اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات الإبداعية > منتدى القصص والروايات
 

إضافة رد
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-05-2013, 05:10 PM   رقم المشاركة : 21
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 


الجزء السابع عشر::
" أمايه أنا حامل..!!"
عقت ياسمين قنبلتها على أمها اللي كانت ترمسها في التيلفون وحبست أنفاسها وهي تتريى ردة الفعل اللي بتصدر منها.. كانت توها مسوية اختبار الحمل والنتيجة اللي طلعت بها واللي أكدت شكوكها خلتها حبيسة لمشاعر متناقضة ومتعبة.. من ناحية كانت متظايجة وايد ومقهورة أنها حملت وهي اللي كانت مصرة انها ما تبا يهال وللحين بعدها ما تبا يهال.. بس في شي في داخلها مخلنها من يوم عرفت بهالخبر وهي مبتسمة.. كانت حاسة انها سوت انجاز.. الكل الحين بيهتم فيها.. الكل بيبارك لها.. وبيدلعها.. وخصوصا عبدالله.. بس يوم يت تبا تعلن هالخبر.. ما تدري شو اللي خلاها ادق رقم بيتهم في جميرا قبل لا تفكر حتى تخبر عبدالله.. كانت تبا امها تكون أول وحدة تعرف بهالخبر.. تباها تفسر لها هالمشاعر اللي في داخلها وتنصحها شو تسوي.. وعشان جي كانت وبكل ترقب تتريا رد امها عليها..
مريم على الطرف الثاني كانت أكيد مستانسة لبنتها بس البرود اللي بينهم وعلاقتهم اللي دومها وهي متأزمة خلت ردها يطلع بدون أي مشاعر حقيقية ..وابتسمت وهي تقول: "ألف مبروك يا ياسمين.."
ياسمين (وهي تبتسم بارتباك): " الله يبارك فيج امايه.."
مريم: " بس مب جنه وايد مبجّر؟؟ انتي وايد صغيرة .."
ياسمين: "أدري امايه بس مب بإيدي هالشي.. انا بروحي جان تبين الصدق متظايجة.."
مريم: "انتي تعرفين الرياييل وما يحتاي اخبرج إنه عيونهم زايغة وما يترسها الا التراب.. باجر بتلهين انتي ويا الياهل وهو بيشوف له وحدة ثانية تهتم فيه.. المفروض كنتي تأجلين هالموضوع شوي.."
تنهدت ياسمين بقهر وقالت لأمها: "أمايه انا ببند الحين اوكى؟؟"
مريم: "شو ما عيبتج الرمسة؟؟"
ياسمين: "انا بروحي متروعة ومتظايجة وانتي زدتيني.. شو تبيني اقول بعد؟؟"
مريم: "على هواج.. "
ياسمين: "مع السلامة.."
مريم: "في امان الله.."
بندت مريم التيلفون ويوم التفتت وراها شافت ريلها "علي بن يمعة" نازل من فوق بسرعة ويبا يطلع ونادت عليه..
مريم: "علي؟؟ متى رديت من الشركة؟؟"
علي: "أنا ياي دقايق بس آخذ ملف نسيته هني وبروح.."
مريم: "أها..."
علي: "منو كنتي ترمسين؟؟"
مريم: "هاذي ياسمين .. "
علي: " فديتها .. شحالها؟؟ تولهت عليها عنبو هذا مول ما اييبها هني نشوفها.."
مريم: "كانت متصلة تخبرني انها حامل.."
اطالعها علي وهو مب مصدق ومستانس في نفس الوقت وأشر لها بإيده انه بيطلع واتصل ببنته الوحيدة واللي يحبها أكثر من أي شي وأي حد ثاني في الدنيا.. عشان يبارك لها وبالمرة يخبرها عن شي كان يباه من عبدالله.. بس للأسف تيلفونها كان مشغول وقال بيتصل فيها أول ما يوصل الشركة..
.
.
ياسمين يوم بندت عن أمها حست بظيج فظيع.. اليوم كانت بس تتريا عبدالله يطلع ويسير الدوام عشان تنش وتسوي الاختبار.. تبا تتأكد من هالشي قبل لا تخبره والحين يوم تأكدت مول ما حست بالراحة.. بالعكس كانت بعدها مكتئبة ومتظايجة.. وتوها دقت على عبدالله في الشركة وسكرتيرته قالت لها انه نازل يسوي جولة على أقسام الشركة .. ويوم دقت على موبايله لقته مغلق.. شو هالنحاسة؟؟
وتنهدت وهي تفكر بمنو تتصل.. مب قادرة تخبي هالمشاعر كلها في داخلها تبا حد يشاركها فرحتها وامها مول ما قدرت توصل لهالشي وتخليها ترتاح.. لدرجة انه ياسمين تمنت لو انها ما دقت لها ولا خبرتها.. وفي النهاية تذكرت أم أحمد وقالت بتتصل بها وبتشوف ..وعقب ما رن التيلفون دقايق.. ردت عليها أم أحمد بصوتها المبحوح واللي كل ما تسمعه ياسمين تبتسم..
أم أحمد: " ألو؟؟"
ياسمين (وهي تبتسم): "هلا عمتي .. شحالج؟"
أم أحمد وايد استانست يوم سمعت صوت ياسمين خصوصا انه هاي هي أول مرة تفكر تتصل بهم فيها.. وقالت لها بسعادة حقيقية: "ياسمين؟ يا حيا الله بنيتي.. أنا بخير ربي يعافيج .. شحالج انتي وشحال عبدالله؟؟"
ياسمين: "الحمدلله عموه كلنا بخير .. "
أم أحمد: "تبين الصدق يا ياسمين انا زعلانة عليج.."
ياسمين: "أفاا.. ليش عموه؟؟"
أم أحمد: "عبدالله دومه في بيتنا بس انتي مول ما تنشافين.."
ياسمين: " هو الله يهديه يوم اييكم ما يخبرني.. والله انا ودي اظهر كله يالسة هني بروحي.."
أم أحمد : "انا اليوم برمسه وبخليه اييبج عندنا .."
ياسمين: "فديت روحج عموه.. أممم.. عموه بخبرج بشي.."
أم أحمد: "ها فديتج خبريني.."
ياسمين (وهي تحط ايدها على قلبها): "امممم.. عموه انا حامل"
أم أحمد من سمعت بالخبر حست انها بتطير من الفرح.. هالكلمة كانت تترياها من سنين .. سنين طويلة وهي تتمنى تشوف عيال عبدالله وتتمنى تشوف الفرحة في عيونه... وتمت ساكتة ثواني وهي مب رايمة تتكلم من الدموع اللي تيمعت في عيونها وياسمين تترياها ترمس .. وفي النهاية قالت بصوت متقطع وخانقتنه العبرة..:" فديييييييتج يالغالية .. ألف ألف مبروك.. والله فرحتي قلبي الله يسعدج ويهنيج دنيا واخرة.. " وما رامت تكمل لأنها ابتدت تصيح وياسمين من الوناسة اللي فيها ما ردت بأي كلمة وصاحت وياها..
ألحين بس حست ياسمين انه في حد شاركها فرحتها .. وفي هاللحظة حست أنه أم أحمد هي أمها وما قدرت تتمالك نفسها من الوناسة يوم سمعت ام احمد تقول لها: "أنا الحين يايتنج ويا ليلى .."
ياسمين: "هههههه خلاص اترياكم.. !!"
بندت ياسمين التيلفون ومسحت دموعها اللي نزلت على عيونها ومسحت على بطنها وفي عيونها نظرة رضا وقناعة.. تدري انها بهالحمل تحقق حلم عبدالله اللي كان يراوده من سنين.. ورغم انه هالشي استوى بدون رغبة منها بس هذا ما يمنع انه الاهتمام اللي حصلته من ام احمد خلاها تستانس..

تنهدت ياسمين وقامت تغير لبسها ولبست جلابية بيت خفيفة ورفعت شعرها.. وردت الصالة اللي فوق عشان ادق على عبدالله .. بس موبايله للحين مغلق ويوم دقت ع المكتب هالمرة حتى السكرتيرة ما ردت عليها.. وأول ما حطت السماعة رن موبايلها وكان ابوها المتصل..
ياسمين (بدلع): "باباااااااتي!!!.. حبيبي!!"
علي: " ياسمينتي حبيبتي!!!"
ياسمين: "باباتي وينك عني؟؟ "
علي: " ادري فديتج ادري اني مقصر وياج.."
ياسمين: "واااااااااااااااايد مقصر.. والله جنك الا كنت تبا الفكة مني.."
علي: " أفا يا ياسمين... جي تقولين عن شيبتج؟؟"
ياسمين:"مول ما تتصل فيه ولا مرة فكرت تزورني ولا حتى تنشد عني امايه.."
علي: "إنزين أول شي خليني اقول لج مبرووووووك وعقب بفهمج بشو انشغلت.."
ياسمين (وهي تبتسم ابتسامة عريضة): "الله يبارك فيك باباه.."
علي: "تحملي على عمرج عاد.. لازم تهتمين بنفسج وبالجنين.."
ياسمين: "ان شالله ابويه.."
علي: " هى كله ولا ياسمينة الصغيرونة .. نباها تطلع healthy "
ياسمين: " هههههههههه.. يا ويلي ع الانجليزي.. ابويه من متى ترمس انجليزي؟ ما احيدك!!"
علي: " هههههه ما عليج اتعلم والقط لي جم كلمة مني ومني.."
ابتسمت ياسمين بسعادة.. واستمر الصمت بينهم ثواني لين ما قطعه علي بسؤاله.." وين عبدالله؟"
ياسمين: "في الشركة.."
علي: "خبرتيه؟؟"
ياسمين: "ليش انا محصلتنه عشان اخبره؟؟ تيلفونه مغلق وفي المكتب ما يردون عليه.."
علي: "ما عليه بيرد ان شالله عقب وبتخبرينه.."
ياسمين: "ان شالله.."
علي: "واباج بعد ترمسينه في موضوع يخصني.."
ياسمين: "شو هالموضوع ؟"
علي: "ااا.. اباه يساعدني شوي .. هو عنده معارف وايدين وما شالله يحترمونه وودهم يخدمونه بعيونهم.."
ياسمين:" انزين؟؟"
علي: "ياسمين البلدية تبا تبند عني فندقين .. وانا متوهق تعرفين انه هالثلاث فنادق اللي عندي هن راس مالي .."
ياسمين: "وتبا عبدالله يكلمهم عشان يغضون النظر عن هالموضوع؟؟ صعبة شوي ابويه.."
علي: "لا صعبة ولا شي.. إذا على نظافة المطابخ انا بحط طباخين يدد وبحط فريق تنظيف يديد.. بس لا يبندون عني الفنادق.. تراني صج بخسر.. "
ياسمين: "وانته ابويه الله يهديك ليش ما تهتم بهالشي من البداية؟؟ انته تعرف انه الاخبار بسرعة تنتشر وهالشي بيأثر على سمعة الفنادق اللي عندك.."
علي: "ياللا عاد غلطة وما بتتكرر ان شالله.. ها بترمسينه؟؟"
ياسمين: "هى ان شالله برمسه ابويه لا تحاتي.."
علي: "ما تقصرين غناتي.."
سمعت ياسمين صوت الجرس تحت وقالت لأبوها: "ابويه عموتي ياية تزورني بسير اشوفها اوكى؟"
علي: "خلاص الغالية برايج سيري.."
ياسمين: "مع السلامة.."
علي: " مع السلامة.."
بندت ياسمين عنه وهي تتنهد بعمق.. ونزلت تحت عشان تجابل عمتها أم احمد وليلى..

***
الساعة عشر الصبح.. في شركة عبدالله بن خليفة للمقاولات.. المكاتب نشاطها غير طبيعي.. أكواب القهوة تتوزع في كل مكان.. وسكرتيرة عبدالله تعبت من كثر ما يطرشها للأرشيف ولغرفة الطباعة.. وباجي الموظفين اليوم بالذات ملتزمين بالشغل التزام فظيع.. لأنه عبدالله من الساعة ثمان وهو مسوي جولة في الشركة عقب التخاذل اللي صار يوم كان مسافر.. ومن كثر ما كان مزاجه معتفس ومحرج بسبة الشغلات اللي اكتشفها اليوم اغلق موبايله ومحد كان يتجرأ يرمسه او يوقف جدامه..وبسبب جولته هاذي اكتشف موظف شركة التأمين اللي كان يالس ويا المحاسبين يراجع فواتيرهم وقال له يتفضل عنده المكتب فوق..
ويوم يلس موظف التأمين في مكتب عبدالله كان مبين عليه انه مرتبك وكل شوي يطالع ايدينه وكأنه مكتوب على يبهته كلمة مذنب..
عبدالله كان يطالعه بقهر. ما يحيد انه غلط بشي عشان شركة التأمين اطرش موظفينها يراجعون الحسابات وحتى لو كان غلطان المفروض اييبون إذن من المحكمة بهالشي مب يطرشون هذا يتطفل عليه..
عبدالله (وهو يطالع الموظف بنظرة حادة): "شو قلت لي اسمك اخوي؟؟"
الموظف (وهو يطالعه بارتباك): " خليفة طال عمرك.."
عبدالله: "خليفة شو؟؟"
خليفة: "ها؟؟ خليفة .. خليفة محمد.."
عبدالله: "شو تشرب يا...اخ خليفة؟؟"
خليفة: "مشكور طال عمرك ما يحتاي تييب لي شي.."
عبدالله: "همممم.. انزين... على هواك."
وبدون أي كلمة ثانية رفع عبدالله السماعة ودق الأرقام وعيونه على خليفة اللي كان يراقبه بصمت وهو مب عارف ليش يابه هني وشو يبا منه.. خليفة حس انه طفل في المدرسة ومسوي شي غلط وفي داخله كان يقول " حسبي الله عليك يا راشد!!.. وهقتني .. صدق وهقتني!!"
عبدالله اطالع خليفة بخبث وقال له: "ليش جي عافس ويهك؟؟ تعرف وين متصل؟؟ لمديركم غانم بن رحمة.. بتخبره عنك.." وابتسم له عبدالله باستخفاف..
خليفة أول ما سمع هالجملة راح اللون من ويهه وحس انه خلاص انتهى.. وحتى الحوار اللي دار عقب بينه وبين المدير مول ما كان يسمعه .. كان يفكر شو اللي بيطلعه من هالورطة وكيف بيقنع مديرهم انه ما يشتكي عليه في الشرطة؟؟ وعبدالله كان يرمس وعيونه على خليفة وشوي شوي كانت عيونه تظيج من القهر اللي فيه وبند التيلفون وتنهد وسأل خليفة: "انزين خليفة .. هذا مديركم شكله ما يبا يشوفك في الشركة مرة ثانية.. وأنا إن شفتك حاولت بس انك تظهر من هني من دون ما تخبرني شو سالفتك. .بتصل بالسكيورتي يزخونك لين ما توصل الشرطة تحقق وياك.. يعني خلها بيننا احسن لك واعترف.."
خليفة حس انه مب رايم يتنفس وبطل حلجه عشان يرمس بس ما قدر ..ويهه كان يحترق من الاحراج والخوف.. وعبدالله يطالعه بكل برود رغم انه شاب ظو في داخله ..
عبدالله: " أترياك.. مب ناوي ترمس؟؟ اييب لك ماي؟؟ شكله ريجك ناشف.."
خليفة (بصوت واطي): "لا لا.. ما يحتاي.. انا بخبرك .. بس.. دخيلك انا ما يخصني بالموضوع.. لا توهقني وياهم.."
عبدالله: "منو طرشك؟؟ بسرعة ولا تكثر رمسة!!"
خليفة: "راشد.. المحامي راشد سليمان هو اللي طرشني.."
عبدالله: "راشد سليمان؟؟ وهذا شو يخصه بشركتي؟؟ ليش مطرشنك؟؟"
خليفة: "انا بخبرك بكل شي بس اوعدني إني اطلع من السالفة بدون ما اتوهق.."
عبدالله: "انته جي ولا جي بتعترف .. واذا ما رمست بالطيب الشرطة يعرفون شقايل يطلعونها الرمسة منك.. اللي سويته يا اخ يعتبر تجسس واستغلال سيء لسلطتك في شركة التأمين وما يحتاي اقول لك شو عقوبة هالشي.."
خليفة: " انزين خلاص.. خلاص عمي بخبرك بسالفة راشد سليمان بالتفصيل.."
اطالعه عبدالله باحتقار وسمع سالفة راشد سليمان ويا مبارك وسالفة الفواتير والحسابات كلها ويوم خلص خليفة من رمسته كان عبدالله يغلي في داخله من الخاطر..

***
في مدرسة مايد .. كانوا الطلاب كلهم مجبورين يحظرون الحصة الخامسة وأكيد ولا واحد فيهم منتبه حق الاستاذ.. ومايد طبعا ما بيختلف عنهم.. كان ميود الجيم بوي وخاشنها في الدرج ويلعب بما انه يقعد في آخر كرسي.. وربيعه فارس يالس حذاله ويلعب بموبايله ويطرش لربعه في الصفوف الثانية mms وربعه يردون عليه.. وكل شوي يقول لمايد: "شوف شوف هال mms والله انه طررر..!!"
ومايد يطالعه بملل ويرد يكمل لعبته.. والاستاذ مول مب هامنه..
مايد كان يفكر كيف بيقنع عمه انه يبا موتر.. مب لازم يشتري له موتر يديد .. عندهم في البيت كروزر من أيام العزبة قبل لا يبيعها أبوهم الله يرحمه.. ومحد يستخدمه ومايد يبا ياخذه.. بس المشكله انه بعده ما كمل 16 سنة وحتى لو عمه وافق اخته ويدوته مستحيل يوافقن.. تنهد مايد بظيج وهو يفكر بربعه اللي كل واحد فيهم يروم يسوق على كيف كيفه ومتى ما يبا.. الا هو الوحيد اللي ما يتجرأ يطلب من اهله هالطلب.. وفي هاللحظة قطع عليه فارس أفكاره وهو يعطيه موبايله ويقول له: "ميود والله تشوف هالصورة.. افففففف!!! والله انها قطعة..!!!"
تنهد مايد بملل واطالع ربيعه بنظرة مغزاها انه متى بتفكني من حشرتك؟؟ وخذ عنه الموبايل واطالع الصورة وهو رافع حاجبه اليمين يبا يعرف شو المميز فيها.. وفعلا.. كان فيها شي مميز.. كانت صورة بنية حلوة.. بس شو المميز فيها؟؟ دقق مايد في ملامحها ومن صدمته كان ما يبا يستوعب انه اللي في الصورة هاذي وحدة يعرفها.. ويعرفها عدل بعد.. حس مايد بويهه يحترق.. كان فعلا مب مصدق.. وعلى طول مسح الصورة من الموبايل قبل لا ايره ربيعه من ايده وهو يشهق ويطالعه بنظرة حادة..
فارس: "ليش مسحتها ؟ انته تخبلت؟؟"
مايد (بهمس): "ها؟؟ لا بس والله عيب اللي تسوونه .. كل ما وصلتكم صورة بنية طرشتوها لكل اللي تعرفونهم.."
فارس: "والله البنات يستاهلن.. !! هن اللي يطرشن صورهن للشباب.."
مايد: "بس في بنات والله يكونن مظلومات.. صورهن تكون عند ربيعاتهن وهن اللي يوزعنها عند الشباب.."
فارس: "جي ولا جي ما يحق لك تمسح الصورة من موبايلي.."
مايد: "اففف.. ياخي اسف غلطت .. خلاص؟؟"
اطالعه فارس باستغراب وسكت عنه ورد يتعبث في موبايله وهو يتأفف من الحركة اللي سواها مايد.. ومايد بند الجيم بوي عقب ما انسدت نفسه وتم يطالع السبورة وهو باله مب عند الدرس.. يبا يعرف هالحيوانة شيخوه كيف وصلت صورتها لموبايل ربيعه فارس..

***
في نفس الوقت وفي مدرسة البنات الابتدائية كانت سارة يالسة في حصة الفنية ترسم ومزنة يالسة حذالها تنقل نفس رسمة سارة في دفترها.. بس كانت في نفس الوقت مستغربة من الرسمة اللي سارة راسمتنها وقالت لها: "ساروه شو ها؟؟ رسمتج مول مب شي.."
اطالعتها سارة ببرود وقالت: "ما يخصج هاذي رسمتي انا.. "
مزنة: "بس انا ما اعرف ارسم هالحرمة اللي تطير.."
تنهدت سارة وقالت لها وكأنها يالسة تفهم وحدة ياهل اصغر عنها: "هاذي مب حرمة .. هاذي شبح.. ويالسة تطير فوق راس البنية اللي راقدة.."
مزنة: " الابلة قالت ارسموا غرفتكم.. مب أشباح!!"
سارة: "انزين انا راسمة غرفتي.."
اطالعتها مزنة بنظرة غريبة وقالت لها: "والشبح؟؟"
سارة: "وياية في الغرفة.."
مزنة: "ههههههه والله انج جذابة!!!"
ردت سارة تلون وهي تتنهد وقالت: "كيفج.. لا تصدقين.."
مزنة تمت تطالع الرسمة وتفكر باللي قالته ساروه .. وفي النهاية قصت الورقة وردت ترسم من أول ويديد.. وهالمرة رسمت غرفتها اللي في بيت يدوتها صالحة.. وقالت وهي ترسم: "ساروه اليوم العصر بيي بيتكم.."
ساروه: "انزين تعالي.."
مزنة: "طرشو لي دريولكم.."
ساروه: "ليش وين دريولكم؟"
مزنة: "أنا بيت يدوه .. امايه وابويه في دبي وما اعرف اتصل ع الدريول.."
سارة: "ما ادري اذا ما نسيت بخبر ليلى.."
مزنة: "اذا ما طرشتي الدريول بتصل بيتكم وبذكرج.."
سارة: "أوكى.."
مزنة: "امممم.. ساروه ساروه.."
سارة (بانزعاج): "هاااا.."
مزنة: " صدق عندج شبح في الغرفة؟؟"
سارة: "هى عندي.."
مزنة: "عادي اشوفه..؟؟"
سارة: "ما يطلع لكل حد.. حتى أمل ما شافته.. وبعدين لا تخبرين حد لأنه سر.."
مزنة: "والله ما بخبر.. بس يوم باي بيتكم اليوم ابا اشوفه.."
تجاهلتها سارة وردت ترسم.. وتذكرت الاصوات اللي تسمعها في غرفتها.. وخصوصا فليل يوم تكون راقدة.. تحس انه حد يناديها.. حد موجود في غرفتها وياها.. وهالاحساس ابتدا من يوم ردت من ايطاليا وسارة كانت أبدا مب خايفة.. بالعكس.. في داخلها تحس انه هالشي وايد طبيعي.. والصوت اللي تسمعه وايد مريح.. تماما مثل صوت امها.. يمكن عشان جي ما فكرت ابد انها تخبر ليلى او باجي اخوانها عن هالموضوع؟؟

***

سهيل كان توه طالع من المحكمة عقب ما خلص شوية شغل كان عنده هناك ورايح صوب الشركة عشان يخبر عبدالله بالرمسة اللي دارت بينه وبين مبارك أمس العصر.. كان وده يخبره من امس بس عبدالله طول اليوم وتيلفونه مغلق وما رام يوصل له.. والحين انسب وقت عشان يرمسه.. الموضوع ما يقبل تأجيل اكثر من جي ومبارك معصب وايد ويحق له.. وحتى سهيل انصدم من سالفة الفواتير هاذي وهو بروحه يبا يعرف اللي استوى من عبدالله..
بس يوم وصل للشركة ودش على السكرتيرة لقاها تصيح.. وحاطة ايدها على ويهها.. واقترب منها وهو مستغرب ووقف عند درجها وسألها: "روان؟؟ شو فيج؟؟ ليش تصيحين؟"
روان يوم سمعت صوته رفعت راسها ووكان ويهها كله متخيس من المسكرة اللي ساحت على خدودها ووقفت له وهي تترجاه بين دموعه: "دخيل الله استاز سهيل تشوف استاز عبدالله شو فيه... انا ما عملت شي عشان يطردني.. دخيل الله تكلمه .. بليييز استاز .. اعمل معروف.. أنا من وين بدي عيش ازا خسرت هالوظيفة؟؟"
سهيل: "شو؟؟؟؟؟!!.. طردج؟؟ ليش؟؟ خير شو استوى؟؟"
روان: " ما بعرف.. طردني انا وخمس موظفين غيري.. وآل بدو يعمل تحقيق مع موظفين الحسابات وبدو يطرهم هم التانيين.."
سهيل: "استغفر الله العظيم.. شو استوى عليه؟؟ ليكون بس عرف بالموضوع.. انتي هدي اعصابج وانا بشوف شو السالفة وبرمسه عشان يردج الشغل.."
يلست روان وحطت راسها ع المكتب وردت تصيح.. ما تتخيل انها بتفقد هالوظيفة اللي صدق حبتها.. الراتب كان وايد كبير وعبدالله احسن ريال اشتغلت عنده في حياتها المهنية كلها .. وخسارتها لهالوظيفة معناته انها بترد بلادها وبترد لحياة الفقر اللي كانت عايشتنها هناك..

