكل اللي في بالج.. وكل اللي تبينه.."
سارة: "إن شاء الله.."
مايد: "فديت روحج.. ياللا كملي ايس كريمج بيذوب.."
ابتسمت سارونا بسعادة وكملت ايس كريمها.. وتنهد مايد وهو يرد ييلس مكانه ويوم التفت شاف وحدة واقفة حذال ربيعتها اللي تطلب لهم ملك شيك .. وكانت هالبنية تطالعه وتبتسم بإعجاب..
مايد استحى وابتسم لها ورد يطالع سارونا.. من اليوم وطالع مستحيل يخليها بروحها.. بيردها سارة اللي كان يعرفها قبل المأساة اللي غيرت حياتهم.. يدري انه هالشي صعب بس بيحاول.. لازم سارونا ترد شرات ما كانت..
.
.
.
.
في دبي.. وفي بناية جريبة من السيتي.. كان فهد يالس في شقته في الصالة يطالع التلفزيون و يتريا مرته تحط له الغدا.. شيخوه من يت هالشقة أمس ويا ريلها ما يلست دقيقة وحدة.. ولا ارتاحت الا يوم حطت راسها فليل ورقدت شرات الميتة.. فهد يعاملها معاملة ثانية تماما.. ولا كأنه يعرفها.. خلاها تنظف الشقة كلها امس مع انه يعرف انها تتعب من الدرب في السيارة.. وخلاها تطبخ له العشا وهو يعرف انها ما اداني الطباخ.. وكل ما حاولت تبطل حلجها يطالعها بنظرة تجمد الكلمات في حلجها.. ما كان يرمسها مول ، إلا إذا كان يباها تييب له شي أو ترتب شي في الشقة..
ولاحظت شيخوه شي ثاني بعد، التيلفون اللي كان في الشقة قبل مب موجود الحين.. ونظرة الحب اللي كان يطالعها بها فهد قبل اختفت وحل محلها نظرة احتقار وكره فظيعة.. وفي شي في داخل شيخوه.. يمكن الشعور بالذنب.. ويمكن فقدانها للحب اللي كانت تحس به من زوجها.. بس كان في شي في داخلها يدفعها انها تنفذ كل أوامره بدون نقاش على امل انه في يوم يرد يطالعها بنفس النظرة اللي كان يعطيها اياها قبل.. النظرة اللي كانت قبل ترفضها وتتملل منها.. استوت الحين تتمنى تشوف ولو لمحة بسيطة منها..
جهزت شيخة الطاولة وحطت الغدا حقها وحق ريلها.. وسارت له الصالة عشان تزقره.. وحطت ايدها على بطنها وتنفست بعمق قبل لا تقول له: " الغدا زاهب.."
وقف فهد بدون ما يطالعها وقال: "غيرت رايي.. بتغدى برى ويا ربعي.."
شيخة: "بس انته قلت..."
ما سوى لها فهد سالفة وطلع من الشقة قبل لا تكمل رمستها وقفل عليها الباب بالمفتاح..
حتى شيخة انسدت نفسها عقب اللي سواه.. وتفاجئت بدموعها تنزل من القهر اللي حست به.. وايد تعبت لين طبخت له.. لمتى بيتم يعاملها جي؟؟
.
.
في إمارة جريبة من دبي.. في العاصمة بوظبي.. كانت عايشة واقفة في حوي بيتها ويا اخوانها الكبار سالم وحميد.. واخوها الصغير حمدان.. وجدامهم خليفة اللي كان ينتفض بكبره من القهر اللي فيه.. ولو كانت النظرات تجتل جان حرق عايشة بالنظرة اللي عطاها اياها.. خليفة كان توه راد من الشاليه اللي في دبا.. عقب التيلفون المفاجئ من أمه اللي خبرته انه مرته مطرشة ثيابه وكل اغراضه بيتها.. خليفة يوم سمع هالشي صدق انصدم.. وما يا في باله ابدا انه مرته ممكن تعرف عن علاقته ويا وحدة من البنات اللي يعرفهن.. ويوم اتصل بيته.. رد عليه سالم اخو عايشة العود وهالشي اللي زاد من مخاوف خليفة.. ويوم سأله خليفة شو اللي مستوي. وليش ثيابه اطرشت بيت امه.. شتمه سالم وقال له: "اسأل اللي وياك في الشاليه ليش اختي تبا تطلق منك.."