سهيل دخل المكتب على عبدالله وشافه يرمس في التيلفون ويوم سمع صوت الباب يتسكر التفت وأشر لسهيل بإيده عشان ييلس.. ويوم خلص من التيلفون قال له: "تعال يا سهيل شوف المصيبة اللي انا فيها.."
سهيل: "شو استوى؟؟ وليش رغت روان من الشغل؟؟"
عبدالله: "خلها تستاهل.. وأي حد ثاني بحس انه متهاون في شغله عقب هاليوم على طول بروغه.."
سهيل: "ليش شو استوى؟؟"
عبدالله: "الأستاذ مبارك اللي تمدحه دوم.. مطرش جواسيس عشان ينسخون الفواتير اللي عندي.. على باله اني اخدعه واكل حقه من المشاريع.."
سهيل: "مبارك؟؟ لا لا .. عبدالله انته فاهم الموضوع غلط.. مبارك أمس كان.."
عبدالله (يقاطعه): "أنا فاهم الموضوع صح وبنفسي شفت الجاسوس عند المحاسبين ويبته هني وطلعت السالفة كلها منه.."
سهيل: "بس مبارك.."
عبدالله: "انته دومك ادافع عنه.. بس هالمرة خلاص ماله عذر وربيعه راشد سليمان توني مرمسنه وما رام ينكر انه مبارك رمسه عشان يطرش لي موظف التأمين.."
سهيل كان صج معصب ومتلخبط.. وقال لعبدالله: "غريبة.. مبارك أمس كان عندي وخبرني عن سالفة الفواتير كلها وانا ياي هني اسألك انته يا عبدالله عن هالتلاعب اللي صاير لأنه الريال عنده حق.. والمفروض من انته اللي تحرج.. هو اللي لازم يحرج ويهدد بعد.."
عبدالله: "انته واقف وياه ولا ويايه انا يا سهيل؟؟"
سهيل: "انا واقف ويا الصح.. وللحين في رايي مبارك هو الصح.. وانته الغلط.. واللي اباه منك الحين توضح لي الصورة اكثر عشان اعرف احكم عدل.."
عبدالله: " مهما كان اللي سويته .. لو مبارك صج راعي حق المفروض ايي يكلمني انا.. مب يطرش ناس اييبون له المعلومات من تحت لتحت..!!"
سهيل: "وليش ما تتفاهم وياه..؟؟"
عبدالله: "ومنو قال لك اني ما بتفاهم وياه.. ؟؟ انا الحين ساير له الشركة.."
سهيل: "بس قبل لا تسير خبرني انا شو سالفة هالفواتير.."
عبدالله: "الحين من بين هالناس كلهم ما لقيت تشك بحد غيري انا يا سهيل الله يهديك!!"
سهيل: "أنا مب شاك فيك ولا شي .. انته محشوم عن هالسوالف يا عبدالله واعرفك ريال حقاني وما ترضى بالغلط بس بذمتك ما استغربت من هالشي اللي استوى؟؟"
عبدالله: "أكيد وانصدمت بعد.. واستوى لي ساعة وانا مستدعي هالهرم المحاسب وجيه وللحين ما شرّف.. "
سهيل: "ولا بيشرف بعد اذا كان هو اللي ورا هالفواتير المزيفة .. أحسن لك تبلغ الشرطة من الحين .. قبل لا تتوهق ويا مبارك.."
عبدالله: "أنا بلغت الشرطة وبيون يحققون بس مبارك لازم ارمسه..واباك وياية يا سهيل.."
سهيل: "ياللا قوم بنسير.."
عبدالله: "هاذي بعدها برى تصيح؟"
سهيل: "هى والله كسرت لي خاطريه ما بتردها؟؟"
عبدالله: " لا الحين مب متفيج لها.. باجر بردها ان شالله.."
ابتسم له سهيل وعبدالله رغم القهر اللي فيه ابتسم وطلعوا اثنيناتهم متجهين لشركة مبارك..

***





في غرفة مريم اللي للحين ما طلعت منها من أمس.. كانت تحس بعمرها اليوم وايد أحسن.. حتى ويهها كان منوّر والسواد اللي تحت عينها خف لأنه أمها أمس غصبتها تاكل واليوم بعد تريقت .. راحة نفسية فظيعة كانت تحس بها وهي اطلع دفتر خواطرها من الدرج.. وتتصفحه.. تقرا أشعار جديمة ونثر وخواطر كتبتها في مناسبات وتواريخ محددة.. كان خاطرها تكتب.. بس خلال الأسبوعين اللي طافوا ما كان في أي شي يشجعها انها تكتب.. بس اليوم غير.. تحس في خاطرها شعر تبا تكتبه .. وتدري أول ما تيود القلم بتنساب الكلمات منها بدون أي معاناه.. بس بعد ما كان لها نفس.. جلبت الصفحات ويت عينها على خاطرة كانت كاتبتنها من زمان.. أول ما ابتدت النوبات العصبية تزيد عليها وهي في الثانوية العامة.. وابتسمت وعيونها تقرا الكلمات اللي من كثر ما قرتهن حفظتهن..
" أنـا..احساس مغرور000 خالى شعور ..يمشى بين الناس محطممكسور..أنـا روح000 ميته بروح ..وجروح000تنزف جروح وعالمى 000 كله مهدومالصروحأنـا حرف 00 بدفاتر منسيه ..بعد ماكنتقصيده 00 بامسيه شعريه .. أنـا اسيره خيالى.. مفتاح قيدى 00 فى سلاسل امالى ..وامالى 000 مفقوده بين وديان همومجبالى .. أنـــا .. ورده دمعها 00 بيدينكوعطشها 00نزف ريقك .. وألمها 000 ببعدك وجفاك.. أنا.. لحنغريب00بمزمار السنين .. فيه من الحنين 00 وفيه من نغمات الانين.. وفيه كسرات عودبلحن حزين.. أنـا إبتهال00فى يدينحاير .. ضاقت به الدنيا000وثاير .. ماجنا بحياته غيرالخساير.. يطلب من ربه 00 ويرتجيهيستجيب لدعاه 00ويرضيهأنـا .. وجه الربيع 00 الشاحب منالظما.. عطشان 00 والمارد جفـاء.. خايف 00 من برد الشتاءفىنهاره 00والمســاء..أنــا ذكرىقديمة .. مبتور صاحبـها.. يقتلها الماضي.. ويحييهـا حاضرها.. أنا روح 000هنيهفى رحم الدنيا 00 الشقيهمكتوب ساعه ولادتىبلحظه من دقايقوفاتى .. أنا خياليه 00 بدنيا واقعيه..احزانىبقلبى 00 شاعريه.. تعجبنى رسمات الحروفالابجديه.. أنـا النهايه 00 فى الفرحوالبدايهبالاحزان.. وانا كل الــجرح..تغنى لى باعذب اللحان.." *

تنهدت مريم وهي ترد الدفتر في مكانه بالدرج وأول ما وقفت عشان تبدل ثيابها وتنزل تحت في المطبخ عند أمها سمعت صوت دق على باب غرفتها وسارت تبطله.. كان منصور واقف عند الباب يطالعها وعلى ويهه ابتسامة عذبة..
منصور: "صباح الخير.."
مريم (وهي تبتسم ابتسامة عريضة): "صباح النور يا هلا والله.. تفضل منصور.."
دش منصور الغرفة ويلس ع الشبرية وسألته مريم وهي تيلس حذاله: "ليش راد من الدوام هالحزة؟"
منصور: "بس جي. . مزاج.. المدير العام وكيفي.."
مريم: "هههههه.. معقولة تولهت عليه ورديت عشان تشوفني؟؟"
منصور: "هي هاذي.. تصدقين؟؟ والله تولهت عليج.."
اطالعته مريم بنظرة وقالت: "ما اصدقك.."
منصور: "أفااا.. انزين عشان اثبت لج.. قومي اتلبسي.."
مريم: "أتلبس؟؟ وين بنسير؟"
منصور: "بوديج دبي.. بنتغدى هناك .. وبنسير نتشرى لج من هالكتب اللي تحبينهن.."
مريم: "صدق؟؟ صدق منصور ؟؟"
منصور: "هى بلاج جي تطالعيني.. صدق والله قومي تلبسي.. أنا وانتي بس.. "
مريوم من الفرحة وقفت وركضت صوب الكبت.. وهي تقول: "دقايق وأكون جاهزة.. ياللا منصور اطلع ابا اتلبس.. "
منصور: " ههههههه زين زين.. بطلع.. اترياج تحت.."
مريم: "بخلص وبنزل الصالة.."
طلع منصور من الغرفة ويلست مريم تبدل ثيابها بسرعة وهي مستانسة انه منصور ودر الدوام وبيفضي عمره حقها اليوم .. بس عشان خاطرها هي..

***
عبدالله وسهيل وصلوا مبنى شركة مبارك عقب عناء طويل وعقبات عديدة كان أولها روان اللي أول ما شافت عبدالله طالع من المكتب انهدت عليه وهي تصيح وتترجاه يتراجع عن قراره.. وآخرها سكرتيرة مبارك اللي رفضت تماما انها ادخلهم عليه .. وفي النهاية ما سوى لها عبدالله سالفة ودش مكتب مبارك من دون حتى ما يدق الباب وشافه يالس ويا المحامي راشد سليمان اللي انصدم يوم شاف عبدالله داش عليهم..
مبارك (وهو يوقف ويطالع عبدالله بتحدي): "أظن السكرتيرة قالت لك انه عندي اجتماع"
عبدالله (وهو يرد له نفس النظرة): "اجتماعكم هذا أنا أول واحد لازم اكون موجود فيه.. "
سهيل: " يا جماعة ما له داعي هالاسلوب .. عينوا من الله خير وايلسوا وخلونا نتفاهم.."
مبارك: "اسمع يا عبدالله من دون مقدمات ورمسة فاضية.. أنا ابا حقي.."
عبدالله: "مالك حق عندي.."
المحامي راشد: "بس الفواتير اللي عندنا تقول غير هالشي.."
مبارك: "راشد ممكن.."
عبدالله (لراشد): "انت بالذات تسكت وما يخصك .. هالمسألة بيني وبين مبارك.."
مبارك: "راشد محاميه.. ومثل ما دخلت سهيل في السالفة انا دخلته هو.. "
وقف سهيل جدام عبدالله وعطى ظهره لمبارك وقال بنبرة حادة: "عبدالله ايلس وخلنا نتفاهم.. وانته يا مبارك.. عشان خاطري هدي اعصابك.. "
كانت النظرات اللي بين عبدالله ومبارك مشتعلة ولو الواحد فيهم يروم يجتل الثاني بعيونه ما بيتردد في هاللحظة أبدا.. بس احتراما لسهيل يلسوا اثنيناتهم متجابلين.. وتنهد سهيل بارتياح مؤقت وهو يطالع المحامي راشد سليمان ويقول له: "ممكن تتفضل تيلس ؟"
يلس المحامي ويلس سهيل حذاله.. وقال: "خلونا أول شي نتفاهم على سالفة الفواتير.. عبدالله.. مبارك عنده أدلة تثبت انك شركتك كانت تاخذ النصيب الأكبر من الأرباح وبدون علمه.. يعني حصل تلاعب في الفواتير.. وانا فهمتك كل شي واحنا يايين هني.. "
عبدالله: "أنا ما لي علم بهالموضوع .. ومب قاصر من البيزات عشان اتلاعب بكم ألف مالهن أي جيمة.. يمكن الغلطة تكون من المحاسبين اللي عندي ويمكن بعد تكون غلطة مب مقصودة أنا ما اروم اظلمهم.. بس المفروض هالشي تتناقش فيه ويايه أنا .. بدل لا تسير وتتآمر عليه من ورايه يااا.. مبارك.."
مبارك: "والله عاد سواء كانوا المحاسبين هم الغلطانين ولا انته الغلطان. .ألتلاعب استوى وانا عندي ادلة.. وهالقضية بتحلها المحاكم يااا .. عبدالله.. "
سهيل: "مبارك!!"
مبارك (وهو يتجاهل سهيل): "وعن سالفة التآمر أنا خبرت المحامي عن القضية بس ما طلبت منه يتصرف وهو تصرف بنفسه وانا ما يخصني باللي استوى.."
المحامي راشد: "فعلا يا أخ عبدالله انا اتحمل كامل المسئولية عن اللي استوى.."
اطالعه عبدالله باحتقار وقال: "صدقني بتتحمل المسئولية عدل انته وربيعك خليفة.. وانا قدمت البلاغ ضدكم.."
مبارك: "والبلاغ ضدك انته باجر بقدمه.."
اطالعه عبدالله ببرود ورد له مبارك نظرته بنظرة حادة .. وسهيل كان يشوف الوضع يتأزم جدامه ومب عارف شو يسوي.. وفي النهاية قرر يلجأ للوسيلة الاخيرة وقال للمحامي راشد سليمان: "ممكن اخوي تخلينا بروحنا شوي؟؟ "
مبارك: "لاء.. راشد يتم هني.. "
سهيل: "أبا ارمسكم انتو الاثنين بروحكم.."
مبارك: "اعتقد ما بجى شي نقوله.."
عبدالله: " أنا كنت ياي هني اتفاهم وياك.. وكنت اتمنى نحل هالمسألة بعيد عن المحاكم.."
مبارك: "لو كنت صج تبا تتفاهم ما بتهجم عليه في المكتب بهالطريقة.. وما بتقدم بلاغ على محاميه من دون ما تخبرني.."
عبدالله: " أهاااا... خلاص.. مثل ما قلت يا مبارك.. ما بجى شي نقوله او نتفاهم عليه.. (ووقف واطالع سهيل بحزن وهو يوقل).. ياللا يا سهيل.. نش خلنا نروّح.."
تنهد سهيل وهو يطالع مبارك بحزن ومبارك نزل عيونه عشان لا يواجه نظرته.. كان يحترم سهيل وايد بس هالمرة ما يقدر ينفذ كلامه او يراعي مشاعره. وقبل لا يطلع عبدالله وسهيل من المكتب.. وقف مبارك وقال: "عبدالله.."
التفت له عبدالله وعلى ويهه نظرة تساؤل..
مبارك: " اعتقد انه الثقة انعدمت من بيننا.. على الاقل من صوبي أنا.. تقدر تعتبر هالشراكة خلاص انتهت.. والأخ سهيل اكيد ما بيقصر وبيسجل هالشي في المحكمة.."

***



الساعة الحين وحدة الظهر وياسمين من عقب ما روحوا عنها أم أحمد وليلى ومن عقب ما دقت لعبدالله ألف مرة ولا حصلته وهي يالسة ع النت.. عبدالله وعدها يشتري لها كمبيوتر هالاسبوع وشيخة ما قصرت وعطتها اللاب توب الجديم مالها.. والuser name والباسوورد مالها.. وتمت ياسمين تتصفح المواقع وهي ما تعرف بالضبط على أي بر ترسي.. الجات مول ما عيبها ولا تعرف ليش شيخة متخبله عليه وكل يوم ادشه.. وحتى المنتديات حست انها ما تستهويها.. ياسمين ما تحب السوالف الثقافية ولا يهمها انها ترمس ناس ما تشوفهم ومعظمهم يهال من اللي يدشون الجات.. وعشان جي دشت واحد من مواقع البطاقات المشهورة في النت واللي كانت شيخة حاطتنه في المفضلة وتمت تتصفح البطاقات الموجودة فيه.. كان الموقع وايد حلو وياسمين عيبتها التصاميم الموجودة فيه وانبهرت بالدمج العجيب بين الصور والكلمات.. وكان خاطرها تعبر لصاحبة الموقع عن اعجابها بالبطاقات.. بس طبعا ما كانت تعرف شو تسوي.. واتصلت بشيخة اللي كانت توها ناشة من الرقاد وردت عليها بصوت خشن..
شيخة: "ألووو"
ياسمين: "صباح الخير.."
شيخة: "هلا والله صباح النور.. شحالج غناتي؟"
ياسمين: "الحمدلله انا بخيييير.. انتي شحالج؟؟"
شيخة: "تماام والله.. شو الاخبار؟"
فكرت ياسمين تخبرها عن سالفة الحمل ولا لاء.؟؟ بس في شي في داخلها منعها من انها تخبرها.. خصوصا انه ما تعرفها عدل للحين.. ولو انه شيخة تحب تتصرف وكأنها ربيعة ياسمين من زمان بس ياسمين ما يعيبها تاخذ وتعطي وياها وايد.. وللحين مرابعتنها بس عشان تبعد الملل عنها شوي..
ياسمين: "أنا يالسة ع النت.."
شيخة: "ههههههههه .. ما شالله عليج ما تظيعين وقت.."
ياسمين: "لا والله بس ملانة.. وما عندي شي اسويه.. وريلي بعده ما رد من الدوام.. عشان جي قلت ادش.."
شيخة: "ووين دشيتي؟ الجات؟"
ياسمين: "لا لا .. دشيت موقع بطاقات.. واااايد حلو.. اسمه موقع.............."
شيخة: "أهااا.. هالموقع غاوي دوم اطرش منه بطاقات لربيعاتي.."
ياسمين: "انزين شيخة بغيت أسألج.. "
شيخة: "امري غناتي.."
ياسمين: "أنا ابا اخبر صاحبة الموقع انه الموقع عيبني.. وين اسير؟؟"
شيخة: "ههههههههه وشله تكتبين لها؟؟"
ياسمين: "ما ادري..بس جي.. اباها تعرف انه الموقع عيبني.."
شيخة: "يا ويلي عالطيبة والبراءة..!!"
ياسمين: "هههههههه ما يخصه.. انزين بتخبريني ولا؟؟"
شيخة: "هى بخبرج.. سيري صوب مكتوب للتواصل معنا.. شفتيه؟؟"
ياسمين: "امممممممم.. هى شفته.. اهوس عليه؟؟"
شيخة: "هيه.. شو طلع لج؟"
ياسمين: "سجل الزوار.. معاينة.. توقيع.."
شيخة: "أوكى هوسي على توقيع.."
ياسمين: "أهااا.. طلع لي الاسم والبريد والرسالة.."
شيخة: "أوكى في الاسم اكتبي اسمج او لقبج.. "
ياسمين: "عادي اكتب اسمي؟؟"
شيخة: "كيفج.. انتي حرة .."
ياسمين: "امممم.. لا لا مب حلوة.. بحط لقب.. "
شيخة: "شو كتبتي اللقب؟"
ياسمين: "ياسمينة "
شيخة: "ههههههههه شو الفرق؟؟"
ياسمين: "ما فيه افكر بلقب.. انزين وعند البريد شو احط؟؟"
شيخة: "حطي بريدي.. (ونقلتها شيخة ايميلها).. المرة الياية يوم بجوفج بعلمج شقايل تسوين لج ايميل.."
ياسمين: "أوكى خلاص.. وعند الرسالة اكتب اللي اباه صح؟"
شيخة: "هى.."
ياسمين: "انزين ياللا مشكورة.. باي.."
شيخة: "افااا.. بتبندين؟؟"
ياسمين: "هى عقب بدق لج.."
شيخة: "أوكى اترياج.."
بندت ياسمين وهي تتأفف.. مول ما كانت اداني شيخة بس مجبورة اتم وياها مالها غيرها هني في العين.. وردت افكارها ع الموقع اللي جدامها وعصرت مخها لين طلعت كلمات شكر وتقدير لصاحبة الموقع وطرشتهن حقها.. وعقب دقايق ملت وبندت النت وردت اللاب توب في شنطته وسارت تحت تطالع التلفزيون..

***
في السيتي سنتر في دبي .. وبالتحديد في المجرودي.. كانت مريم يالسة ويا منصور يشربون hot chocolate عقب ما حست مريم انها شبعت من كثر الكتب اللي اشترتهن.. وكانت تدري انه منصور رغم مشاغله يايبنها هني عشان تستانس وقدرت له هالشي وايد.. ومنصور كان بعد وايد مرتاح لأنه مريم اليوم حالتها وايد تحسنت عن الاسابيع اللي طافن وتمنى انه اللي بيقول لها اياه ما بيأثر على مزاجها ..
منصور: "مريامي؟؟"
مريم: " عونك.."
منصور: "عانج ربج غناتي.. بغيت اخبرج بموضوع.. وقبل لا تعرفينه.. تأكدي انج مب مجبرة تردين عليه الحين وحتى مب لازم تردين .. اذا تبين اطنشين الموضوع عادي طنشيه.. خلاص؟؟"
مريم (وهي تطالعه باستغراب): "أوكى شو هالموضوع؟؟"
منصور: "واحد من ربعي... رمسني امس.. وو.. يبا يخطبج.."
كان منصور يرمس ومع كل كلمة يقولها يطالع الانفعالات اللي على ويه اخته مريم.. بس ملامح ويهها كانت غير مقروءة .. وتمت تطالعه بنفس النظرة ولا كأنها سمعت شي وفجأة ابتسمت وضحكت بنعومة..
منصور: "ليش تضحكين؟؟"
مريم: "ربيعك هذا تخبل؟؟ وانته يا منصور المفروض كنت ترفض من دون ما ترمسني.."
منصور: "وليش ارفض؟؟"
مريم (باستخفاف): "منصور الحين انا ويه زواج؟؟"
منصور (بثقة): "هى نعم والف من يتمناج.."
مريم: "في نظرك انته بس.."
اطالعها منصور والابتسامة تختفي من ويهها وقالت له وهي تركز نظراتها عليه: "خل ربيعك يدور له وحدة تنفع تكون له زوجة.. مب وحدة بيتم يخدمها ويهتم فيها لآخر يوم في حياتها.."
تنهد منصور بحزن وكان باين عليه انه معصب ومريم اجبرت نفسها انها تبتسم وقالت له: "قوم خلنا نسير نتغدى.. تراني من الخاطر يوعانة.."
منصور (بدون نفس): "ياللا قومي.."
اطالعته مريم بدلع وقالت وهي توقف: "لا ترمسني جي.."
منصور (يبتسم): "ان شالله.. ياللا غناتي نسير نتغدى.."
مريم: "هى جي احسن.."
وطلعوا اثنيناتهم عقب ما دفع منصور الحساب وساروا يدورون لهم مطعم غاوي يتغدون فيه..

***



يوم رد عبدالله البيت الساعة ثنتين ونص كانت ياسمين تتمشى في الحديقة وهي خلاص تحس انه صبرها نفد.. تبا تخبره الخبر الحلو بسرعة ومقهورة منه لأنه تيلفونه للحين مغلق.. عبدالله وايد كان متكدر وأعصابه تعبانة.. وكل اللي يبا يسويه هو انه يرقد ويكون بروحه.. يبا يفكر عدل وبهدوء بكل الأحداث اللي استوت له اليوم الصبح عشان يعرف يقرر شو يسوي بخصوصهن.. بس كان لازم يعترف لنفسه انه منظر ياسمين وهي واقفة تترياه في الحديقة وعيونها تطالعه بنظرة حادة ولابسة جلابيتها الزرقا اللي يموت فيها خلاه يبتسم من خاطره وينسى ولو للحظة المشاكل اللي يعاني منها..
وقبل لا يوصل لها اقتربت منه ياسمين وحطت اياديها على خصرها وقالت : "ممكن اعرف ليش تيلفونك مغلق من الصبح لين الحين؟؟"
عبدالله: " هههههه فديت روحج تيلفوني مفضي نسيت اجرجه امس.. جان اتصلتي ع المكتب.."
ياسمين: "اتصلت بس هالسكرتيرة الحيوانة قالت لي انك مب موجود.."
عبدالله (وهو يحط ايده على جتفه ويمشي وياها لباب الصالة): "هى انا اليوم وايد كانت عندي اشغال برى الشركة..سويت جولة على ال.."
ياسمين: "مابا مابا مابا اسمع عن الشركة..!!.. أنا عندي خبر وايد مهم.."
عبدالله: "شو هو؟؟ "
بطلت له ياسمين الباب وقالت: "دش بخبرك ما ينفع هني.."
دش عبدالله وهو يتنهد بتعب ويلس ع القنفة ويلست ياسمين على ريوله واطالعته بدلع وقالت: "عبادي انته اليوم لازم تكون اسعد انسان في الدنيا.."
عبدالله (باستهزاء): " هييييييه اكيييد!!"
ياسمين: "أوووهووو.. أنا ما يهمني شو استوى في الشغل.. هني البيت.. يعني جو ثاني.. لا تخرب عليه فرحتي!!"
عبدالله: "هههههههه... خلاص خلاص فديتج ما بنخرب عليج فرحتج.. ارمسي.. شو هالخبر اللي مخلنج مفرفشة جي اليوم.."
ياسمين: "عبااااااادي.. أنا....حاااااااااامل.. "
محد في هالدنيا يقدر يتصور السعادة اللي غمرت أحاسيس عبدالله في هاللحظة.. سعادة خلته ما يشوف ولا يحس بأي شي حواليه.. غير هالانسانة اللي منحته أغلى أمنية على قلبه.. وحققت له حلم كان يراود قلبه من سنين.. كل الهموم اختفت وكل المشاكل والمشاغل انركنت على صوب جدام هالخبر اللي بالفعل خلاه اسعد انسان في الدنيا في هاليوم..
***


" You will Always Remember this.. as the day you ALMOST caught Jack Sparrow"
بهالجملة خلص فلم Pirates of the Caribbean اللي كان مايد يالس يتابعه هو ومترف في الميلس في بيتهم.. وعقب ما خلص الفلم نقز مايد من مكانه وفي ايده عصا وفي نفس اللحظة وقف مترف وهو يصرخ ويصوب العصا اللي في إيده صوب مايد : "أين ستهرب مني أيها القرصان ؟؟ سوف أقطعك إربا إربا وأرمي بلحمك لأسماك القرش المفترسة!!"
مايد (وهو يعفس ويهه ويحاول يخلي نظرته شريره): " لن تتمكن من النيل مني أيها البحار.. ها ها ها.. سوف أيوّدك بيديه هاتين وافرّك في البحر لتغرق وحيدا بائساً"
مترف ما تحمل وانفجر من الضحك .. : "إييييييييه شو هاللغة الخربانة؟؟"
مايد: "ههههههه تعال نشوفه مرة ثانية.. والله عجيب الفلم"
مترف: "لا لا بسنا.. شفناه مرتين.. يكفي.. أنا مب ياي هني عشان انحبس في الميلس قوم بنسير نهيت في العين مول.."
مايد: "امممم الهياتة خلها حق عقب المغرب.. تعال الحين بنسير نزيغ قوم ساروه احيدهم يلعبون في الحديقة صوب المسبح.."
مترف (بتردد): "وين تبا؟ وأختك؟"
مايد: " لا لا محد أختي سارت عند ربيعتها.. وما بترد إلا عقب المغرب. .الساعة الحين أربع ونص بعده وقت قوم ياللا والله وناسة بنزيغهم..هي هي هي.."
مترف (وهو يبتسم ابتسامة شريرة): " ياللا .."

طلع مايد ويا مترف من الميلس وكل واحد شال عصاته في ايده وسارو صوب الحديقة.. اليوم مترف فاجأ مايد ويا يزوره في العين.. اتصل به وقال له انه عند باب بيتهم ومايد طار له بسرعة عشان يشوفه لأنه صج كان متوله عليه.. وأيامه هالكورس في المدرسة وايد مملة ومالها طعم من دونه.. واليوم يوم شافه حس انه كل الشطانة اللي فيه ردت له وكل الخمول اللي كان فيه هاليومين راح عنه.. وهم في دربهم للحديقة كان مايد سرحان وأفكاره غصب ردته للصورة اللي شافها في موبايل ربيعه ومب عارف كيف يتصرف بخصوصها .. وفي هاللحظة سأل مترف مايد: "شو أخبار مانع؟"
مايد: "للحين نذل.. وطول عمره بيتم نذل.."
مترف: " ليش سوالك شي بعد؟؟"
مايد: "يخسي الا هو.. من هذاك اليوم اللي ظربته فيه وهو ما يتجرأ يحط عينه في عيني.."
مترف: "ههههههه... "
مايد: " بس بعدني مب مطمن له.. "
مترف: " ما عليك منه.. كلها سنتين وبتفتك من المدرسة وصدعتها.."
مايد: " صدقت.."
سارة وأمل وخالد كانوا يالسين في الحديقة صوب المسبح.. وشكلهم صج مشغولين.. مسوين دائرة وفي نصهم جدر صغير وعلبتين حليب مركز وثلاث اجياس جوز الهند .. وأدوات تشكيل البسكويت على شكل نجمة وقلب ومربع ودائرة ومثلث ووردة.. وخالد يايب الحمسة مالته في حوضها الصغير وحاطنها حذاله ويطالع خواته اللي قررن اليوم يسون حلاوة جوز الهند اللي شافن طريقتها على قناة سبيس تون.. وليلى قبل لا تسير بيت موزة رفعت شعورهن فوق وربطت لهن اياه بسكارفات وردية كانت عندها وعطتهم قفازات بلاستيك عشان النظافة وهم يشتغلون ووصتهم على خالد وسارت..
بطلت سارة واحد من الاجياس اللي حذالها وصبت جوز الهند في الجدر.. واطالعت أمل وهي تقول: "أنا بحط جوز الهند.. وانتي صبي الحليب.. وخالد.. انته حركهم عشان يستوون عجينة.."
أمل + خالد: "أوكى.."
صبت سارة جوز الهند وسووا أمل وخالد نفس ما قالت لهم اختهم .. وشوي شوي ابتدت العجينة تتماسك وارتسمت البسمة على ويوههم وهم يحسون بنشوة الانتصار..
أمل: "الله!!!.. استوت!!.."
سارة: " نحط بعد حليب؟؟"
أمل: "لا لا .. هم قالوا بس علبتين.."
سارة: "ياللا هاتي ادوات التشكيل.."
خالد: "عادي اعطي سلحفاتي؟؟"
اطالعته أمل بنظرة حادة وقالت وهي تشدد على كل كلمة: "لاء.. هذا أكل أوادم.. حمستك الوصخة هاذي أكلها حشيش!!"
خالد (وهو مبوز): "ما اطيع تاكله.. وحتى الخس ما تباه.. انزين بس بعطيها حبة وحدة..!!"
بكل هدوء سوت له سارة كرة صغيرة من جوز الهند وعطته عشان يعطي الحمسة وأمل تمت مقهورة بس سكتت وكملت شغلها.. وفي داخلها تتحلف لهالسلحفاة اللي من يوم يابها خالد وهي منأرفة منها.
أمل: "بعدين شو نسوي نحطها في الفرن؟؟"
سارة: "هم قالوا عادي جي ناكلها.. بس نحطها في الثلاجة عشان تتماسك أكثر.."
أمل: " أوكى.."

في هاللحظة.. ومن دون سابق انذار هجم عليهم مايد ويا مترف من ورا الشير وهم يصرخون :" هجوم القراصنة!!"
تمت أمل مبطلة عيونها وعقب ما استوعبت الموقف صرخت ونشت بسرعة هي واخوانها وكل حد يشل أغراضه وياه.. بس مايد ومترف كانوا اسرع وشلوا عنهم الجدر وحوض السلحفاة.. ووقف مترف يطالعهم ويبتسم.. صار له شهرين مب شايفنهم وفي هالفترة القصيرة تغيروا وايد.. أمل ماشالله كل مرة يشوفها فيها يحس بها تطول أكثر ووزنها يزيد.. والحين وهي تطالعه وتبتسم غمازاتها كانت وايد واضحة وشكلها وايد كيوت.. وخالد ويهه بعده متورد من الحروق اللي كانت فيه وعيونه وايد ناعسة .. بس سارة هب اللي صج جذبت انتباه مترف.. هالطفلة كل ما يشوفها ينبهر ويتم في داخله يسمي عليها بالرحمن عن يحسدها.. جمالها مب طبيعي وشعرها اللي تعود يشوفه مبطل، الحين رافعتنه ورابطة سكارف وردي على راسها ولونه منعكس على بشرتها الصافية.. وعيونها اللي نادرا ما يشوف البسمة توصل لها هالمرة كانت تطالعه بسعادة حقيقية وهالشي خلاه يبتسم لها من الخاطر..
خالد (بعصبية): "ردوا سلحفاتي!!!.. ميود ردها.."
مايد: " جااب ولا كلمة .. ما ابا اسمع نفس.. انتو رهائن عندنا وهالحلاوة هي الكنز.. ولازم ناخذه.. والسلحفاة بعد"
أمل (وهي مستانسة ): " وشو بتسوون فينا؟ بتذبحوننا؟؟"
مترف: "بنوديكم السجن.."
اطالعه مايد باستغراب:" ليش القراصنة عندهم سجن؟؟"
مترف (وهو يبتسم بخبث) : "وهم شو دراهم؟؟ تعال نسجنهم.."
بس اللحظة اللي رمسوا فيها هم الاثنين عطت خالد وأمل وسارة الفرصة انهم يشردون وفي ايدهم الصينية اللي شكلوا فيها الحلاوة.. ومايد على طول ركض وراهم وهو يزاعج عليهم: "وقفوا!!.. ما يستوي تشردون انتو رهائن عندي!!!.."
مترف في البداية تردد انه يدش وياه الصالة من باب الحديقة الزجاجي بس عقب قال بما انه اخته العودة محد .. يعني عادي وركض وراهم داخل.. بس أول ما وصل عند الدري تفاجئ بطفلة أول مرة يشوفها وهي يوم شافتهم راكضين فوق فرت نعالها ع الارض وركضت وراهم.. ودزت مترف وسبقته ع الطابق الثاني.. ومترف وحليله فقط ويهه ورد ويلس تحت في الصالة..

***



في مكان ثاني من العين.. وجدام باب الفيلا اليديدة اللي كان عبدالله باننها لياسمين.. كان عبدالله موقف سيارته ويطالع ياسمين اللي كانت مغمظة عيونها ومبتسمة وقلبها يدق بسرعة من الاثارة اللي حاسة بها.. وعبدالله عيبه شكلها وتم يطالعها ثواني قبل لا يبطل باب السيارة وينزل ويبطل الباب من صوبها ويمد لها ايده عشان تنزل وهي بعدها مغمظة عيونها وتضحك ..
وعقب ما اتأكد انها مواجهة الفيلا جان يقول لها: "ما بتبطلين عيونج؟؟"
ياسمين: "أبطل؟؟"
عبدالله: "هى بطليهن..وشوفي المفاجأة.."
بطلت ياسمين عيونها واطالعت الفيلا وهي مب مستوعبة اللي يصير.. كان اللي جدامها قصر.. الحديقة وايد عودة.. والبوابة حديدية سودا ومزخرفة بشكل رائع.. تنفست ياسمين بشكل متقطع وحطت ايدها على قلبها واطالعت عبدالله اللي كان واقف حذالها يراقب كل ردة فعل تطلع على ملامحها ويبتسم لها بحنان.. ومن دون ما تسأله عرفت.. عرفت في داخلها انه هالقصر قصرها.. وانها هي الاميرة اللي بتعيش في داخله.. كانت هاي أكبر وأعظم هدية ممكن انه ياسمين تتخيلها.. ومشت ببطئ باتجاه البوابة وقلبها يدق بعنف.. وعبدالله كان يمشي وراها..

دشت ياسمين الحديقة اللي كانت النافورة في نصها.. وعلى الجوانب احواض المفروض يكون فيها ورد بس بعده ما انزرع والشجيرات الصغيرة اللي توهم زارعينها.. وعلى اليمين الميالس وع اليسار ملاحق.. وغرفة أكيد بتكون للزراع يحط فيها اغراضه.. ومشت مسافة طويلة لين وصلت لباب الصالة وبطلته.. وأول ما دشت حطت ايدها على حلجها وهي مب مصدقة.. الفيلا كانت فخمة لأبعد الحدود.. الأثاث من أرقى ما يكون وعمرها ما تخيلت او دشت مكان بهالفخامة.. وغصبن عنها نزلت الدموع من عينها وهي واقفة حذال طاولة عودة في نص الصالة عبارة عن حوض من الاسماك الذهبية .. وقبل لا تكمل باجي الاثاث التفتت وراها وشافت عبدالله واقف يتأملها وعلى ويهه ابتسامة رضا..
ياسمين اقتربت منه بسرعة وحظنته حيل وهي تقول له : " حبيبييييييييييي... والله روعة روعة روعة الفيلا عمري ما تخيلت اني بسكن في مكان بهالروعة.. فديت روحك الله لا يحرمني منك ان شالله.."
وقبل لا يرد عليها باسته بسرعة على خده وركضت صوب الممر وهي تفر عباتها على القنفة وتقول له: "بسير أشوف الغرف كلها.. تعال عبادي تعال!!!"

عبدالله ما رد عليها.. حس انه صوته راح.. وهو يتذكر خيالات جديمة وصور لماضي رد يتكرر جدام عينه من أول ويديد.. قبل ثلاثة وعشرين سنة.. كان واقف في وسط الصالة في فيلا تشابه هالفيلا وجدامه حبيبة قلبه وعروسه نورة.. نفس فرحة ياسمين كانت في عيون نورة.. ونفس الحركة اللي سوتها نورة يوم فرت عباتها وركضت تشوف باجي الغرف تكررت اليوم جدام عينه بس بدل نورة كانت اللي جدامه ياسمين.. ويا كبر الفرق اللي بين هالثنتين.. نورة .. يااااااااه شكثر كان يحبها.. مجرد انها تبتسم له كان يخليه يحس انه ملك الدنيا وما فيها.. وقبل لا يطلب منها الشي كانت تسوي له اياه كأنها تحس به وتفهمه من نظرة عيونه.. مع انها كانت وايد تتعب ومع انه ما عاش وياها إلا شهر بس خلته يحس انه أكثر ريال محظوظ على وجه الكرة الأرضية.. بس بعد ياسمين منحته شي كان طول عمره يتمناه.. شي حتى نورة ما قدرت تعطيه اياه.. أخيرا بيكون أبو وبيحس بطعم انه يكون عنده عيال يحبهم وعايلة حقيقية ومتكاملة..
" عبادي تعال ليش يلست هني؟؟"
صوت ياسمين وشعرها الذهبي اللي طاح على جتفه خلاه يرد للحاظر ويخلي أشباح الماضي وراه.. بس هالذكرى هزته بنعف وحتى الابتسامة اللي ابتسمها لياسمين وهو يوقف ويمشي وراها كانت ابتسامة باهتة مالها أي معنى

***
في مبنى مسرح البلدية.. كانت ليلى وموزة واقفات في نص قاعة المعارض يطالعن التجهيزات حق المعرض اللي بيفتتحونه باجر.. والدريول اشفاق يترياهن برى متى ما خلصن بيظهرن له عشان يروحن.. كل شي كان مرتب والعمال اللي استأجرهم عبدالله لبنت اخوه كانوا مب مقصرين .. لوحات موزة خذت المساحة الأكبر من القاعة وكانت بتعرض 12 لوحة للبيع ولوحتين بس للعرض.. وفي زاوية صغيرة ع اليمين كانت ليلى تعرض 4 من الصور اللي تحس انها ابدعت فيهن.. ومع انها مول ما كانت متوقعة انه حد يشتريهن بس مجرد فكرة العرض كانت تخليها تحس بالإثارة..
موزة: "خبرتي مايد عشان يوقف هني باجر في الافتتاح؟"
ليلى: "ما طاع الهرم.. محمد وعدني يشرف ع المعرض في أول يوم بس باجي الايام ما اعرف شو بنسوي.."
موزة: "بشوف ابويه اذا بيطيع.."
ليلى: "هههههه عمي سهيل؟؟ معقولة؟؟"
موزة: "أدريبه ما بيرضى بس بحاول وياه.. يعني أول شي ما يخليننا نحن نشرف ع المعرض وبعد ما يبا يساعدنا؟؟"
ليلى: " الله يستر.. أهم شي الافتتاح باجر يكون اوكى.."
موزة: "لا تحاتين.. ربيع ابويه شخصية وايد مهمة.. ووعده باجر هو اللي يفتتح المعرض.."
ليلى: "حلو والله.. بيسوي لنا دعايا.."
موزة: "على طاري الدعايا شفت الاعلان اليوم في الجريدة بصراحة ومن دون مجاملات غناتي صج عيبني.. وعمج ما شالله ما قصر مخلنه في الصفحة الأولى وماخذ نص الصفحة بعد.."
ليلى: "عمي وايد مستانس على سالفة المعرض وحليله مول ما يقصر.. "
موزة: "وكم يوم بينزلونه في الجريدة؟؟"
ليلى: "عمي منزلنه في ثلاث جرايد لمدة ثلاثة ايام.. "
موزة: "والمعرض مدته اسبوع.. اممم حلو.."
اقترب منهم واحد من العمال في هاللحظة وخبرهم انهم خلصوا شغل.. واقتربت موزة من اللوحات عشان تتأكد انهم ما عفسوهن أو خربوا شي منهن وعقب اطالعت ليلى وهي تبتسم..
موزة: " خلاص الظاهر انهم خلصوا شغلهم .. وين نسير الحين؟؟ بيتنا ولا بيتكم؟"
ليلى: "لا .. نسير بيتكم احسن.. أبا اسلم على امج.."
موزة: "خلاص.. ياللا.."
وفي السيارة كانت موزة مرتبكة وقالت عقب تردد..:"ليلى؟"
ليلى: "ها حبيبتي؟"
موزة: "أنا طرشت له بطاقة دعوة.."
ليلى: "منو؟"
موزة (بهمس): "مبارك.."
ليلى: "نعم؟؟ بطاقة دعوة حق المعرض؟؟"
موزة: "هى.. طرشتها على بريد شركته.."
ليلى: "بإسمج؟؟"
موزة: "لا... بدون اسم.. ليلى زعلتي؟؟"
ليلى: "شو هالخبال يا موزة ؟؟ هذا تصرف تتصرفينه؟؟"
موزة: "انزين شفيها؟؟ هو ما بيعرف منو اللي مطرش له البطاقة.."
ليلى: "انزين خلاص غيري هالموضوع ما فيه اشفاق يسمع ويخبر عمي.. اول ما بنوصل البيت بنتفاهم.."
موزة: "يعني زعلتي؟؟"
ابتسمت لها ليلى بحنان وقالت: "وانا اقدر ازعل عليج؟؟"

***




شيخة كانت في عالم ثاني.. هالانسان المجهول اللي يكلمها على المسنجر قدر في اسابيع معدودة يستحوذ على كل افكارها ومشاعرها.. حتى مروان اللي كانت تموت فيه خلاص طبته وما عادت تكلمه .. واللي صج استغربت منه شيخة انها ما عادت تهتم انها تتعرف على حد يديد.. بس هو اللي صار محور حياتها كلها..

شيخة الحور: "متى بسمع صوتك؟"
UnderCover : "جريب ان شالله.."
شيخة الحور: "معقولة مب متلهف انك تسمع صوتي؟؟"
UnderCover : "أكيد حبيبتي.. بس كل شي في وقته حلو.. بيي الوقت اللي انا بشبع فيه منج.. وانتي بتشبعين مني.."
شيخة الحور: "ما اظن في يوم من الايام اشبع منك.. أنا ارمسك هني بالساعات واحس اني بعدني متولهة عليك.."
UnderCover : "فديتج والله.. !!"
شيخة الحور: " انزين ع الاقل قول لي شو اسمك.. صار لي ثلاث اسابيع وانا مسمتنك على كيفي.. (جاسم).. مع اني متأكدة انه اسمك وايد احلى.."
UnderCover : "امممم.. جاسم بعد حلو.."
شيخة الحور: "يعني ما بتخبرني شو اسمك؟؟"
UnderCover : "خليني افكر.. اممم.. لاء.. يكفي اني انا اعرف اسمج بالكامل.. "
شيخة الحور: "تعرف؟؟ ساعات احس بالخوف منك.. "
UnderCover : "مني انا؟؟ "
شيخة الحور: "هى.."
UnderCover : "تبين الصراحة؟؟ يحق لج تخافين.. انتي بس لو تعرفين الأفكار اللي في راسي بيشيب شعر راسج.."
حست شيخة انه شعر ويهها وقف من الخوف.. كلماته مول ما كانت اطمن وكتبت له بسرعة: "شو قصدك؟؟"
UnderCover : "مب مهم شو قصدي.. خبريني شواخي.. حبة الخال اللي في رقبتج .. طبيعية ولا بس وشم؟؟"
شهقت شيخة من الصدمة وهي تحط ايدها على خبة الخال اللي في رقبتها.. مستحيل هالانسان ما يكون يعرفها.. مستحيل.. ويت في بالها الف فكرة وفكرة.. منو هذا.. ليكون بس فهد؟؟ ولا واحد من اخوانها ويبا يختبرها.. وقبل لا تسأله هالسؤال اكتشفت انه سوى log off وتمت تطالع الشاشة بحيرة وهي مب عارفة شو تسوي..