كانت هاي الجملة ضربة قويه لخليفة اللي تحرك على طول ورد بوظبي وودر ربيعته وراه في دبا تتصرف بروحها.. ومن يوم وصل من ساعة ونص تقريبا وهو واقف في الحوي يتظارب هو واخوان عايشة..
خليفة: "طلاق مب مطلق وبشوف شو بتسوين.."
عايشة: " ياخي طلقني خلاص ما باك.. انته ما تفهم؟؟ ما تحس؟؟ "
خليفة: " أنا اللي ما احس.. يالـ.."
سالم: "خلوووف تأدب ما بمد ايديه عليك مرة ثانية.. واطلع من البيت بالهداوة احسن لك.."
خليفة: "هذا بيتي انا... اختك هي اللي تطلع منه !!"
عايشة : "هذا بيتي وبيت عيالي.. انته سير دور لك شقة تلمك انته وهاللوث اللي ترابعهن.."
خليفة: "عاشووه تأدبي.."
تجدم له حمدان بيظاربه بس عايشة يودته بقوة.. وقال لخليفة بأعلى صوته: " احترم نفسك .. واحمد ربك انه اختي ما بترفع عليك قضية.."
خليفة: "أنا اللي برفع عليها قضية وبشرشحها في المحاكم.. بتشوفين شو بسوي فيج يا عااشوه.. ان ما خليتج تبوسين ريولي وتترجيني اردج لي ما اكون خليفة.."
ما ردت عليه عايشة لأنه اخوانه تحركو وكانو بيجتلونه بس خليفة كان اسرع منهم وركب موتره وطلع من الحوي.. ويوم اختفت السيارة عن أنظارها.. وقفت عايشة لحظات طويلة تحاول تستوعب كل اللي استوى في حياتها.. وتراجع قراراتها وتحاول تميز الصح من الغلط.. بس كل شي كان متلخبط في داخلها .. كل شي.. وفي النهاية اطالعت اخوانها اللي كانو محتشرين بروحهم وتنهدت.. خلاص بتطلق.. أصلا مجرد ما شافت خليفة اليوم حست بكره فظيع له.. وأخوها طمنها انه المحكمة اكيد بتعطيها البيت تسكن فيه هي وعيالها.. وإذا في يوم احتاجت انها تشتغل ، شهادتها الجامعية بتكون موجودة وياها.. وتقدر تقدم في أي وظيفة ..
خلت اخوانها بروحهم محتشرين في الحوي ومشت صوب البيت..
كانت تعرف انها اليوم طوت صفحة من صفحات حياتها.. ولازم تبدا تفتح صفحة يديدة
.
.
.
.
في بيت صالحة كانت عليا بتموت من الملل عقب ما ودرتها امها هني في العين وردت بوظبي.. كانت متوقعة انها بتقضي الاجازة كلها في بيت أحمد بن خليفة.. بس للأسف اليوم يوم اتصلت لهم خبرتها ليلى انه اخوانها كلهم سايرين دبي.. واضطرت علاية انها اتم هني مجابلة مزنة اللي امها وابوها مسافرين وفارينها هني عند يدوتها..
مزنة كانت يالسة ع الارض تصب جاهي لعرايسها في اكواب بلاستيكية صغيرة.. وكل شوي تغير صوتها وهي ترمس بالنيابة عن وحدة من العرايس..
مزنة (بصوت خشن): " تفضلي شاي الياسمين يا خطيبتي العزيزة فلة.. لقد طلبت من الخادمة ان تصنعه لك.. انه لذيذ.."