***
:: نهاية الجزء السابع عشر::






رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 05:12 PM   رقم المشاركة : 22
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 


الجزء الثامن عشر::
تمت شيخوه اون لاين 3 ساعات تتريا المجهول يدش المسنجر ويرمسها بس الظاهر انه خلاص ما بتشوفه اليوم.. كانت ميتة من الخوف تبا تعرف منو هذا وليش تعرف عليها بهالطريقة الغامضة؟؟ وشو بيستفيد من هالحركات اللي يلعوزها بها؟؟ ومن خوفها اتصلت باخوانها الكبار كلهم وكانت ترمسهم بكل حذر بس كلهم كانوا يرمسونها بشكل طبيعي .. حتى مروان اتصلت به رغم إنها استوى لها أسبوعين من آخر مرة رمسته فيها وبعد كان يرمسها عادي وأصلا مروان غبي مستحيل يكون عنده طولة البال هاذي ويقدر يخدعها.. ما بجى إلا فهد.. وهو اللي اتصلت به شيخة الحين.. وعقب ما رن التيلفون فترة طويلة وانقطع ردت واتصلت مرة ثانية وثالثة لين رد عليها فهد وكان مبين من صوته انه راقد..
فهد: "ألو؟؟"
شيخة (بدلع): "هلا حبيبي.."
فهد: "غريبة!!"
شيخة: "ههه شو الغريب؟"
فهد: "أحيدج زعلانة.. وأحيد انج يوم تزعلين ما تتصلين ولا حتى تردين على مكالماتي.."
شيخة: "شو أسوي فديتك تولهت عليك.. وبعدين أنا كبرت على سوالف اليهال هاذي.."
فهد: " فديت روحج.. شخبارج ؟"
شيخة: "الحمد لله حبيبي.. شو ؟ كنت راقد؟؟"
فهد: "هى والله رديت من الدوام هلكاااان.. ورقدت حتى من دون لا اتغدى.."
شيخة :"أهااا.. عيل سوري حبيبي خربت رقادك.."
فهد: "لا لا عادي امبوني بنش الحين.. عشان اصلي العشا.."
شيخة: "بعده ما أذن حبيبي.. رد ارقد ويوم بيأذن بدق لك وبوعيك للصلاة.."
فهد: "بتسوين خير الصراحة.."
شيخة: "خلاص عيل .. Sweet Dreams "
فهد:" باي حبيبتي.."
بند فهد وتنهدت شيخة براحة.. فهد مبين انه صج كان راقد.. تعرف صوته يوم يكون ناش من الرقاد وما تعتقد انه ممكن يمثل عليها.. أصلا هو ما يعرف لسوالف النت ولا يداني الكمبيوتر..يا ربي!! عيل منو هذا اللي يرمسها ع المسنجر ويعرف أدق تفاصيل ملامحها؟؟
ومن ظيجتها حست انها بتختنق وتمت ادور في موبايلها على أرقام ربيعاتها .. ما بجى لها حد .. كلهن ابتعدن عنها.. اللي راحن يدورن مصالحهن في مكان ثاني.. واللي عرسن وخلاص ما يبن يرمسنها.. ما بجالها إلا ياسمين.. هي الوحيدة اللي تروم ترمسها .. عشان جي دقت لها..

ياسمين في هالوقت كانت في بيت عبدالله الجديم يالسة تحط ثيابها في الشنطة لأنها قررت إنها من باجر بتبدا تنتقل لقصرها اليديد.. خلاص الحياة في هالبيت استوت ما تنطاق.. وبالمقارنة مع الفخامة اللي شافتها في فيلتها اليديدة ، صارت تشوف هالبيت صغير وباهت جنه كوخ.. ويوم رن تيلفونها وشافت انه شيخة هي اللي متصلة ردت وهي تبتسم.. هاي فرصتها عشان تخق عليها..
ياسمين (بدلع): "ألووووووووووه.."
شيخة (وهي تتصنع الفرح): "مرحباااا.."
ياسمين: "مرحبتين.. كيفك شيخة؟"
شيخة: "أنا منيحة انتي كيفك.؟؟"
ياسمين: "منيحة يختي.. شواخي!!!!.. ما بتصدقين اللي استوى!!"
شيخة: "شو استوى؟"
ياسمين: "عبادي اليوم فاجأني من الخاطر!!"
شيخة: "والله؟ شقايل؟"
ياسمين: " طلع باني لي فيلا عووووووودة ومأثثنها وكل شي.. هدية حقي انا!! واليوم وداني هناك وصج تفاجأت. . باجر بنقل كل اغراضي وخلاص بنسكن هناك.."
شيخة (بدون نفس): "أهاا.. حلو.. مبروك.."
ياسمين: "الله يبارك فيج!!.. حلوة المفاجأة صح؟؟"
شيخة: "هى وايد حلوة.. بصراحة انتي محظوظة بعبدالله (وفي خاطرها تقول مالت عليك يا فهد).."
ياسمين: "فديته مول مب مقصر ويايه.. ما بتين تشوفينها؟؟"
شيخة: "أكيييد باي.. هاي ما يبالها كلام.."
ياسمين: "يااااي..!!!!"
شيخة: "انزين شو رايج تعزميني بهالمناسبة..؟؟"
ياسمين: "cool .. بس وين؟؟ ومتى؟"
شيخة: "وين هاذي خليها عليه أنا .. أعرف وايد مطاعم راقية.. ومتى؟؟ ما يبالها كلام.. ألحين طبعا..!!"
ياسمين: "ألحين صعبة شوي.. أنا وايد مشغولة وعبدالله اليوم متظايج وما بيطلع.. شو رايج نخليها باجر؟"
شيخة: "وليش مب الحين؟؟ أنا ملانة!!"
ياسمين: "انزين اطلعي ويا وحدة غيري اليوم وباجر اطلعي ويايه.. "
شيخة: "اااه.. خلاص اوكى... نتلاقى باجر.."
ياسمين: "عاد انتي مري عليه أنا ما عندي موتر.. "
شيخة: "ما عليه بنتفاهم عقب ان شالله.. "
ياسمين: "أوكى.. باي.."
شيخة: "باي.."
ويوم بندت عنها ياسمين تنهدت شيخة بملل وتمت تفكر شوي وعقب اتصلت بمروان..
مروان: "هلا وغلا.. "
شيخة: "مرواني انته مشغول؟؟"
مروان: "أفضي عمري عشانج.."
شيخة: "خلاص مر عليه أنا ملانة أبا اطلع.."
مروان: "أحلى كلام.. وين بشوفج..؟؟"
شيخة: "في المكان المعتاد.. بند ليتات الموتر يوم بتدش الفريج اوكى؟؟"
مروان: "اوكى.."
شيخة: "ياللا باي.. لا تتأخر.."
مروان: "ثواني وبكون عندج يا قمر.."
بندت عنه شيخة ونشت بسرعة تتلبس .. بتخليه يوديها العين مول.. وبتتنقب عشان محد يعرفها.. بس أهم شي تعدي دائرة الخطر واللي هي الصالة اللي أكيد صالحة معسكرة فيها.. ومزنة العلة محد عشان تسليها وتشغلها عنها.. وتمت شيخة تفكر.. شو بتسوي الحين؟؟ بس ما كان له داعي تشغل بالها لأنها وهي توايج من الدريشة شافت صالحة متلبسة ووياها حرمتين وكلهن ركبن السيارة وطلعن ويا الدريول .. وضحكت شيخة من خاطرها وهي تنزل بسرعة وتطلع من الباب الصغير اللي في الطرف الثاني من البيت.. متجهة لموعدها ويا مروان..

***


في هالوقت في بيت أحمد بن خليفة كان مايد في الميلس هو ومترف عقب الحشرة اللي سووها ويا اليهال في البيت.. وكانوا متزهبين بيسيرون يلفون شوي في العين مول وبيتعشون هناك.. و كانوا يتريون الدريول إشفاق يمر عليهم ويوديهم.. مايد كان يلعب بموبايله ويغني بصوت واطي ومترف كل شوي يسكت ويرد يضحك..
مايد: "بس عاد مصختها!!.. "
مترف: "ههههههههه .. ما اروم والله ميود كل ما أتذكر شكلها اضحك..ههههههههه"
مايد: "ترى مزنة من هليه وما ارضى عليها.. صح انها عقربة ولسانها طويل بس بعد ما تهون.."
مترف: "سوري ميود والله مب قصدي بس ههههههههههههههههه... شو مب قصدي؟ والله انها تستاهل .. كانت تبا تعقني من فوق الدري بس الله رواها !!"
ميود: "هههههههه.. مزنوه الهرمة مب هينة.. طالعة على العفريتة العودة يدوتها.."
اللي صار انه قبل ساعة يت مزنة عشان تلعب ويا سارة بس من اللحظة اللي وصلت فيها وهي عافسة البيت فوق راسها.. ومترف وحليله كان يبا ينزل تحت وتفاجئ بها تركض صوبه تبا ادزه وتعقه من فوق.. وبكل بساطة ابتعد عن دربها وخلاها اطيح عشان يبرد فواده .. من يوم شافها وهو مقهور منها..
مترف (وهو يرمس مايد): " بس انته مب طبيعي .. كل شوي تسرح.."
مايد: "أنا؟؟ ما فيني شي.."
مترف: "انزين عادي مب لازم تخبرني.."
مايد: " عادي لو فيه شي بخبرك.. "
مترف: "أهم شي طمني... انت ما تحب.. صح؟؟"
مايد: "أحب شو؟"
مترف: "شو يعني؟ بنت طبعا!!"
مايد: "ههههههه شو هالسؤال الغبي؟؟ أنا بعدني صغير على هالسوالف.."
مترف: "عادي نص ربعي عندهم حبايب.."
مايد: " وهاذيلا ناس ترابعهم؟؟ "
مترف: "كل الشباب الحين جي.. يعني غصب برابعهم .. ولا تباني ايلس طول الوقت بروحي"
مايد: "يقول لك {راعي الردى يا خوك بالك تخاويه.. من رفقته لازم تشوف البلاوي.. عليك باللي يرفع الراس طاريه.. وإن ما حصل.. ما هو ضروري تخاوي..} ولا انته شو رايك؟؟"
مترف: "يا سلاااااااااااااام... من متى الاخ استوى شاعر؟؟"
مايد: "هههههه لا شاعر ولا شي.. بس من كثر ما عمي عبدالله يعيد هالمقطع عليه حفظته.. كل ما يشوفني يعطيني محاظرة .. يتحراني أول ما بشوف وحدة في المول بعشقها"

رن موبايل مايد وكان اشفاق اللي متصل وطلع هو ومترف من الميلس وساروا صوب الباب بس قبل لا يطلعون دش محمد ويت عينه في عين مايد قبل لا يسلم على مترف ومايد تم يطالعه بنظرة باردة.. من أمس وهم ما يرمسون بعض ومحمد يحس انه مول مب مرتاح لهالوضع.. تعود على مايد وتعود كل يوم يسولف وياه.. واليوم يبا يخبره انه رمس منصور عشان يخطب مريم.. بس بعد ما يبا يحسسه انه سوا هالشي نتيجة للحوار اللي دار بينهم أمس.. يباه يعرف انه هالشي هو اللي قرره وهو اللي بيتحمل مسئوليته بنفسه.. طلع مايد ويا مترف وتنهد محمد وهو يتمشي في حديقة بيتهم.. يدري انه اللي سواه غلط.. ومتأكد انه رمس منصور بدافع الشفقة على مريم.. وعلى منصور بعد.. من عقب ما عرف عن وضعها وهو يحس بعمره نفر منها خلاص.. ورغم هذا لو ما خطبها بيتم دوم يحس بالذنب..
***
في بيت المحامي سهيل كانت ليلى يالسة ويا موزة ولطيفة في غرفة موزة ومن ساعة وهن يسولفن ويخططن حق باجر وكل شوي وحدة منهن تقول "آااخ يالقهر ليش ما نروم نحظر الافتتاح..!!" .. ولطيفة في النهاية ملت منهن ونشت عشان تنزل تحت عند أمها وأول ما طلعت قالت موزة: "أدري انج زعلانة"
اطالعتها ليلى باستغراب : "الله!!.. كم مرة قلت لج اني مب زعلانة.. ليش ما تصدقين؟؟"
موزة: "ليلى اعرف انج مب راضية عن اللي سويته.."
ليلى: "تبين الصراحة.. هى مب راضية.. بس هذا مب سبب يخليني ازعل منج.. انتي حرة وسوي اللي تبينه.. أنا ما اروم اتحكم فيج.."
موزة: "لا تقولين جي ..أحس بالذنب.."
ليلى:" دامج مقتنعة بتصرفج ما عليج مني.."
موزة: " انزين يا ليلى هي مجرد بطاقة دعوة.. وبدون اسم بعد.. يعني ما بيعرف منو اللي طرشها.."
ليلى: "بس جرأتج اللي خلتج تتصرفين هالتصرف اليوم.. بتخليج تتجرأين أكثر باجر وساعتها الله يعلم شو بتسوين.."
موزة: "ليلى!!!"
ليلى: "آسفة على لهجتي اللي يمكن تكون جاسية.. بس حتى لو كنتي تحبينه المفروض ما تبتدين وياه غلط.."
نزلت موزة عيونها وقالت بهمس: "آخر مرة اسويها.. أوعدج ما بكررها.."
ليلى (تبتسم): "فديت قلبج الطيب.. أنا ما ابا إلا مصلحتج.. واذا كان في نصيب بينج وبين مبارك .. الله بيسهل لكم كل اموركم.. وما له داعي تلجئين لهالاساليب..."
موزة: "معاج حق.. يا ربييييه شكثر احس اني سخيفة..!!"
ليلى: "انتي مب سخيفة.. بس مشاعرج تحكمت فيج.. وانا كنت مثلج قبل.. بس تعودت اتحكم بمشاعري واتصرف بعقلي وبس.."
موزة: "تدرين يا ليلى انا وايد احترمج.. صج لا تضحكين.. اتمنى اكون قوية شراتج.."
ليلى: "أنا مب قوية.. صدقيني وايد ضعيفة واحيانا اخاف من ضعفي هذا.. بس قبل لا اسوي الشي.. أفكر باخواني وبعمي ويدوتي اللي حاطين كل ثقتهم فيه.. "
موزة: " عندج مسئولية كبيرة الله يعينج عليها.. "
قبل لا ترد ليلى بطلت لطيفة الباب ووايجت عليهم وقالت: "ما بتون تحت؟"
موزة: "امايه تبانا؟؟"
لطيفة: " ام جابر هني.. ودرسها اليوم وايد حلو.. امايه تباكم تحظرونه..."
موزة: "ان شالله دقايق وبنكون عندكم.."
اطالعتها ليلى بحيرة وسألتها: "منو ام جابر؟؟"
موزة: "هاذي ربيعة امي .. ماشالله عليها ثقافتها الدينية وايد كبيرة ..وحبت انها تفيد غيرها من الحريم.. وكل يوم اثنين يجتمعن حريم الحارة هني وام جابر تعطيهن دروس في الدين.. وتسوي بعد دروس تحفيظ للقرآن"
ليلى: "ما شالله عليها.. "
موزة: "أنا احضر وياها دروس التحفيظ.. شو رايج تحظرين انتي بعد؟؟"
ليلى: "اتمنى هالشي.. "
موزة: "شو رايج ننزل تحت عندهم؟"
ليلى: "هى أحسن من يلستنا هاذي.."
ونزلن اثنيناتهن الصالة تحت ويلسن يسمعن المحاظرة اللي كانت ام جابر تلقيها.. وكانت تتكلم عن رحمة الله بعباده وكيف انه مهما كان الإنسان مذنب .. وظالم لنفسه انه ما ييأس من رحمة رب العالمين.. وإنه المفروض الواحد يتوب عن ذنوبه لأنه ما يعرف متى بيفاجأه الموت..
أم جابر: " جاء فى الحديث: إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصى فيقول يارب فتحجب الملائكةصوته فيكررها يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررهافى الرابعة فيقول الله عز وجلإلى متى تحجبون صوت عبدىعنى؟؟؟ لبيك عبدى لبيك عبدى لبيك عبدى لبيك عبدى" .. ويقول الله عز وجل في الحديث القدسي : ("ابن آدم خلقتك بيدى وربيتك بنعمتى وأنت تخالفنى وتعصانى فإذا رجعت إلى تبتعليك فمن أين تجد إلها مثلى وأنا الغفور الرحيم ".."عبدى أخرجتك منالعدم إلى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل..عبدى أسترك ولا تخشانى،أذكرك وأنت تنسانى، أستحى منك وأنت لا تستحى منى. من أعظم منى جودا ومن ذا الذىيقرع بابى فلم أفتح له ومن ذا الذى يسألنى ولم أعطيه. أبخيل أنا فيبخل على عبدى؟ ( ..يا سبحان الله !! شوفن خواتي شكثر نحن مقصرات في حق ديننا وربنا.. وشكثر الدنيا شغلتنا بتفاهاتها عن العبادة.. "
واستمرت ام جابر تتكلم وليلى مندمجة وياها في كل كلمة تقولها وتحس بقشعريرة تسري في جسمها.. تحس بعمرها صج مقصرة .. تمر عليها أيام تنشغل وتنسى حتى تقرا صفحة وحدة من المصحف.. الصلاة تصليها وبالها مشغول بألف شي وشي.. تحاول تركز فيها وما تقدر وأحيانا تنسى حتى إنها تركز في اللي تقوله.. والأغاني في كل مكان ووين ما تروح تسمعهن.. وقررت بينها وبين نفسها تحاول قد ما تقدر إنها تعدل من أسلوب حياتها.. وتأدي واجباتها اتجاه ربها بشكل أفضل..
ويوم روحت البيت روحت وهي مرتاحة وقررت تقنع يدوتها تحظر وياها هالدروس في المرات الياية..

***




عبدالله بن خليفة كان يالس في مكتبه في البيت وجدامه كل الفواتير وملفات الحسابات ويراجعهن.. ويتريا سهيل يوصل عشان يراجعهن وياه ويخبره اذا الشرطة قدروا يوصلون للمحاسب اللي فل بعمره واختفى مرة وحدة.. كان وايد متظايج من هالسالفة ومن مبارك اللي خذله.. بس يعرف انه حتى لو رفع عليه قضية مستحيل يربح لأنه عبدالله واثق من عمره وهو ما غلط.. وعقب دقايق كان مندمج فيها عبدالله ويا شغله، دشت عليه ياسمين ويلست على الكرسي اللي مجابلنه.. ورفع عبدالله راسه وابتسم لها وهي تمت تطالعه فترة وهي مبتسمة وفي الأخير قالت: "عبادي؟"
عبدالله (وعيونه ع الفواتير ): "عيون عبادي.."
ياسمين: "تسلم لي عيونك حبيبي.. بغيت استأذن منك.."
عبدالله: "في شو؟؟"
ياسمين: "باجر بظهر ويا شيخة .. بنتعشى برى.. عادي؟؟"
اطالعها عبدالله باستغراب وقال: "ياسمين انتي تعرفين اني ما بوافق على هالشي.. فليش تسألين؟"
ياسمين (بظيج): "وليش ما توافق؟؟ انته مب واثق فيه؟"
عبدالله: "مب مسألة ثقة.. بس انا ما ارضى انه مرتي تتعشى في مكان عام ومن دوني.."
ياسمين: "يعني شو؟ ما أروح؟؟"
عبدالله: "لا ما تروحين.."
ياسمين: "لا .. بروح!!!.. أنا ما بتم حابسة عمري في هالبيت جني عيوز.. أنا مب متعودة على هالشي وانته يوم خذتني كنت تعرف عاداتي ومتقبلنهن.."
تنهد عبدالله بتعب وفصخ نظارته وقال: " ياسمين نقاش في هالموضوع مابا.. قلت لج ما بتروحين وياها.. وخلاص.. "
دمعت عيون ياسمين واطالعته بنظرة حادة وقالت: "أوكى.. ما بروح.. بس اذا تظايجت وتصرفت بتهور واستوى شي بالياهل اللي في بطني .. والله يا عبدالله.. والله ما اييب لك غيره.. انته فاهم؟؟"
انصدم عبدالله من رمستها ووقف واقترب منها وقال: " شو معناة هالرمسة؟؟ تهديد؟"
ياسمين (وسط دموعها): "اعتبره تهديد.. أنا كنت رافضة تماما فكرة اليهال بس عشان خاطرك تراجعت عن قراري.. وانته حتى ساعتين وناسة ويا ربيعتي مستكثرنهن عليه؟؟"
عبدالله: "إنتي تعرفين مجتمعنا هني.. وت.."
ياسمين: "وانته تعرف انه اللي في راسي بسويه..وما عليه من حد.."
عبدالله: "أوكى عيل ليش ياية تستأذنين مني بعد؟؟"
ياسمين: "خلاص اخر مرة أستأذن.. وباجر بطلع ويا شيخة.. أنته فاهم؟؟"
وعطته ياسمين ظهرها وطلعت من المكتب وتم عبدالله يطالعها وهو يرتجف من القهر.. بس بعد يعرف انها ما بتسويها وتطلع وهو مب راضي.. ورد يجابل شغله بس حس بألم فظيع في راسه وفي صدره .. وغمض عيونه وريّح راسه ع الطاولة دقايق عشان يخفف من الألم.. شو هالحالة؟؟ كل المصايب تنزل على راسه مرة وحدة؟؟ تمنى لو يروم يسير ليوا ويقعد في العزبة كم يوم.. بس يعرف انه ياسمين ما بطيع.. حس انه حتى حياته ما يروم يتحكم فيها.. كل شي خرج عن سيطرته .. وما عنده مكان يروم يرتاح فيه

***
في العين مول .. وبالتحديد في الباركنات.. نزلو مايد ومترف من السيارة وخبروا اشفاق انهم يوم بيشبعون بيدقون له عشان يمر عليهم.. والتفت مايد لمترف وسأله: "وين تبانا نسير قبل؟"
مترف: "أبا آخذ لامايه هدية.. استوى لها يومين زعلانة ما ترمسني.."
مايد: "أوكى بس عقب بنسير نلعب Sniper وبنتعشى"
مترف: "خلاص تم.. "
مايد: "شو رايك بعد نتصل بسلّوم وهزاعوه ونتلاقى وياهم هني؟؟"
مترف: "ههه ..ما يحتاي ادق لهم .. أنا متأكد انهم هني في الكوفي شوب.. اصلا هاذيلا حياتهم كلها في هالمول.."
مايد: " خلاص عيل خلنا نخلص اشغالنا قبل وعقب بنسير لهم.. "
مترف: " أوكيييييه.."
ودشوا اثنيناتهم المول في نفس الوقت اللي وصلوا فيه شيخة ومروان.. وبركن مروان موتره في مكان جريب من البوابة .. وقال لشيخة: " شو اييبنا المول؟؟ خلنا نسير مكان اهدى.. شو رايج اعزمج ع الغدا في الهيلتون؟"
شيخة: "مابا.. شبعت من الفنادق.. أبا اتمشى في المول.. وبعدين انته نسيت انك ما خذت لي هدية في عيد ميلادي؟؟"
مروان: "ههههههه انتي بعدج هالهدية تبينها؟؟ انا قلت نسيتي..!!"
شيخة: "لا مانسيتها .. وبعدني مصرة عليها.. واليوم بتاخذ لي اياها.."
مروان: "انزين انزين بس من الحين اقول لج .. ما بردج البيت قبل الساعة عشر.."
شيخة: "عادي عادي.. ياللا خلنا ننزل.."
مروان: "شيلتج وايد خفيفة.. ما تخافين حد يعرفج من ورا الغشوة؟؟"
شيخة: "أنا عن نفسي ما اخاف بس ادري بك انته تخاف حد يشوفك ويايه.. "
مروان حس بعمره قافط وابتسم ومال قال شي.. وشيخة ابتسمت له باستخفاف وطلعت نقابها ولبسته.. ونزلوا اثنيناتهم المول وشيخة كانت مصرة انه أول مكان تسير له يكون محل المجوهرات..
.
.
في هالوقت مايد ومترف كانوا في محل المجوهرات ومأذين الحرمة اللي من سوء حظها اتجهت لهم وقررت تساعدهم.. أكثر من خمسة أطقم كانت جدامهم وسبع ساعات وثلاث خواتم.. وبعدهم ما قرروا شو يشترون..
مترف: "شو رايك بهالساعة؟"
مايد: "الحين امك شو تبا فيها الساعة؟؟ ما احيدها تعرف للوقت.."
مترف: "شو تتحراها عيوز؟؟ أمايه متعلمة فديتها وتعرف.. وعندها سوع من كل الماركات.. عشان جي محتار شو اخذ لها.."
مايد: "أنا اقول تاخذ لها خاتم احسن.."
مترف: "ما ادري.. اذا خذت لها خاتم بتكون الهدية وايد صغيرة.."
مايد: "ليش الهدية بحجمها ولا بقيمتها؟؟"
مترف: "عند امايه؟ بحجمها طبعا.."
مايد: "هههههه احلى كلام.. سير خذ لها دبدوب من هالدباديب الكبار.. "
مترف: "ايييييييه !!!.. ميود لا تطنز..!!"
اللبنانية: "طب شو رايك تاخد لها هالعقد؟؟ عليه طلب كبير.. وكل حد بياخد منه.."
اطالع مترف العقد اللي في ايدها باحتقار واطالعها بنفس النظرة وقال: "كل حد ياخذ منه وتبيني اخذه لامايه؟؟ قلنا لج نبا شي special .. انتي ما تفهمين؟"
مايد: " أقول تشوفين الخاتم اللي هناك؟؟ والله انه غاوي.. هاتيه.."
اطالعته اللبنانية ببرود وقالت: "هايدا سعره شوي غالي.."
مايد: "وانتي شلج؟؟ قلت لج هاتيه.. (وهمس لمترف عقب ما سارت اللبنانية تييب الخاتم ) عندك بيزات صح؟"
مترف: "هى عندي ال credit card مال امايه.."
مايد: "والله حالة .. بيشتري لامه هدية ومن بيزاتها بعد.."
مترف: "هههههههه.. ترى جي ولا جي انا اخذ مصروفي منها.."
يابت لهم اللبنانية الخاتم وكان فعلا شكله مميز ومترف تخبل عليه.. وتم يطالعه من كل الزوايا هو ومايد والبياعة مقهورة منهم.. وفي هاللحظة دشت شيخوه المحل ويا مروان وسارت لهم وحدة من البنات اللي يشتغلن هناك عشان تساعدهم.. شيخوه ما انتبهت لمايد ولا يا في بالها اصلا انها بتشوف حد تعرفه هني.. ونقابها كان عاطنها حرية التصرف .. ووقفت هي ومروان صوب العطور والمكياج وتمت تتنقى.. في الوقت اللي كان فيه مايد ومترف خلاص قرروا انهم ياخذون هالخاتم .. ويروحون.. بس قبل لا يطلعون تذكر مايد شي وقال لمترف: "لحظة لحظة.. تذكرت شي.."
مترف: "شو؟"
مايد: "هذاك اليوم شفت عطر روعة في موتر عمي عبدالله ورشيت منه شوي.. وكل حد تخبل ع الريحة.. بشوف اذا عندهم منه هني.."
مترف: "شو اسمه؟؟"
مايد: "ما اعرف .. بس اعرف شكله.. "
مترف: "هههههه انته ناوي نية شينة عليها هاللبنانية الليلة.."
مايد: "هى بخليها اطلع لي كل العطور اللي عندها.."
أشر مترف بإيده لنفس البنت اللي عطتهم الخاتم ويت وحليلها عشان تشوفهم شو يبون وساروا هم الثلاثة صوب العطور ووقفوا جريب من شيخة ومروان.. بس شيخة للأسف ما انتبهت لهم وكانت كل شوي ترش عطر وتشمم مروان.. ومايد يدور بين العطور على العطر اللي يباه واللبنانية كل شوي تقترح عليه ياخذ العطر الفلاني وهو مب مسوي لها سالفة.. وأخيرا شاف العطر اللي يباه وأشر للبنانية.. "هذا هذا.. "
اللبنانية: "أهاااا.. Chanel !!"
مايد (وهو يبتسم لها ابتسامة عريضة): "هى هو هذا.."
في هاللحظة كانت شيخة صادة الصوب الثاني ونادت على وحدة من البنات: "لو سمحتي..!!.. تعالي هني شوي.."
مايد بشكل تلقائي التفت لها.. وفي باله يقول "شيخوه؟؟" .. كان متأكد انه سمع صوتها ومحد في المحل غيره هو ومترف وهالحرمة وريلها.. وتم مايد يطالعها .. في شي في داخله خلاه يشك فيها.. بس بعد ما يروم يتقرب منها عشان ريلها واقف وياها.. وتذكر انه عنده رقمها لأنها دوم يوم تبا شي من السوق وما تروم تظهر كانت ادق له عشان اييب لها اياه.. ومع انه عمره ما اتصل فيها بس قرر هالمرة يجرب .. وتم يدور بين الارقام واصابعه ترتجف ..
مترف: "بس هذا العطر اللي تباه؟"
مايد (وعيونه ع الموبايل): "هى.."
مترف: "ياللا عيل بندفع وبنسير نلعب.."
لقى مايد رقمها وقال لربيعه: "لحظة مترف .." واتصل بها وعيونه ع الحرمة اللي واقفة جدامه.. ويوم رن موبايلها وشلت شنطتها عشان ترد عليه يت عينها على مايد اللي كان واقف على يمينها ويطالعها بنظرة ناريّة..وتيبست في مكانها.. وبندت التيلفون بدون ما تشوف الرقم واطالعت الريال اللي كان واقف وياها وقالت له شي وبسرعة طلعوا من المحل وسط استغراب اللبنانية اللي كانت واقفة حذالهم تترياهم يشترون.. وهني مايد تأكد انها هي شيخة وتم يغلي في داخله وعيونه استون حمر من القهر بس للأسف مترف وياه وما يروم يسوي شي.. وقال في خاطره: "هيّن يا شيخوه.. هيّن.. دواج عندي انا.. وبتشوفين شو بسوي بج.."
مترف: "ميووووود.. ياللا.. بلاك؟؟"
مايد: "اففف.. هااا.. شفيك محتشر..؟"
مترف: "عوذ بالله!!!.. تعال بندفع.. كلتنا هاذي بعيونها.."
مايد: "زين ياللا.."
مترف: "شو فيك؟ ليش جي متغصص؟؟"
مايد (بعصبية): "ماشي ماشي.. شو بيكون فيني يعني..!!"
مترف: "خيبة خيبة!!.. انزيييين .. خلاص.. برايك.."
ساروا اثنيناتهم يدفعون وشيخة أول ما طلعت من المحل كانت ترتجف بخوف كبير وقالت لمروان: "ودني البيت.. بسرعة يا مروان.."
مروان: "نعم.. نعم نعم؟؟ لا حبيبتي.. قلت لج ما بردج الا عقب العشر.. ما فيه حد يشوفج وانتي نازلة من موتريه هالحزة.. "
شيخة: "مروان الله يخليك.. اللي كان في المحل من هليه وشكله شك فيني.."
مروان: "والله مشكلتج انا قلت لج ما بني المول انتي اللي يبتيه حق عمرج.. "
شيخة: "خلاص اذا ما بتردني برد في تاكسي.."
مروان:" كيفج والله .. الله يحفظج.."
وسار عنها مروان وهو مطنجر وتمت شيخة واقفة ومصدومة من تصرفه.. لهالدرجة ما يحترمها؟؟ عادي عنده تروح في تاكسي؟؟ الحيوان!!..ما عليه.. اللي يطلع وياه مرة ثانية.. بس الحين مايد.. معقولة عرفني؟؟ أكيد عرفني ليش عيل كان يطالعني بهالنظرة؟؟ بس مايد مقدور عليه.. بعده ياهل وبتقص عليه بكم كلمة.. وبعدين هو يعزها وايد..لا لا.. مستحيل مايد يفضحها.. المهم الليلة بتدق له وبتشوف ردة فعله ..بس الحين لازم ترد البيت بسرعة..
نزلت شيخوه وسارت بسرعة صوب الباركنات ومن حسن حظها انها لقت تاكسي منزل هنود في نفس اللحظة اللي وصلت فيها للبوابة وركبته وروحت البيت..
***


نهاية الجزء الثامن عشر







رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 05:13 PM   رقم المشاركة : 23
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 

الجزء التاسع عشر::



شو بتسوين لو اكتشفتي انه ريلج يخونج؟؟
بتصيحين؟
تواجهينه؟؟
تفرين ثيابه من الدريشة وتروغينه من البيت؟؟
تسكتين وتستمرين في حياتج ولا كأنج عرفتي شي؟
أو يمكن تطلبين الطلاق؟؟
.
.
عايشة فكرت بكل هالاحتمالات واستبعدتها تماما من خيالها، عقاب ريلها بيي في الوقت المناسب.. وبيكون عقابه بطيء ومؤلم جدا.. اللي فكرت فيه عدل وخططت له وبدت تنفذه من شهر تقريبا.. هو عقاب الإنسانة اللي سلبتها راحة البال وحاولت تنزل كرامتها الأرض.. عقاب اللي خذت منها زوجها وفكرت تهدم بيتها .. مب عشان شي.. بس عشان تستانس.. من دون ما تفكر بعايشة وبعيالها الثلاثة اللي كانت تعرف بوجودهم..
بالنسبة لعايشة، خليفة كان أكثر من مجرد زوج.. كان حياتها وأبو عيالها وعالمها كله.. كانت تثق فيه ثقة عمياء.. وحتى لو انه تغير عليها من سنة تقريبا وصار وايد يسافر ووايد يتأخر برى البيت كانت دوم تقول في خاطرها انه يسافر في شغل وانه تأخره برى البيت كله لمصلحتها ومصلحة عيالها.. عمرها ما توقعت انه ممكن يخونها..
كانت تتحمل سهره في غرفة المكتب على الكمبيوتر طوال الليل في الأشهر الأخيرة.. ولاحظت أكثر عن مرة المكالمات الهامسة والسرية وتوقعت انه يرمس ربعه في سوالف خاصة بينهم وما يباها تسمع.. وعمرها ما حاولت تتدخل أو تسأله منو يرمس.. واستمر كل شي على حاله إلى اليوم اللي اكتشفت فيه عايشة شكثر كانت مغفلة وغبية..
.
.
تتذكر عايشة هذاك اليوم عدل، كان خليفة مسافر البحرين في الويك اند وهي سيارتها خربانة، واضطر انه يعطيها مفاتيح سيارته عشان تودي اليهال المدرسة الصبح.. وكالعادة ودت عايشة عيالها وليد (10 سنين) وميسون (8 سنين) ومروى (5 سنين) مدراسهم، وردت البيت.. كانت حاسة بحزن كبير تعرف شو سببه بس تحاول تتجاهله.. هي وخليفة حبوا بعض بشدة وتزوجوا نتيجة هالحب.. والسنوات الأولى لزواجهم كانت مليانة ذكريات حلوة وأوقات تفتخر بها عايشة وتبتسم كل ما فكرت فيها.. بس الحال تغير طبعا وابتدا البرود يخيم على حياتهم.. روتين الحياة اليومي ومشاكل اليهال ومشاغل عايشة في البيت وانهماك خليفة في شغله جتل كل الإثارة والرومانسية في حياتهم .. تنهدت عايشة وتمنت لو انها تقدر تروح في اجازة هي وياه.. بروحهم.. وتخلي اليهال عند امها .. يسافرون ويجددون الحب اللي كان في يوم من الايام منور حياتهم.. ابتسمت عايشة لنفسها وهي يالسة في سيارة ريلها في كراج البيت.. وهي سرحانة، بطلت درج السيارة عشان تشوف الشرايط اللي فيها وفي هاللحظة.. شافت الدليل اللي جلب حياتها فوق تحت.. كان مخبى تحت كومة الأوراق والشرايط اللي في الدرج وفي البداية ما انتبهت له عايشة.. بس يوم مدت إيدها عشان تتأكد وطلعته برى حست بالدم كله يتسرب من ويهها..
في درج سيارة ريلها لقت عايشة نقاب صغير.. على أطرافه آثار احمر شفايف.. وريحة العطر اللي فيه وايد قوية.. كان متكور ومخبى في نهاية الدرج والظاهر انه خليفة نساه هناك..
حست عايشة بقلبها يدق بسرعة وهي تحاول اطمن نفسها انه الموضوع مب نفس ما هي متصورتنه.. خليفة مستحيل يخونها .. وبهالطريقة البشعة.. مستحيل.. بس غصبن عنها يلست عايشة تفكر.. هي عن نفسها ما تتنقب ولا تحط مكياج.. وخليفة ما عنده خوات عشان تفكر انه هذا ممكن يكون نقاب وحدة فيهن.. وعماته كلهن ما يتنقبن.. وبنات اخوانه يهال.. من وين له هالنقاب؟؟
غمضت عايشة عيونها يوم حست بالدموع تتجمع فيهن وانقهرت من نفسها.. ليش تصيح ؟؟ خليفة مستحيل يخونها.. بس غصبن عنها تمت تطالع السيت اللي حذالها وتتخيل البنت اللي كانت يالسة في هالمكان ويا ريلها .. وكل اللي دار من بينهم.. كل شي تخيلته عايشة بمزيج من الرعب والاشمئزاز وما حست بنفسها الا وهي ترجّع وبقوة في السيارة .. ما كانت قادرة تتحكم في عمرها ويلست تصيح من كل قلبها وهي ترتجف من الصدمة واحساسها المفاجئ بالبرد والضعف.. وتمت هذاك اليوم بطوله وهي مريضة.. واللي تعبها أكثر انها ما كانت تروم تصيح جدام عيالها أو تبين لهم انه في شي مكدرنها..

في اليوم اللي عقبه، وعقب تفكير عميق طول الليل قررت عايشة انها ما تكون فريسة شكوكها وتحاول تتأكد اذا كان خليفة فعلا يخونها ولا لاء.. ويلست في الصالة وموبايلها في ايدها ما تعرف لمنو تتصل أو شو تسوي بالضبط عشان تتأكد.. وفجأة حست بالدموع اللي تجمعت في عيونها من أمس تنهمر وبقوة ..كانت تدري انه مب لازم تتأكد وانها فعلا كانت غبية.. وأخيرا قدرت تفسر كل السفرات المفاجئة والهمسات في التيلفون والليالي اللي تأخر فيهن برى البيت.. أخيرا لقت تفسير لليلسة جدام الكمبيوتر طول الليل.. مع انه ربيعتها حذرتها من التعارف في النت بس عايشة عمرها ما توقعت انها تكون ضحية لعلاقة رخيصة وقذرة مثل هاذي.. وعقب تفكير طويل اتصلت بآخر شخص توقعت انها تلجأ له في هالظروف.. أخوها الصغير حمدان..
حمدان اللي عمره 18 سنة كان خبير في سوالف الكمبيوتر والنت.. وعايشة ما تعرف حتى تشغله.. وفي هالظروف عرفت انه الوحيد اللي ممكن يساعدها وكانت متاكدة بعد انه مستحيل يخبر احد باللي استوى لها.. وحمدان فعلا ما قصر وياها .. سمع كل اللي عندها بدون ما يقول ولا كلمة.. ما حاول يزيد من قهرها او يحسسها انه يشفق عليها او انها هي الغلطانة.. سمعها وهو ساكت ويوم سألته وسط دموعها: "حمدان شو اسوي الحين؟؟" تنهد وقال لها: "لا تواجهينه.. ساعتها بتتواجعون وبيعق اللوم كله عليج وبيقول انج انتي اللي اهملتيه ودفعتيه انه يسوي هالشي.. أنا عندي حل ثاني.."
عايشة: "شو هو؟"
حمدان: "أول شي خليني اشوف كمبيوتره يمكن نحصل أدلة فيه.."
عايشة: "أوكى.. إنته اطالع الكمبيوتر وانا بفتش في أدراج المكتب.. "

مرت دقايق طويلة وعايشة تفتش في الادراج وفي كل زاوية من زوايا المكتب وما لقت شي .. كل شي كان طبيعي .. ملفات الشغل وفواتير البيت وأوراق عادية جدا.. الشي الوحيد اللي لقته وخلاها تتأكد من شكوكها هو فواتير بطاقة الماستركارد اللي تأكد انه اشترى من باريس جاليري هدايا بالآلاف خلال الشهرين اللي طافوا.. ومن بين هالهدايا مستحضرات تجميل وشنط نسائية..
تنهدت عايشة بتعب وراحت للطرف الثاني من غرفة المكتب عند اخوها حمدان اللي كان يطالع كل ملف في الكمبيوتر بحذر شديد.. ويوم يلست حذاله اطالعها حمدان بهدء وقال: "متأكدة انج تبين تعرفين شو اللي في الكمبيوتر؟"
عايشة: "لقيت شي؟؟"
حمدان: " للأسف هى.."
عايشة: "أبا أجوف.. "
بطل لها حمدان ملف وقعد يشرح لها: "ريلج يستخدم برنامج اسمه المسنجر عشان يرمس ربعه والناس اللي تعرف عليهم من النت.. طبعا يروم يرمسهم بالميكروفون أو عن طريق الكتابة .. ومن حسن حظنا انه ريلج ما عنده ميكروفون.."
عايشة: "إنزين؟؟"
حمدان: "المحادثات الكتابية تتخزن في ال received files على الكمبيوتر وأنا يلست أقرى كل محادثة وتقريبا معظمهن عاديات بس في أكثر من محادثة كانت ويا بنات.." اطالعها حمدان عشان يشوف تأثير كلامه عليها بس عايشة كانت أقوى من انها تكشف مشاعرها جدام أي حد ثاني حتى لو كان اخوها وهزت راسها بهدوء عشان يكمل..
حمدان: "وحدة من المحادثات جذبتني وقريتها كلها.. أنا بروح في أيلس في الصالة شوي وانتي اقريها بروحج.. جوفي اضغطي هني وبتنزل الصفحة لتحت عشان تقرينها للنهاية.. أوكى؟"
عايشة: "أوكى.. مشكور حمدان.. يوم بخلص بييك في الصالة.."
حمدان: "خذي راحتج.. انا بيلس اطالع التلفزيون.."
تريته عايشة لين طلع من المكتب ونفست بعمق عشان تستعد للي ممكن تقراه.. ويلست تقرا المحادثة وتعيد قراءة السطر الواحد اكثر عن مرة.. اللي يرمسها ريلها لقبها ريانة العود.. ومن أول سطر قرته عايشة وهي حاسة بكره كبير لهالانسانة اللي سرقت منها أغلى انسان في حياتها.. حاولت عايشة ما تحس بالإهانة وهي تقرا رمسة ريلها اللي في كل محادثة تتطور أكثر وأكثر.. كان يخبرها بكل تفاصيل حياته.. اعترف لها انه متزوج وعنده عيال وهي قالت له انه هالشي ما يهمها .. اسلوبها وايد كان رخيص وسوقي وما تعرف عايشة كيف انعجب ريلها بوحدة مثل هاذي.. بس الجرح اللي خلا عايشة تقرر تنتقم كانت الفقرة اللي قرتها مرة وحدة وانحفرت في ذاكرتها على طول ..
(خليفة: "دوم احس بالوحدة شواخي.. ما عندي حد أشكي له ويخفف عني"
ريانة العود: "ومرتك وينها عنك؟"
خليفة: " مرتي مالها وجود في حياتي.. حبي لها انتهى من سنين طويلة.. اقدر اقول لج اني احترمها هي مول مب مقصرة ويا اليهال بس .. ما احس تجاهها بأي عاطفة ثانية.. حتى ما اقدر اعتبرها صديقة.. مجرد انسانة اشوفها جدامي كل يوم وارمسها بدون أي احساس..")

عقب ما قرت عايشة هالرمسة عرفت في داخلها انه كل شي تغير .. وانها مستحيل تكن لخليفة عقب اليوم أي مشاعر غير الاحتقار ومستحيل تخليه يلمسها في يوم من الايام.. كانت صدمة قوية لها .. وصفعة ما توقعتها من إنسان وثقت فيه وطعنها في ظهرها.. حقرها وأهانها جدام وحدة ما يعرف عنها إلا حروف على شاشة كمبيوتره..
استجمعت عايشة قواها وكملت المحادثة.. وعرفت انها عطته رقم تيلفونها وطرشت له صورتها.. وعقب رمسة طويلة أقل شي ممكن توصفها عايشة بإنها رمسة مفرقة وبعيدة تماما عن الأخلاق.. وعدته ريانة العود أو "شيخة" انها تقابله وقال لها خليفة انه بيبات في العين عشانها في الويك اند وبيخبر مرته انه مسافر.. ونزلت الدموع من عيونها وهي تقرا اخر جملة في المحادثة:
" ريانة العود: لووول.. وحليلها مرتك.. زي الأطرش في الزفة.."
خليفة: "ما عليه .. اللي ما تعرفه ما بيضرها.. وبعدين لا تفكرين فيها الحين.. فكري فيني انا.. "
ريانة العود: "فديت روحك خليفة .. أترياك على نار.."