مزنة (بصوت ناعم): " شكرا يا عماد.. انك رجلٌ نبيل.. انا سعيدة انك خطيبي.."
مزنة ( بصوت خشن): "حتى انا سعيد جدا انك خطيبتي يا فلة.."
عليا كانت يالسة ع القنفة حذالها وتطالعها باستخفاف وقالت لها: "شو هالسخافة؟؟ "
مزنة: "انتي ما يخصج.. حد رمسج؟"
عليا: " انا ما عندي سالفة يوم اني مجابلتنج.."
مزنة: " وانا ما عندي سالفة يوم اني ادر عليج.."
عليا: "سخيفة.."
مزنة: " دبة.."
عليا: " انا دبة؟؟"
مزنة: " لا .. أنا.."
طنشتها عليا ويت بتنش عنها بس تفاجئت يوم سمعت صوت موبايل يرن.. وتفاجئت اكثر يوم شافت مزنة بكل بساطة اطلع موبايل من شنطتها الوردية الصغيرة وترد عليه بكل برود..
مزنة: "ألو.؟؟ .. هههههههههه.. هييه هييه..من وين متصلة؟؟ .. هيييييييه.. ييبي لي وياج هدية.. لا تنسين.. والله اذا ما يبتي هدية بزعل .. اوكى.. وين سارونا؟؟ .... هيييييه.. اوكى... بس بندي.. باي.."
بندت مزنة الموبايل وردته في الشنطة واطالعت عليا اللي كانت واقفة جدامها ومبطلة حلجها ع الاخر..
مزنة: "ليش تطالعيني؟؟ أول مرة تشوفيني؟؟"
عليا : "من وين لج هالموبايل؟؟"
مزنة: "مايد عطاني اياه.."
عليا (وهي شوي وبتذبحها): "نعم؟؟؟؟؟.. مايد؟؟؟ وليش يعطيج موبايل.."
عقدت مزنة حياتها وحاولت تتذكر الكذبة اللي مايد محفظنها اياها .. وعقب ثواني طويلة قالت: "هيييه .. هدية عيد ميلادي.."
عليا: "وأمج تعرف انه عندج موبايل؟؟"
مزنة: "هييه عطيتها الرقم امس يوم اتصلت.. بس انتي لو تموتين ما بعطيج.."
عليا حست انها بتنفجر من القهر.. كانت وايد مستانسة امس ع السلحفاة اللي عطاها اياها مايد.. بس السلحفاة ما اتي شي جدام هدية مزنووه.. يعني مايد يوم عطاها هالهدية ما كانت تعني له شي؟؟ يعني مايد مب معجب فيها.؟؟ ولا حتى يفكر فيها؟؟ ما تحملت عليا هالفكرة ومشت عشان تسير فوق وتعمدت تمر حذال مزنة وادوس على ريولها بكل قوتها .. ومزنة صرحت من الألم وقالت لها: "عمي يعميج يالحيوانة.."
بس عليا طنشتها وركضت فوق.. كل اللي في هالبيت وهالعايلة الغبية يقهرونها.. كلهم.. !!
.
.
مر اليوم بأحداثه كلها وخيم الظلام على دولة الإمارات مثل عادته في كل يوم.. وع الساعة 12 كان كل اللي في بيت أحمد بن خليفة راقدين.. خالد وأمولة رقدوا عن ليلى.. وسارة رقدت عند مايد في غرفته.. كانت ليلة هادية وسارة فعلا كانت حاسة بالأمان.. ولأول مرة من فترة طويلة ترقد بدون ما تسمع ولا حتى صوت واحد.. أو مجر همسة..
كانت تحلم.. وفي الحلم كانت راقدة.. بس مب هني.. كانت راقدة في غرفة أمها وابوها.. الغرفة اللي ما دشتها من سنة تقريبا..