وقفت عايشة بقوة وطلعت الصالة وفي ايدها ورقة سجلت فيها رقم شيخة وقالت لأخوها حمدان: "خلصت.."
اطالعها حمدان بتعاطف وسألها: "شو بتسوين الحين؟"
عايشة: "أول شي بغيت أسألك صورتها بعدها موجودة في الكمبيوتر؟"
حمدان: "هى .. شفتها.. تبين.. تبين تشوفينها؟"
عايشة: "هى.. وعقبها أباك تساعدني باللي ناوية أسويه.."
حمدان: "أكيد عويش .. لا تحاتين من هالناحية.."
عايشة: " لازم انتقم من هالحيوانة.. ومنه هو بعد.. حمدان هالإهانة مستحيل أفوتها له.."
حمدان: " خليني اراويج صورتها وعقب بنتفاهم على اللي بنسويه."
.

.
.




.
.
مرت أيام على عايشة نست فيها طعم الراحة وهي تفكر شو بتسوي.. ودت العيال عند امها وحمدت ربها انه ريلها بيتم اسبوع في البحرين وما بتضطر انها تواجهه على طول.. في هالفترة حمدان يلس عندها في البيت وياب لها اللاب توب ماله وعلمها بإتقان كيف تستخدم النت وبرنامج الماسنجر.. وطلع لها بطاقة تيلفون يديدة عشان تقدر تنفذ خطتها .. وعن طريق ربيعه في العين عرف بعض المعلومات عن شيخة اللي شوي شوي كان بادية سمعتها تخترب أكثر وأكثر في هالمدينة الصغيرة..
وعقب ما اتقنت عايشة استخدام المسنجر اضافت ايميل شيخة عندها في اللست وسوت لها ايميل ريال وابتدت انتقامها البطيء.. اللي كان يحسسها براحة فظيعة.. كانت تدري انها تستفز شيخة اللي بتموت وتعرف منو اللي يكلمها ومنو هالشخص اللي يعرف عنها كل شي..
بعد شهر من هالمحادثات والهدايا اللي اطرشهن عايشة عن طريق ال Dhl كانت متأكدة خلاص انه شيخة قطعت علاقتها بريلها خليفة.. وقطعت علاقتها تقريبا بكل الرياييل اللي تعرفهم.. استوت عايشة (أو حارب) دنيتها كلها..و في يوم من الأيام يوم كان خليفة سهران برى وعايشة سهرانة ع المسنجر ويا شيخة .. انصدمت عايشة باللي قالته لها شيخة..
ريانة العود: "أقول حارب؟"
حارب: "هلا شواخي.."
ريانة العود: "أنا ادري انك شخص تعرفني وما ادري شو دافعك بالضبط.. بس بصراحة انا عمري ما حسيت بهالمشاعر تجاه أي شخص ثاني.."
حارب: "أي مشاعر؟"
ريانة العود: "الحب.. حارب انا احبك.. صج من قلبي احبك.."
انصدمت عايشة وما عرفت شو تكتب لها.. وعقب دقيقة ضحكت من خاطرها .. أخيرا قدرت تستدرجها..
حارب: " شواخي الحب مب كلمة تلعبين بها.. خبريني بصراحة كم واحد قبلي قلتي له هالكلمة وكم واحد عقبي ناوية تقولينها حقه؟؟"
ريانة العود: "إنته بس.. صدقني يا حارب.. صح اني عرفت شباب من قبل بس كلهم ودرتهم.. حتى مروان ودرته.. صدقني.. ولا واحد فيهم سمع مني كلمة احبك.. انته الوحيد اللي حسيت تجاهك بهالمشاعر.."
حارب: "بس انا ما احبج.. انتي تعجبيني صح بس تأكدي اني ما احبج.."
عايشة كانت تتعمد تقول لها هالرمسة وتعرف انها كل ما تغلت على شيخة كل ما تمسكت فيها شيخة اكثر..
ريانة العود: "ادري انك ما تحبني بس عطني فرصة عشان اخليك تحبني.. انته تعرف رقم تيلفوني.. رمسني في التيلفون بدل هالحالة اللي نحن فيها.. صدقني ما راح تندم."
حارب: " كل شي في وقته حلو.. لا تستعيلين.. "
ريانة العود: "لى متى بتريا؟"
حارب: "جريب.. جريب بينتهي انتظارج.. ... وانتظاري.."
أول ما كتبت عايشة هالجملة بندت النت وخشت اللاب توب تحت الشبرية وراحت ترقد.. فعلا.. جريب كل شي بينتهي.. وبتكمل عايشة انتقامها .. من شيخة.. ومن ريلها..
.
.
عقب كل أحداث يوم الأثنين .. أشرقت شمس يوم الثلاثا بشكل ثاني.. كان يوم يحمل في طياته الكثير من الوعود والأماني.. وللبعض.. كان يوم مثله مثل باجي الأيام.. الحزن واحد عندهم ومهما كانت الشمس اليوم دافية والجو حلو ، إلا انه ايامهم اللي يغطيها السواد كانت تمر عليهم بكل بطئ وملل..

الساعة سبع ونص الصبح وعقب ما راحت سارة وأمل المدرسة ويا الدريول إشفاق وردت ليلى من الروضة عقب ما وصلت خالد .. نش مايد من الرقاد وعلى ويهه ابتسامة عريضة ونزل الصالة عند يدوته ومحمد وليلى اللي كانوا يالسن يتريقون بهدوء..
ليلى (وهي تبتسم له): " منو قدك اليوم غايب عن المدرسة وبتفتتح المعرض وبيصورونك وبيحطونك في الجرايد.."
مايد: "شوفي ليلى انا سويت هالشي بس عشان خاطرج.. والا انتي تعرفين اني ما احب اغيب عن المدرسة ولا احب انه احد يصورني.."
ليلى: "ههههههه.. يحليلك.. اسمع ميود ما اوصيك.. لا تفشلني اليوم.."
محمد: "انا بكون وياه لا تحاتين.."
اطالعه مايد بنظرة استغراب.. للحين الجو بينهم كان متوتر ومحمد قرر يروح وياه المعرض بس عشان ينهي هالخلاف السخيف اللي استمر أكثر من اللازم..
ليلى: " وشغلك؟"
محمد: "الموظفين في محلات المجوهرات ما يبون اشراف ما شالله عليهم مب مقصرين.. والمطاعم يبتدي الدوام فيها الساعة 12 الظهر.. يعني عندي وقت.."
أم أحمد: " وانتي متى بتسيرين؟"
ليلى: "ما اعرف.. يمكن العصر نمر نشوف شو الأوضاع هناك.. بتصل بموزة وبنتفق.."
مايد (وعيونه على السندويتشة اللي في إيده) :" بس انا مب محتاي حد يوقف ويايه في المعرض.."
محمد: "أدري.. بس انا أبا أكون موجود.. مب كل يوم ليلى بتسوي لها معرض عشان نفتتحه.."
ابتسمت له ليلى بحب وتأفف مايد وهو ياكل بسرعة .. بس في داخله كان مستانس انه رمس محمد .. ولو بطريقة غير مباشرة.. ويمكن الخلاف اللي بينهم ينتهي اليوم..
أم أحمد: "مترف رد دبي؟"
مايد: "لا بعدهم هني.. وبيمر عليه الساعة تسع وبنسير المعرض رباعة.. (واطالع محمد بطرف عينه ) يعني مب محتاي حد يوصلني.."
ابتسم محمد وسكت عنه ..
أم أحمد (وهي ترمس محمد): "عيل قوم فديتك ودني بيت خالوتك صالحة "
محمد: "ان شالله.."
وعقب ما تريقوا نش محمد يوصل يدوته وليلى راحت فوق ويا مايد اللي كان يباها تكوي له غترته..
.
.
في شركة مبارك بن فاهم انتشر خبر فض شراكة عبدالله ومبارك وسبب خلافهم بسرعة واليوم الصبح الكل كان يرمس في هالموضوع وكل واحد من الموظفين خايف في داخله من عواقب هالخبر.. خايفين انه فض الشراكة يؤدي لنقص في الميزانية ويخسرون وظايفهم.. بس مبارك ما فكر بهالشي ولا كان ناوي يستغني عن أي واحد من الموظفين أو العمال اللي عنده.. بالعكس ، كانت هالفترة بالنسبة له فترة يحتاج فيها لكل شخص ممكن يوقف وياه.. لازم يثبت للكل .. ولنفسه.. انه يقدر يشتغل بروحه. .مثل أول واحسن بعد.. وانه مب محتاج لعبدالله بن خليفة.. وانه بيرد ينافسه وياخذ عنه مشاريعه..
دش مبارك المكتب الساعة ثمان الصبح.. ومن النظرة اللي اطالع فيها سكرتيرته هيفاء.. عرفت على طول انه معصب وما يبا حد يرمسه.. بس غصبن عنها نشت هيفاء من مكانها عقب ربع ساعة ودشت مكتبه بهدوء عشان تحط له البريد على الطاولة..
يوم بطلت هيفاء الباب شافت مبارك منزل الملفات كلها من الأدراج اللي فوق وحاطنهم ع القنفة ويالس يدور شي من بينهن.. ويوم شاف هيفاء اطالعها بنظرة حادة وبسرعة حطت اللي في ايدها على الطاولة وطلعت ..

مبارك كان يدور بين الملفات على شي محدد.. مشروع ضخم بيحدد مصيره ومصير شركته.. قبل شهر تقريبا كانت في مناقصة كبيرة وكل شركات المقاولات والبناء قدمت عروضها عشان تفوز بهالمناقصة.. المشروع هو بناء منتجع سياحي في دبا.. عبارة عن فندق فخم وشاليهات وحدائق.. وصاحب المشروع مليونير سعودي اسمه سلمان بن تركي.. ومبارك سوى كل اللي يقدر عليه عشان ترسي المناقصة على شركته هو وعبدالله.. ومستحيل الحين يتخلى عن هالمشروع لعبدالله .. وعقب بحث طويل لقى أوراق المشروع واتصل بنفسه بمحامي سلمان عشان يخبره انه العقد بيتغير وبينكتب بإسم مبارك بس.. وعقب ما بند التيلفون راح صوب المكتب وبسرعة قعد يطالع البريد.. وشاف بطاقة الدعوة اللي مطرشتنها موزة.. واستغرب ويوم قراها وعرف انها دعوة لحضور معرض فني.. ضحك باستخفاف وفرها على الطاولة وشل ملف المشروع وراح المحكمة بنفسه.. مبارك مب محتاج لمحامي.. بيخلص شغله بروحه .. بيفض الشراكة وبيغير العقد.. وطبعا القاضي بيتصل بعبدالله عشان يوقع على الأوراق.. وبتخلص هالأزمة ..
بس طبعا هالشي مب بالسهولة اللي تصورها مبارك.. عبدالله أول ما اتصل به الموظف في المحكمة وخبره عن الإجراءات اللي لازم يسويها حس انه بيجتل مبارك.. واتصل بسهيل عشان يخبره..
عبدالله: "راح المحكمة يفض الشراكة وبياخذ مشروع بن تركي كله!!"
سهيل: " ما بيروم ياخذ المشروع إلا بتوقيعك.. هدي اعصابك.."
عبدالله: "مجرد انه راح المحكمة بدون ما يخبرني أو حتى يخبرك انته اعتبرها اهانة لي.. "
سهيل: " مبارك متسرع.. بس بعد ما تروم تلومه يا عبدالله.. اللي استوى أمس مب شوية.."
عبدالله: " بس انا مالي ذنب.. المحاسبين زخوهم في المطار أمس واليوم يحققون وياهم.. واكيد بيعترفون بكل شي.."
سهيل: "بس انته سرت له الشركة وشرشحته أمس.. ومن حقه يحرج.."
عبدالله: "وهو بعد ما قصر .."
سهيل: "مبارك عصبي ومتهور.. وانته أعقل منه يا عبدالله والمفروض كنت تتعامل وياه بعقل.."
عبدالله: "انته واقف ويا منو؟؟"
سهيل: "اثنيناتكم تهموني وأنا مب منحاز لأي واحد فيكم بس احاول اوضح لك انه اثنيناتكم غلطانين.. انتو شركا .. المفروض تتفاهمون على خلافاتكم.. مب تسوون زوبعة وتخلون الكل يشمت فيكم.. "
تنهد عبدالله وقال عقب دقيقة صمت: "معاك حق.. معاك حق يا سهيل. .أنا غلطت.. شو رايك تمر عليه ونسير له المحكمة ونتفاهم وياه؟"
ابتسم سهيل وقال: " خلاص.. الحين ياينك.."
عبدالله: "ف أمان الله.."
بند عبدالله التيلفون وتنهد بتعب.. أمس ما رام يرقد وهو يفكر بهالموضوع.. هذا غير ياسمين اللي رفعت له ضغطه.. كانت مصرة تطلع ويا شيخة اليوم ومع انه رفض بس في شي في داخله يقول له انها بتسوي اللي في راسها وبتطلع من دون موافقته.. مب عارف يتصرف وياها.. من يوم حملت وهي تبالغ في دلعها ومحاولتها للسيطرة عليه.. بس عبدالله رغم انه ساكت عنها ، ما كان ناوي يخليها على هواها.. مهما كان ما بيخلي حرمة تسيطر عليه..






عقب ربع ساعة اتصل سهيل بعبدالله وقال له ينزل له تحت في الباركنات، ويوم طلع عبدالله من المكتب شاف روان يالسة تخلص شغلها على الكمبيوتر.. رغم انه عبدالله فنشها أمس.. بس وحليلها يت الشركة اليوم وكملت شغلها ولا كأنه شي استوى والحين يوم شافت عبدالله طالع من المكتب ارتبكت ونزلت راسها.. كانت خايفة يقول لها تروح ويهزبها .. بس عبدالله ابتسم واقترب من مكتبها وقال: "روان؟"
رفعت روان عيونها واطالعته بخوف: "نعم استاز عبدالله.."
عبدالله: "أنا آسف لأني عصبت عليج أمس.. مهما كانت أسبابي المفروض أسلوبي يكون احسن من جذي."
روان: "لا تعتذر استاز عبدالله .. أنا فعلا كنت مقصرة في الشغل وانته كان معك حق.. "
عبدالله: "يعني مب زعلانة؟"
روان: "ولو استاز عبدالله.. أكيد مش زعلانة.. "
ابتسمت روان عشان اطمنه وتمت تطالعه وهو طالع من المكتب وحست براحة فظيعة.. يعني تروم تستمر في الشغل..أمس كانت تفكر كيف انه عبدالله تغير وايد من عقب العرس وصار ما يهتم وايد بالشغل وبموظفينه.. وأسلوبه الجارح معاها أمس كان اكبر دليل و ألحين بس تأكدت انه عبدالله ما تغير وبيتم طول عمره مثل ما هو .. مؤدب وحنون.. وهالشي هو اللي خلاها من البداية تستمر وياه من بداية أيام الشركة للحين.
نزل عبدالله للباركنات ورمب ويا سهيل وساروا هم الاثنين المحكمة على طول وعند باب مكتب القاضي كان مبارك يالس على واحد من الكراسي وعيونه على الأوراق اللي في إيده.. سهيل أول ما شافه حس بقلبه يعوره.. ما كان المفروض كل هذا يصير بينه وبين عبدالله .. سهيل يحبهم اثنيناتهم ويبا مصلحتهم وحرام الشركة اللي صار لها ثلاث سنين وهي من أنجح شركات الخليج تنقسم اليوم بسبب عنادهم هم الاثنين..
مبارك يوم سمع صوت الخطوات تقترب منه رفع راسه ويوم شاف عبدالله يطالعه أجبر نفسه انه يرد له نظرته بنظرة كلها تحدي، ووقف يسلم عليهم – عشان خاطر سهيل بس- ويلسوا هم الثلاثة يتريون الناس اللي كانوا داشين قبلهم عند القاضي .. بس سهيل كان عنده أمل كبير انهم ممكن يحلون خلافاتهم من دون أي حاجة لتدخل القاضي.. وعشان جذي خذ مبارك على صوب وابتدى رمسته وياه وقال: " مبارك يا ولدي.. خلنا نحل هالمسألة من بيننا .. يمكن نروم نتفادى المحاكم وهالعفسة كلها..ترى مب حلوة في حقك ولا في حق عبدالله انه الكل يعرف عن مشاكلكم.."
مبارك (وعيونه على عبدالله): "أنا كنت ناوي أسوي هالشي وأتفادى كل هالعفسة.. وعشان جذي ييتك البيت هذاك اليوم وخبرتك بكل شي.."
سهيل: "وشو اللي تغير الحين؟"
مبارك: "اللي تغير انه عبدالله أمس وايد غلط عليه.. وكان واضح من رمسته انه الثقة من بيننا معدومة.."
عبدالله كان يطالعهم وخاطره يعرف شو اللي يدور من بينهم.. ومبارك كل شوي يطالعه ويرد يطالع سهيل اللي كان واقف جدامه ويحاول يقنعه بوجهة نظره..عبدالله في داخله كان يعرف ومتأكد انه مبارك مستحيل يتنازل بس سهيل دومه متفائل ويمكن يروم يقنعه هالمرة..
سهيل: "لازم بيحرج .. انته تسرعت يا مبارك.. وطرشت له واحد يتجسس على شغله"
مبارك: "لو خليتوني أرمس أمس كنت بخبركم انه المحامي تصرف من دون ما يشاورني.. والجاسوس اللي رمست عنه انا ما يخصني به.."
سهيل: "أنا فهمت عبدالله الوضع كله وهو اعترف انه غلطان بس انته بعد غلطت يا مبارك ولا تنكر هالشي.."
مبارك: "أنا ما أنكر .. بس الحمدلله انه سالفة الحسابات ما وصلت للمحاكم وخلونا ننهي هالإشكال كله هني واليوم أحسن لنا.."
سهيل: "يعني مصر انك تشتغل بروحك؟"
مبارك: "هى نعم مصر.."
سهيل: "وما في مجال تغير رايك؟"
مبارك: "لا .. أنا مقتنع باللي بسويه.."
تنهد سهيل واطالعه بحزن وقال: "خلاص على راحتك.. خلني أرمس عبدالله وعقب تفاهموا بروحكم.. "
سار عنه سهيل ويلس يرمس عبدالله اللي كان باين من ويهه انه تظايج من الرمسة اللي قاله اياها سهيل.. ويوم اقترب منهم مبارك قال له عبدالله وهو يوقف: "خلاص اللي تشوفه يا مبارك.. بنفض الشركة وكل واحد يشتغل بروحه.."
حس مبارك بإحراج فجأة بس حاول انه يخبي هالشي وقال بثقة: "جذي أحسن لي وأحسن لك يا عبدالله.."
عبدالله: "بس المشروع اللي ناوي تغير عقده هذا مشروع مشترك بيني وبينك.. وما يستوي تاخذه بروحك.. هالشي بيتسبب لي بخسارة كبيرة.."
مبارك: "التوقيع اللي على المناقصات توقيعي أنا بس .. انته كنت مسافر.. يعني ما في أي شي يمنعني من إني آخذ المشروع.. أنا اللي دفعت رسوم المناقصات وانا اللي كنت كل يوم أنش من الصبح وأسير غرفة التجارة في دبي وأتفاوض ويا باجي المقاولين عشان يتنازلون وترسي المناقصة علينا نحن.. وفي النهاية تباني أعطيك المشروع جاهز؟؟"
عبدالله: "بس أنا يبت المهندسين وخليتهم يرسمون الخرايط والتصاميم .. وكل خريطة كلفتني فوق الثمانين ألف!!.. "
اطالعه مبارك بهدوء: " أنا يبت مهندسين غيرهم وابتدوا يرسمون تصاميم يديدة للمشروع .. عبدالله هذا مشروعي أنا.. سلمان بن تركي يعرفني ونحن متفقين.. اجتمعت وياه أربع مرات من يوم استلمت المشروع.. وانته للحين حتى ما كلفت نفسك واتصلت به.. واليوم رمسته ووافق انه شركتي هي اللي تستلم المشروع.."
عبدالله (بعصبية): "وكيف تتصل به من دون ما تخبرني؟؟"
مبارك: "أنا آسف.. بس المفروض تنتبه لشغلك أكثر.. هذا إذا كنت ناوي من اليوم وطالع انك تتكفل بأي مشروع يديد.. لأني دوم بكون موجود.. ومستعد أنتهز أي فرصة عشان أرد الأول في السوق.. وبروحي.."
اطالع عبدالله سهيل اللي كان يطالع مبارك بنظرة غريبة وكأنه يشوفه لأول مرة وفي هاللحظة طلعوا الناس اللي كانوا عند القاضي ودش مبارك واضطر عبدالله يدش وراه هو وسهيل.. وكل واحد فيهم ساكت .. احساسهم بالحزن والصدمة من نوايا مبارك ثجل عليهم وخلاهم ما يقدرون حتى انهم يناقشونه.. عبدالله كان يعرف في داخله انه فعلا مقصر في شغله.. وخصوصا في الاسابيع الأخيرة.. والفضل في هالشي طبعا يعود لياسمين اللي وحتى وهو في الشركة ادق له في اكثر عن ثلاث مرات .. تنهد عبدالله بحسرة.. كيف ما فكر يتصل بسلمان بن تركي ويرمسه عن المشروع؟ كيف سمح لمبارك يسحب منه مشروع ضخم مثل هذا ويخليه يخسر أكثر من 300 ألف درهم في يوم واحد؟؟
وبهدوء فظيع وقع عبدالله أوراق التنازل عن المشروع وفض الشراكة ويا مبارك وطلعوا من المحكمة وعقب ما وصل سهيل عبدالله للشركة رد مكتبه وهو يحس بإحباط فظيع

***
في مدرسة البنات الثانوية في بوظبي.. وبالتحديد في الحصة الثانية.. كانن أربع بنات منخشات ورا الدري وكل وحدة فيهن حابسة ضحكتها وكاتمة نفسها عشان الوكيلة اللي كانت تركض وراهن ما تكتشف مخبأهن السري..
عليا كان قلبها يدق بقوة وراصة على إيد ربيعتها ناهد عشان تخفف من الرجفة اللي في جسمها.. ما توقعن أبدا انه الوكيلة ممكن تركض بهالسرعة خصوصا انها لابسة هالكعب العالي.. بس طلعت راعيتها وما خلت شبر في المدرسة ما فتشته وهي ادورهن.. وألحين يسمعون خطواتها السريعة وهي تركب الدري عشان ادورهن فوق..
عليا: " إن شالله يعدي هاليوم على خير.."
ابتسام: " يعني كان لازم نشرد من الحصة؟ لو يلسنا في الصف مثل باجي البنات مب احسن؟"
ناهد: "بلاكم انتوا؟ استمتعوا .. هذا كله للذكرى.. عقب سنة بتتذكرون وبتضحكون.."
عليا: "بس أنا زايغة.."
عذاري: "إنتي دوم زايغة.. أنا مستغربة كيف اقتنعتي وييتي ويانا.."
عليا: "ابتساموه قصت عليه.. يلست تغريني وتقول لي بنستانس.."
ابتسام: "ألحين الوكيلة أكيد عرفتنا... مب من شي.. من كشة نهوود الحمرة.. تزقر الوكيلة من بعيد.. أحسن لنا نستسلم وما نخليها تحرج أكثر.."
ناهد: "لا .. تعالو بننخش في المسرح.. هي فتشت هناك ما بترد تفتش مرة ثانية.."
عليا: "أنا تعبانة.. ما اروم اركض.."
ناهد: "انزين بنسير نيلس في المسرح ومحد بيزخنا.. بنرتاح هناك.."
طلعن البنات من ورا الدري ومشن بكل هدوء للمسرح وأول ما اقتربن منه ركضن بسرعة ودشن داخل وكل وحدة فيهن تطالع الثانية وتضحك ضحكة انتصار.. ويوم تأكدن انهن بأمان يلست ناهد ويا عذاري يسولفن على صوب وراحت عليا ويا ابتسام ويلسن في زاوية بروحهن..
ابتسام: " انزين علايه ياللا كملي.."
عليا: "عن مايد؟"
ابتسام: "عيل يدوه؟؟ أكيد مايد!!.. والله من وصفج له تمنيت اكون وياج هذاك اليوم.. خاطريه اشوفه علايه.."
ابتسمت عليا وقالت: " ما شالله عليه وايد حبوب.. وفوق هذا اللي عيبني فيه انه صج ريال.. مب شرات هالمراهقين اللي كل واحد فيهم همه البنات والمغازل وبس.."
ابتسام: "بس انتي قلتي انه تحرش فيج أول ما شافج.."
عليا: "ما تحرش.. بس كان يسلم.. "
ابتسام: "حظج والله يا علايه.. أنا ما عندي لا عيال عم ولا عيال خال.. وحتى اخواني الشباب ما يسوون لي سالفة.."
اطالعتها عليا بحزن وسألتها: "عشان جي تعرفتي على خليل؟؟"
احمر ويه ابتسام وتغيرت ملامحها.. : "وانتي شو دراج؟"
عليا: "إنتي غلطتي يوم خبرتي ناهد.. تعرفين انها مشخلة.."
ابتسام: "والله انها ما تستحي على ويهها الحيوانة.. أنا اراويها.."
وقفت ابتسام عشان تسير تظارب ويا ناهد بس عليا يرتها من إيدها ويلستها حذالها.. : "تعالي وين سايرة؟ شو الفايدة يعني؟ تراها خبرتني وخلاص.. بس تحملي المرة تخبرينها عن أي شي ثاني.."
ابتسام: "خلاص توبة.. اممممم.. أكيد طحت من عينج.."
عليا: "أنا الصراحة انصدمت.. خصوصا انه زلمة.."
ابتسام: "انزين هو مجرد صديق.. ما بيننا أي شي ثاني.. مجرد شخص أشكي له همومي.."
عليا: " ونحن وين سرنا؟ ليش ما تشكين لنا نحن؟؟ ترانا ربيعاتج"
ابتسام: "ما ادري.. لا تسأليني.."
عليا: "ع العموم أنا ما بتدخل في هالموضوع.. انتي حرة.."
ابتسام: " يعني يا عليا لو يتج الفرصة انج ترمسين مايد في التيلفون .. معقولة تفوتينها؟"
اطالعتها عليا باستغراب: " هذا شي أكيد.. مجرد اني ارمسه في التيلفون معناتها اني عطيته الحق في إنه يشيل كل الحواجز من بيننا .. حتى حاجز الاحترام .. وأنا بعدني ما رخصت بعمري لهالدرجة .."
كانت هاي نغزة لابتسام اللي حست انه خدودها بتحترق وابتسمت بارتباك لعليا وندمت انها سألتها هالسؤال

***
نهاية الجزء التاسع عشر






رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 05:14 PM   رقم المشاركة : 24
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 


الجزء العشرون
لا زلنا نعيش أحداث يوم الثلاثاء.. يوم افتتاح معرض ليلى وموزة.. وفترة الصباح اللي شهدت افتتاح المعرض بنجاح باهر على حسب كلام مايد .. الساعة عشر ونص الصبح كان موعد افتتاح المعرض، ومترف ومايد ومحمد ما قصروا.. تكفلوا بكل شي.. كان يوم حلو بالنسبة لهم.. أربع جرايد ومجلتين صورتهم والتقوا بشخصيات وايد مهمة في هالافتتاح من دبي وبوظبي والشارجة.. وتفاجئوا وايد انه في الساعتين اللي عقب الافتتاح.. انباعت ثلاث لوحات من رسومات موزة وصورة من صور ليلى وعلى طول اتصل مايد بليلى عشان يبشرها.. وفي هالوقت كانت ليلى يالسة عند التيلفون تتريا مايد يتصل بها عشان تتصل بموزة واطمنها.. وأول ما رن التيلفون شهقت ليلى وشلت السماعة بسرعة. .
مايد: "ألوووووو.."
ليلى: "وينك انته؟؟ اتصلت بك أربع مرات.. ليش ما ترد؟؟"
مايد: "هى صح.. اشعندج انتي؟؟ حرقتي تيلفوني .. بلاج ملقوفة ليلوه.. ترى مب من حلاته معرضكم هذا..!!"
ليلى: "شو؟؟ ميود طمني.. شو استوى؟؟ "
مايد: "شو استوى بعد.. الناس يدشون.. يلفون لفة وحدة بس ويطلعون.. "
حست ليلى بإحباط فظيع وقالت له: "ليش؟؟ والصحافة؟؟ أنا توني متصلة بالجريدة وقالوا لي انهم مطرشين صحفي ومصور عشان يتابع المعرض.."
ابتسم مايد واستغل الفرصة عشان يرفع ضغطها: "هى شفتهم.. بس تصدقين.. ما صوروا شي من اللوحات..صوروا التاجر اللي كان موجود وظهروا.."
ارتفع صوت ليلى وهي منفعلة وقالت وإيدها على قلبها: "ليش؟؟؟؟ هم أكدوا لي انهم بيحطون نص صفحة باجر عن معرضنا في الجريدة.."
مايد: "تبين الصراحة؟؟ ... انتوا وايدين مبالغين في الاسعار.. عشان جي اعتقد ماشي أمل انه أي حد يشتري وحدة من اللوحات"
تمت ليلى ساكتة وتفكر شو تقول لموزة اللي يالسة عند التيلفون ومرتبشة وتتريا اتصالها.. كان خاطرهن يحضرن الافتتاح ويتابعن بنفسهن كل اللي يستوي..وكانن يتوقعن انه المعرض بينجح نجاح باهر.. بس الحين مايد حطم معنوياتها تماما..
مايد: " ليلوه.."
ليلى (بدون نفس): "شو؟"
مايد: " قبل لا تصيحين بقول لج شي.. اشتروا ثلاث لوحات وصورة .. "
ليلى في البداية ما استوعبت بس يوم فهمت اخيرا وشهقت .. سمعت صوت مايد وهو يضحك عليها وقبل لا تسبه أو حتى تبطل حلجها سمعته يقول: " ليلوه في شي ثاني بعد.."
ليلى: " مهما قلت ما بصدقك.."
مايد: "كيفج.. انتي الخسرانة.. ما بخبرج"
ليلى: "ياللا ارمس ميود.. حرام عليك اللي تسويه فيه"
مايد: "أوكى.. لا تصيحين.. الجامعة اتصلوا وقالوا انهم بييبون بنات التربية الفنية العصر رحلة للمعرض.. "
ليلى: "صدق؟؟"
مايد: "هى والله.. المهم.."
ليلى: "شو؟"
مايد: "إذا بييون العصر انا ما فيه اجابل البنات بروحي.. تعالي انتي وربيعتج وتصرفي وياهن.."
ليلى: "لا عمي ما بيخليني.."
مايد: "وعمي شدره.."
ليلى: "يا سلام؟؟ تباني اسير وما اخبره ؟؟"
مايد: "انتي رمسيه يمكن يخليج.. وبعدين منو بيي المعرض يعني عشان يشوفج هناك؟ من حلاته؟؟"
ليلى: " هههههههه.. يا ويلي ع اللي يغارون.."
مايد: "هه.. تحلمين انا اغار منج..ياللا برايج.. اشوفج بعدين.."
ليلى: "باي.. ميود .."
أول ما بند عنها ميود اتصلت ليلى بموزة بسرعة عشان تخبرها بكل شي وتشوف اذا تروم تسير المعرض وياها العصر
.
.
في هالوقت.. في بيت بو منصور.. كان منصور يالس هو وأمه وابوه في الصالة ومب منتبهين لمريم اللي كانت في المطبخ الصغير المتصل بالصالة تدور لها شي تاكله من الثلاجة.. كانوا يرمسون عنها وهي للحين ما انتبهت لهالشي.. كل اللي كانت تسمعه أصوات وهمسات مكتومة وكان بالها مشغول بكتاب يالسة تقراه في غرفتها وتبا ترد بسرعة فوق عشان تكمل قرايته.. وعقب ما خذت لها تفاحة من الثلاجة .. مشت بسرعة عشان تطلع فوق بس أول ما حطت ريولها على الدري تجمدت في مكانها.. كان منصور يرمس والحاجز اللي بين المطبخ والصالة خلاها تختفي عن أنظارهم .. ويلست مريم بهدوء على طرف الدري وهي تسمعهم يرمسون لأنه اللي سمعته للحين شد انتباهها.. وايد..
منصور: "ابويه الريال يباها.. وما يهمه مرضها.. هاي ثاني مرة يرمسني في هالموضوع.."
بومنصور: " بس اختك مريضة.. حرام نبلي بها الريال.."
حست مريم بوخزة في قلبها وهي تسمع رمسة ابوها واتنفست بصعوبة.. بس حاولت تتجاهل هالشي وتركز على رمستهم..
منصور: "يعرف.. يعرف كل شي عنها.. وأنا شرحت له بالضبط شو فيها .. قلت له انه قلبها تعبان وانه عندها نوبات صرع.. بس بعده مصر انه ياخذها وما يبا غيرها.."
تفاجئت مريم.. منو هذا اللي رغم كل شي يباها؟؟ وليش؟؟ ليش يضيع عمره ويا وحدة أيامها معدودة وهو حتى ما يعرفها.. وتقربت أكثر من الحاجز عشان تسمع بوضوح..
منصور: "بصراحة محمد من يوم شافها في إيطاليا وهو يباها.. يعني حتى قبل لا يعرف انها مريضة.. ومستعد يوديها بنفسه عشان تتعالج عقب العرس.. شو رايك ابويه؟"
مريم ما وقفت عشان تسمع راي ابوها.. كانت صدمتها كبيرة وبسرعة التفتت وركبت الدري وطارت لغرفتها.. وهناك بس قدرت تفكر وتستوعب اللي سمعته.. محمد خطبها؟؟ ليش؟؟ عقب اللي شافه هذاك اليوم شو اللي يجبره يخطبني؟؟
تذكرت مريم موقفها وياه في إيطاليا وحست بالدمع يحرق عيونها.. معقولة؟؟ معقولة كان صادق هذاك اليوم يوم قال لها انه يحبها؟؟ معقولة تكون ظلمته؟؟
بس بعد .. لازم ما تتسرع.. وفي داخلها عرفت شو اللي لازم تسويه عشان تتأكد..
.
.
الساعة 4 العصر كانت ياسمين تحط آخر لمسات الميكياج على ويهها وردت تتصل بشيخة اللي وعدتها تظهر وياها اليوم.. وقبل لا يكمل التيلفون رنته الأولى ردت عليها شيخة..
ياسمين: "خلصت.."
شيخة: "انزين بمر عليج عقب شوي.."
ياسمين: "أوكى بس ما بنظهر الا عقب ما يظهر عبدالله.."
شيخة: "ليش ما قلتي له انج بتظهرين؟؟"
ياسمين: " خبرته وما طاع.. بس أنا جي ولا جي بظهر.. ما بحبس عمري في البيت عشانه"
شيخة: "ههههههه.. أسميج بتأدبينه.. "
ياسمين: "قررتي وين بتوديني؟؟"
شيخة: "هى حجزت لنا في مكان حل بنتعشى فيه.. وعقب بنسير السينما"
ياسمين: "أوكى خلاص.. اترياج لا تبطين"
شيخة: "ان شالله"
بندت ياسمين التيلفون ونزلت الصالة اللي تحت وشافت عبدالله يالس يرمس في التيلفون ويلست حذاله تطالعه وهو يوم شافها تقترب منه ابتسم لها بحنان ورد يسولف ويا سهيل اللي كان متصل به.. تنهدت ياسمين وهي تطالع ملامح ريلها الوسيم.. كل شي في عبدالله كان يفيض بالرجولة.. صوته.. تفاصيل ويهه وحتى أقل حركة ممكن يسويها.. كانت تستغرب منه.. من جاذبيته اللي خلتها تتحمل كل شي.. وتضحي بكل شي وتتزوجه.. هالجاذبية اللي للحين تسيطر عليها.. بس رغم هذا كانت لها شخصيتها المستقلة وما تقدر تخلي عبدالله يتحكم فيها ويلغي وجودها.. ما تدري ليش هاليومين تحس انها مخنوقة.. وأحيانا وجوده في البيت وياها يخليها تتريا اللحظة اللي بيظهر فيها وبتم بروحها في قصرها هذا.. متناقضة... هي تعرف هالشي.. تدري انها تحبه بس في نفس الوقت تباه بعيد عنها في معظم الاوقات.. تبا تعيش بروحها .. ولو ليوم واحد.. وتكون هي سيدة نفسها.. هي اللي تتخذ قراراتها وهي اللي تحاسب نفسها.. ما تبا تحس انها تعيش في ظله .. أو انه مصيرها مرتبط بمصيره.. وعشان جي يوم بند عبدالله التيلفون قالت له
ياسمين: "عبدالله ..؟"
اطالعها عبدالله بإعجاب.. كانت حاطة آي شادو كحلي وعيونها طالعه تجنن .. وقال لها وهو يرد بشعرها ورا اذنها: "شو هالحلاة كلها؟؟"
ياسمين: " شيخة بتمر عليه عقب شوي .. تبا تشوف الفيلا.."
عبدالله: "يعني هالكشخة كلها حق شيخة مب حقي انا.."
ياسمين: " ههههه لا حقك ولا حقها.. هاي حقي انا.. كنت ملانة وقلت بلعب بويهي شوي.."
عبدالله: "فديت روحج.. أتمنى اظهرج وابعد الملل عنج بس سهيل يباني اسير له المكتب.."
ياسمين (بدلع): "انزين حبيبي بظهر ويا شويخ.."
ابتسم عبدالله وباسها على خدها بسرعة وهو يوقف وقال: "لاء.. احنا تناقشنا في هالموضوع وقلت لج رايي فيه.."
ياسمين: "بس انا متمللة.."
عبدالله: "باجر ان شالله بوديج دبي.. شو رايج؟"
ياسمين:" هذا باجر.. وانا الحين ملانة.. عبدالله حرام عليك..!!!"
اطالعها عبدالله بطرف عينه قبل لا يبطل باب الصالة وقال لها: "باجر بوديج وين ما تبين.. بس طلعة ويا شيخة لاء.. "
وقبل لا ترد عليه ياسمين صك الباب وراح وتمت ياسمين واقفة تطالع الباب ببرود .. وفي النهاية ركبت فوق عشان تلبس عباتها وشيلتها.. إذا كان يفكر انها ممكن تخضع له فهو غلطان.. بتظهر ويا شيخة واذا عنده كلام يبا يقوله .. يتفضل..
.
مع مبارك صوت الزجاج اللي تكسر في الطرفف الثاني من القاعة ، والتفت بنظرته الحادة ، وشاف أخيرا.. ملاك واقف جدامه..
اللوحة والظيج.. وتعب اليوم كله، ومشاكل حياته وهمومها تبخرت تماما من راسه.. بسببها، بسبب البنية اللي تحركت بسرعة من طرف الغرفة ووقفت حذال ربيعتها المنقبة عشان تطمن عليها.. وانتبه مبارك انه كان حابس أنفاسه وهو يطالعها ويشرب كل تفاصيل ويهها..
كانت ليلى..
وكانت هاذي لحظة عمره مبارك ما بينساها..
.
.