كانت راقدة بروحها والظلام يلفها من كل صوب.. وكانت عيونها تتحرك باضطراب وتسمع صوت همس خفيف يغريها انها تنش من رقادها.. حاولت سارة تركز على الصوت اللي تسمعه وما قدرت تستوعب منه شي.. كان صوت همس.. هذا كل اللي فهمته..
بطلت سارة عيونها وغاص قلبها بين ظلوعها وهي تحس بالظلام المخيف اللي في الغرفة.. بس صوت الهمس كان يدخل في اعماقها وكأنه يستدعيها ويتحداها تعرف مصدره..
يلست سارة في فراشها وشافت دانة .. اللعبة اللي اشتراها ابوها حقها وظاعت في ايطاليا.. شافتها حذالها وشلتها وحظنتها بقوة.. ونزلت عن الشبرية ومشت صوب الباب وشغلت الليت..
أول ما انتثر النور في الغرفة اختفى صوت الهمس.. ووقفت سارة مكانها تحاول بكل تركيز انها تسمع الصوت بس ما وصلها شي.. واضطرت تبند الليت مرة ثانية وعلى طول رد صوت الهمس يملا المكان
وهالمرة عرفت سارة مصدره
تنفست بصعوبة وهي تطالع الدريشة المبطلة.. والستاير اللي يحركها الهوا البارد اللي برى..
وبكل خوف تحركت.. ومشت عشان تصك الدريشة.. بس أول ما حطت إيدها على زجاج الدريشة سمعت بوضوح صوت الخمس اللي ياي من برى: "هنيي.. هني.. بندش من هالباب.."
شهقت سارة وبشكل عفوي وايجت من الدريشة وارتجفت بقوة وهي تشوف اللي كان يستوي تحت في الحديقة
كانوا اربع رياييل واقفين تحت.. طوال وعراض وملامحهم مب واضحة .. وكانو لابسين كنادير سودة.. وواقفين يتهامسون ويأشرون على باب البيت.. وكانهم يبون يدشون داخل..
سارة كانت بتموت من الخوف .. وفي داخلها تفكر منو هالرياييل وشو يبون؟؟
تمت واقفة مكانها تطالع الظلام اللي برى وتطالعهم وهي تحظن دانة بقوة.. وفجأة شافتهم يتحركون وشافت حد يطلع من باب الصالة.. ومالت على جدام شوي عشان تشوف بوضوح اكثر..
كان عمها عبدالله..
كان واقف يرمسهم وهم يتهامسون وعقب شوي قام عبدالله يهمس شراتهم.. وسارة ما كانت تباه يرمسهم.. كانت صدق خايفة منهم .. ودموعها بدت تنزل وهي تشوف عمها يسير وياهم.. كان لابس كندورة بيضة تشع من البياض.. والرياييل اللي كانو في الحديقة التفوا حواليه وهو يبتعد وياهم وسارة تصيييح وتطالعهم.. وقبل لا يختفي عمها ورا الأشجار..
التفت لها..
ووقف يطالعها شوي..
وابتسم..
وراح..
وهني تفجرت دموع سارة ويلست ع الارض تصيح بصوت عالي ودانة في حظنها وانتبه لها مايد وهي تصيح حذاله وتحظن المخدة بكل قوتها .. ووعاها بسرعه عشان يخلصها من الكابوس اللي تشوفه..
وأول ما بطلت عيونها تعلقت فيه وكملت صياحها.. ومن الخوف ما رامت تخبره عن الحلم اللي شافته..
أما مايد فعقب هاللحظة تأكد انه كل اللي تشوفه اخته وكل الاصوات اللي تسمعها هي عبارة عن احلام وبس
.
.
وعدت هالليلة على خير..
وأشرقت شمس يوم الجمعة بقوة وحرارة.. ونشرت أشعتها على أرجاء أرض دولتنا الحبيبة..
وكان هاليوم يحمل في طياته الكثير من الأحداث..
والكثير من التحولات الجذرية..
نهاية الجزء الرابع والعشرون