عقب ما استوعبت ليلى الموقف اللي صار ما قدرت تيود عمرها ووقفت تضحك على موزة اللي كانت متلخبطة وقافطة.. موزة يرتها من إيدها وخذتها على صوب وقالت: "ليلوه .. مبارك هني..!!"
ليلى: "مبارك؟؟ مبارك هذاك اللي خبرتيني عنه؟؟"
اطالعتها موزة بغيظ وقالت: "ومنو غيره؟ "
اطالعتها ليلى بحقد: " ومستانسة حظرتج؟؟ "
موزة: " ليلوووه.. حرام عليج لا اتمين متظايجة وتخربين عليه"
ليلى: " الحركة اللي سويتيها وايد غلط"
تنهدت موزة وقالت: " احنا ما بنخلص من هالسالفة؟"
تموا هم الثنتين واقفات يطالعن بعض بعناد وعقب ثواني ابتسمت ليلى ابتسامة عريضة وقالت: "يعني وصلته بطاقة الدعوة ..!! وينه أبا اشوفه!!"
رغم معارضتها بس الظاهر انه هالشي وايد يهم موزة وما تبا تخرب عليها فرحتها
أشرت لها موزة بعيونها صوب كان مبارك واقف وعاطنهم ظهره
ليلى: " ما اشوفه عدل.. تعالي أونا بنسير نطالع البنات اللي هناك .. وبشوفه بوضوح.."
موزة (وهي تضحك ): "أوكى.. ياللا"
مشت ليلى هي وموزة للزاوية الثانية عشان يشوفنه بوضوح وموزة من الوناسة كل شوي تلتفت لليلى وتقول لها: " رغم مشاغله يا المعرض.. he is soo sweet !!"
ليلى: " خلاص عاد موزوه حشرتيني!!"
موزة: " هذا أحلى يوم في حياتي.. ليلووه احس اني بنفجر من الوناسة.."
ابتسمت لها ليلى بحنان والتفتت عشان تشوف مبارك هذا اللي مخبل بربيعتها ويت عينها في عينه لأنه هو بعد كان يطالعها.. وعلى طول تغيرت ملامح ويهها.. وتبدلت سعادتها ظيج فظيع.. ويوم ردت تطالع موزة كانت عيونها باردة ونظرتها حادة.. وهالشي خلا موزة تستغرب وسألتها: " ليلى شو بلاج؟"
ليلى: " هذا هو مبارك ؟؟"
موزة: "هى.. بس ليش ترمسين بهاللهجة؟"
ليلى: "موزة هاي مب أول مرة اشوفه فيها.."
انصدمت موزة: "شو؟؟ "
ليلى: " هاي ثاني مرة يحصل لي الشرف والتقي به.. أول مرة كانت أيام العزا.. عقب الحادث بكم يوم.."
موزة: " وليش ما خبرتيني؟؟"
ليلى: "وانا شدراني انه هذا هو مبارك؟؟"
في هالاثناء خلصت خلود ويت هي وفاخرة صوب مبارك عشان يروحون.. وطلعوا هم الثلاثة بهدوء من المعرض وتمت موزة تطالعهم بحزن وهم رايحين..
موزة: " انزين وشو اللي يخليج متظايجة جي؟"
تنهدت ليلى وخبرت موزة عن الموقف اللي صار لها ويا مبارك.. وكيف كان وقح وياها وويا محمد أخوها.. وتمت موزة تطالعها بصدمة وما قدرت حتى تعلق على الموضوع..
ليلى: "يعني بصراحة عمري ما شفت وقاحة جذي.. وفي النهاية يطلع هو نفسه اللي انتي ميتة عليه؟"
موزة (بظيج): "خلاص ليلى .. خلاص.. انتي ما تعرفين ظروفه.. كان هو بعد يمر بفترة صعبة.. ويمكن ما كان يفكر عدل."
ليلى: "كلنا نمر بفترات صعبه في حياتنا.. بس هذا ما يعطينا الحق اننا نعامل غيرنا بقلة احترام.."
سكتت موزة وصدت صوب اللوحة المعلقة جدامها وتمت تتأملها بحزن، كانت مب عارفة كيف تتجاوب مع اللي قالته ليلى، مع انها صديقتها بس هي غصب عنها بتم تكن هالمشاعر لمبارك، ما تدري ليش تحس انها دوم تبا تتقرب منه.. تبا تكشف القناع اللي فارضنه على حياته وتكسر الحاجز اللي بناه بينه وبين الناس .. مشاعرها تجاهه خليط من الحب والفضول بالإضافة لمشاعر يديدة تماما عليها.. مشاعر تملك .. كانت تبا تكون هي كل شي في حياته وهو كل شي في حياتها.. تبا تعطيه كل اللي عندها وفي نفس الوقت تاخذ منه كل مشاعره وحبه.. بس .. كيف بتفهم ليلى وهي بروحها مب فاهمة احساسها؟؟
وليلى على طول ندمت على الرمسة اللي قالتها.. موزة تحب مبارك.. وهي حاولت تشوه صورته جدامها من دون قصد.. بس النفور والاحتقار اللي تحس به صوب مبارك خلاها تسوي هالشي.. بس آخر شي تباه هو انها تسبب الحزن لموزة.. موزة ما تستاهل هالشي.. عقب كل اللي سوته عشانها المفروض انها ما تجازيها بهالطريقة.
ابتسمت ليلى وحطت ايدها على كتف موزة وهمست لها في إذنها: "بس تصدقين؟ "
موزة (وعيونها على اللوحة): " شو؟"
ليلى: " طلع ذوقج حلو.. مبارك غاوي.."
ضحكت موزة والتفتت بسرعة لليلى وحظنتها وهي تقول: "هييييييييه.. أدري.. "
ليلى: " وانتوا الاثنين لايقين على بعض.. الحين لازم نفكر كيف نخليه يحس بوجودج.."
موزة: " ما ادري.. هالشي وايد صعب.. "
ليلى: "لا تحاتين.. بنفكر بشي.. "
موزة: " يعني انتي مب متظايجة ؟"
ابتسمت ليلى وقالت لها : " وليش اتظايج؟ ما في انسان كامل .. وبعدين هالموقف صار من ثلاث سنين.. المفروض انساه.."
بس ليلى كانت تعرف انها ما بتقدر تنساه.. وتعرف انه رايها في مبارك ما بيتغير ورغم اللي قالته لموزة بتم تحتقره في داخلها ..
.
.
ارك فيي هالوقت كان توه واصل البيت وعقب ما نزلت فاخرة ويا خلود يلس في السيارة شوي.. عيونه كانت على الولاعة اللي في إيده .. ملامح ويهه مرتبكة.. وأفكاره كلها تتعلق بليلى.. ليش اطالعته بهالنظرة ؟ كانت نظرة غريبة.. مزيج من الكره والظيج والاحتقار.. بس هي ما تعرفه ... هاي أول مرة يشوفها فيها.. ليش اطالعته بهالنظرة؟ وليش يهمه هالشي؟
حس مبارك بحزن فظيع يسيطر عليه.. حزن تسرب من داخل اعماقه وانتشر في الهوا اللي يتنفسه.. وفجأة.. كل شي حواليه صار ميت وبدون أي طعم أو لون.. كل شي تغير عقب هالنظرة من عيونها..
.
في الجانب الآخر من العين.. وفي مطعم واحد من الفنادق الراقية كانت ياسمين يالسة ويا شيخة.. يتريون الجرسون اييب لهم العشا اللي طلبوه.. الأجواء كانت شاعريه هني.. الموسيقى الهادية .. الهمسات الخفيفة من الناس اللي يتعشون.. ومنظر المسبح اللي يطل عليه المطعم .. كل شي كان حلو.. ورغم هذا كانت ياسمين على وشك انها تنفجر وتصيح..
عبدالله كان قاهرنها.. ومعاملته لها خلتها تحس انها ملكه.. وهالاحساس تكرهه ياسمين.. حتى ابوها ما حسسها بهالشي من قبل.. ولا حتى امها اللي كانت تحاول تسيطر عليها.. والحين عبدالله ينجلب مرة وحدة يحاول يكتم انفاسها؟
شيخة بعد كانت سرحانه.. كانت مقهورة من ياسمين.. الفيلا اللي شافتها اليوم احلى من الخيال.. وياسمين ما تستاهلها.. في شو تختلف عنها ياسمين عشان تحصل كل هذا وهي ما عندها غير غرفة في بيت أم فهد.. ؟
ياسمين: " شويخ .. انتي ما تبين يهال؟"
كان السؤال مفاجئ جدا لدرجة انه شيخة بطلت عيونها ع الاخر وهي تطالع ياسمين باستغراب وقالت لها في النهاية وهي تبتسم: "ما في حرمة في العالم ما تبا يهال"
ياسمين: "امبلى في.. أنا مثلا ما ابا هالشي.."
شيخة: "بس انتي حامل.."
ياسمين: " صدقيني هالياهل بيكون الوحيد.. عمري ما حبيت اليهال.. وما اعرف اتعامل وياهم.."
شيخة: " يوم يكونون هاليهال عيالج بتحسين بإحساس ثاني.. وبتتعاملين وياهم بشكل طبيعي وعفوي.. صدقيني باجر يوم بتجربين هالشي بتتمنين تييبين الثاني والثالث والرابع بعد.."
ياسمين: " شكلج تحبين اليهال.."
شيخة: "مب سالفة اني احبهم.. بس.. يوم تكبرين، محد يبجالج الا عيالج.. وبعدين انا عندي نظرية.."
ياسمين: "شو هي؟ "
شيخة: " أكيد في يوم من الايام بموت.. وعيالي هم اللي بيحيون ذكراي عند الناس.. يعني أي حد يشوفهم بيتذكرني.. بس إذا مت وانا ما عندي عيال.. صدقيني في يوم من الايام بتنمحي ذكراي من الدنيا تماما.."
ابتسمت ياسمين.. وسألتها: " عيل ليش للحين ما حملتي؟"
للحظة تهيأ لياسمين انها شافت لمحة حزن في عيون شيخة.. بس هاللمحة اختفت بسرعة لدرجة انه ياسمين شكت اذا كانت فعلا شافتها وابتسمت لها شيخة بشجاعة وقالت: " الله ما كتب لي هالشي.. "
تنهدت ياسمين.. ما في حد مرتاح في هالدنيا.. كلٍ له همومه.. حتى شيخة ..
مرت الدقايق ويابو العشا واندمجت ياسمين في سوالفها ويا شيخة ونست سالفة عبدالله .. وعقب فترة .. اتفاجأت انها كانت تضحك من خاطرها على سوالف شيخة .. بس كانت ملاحظة انه الطاولة اللي مجابلتنهم واللي كانت فاضية قبل شوي.. يلسوا عليها شلة شباب.. أربعة بالتحديد.. وكانوا يرمسون ويطالعونهن وواحد منهم أشر عليهن بكل وقاحة..
شيخة انتبهت لنظرة ياسمين والتفتت وراها عشان تشوف منو اللي يالس هناك وعلى طول ردت تصد جدام وويهها كان احمر من الخاطر.. وفي خاطرها كانت تقول هذا شو يابه هني الحين؟
ياسمين انتبهت لملاح شيخة اللي تغيرت وسألتها : " شو فيج تلخبطتي؟ تعرفينهم؟ من اهلكم ؟؟"
اطالعتها شيخة بتوتر ولاحظت ياسمين انه ايدها ترتجف وقالت وهي عاقدة حياتها: " ها؟ لا لا .. ما اعرفهم.."
ياسمين: "عيل شو ياج؟؟"
شيخة: "ما شي.. ماشي.."
بس الريال الوقح اللي أشر عليهم اقترب من طاولتهم وسحب الكرسي ويلس وياهم وهو يطالع شيخة ويبتسم.. ومن كثر ما انصدمت ياسمين من حركته وقفت بقوة وردت على ورا وهي مبطلة عيونها ع الاخر.. والطاولة اللي حذالهم – واللي كانوا يالسين عليها اثنين اجانب- اطالعوهم باحتقار وردوا يكملون أكلهم..
ياسمين: "شو قلة الادب هاذي؟؟ انته منو تتحرى عمرك؟؟"
ابتسم لها الريال بعذوبة وقال: " ماله داعي تحرجين غناتي.. ردي ايلسي انا ما بطول .."
شيخة كانت منزلة راسها وعيونها على صحن السلطة اللي جدامها .. وياسمين كانت تطالعها وهي مصدومة وردت قالت للريال : " لو سمحت رد مكانك.. ولا بخبر السكيوريتي يتصرفون وياك.."
الريال تجاهلها وصد صوب شيخة وقال: " شواخ خبري ربيعتج تيلس احسن لها.. انتي تعرفين شو اللي ممكن اسويه.."
اطالعته شيخة بنظرة توسل وقالت له: "مروان بلييز .."
مروان: "قولي لها تيلس.."
انصدمت ياسمين يوم سمعته يقول اسم شويخ واطالعتها بحقد.. : " مب توج تقولين انج ما تعرفينه؟"
شيخة: " ياسمين بليز ايلسي بفهمج كل شي عقب شوي.. الله يخليج..!!"
انقهرت ياسمين منها .. وكانت بتذبحها يوم طرت اسمها جدامه.. بس رغم هذا يلست وهي ساكتة وتمت تطالعهم ببرود..
مروان: "حيا الله ياسمين.. اسم على مسمى الصراحة.."
ياسمين: "احترم نفسك.."
ابتسم مروان وتجاهلها وقال لشيخة: " اسمعي انتي.. لا تتحرين اني زغت من هذا اللي مطرشتنه يهزبني .. ترى هالحركات معروفة وإذا هو صج ريال خل يجابلني.. وصورج ما بتشوفينهن إلا يوم أنا بقرر هالشي.. تفهمين؟؟"
سكتت شيخة وكانت الدموع بادية تتجمع في عيونها..
اطالعها مروان باحتقار وغمز لياسمين ووقف وهو يقول لها: " يوم بتهدى أعصابج وبتفكرين عدل.. ترى رقمي عند هالعنز اللي يالسة حذالج.. أوكى غناتي؟"
ياسمين: "سافل!!"
مروان: " هلا والله!!.. ما يبتي شي يديد.."
راقبته ياسمين وهو يضحك ويرد طاولته ويا ربعه اللي كانوا يطالعونهم وعلى ويوههم ابتسامة خبيثة.. وحست انها رخيصة .. ووصخة ومغفلة.. ويوم اطالعت شيخة شافتها تمسح دموعها بطرف شيلتها..
ياسمين: "قومي بنرد البيت.."
هزت شيخة راسها من دون ما تطالعها وقامت هي وياها عقب ما دفعوا الحساب وردوا البيت.. ياسمين بتحاسبها عقب.. وبتخبرها شو رايها فيها بالضبط.. الحين ما تبا تفقد اعصابها لأنها عادي تذبحها.. شيخة ما كانت قادرة تسوق ، وعشان جي ساقت ياسمين بدالها.. وفي الدرب .. وهي تسمع صوت صياح شيخة.. حست ياسمين بخوف كبير.. خوف من المستقبل اللي يترياها.. إذا كانت من الحين طفرانة وعايشة حالة ملل فظيعة في زواجها وعلاقتها ويا عبدالله.. هل في احتمال ولو بسيط انها في باجر تصير شرات شيخة؟؟ ادور الإثارة والحب في مكان ثاني غير بيتها؟
كانت فكرة مخيفة..
ومقرفة..
بس كان لها تأثير كبير على ياسمين..
وهي غرقانة في بحر أفكارها، ما انتبهت ياسمين للسيارة اللي مرت حذالهم عند الدوار.. ولا انتبهت لعبدالله اللي كان يطالعها بصدمة من جامة سيارته.. وهو يغلي في داخله من القهر اللي حس به يوم شافها..



الساعة تسع فليل ، كان مايد يالس غرفته يفكر.. في فهد ولد خالوته صالحة.. هل هو مغفل؟ أو مجرد انه انسان طيب؟ مايد ما يعرف جواب هالسؤال بس اللي يعرفه انه ما يستاهل كل اللي تسويه فيه شيخوه.. تنهد بتعب .. صار له كم يوم وهو يفكر شو ممكن يسوي بكل المعلومات اللي يعرفها عنها.. لازم يلقى له حل وبسرعة.. شيخوه بعدها ما انتشرت سوالفها في كل مكان ومايد ما عنده وقت.. لازم يتصرف بسرعة قبل لا تصير سيرتهم على كل لسان
قطع عليه حبل أفكاره صوت دق خفيف على باب غرفته.. انجلب مايد على بطنه والتفت صوب الباب وهو يسأل بصوت عالي: "منو؟"
تبطل الباب ووايجت سارة من وراه وهي تبتسم بتردد..
مايد: "ها سارونا؟ شو عندج؟"
سارة: "ما اعرف احل الواجب.."
مايد: " وين كتابج؟"
مدت سارة إيدها جدام عشان يشوف مايد الكتاب والقلم اللي في إيدها .. كان كتاب الرياضيات للصف الثاني الابتدائي.. وهالكتاب صج يرفع ضغط مايد.. بس شو يسوي .. لازم يساعدها..
مايد: "تعالي.. بحاول افهمج.. أنا ما اعرف ابلتج هاذي شو شغلتها.."
سارة: " أبلتنا قالت حلوه في البيت.."
مايد (بعصبية): " هى تراها يوم ما تعرف تفهمكم فرت المسئولية علينا نحن.. الحين انتو يهال صف ثاني.. وين بتحفظون جدول الظرب؟"
اطالعته سارة باستغراب وهي تتمدد عداله ع الشبريه وتنهد مايد وابتدا يفهمها المسائل .. بس في داخله كان مستانس انه سارة تلجأ له هو يوم تتوهق في أي شي.. بس سارة كانت فعلا متوهقة.. شغلات وايدة تستوي لها هاليومين ومب لاقية لها أي تفسير .. وعمرها الصغير يخلي مواجهتها لهالشغلات مواجهة ضعيفة.. وعشان جي كانت تحس بمزيج من الخوف والراحة.. كل ما تتعرض لموقف من هالمواقف..
سارة: "مايد؟"
مايد (وهو يحاول يفهم المسألة المعقدة): "هممم؟"
سارة: "بقول لك شي بس بتصدقني؟"
مايد: "وليش ما أصدقج؟ قولي.."
سارة: " والله العظيم اني مب جذابة.."
مايد: " محد قال انج جذابة سارونا لا تحلفين.. شو فيج؟"
قربت سارة ويهها من ويهه وقالت وهي تحط عينها في عينه: "في حد يرمسني فليل.."
اطالعها مايد بعبط في البداية وعقب ابتسم وقال لها وهو يطالعها بذكاء: " منو يرمسج؟"
سارة: " ما اعرف.. ما أشوفهم.. بس أسمع صوتهم.."
مايد: " يا غبية هذا يسمونه حلم.. انتي تحلمين ويتهيأ لج انه هالشي صج"
سارة: " لا لا .. مب حلم.. حقيقة!!.. أنا متأكدة.."
مايد: "لا تحاولين.. هذا حلم.. منو مثلا بيرمسج فليل؟؟ اليني؟؟"
سارة: " ما اعرف.. "
مايد: " انزين وشو يقول لج الصوت اللي يرمسج؟"
سارة: " ما اعرف.. نسيت.. بس يسولف ويايه.."
مايد: " يسولف؟ ليش انتي تردين عليه؟؟"
سارة: "قبل كنت اخاف.. بس الحين ارد عليه.. ونسولف واااايد.."
مايد: " هذا اللي ما احبه في اليهال.. تيلسون تتخيلون انه عندكم ربع خياليين.. انتي مب أول وحدة.. حتى انا يوم كنت صغير كان عندي صديق خيالي.. صديقي كان من سلاحف النينجا.."
سارة: " بس انا ما اتخيل.. مايد والله انه يرمسني.."
مايد: " انزين خلاص صدقتج.."
سارة: "بس لا تخبر احد.."
مايد: " ما بخبر احد.. هذا سرنا اوكى؟"
ابتسمت له سارة وقالت: "اوكى"
وردوا اثنيناتهم يحلون المسائل.. سارة في داخلها كانت مرتاحة انها خبرت مايد بالشي اللي كان شاغل تفكيرها.. ومايد في داخله شوي وبينفجر من الضحك على سخافة اخته.. وتخيلاتها.. واللي ما يعرفه انه هاذي كانت صرخة استنجاد من سارة اللي كانت تايهة في دوامة الخوف والحيرة.. وانه مصارحتها له بالاشياء اللي تدور في حياتها يمكن ما تتكرر في المستقبل.. وانه هالحوار اللي استخف به الحين.. يمكن يرد له بعدين ويفكر فيه عدل..
.
.
الساعة 11 فليل ، كانت ياسمين توها بتحط راسها ع المخدة يوم دش عبدالله الغرفة وصك الباب وراه بكل قوته.. غمضت ياسمين عيونها بألم.. الصداع كان ذابحنها واللي استوى لها اليوم خلاها مهزوزة ولايعة جبدها..
عبدالله اطالعها والشرر يطاير من عيونه وقال لها بنبرة حادة وصوت عالي: " يعني سويتيها وظهرتي من دون شوري.."
تنهدت ياسمين وقالت له بتعب: " ممكن نرمس في هالموضوع باجر؟؟ أنا راسي يعورني وابا ارقد.."
عبدالله: " بترمسيني الحين وبتخبريني شو اللي خلاج تظهرين رغم اني قلت لج ما شي طلعة.."
ياسمين: " عبدالله قلت لك ما اروم أرمس الحين.."
عبدالله كان يزاعج الحين: " مب بكيفج تحددين اذا بترمسيني ولا لاء.. غصبن عنج بتسمعين اللي بقوله "
وقفت ياسمين جدامه واطالعته بقهر: " لا فديتك.. أنا حرة في اللي اسويه.. ومب عشانك ريلي تتحرى انك بتتحكم فيني.. انته يوم خذتني كنت تعرف اني اطلع بروحي وانه محد يتحكم فيني.. والحين يوم خذتني اونك بتغير عاداتي؟؟ الحين استقويت عليه؟؟ بقول لك شي.. احمد ربك يوم انه وحدة شراتي خذتك انته اوكى؟"
يرها عبدالله من أيدها ورص عليها بقوة . كانت في عيونه نظرة غضب ما شافتها من قبل بس هالنظرة واجهتها نظرة برود فظيعة من ياسمين.. عبدالله ما رمس.. ولا رد عليها.. تم بس يطالعها بهالنظرة وفجأة هد إيدها وظهر من الغرفة .. وسمعت ياسمين صوت باب غرفة النوم الثانية يتبطل وقالت في خاطرها: "أحسن بعد.. " وتنهدت بتعب وحطت راسها ع المخدة وبدون أي تفكير رقدت.. بينما عبدالله في الصوب الثاني كان يالس على الشبرية يطالع الفراغ.. وكلام ياسمين اللي قالت له اياه يقطع قلبه بكل بطء وألم..
.
.
يوم الأربعا.. كان يوم هادي جدا.. ومحمد اللي كان يالس في المكتب، كان ملان.. واتصل بمنصور..وسأله إذا يروم يمر عليه المكتب.. ويسولف وياه..
منصور: " أنا في الصناعية الحين.. بمر عليك عقب نص ساعة أوكى؟"
محمد: " خلاص.. أترياك.. "
عقب نص ساعة كان منصور عنده ويخبره عن موتره اللي ما يعرف شو ياه فجأة قام يطلع صوت غريب.. واتفقوا اثنيناتهم يسيرون بيت منصور عشان اييبون ماكينة السيارة اللي اشتراها منصور أمس وعقب يسيرون الصناعية عشان يركبونها حقهم في الموتر..
وعلى طول طلعوا اثنيناتهم من المكتب وساروا بيت منصور ودش محمد وياه في الحوي وهني التفت له منصور وقال: " انا يوعان.. شو رايك نتريق وعقب نسير الصناعية؟"
ابتسم له محمد : " ما عندي مانع .. أنا بعد بموت من اليوع.."
منصور: "اوكى عيل.. انته سير الحديقة اللي ورا وايلس على الطاولة اللي صوب الحوض.. وانا بسير اشوف شو مسوين ريوق وبخليهم يحطون لنا..وبييب الماكينة عشان تشوفها.. "
محمد: " محد هناك؟"
منصور: "في الحديقة؟ لا لا محد.. "
محمد: " خلاص.. لا تبطي.."
منصور: "أوكى.."
مشى محمد وهو منزل راسه ويوم وصل لمكان الطاولة يلس يتريا منصور.. وعقب دقيقة.. حس بحركة وراه بس ما قدر يصد عشان يشوف منو اللي كان واقف هناك.. بس يوم سمع صوت حد يرمسه تيبس في مكانه وتم قلبه يدق بقوة..
كان صوت مريم..
وكانت تناديه..
تلفت محمد حواليه باستغراب وخوف بس ما شافها.. وهني سمع صوتها تقول له: "لا تحاول.. ما بتشوفني.. ع العموم انا بس ابا اسألك سؤال واحد.. واباك تجاوبني بصراحة وبسرعة قبل لا يرد منصور.."
محمد: "سؤال؟"
مريم: "هى .. يمكن هالفرصة ما تتكرر مرة ثانية وانا محتاجة اسمع الجواب منك انته.."
سكت محمد وحاول يقرر من وين الصوت ياي.. وعقب انتبه انه سيارة منصور الستيشن مبركنة وراه وهي أكيد واقفة وراها.. ويوم انتبه انها ساكتة سألها: " شو هالسؤال؟"
مريم: "انته شو تبا مني بالضبط؟ ليش مصرّ انك تخطبني؟؟ انت تعرف اني مريضة.. صح ولا لاء؟"
محمد تم ساكت.. كان متوتر وقلبه يدق بسرعة.. واللي كان قاهرنه انه كان مستحي.. مستحي منها وقافط ومب عارف يرد عليها..
تنهدت مريم وقالت له بحزم: " أرجوك ودرني في حالي.. اخر شي احتاجه هو انك تشفق عليه محمد.."
هني محمد صج حرج.. ولو كانت جدامه جان اطالعها بنظرة تستحقها.. بس رغم هذا رمسها بصوت هادي عشان لا يجرحها وقال لها: " اسمعيني مريم.. مب انا اللي أظيع عمر بحاله ويا وحدة بدافع الشفقة.. أنا مب مغفل.."
تنفست مريم بصعوبة وسألته وهي تحس بغصة في حلجها: "عيل ليش؟؟"
محمد: " تذكرين يوم قلت لج اني احبج في روما؟؟؟ يومها قلتي لي انه كلمة حب مب لعبة.. وانا يومها كنت جاد بكلامي .. للأسف انتي ما انتبهتي لهالشي.. وما ادري متى بتنتبهين له"
مريوم تمت ساكتة عقب ما سمعت هالرمسة.. ومحمد كمل كلامه بسرعة قبل لا يرد لهم منصور.. وقال: " الحين دوري انا أسالج.. انا برمس اهليه ايونكم الخميس الياي.. بس قبل لا ارمسهم ابا اعرف انتي شو رايج؟؟"
مريوم استحت وتمت ساكتة وفي داخلها ابتدت تتكون مشاعر مختلطة من الراحة والفرح..
محمد (برقة): " مريم.. بليز ردي عليه.."
ضحكت مريم ضحكة خفيفة وما وعت الا وهي تقول له بصوت واطي: " هييه.."
هني وصل منصور وصينية الريوق في إيده ومريوم تمت متجمدة في مكانها وهي تعرف انه منصور ممكن يشوفها في أي لحظة وهي واقفة ورا السيارة..
محمد وحليله حس فيها وعلى طول قال لمنصور..: "انا غيرت رايي قوم بنتريق في المول"
منصور: "نعم.؟؟؟ ليش ان شالله؟؟ "
محمد: " بس جي.. من دون سبب.. حسيت بظيج.. ياللا عاد منصور "
منصور: "وهالريوق شو بسوي به؟"
وقف محمد وابتدا يمشى ومنصور غصبن عنه لحقه وهو يسأله: "بلاك انجلبت مرة وحدة؟؟ تخبلت محمد؟؟"
اطالعتهم مريم وهم سايرين وتنفست براحة وعلى طول ركضت صوب باب الصالة وعقت عمرها على القنفة.. وابتسمت ابتسامة حالمة وهي تفكر بمحمد.. يحبها.. ما كان يقص عليها.. محمد يحبها..

.
.
نهاية الجزء العشرين







رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 05:15 PM   رقم المشاركة : 25
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 


قبل الجزء ال واحد والعشرين واللي بيوصلكم الليلة ان شالله
استوت احداث افضل اني ما اذكرها بالتفصيل.. لعدم أهميتها
المهم هذا ملخص الاحداث اللي بتأدي للجزء الواحد والعشرين
-----------------

مرت أشهر حمل ياسمين بطيئة.. ومتعبة.. ومملة.. كانت كارهة كل شي حواليها.. عبدالله من الليلة اللي علت صوتها عليه في غرفتهم وهو متجاهلنها تماما ولا كأنها موجودة.. يتغدى ويتعشى في بيت أمه أو ويا ربعه برى البيت وينام في الغرفة الثانية عقب ما نقل ثيابه واغراضه كلهن هناك.. الرمسة اللي سمعها من مرته جرحته وايد واللي جرحه أكثر انها ما فكرت تعتذر أو حتى تبين له انها ندمانه.. كانت عايشة حياتها بشكل طبيعي وعبدالله يشك في داخلها انها مستانسة ومرتاحة جي وهي بعيدة عنه.. كل شي كان يمشي بعكس اللي خطط له.. حياته كلها كانت معتفسه فوق حدر.. مبارك من يوم طلع من الشركة وخذ وياه أكبر مشاريعها وعبدالله مب مطمن.. كان قاعد في مكتبه يراقب الزباين والمستثمرين وهم يعتذرون له ويعطونه الف سبب وسبب يخليهم يلغون عقودهم وياه.. وعقب اسبوع بالضبط يوصله خبر انهم تعاقدوا ويا مبارك..
كان متوتر وحياته الخاصة ويا مرته متعبتنه أكثر.. كان متوله عليها من الخاطر.. كل ما يشوفها يتمنى يقعد وياها ويلوي عليها .. يتمنى يطمن عليها.. بس هي بنت حاجز بينها وبينه.. وبينت له أكثر من مرة انه هالحاجز مريحنها.. أكثر من مرة يا دريول أهلها وخذها دبي .. وكانت اتم هناك بالأسابيع.. وفي الشهر التاسع من حملها استوى هالأمر عادي عند عبدالله.. حتى لو ما كان مرتاح من الوضع الا انه تعود عليه خلاص..
تعود يعيش بروحه.. مثل ما كان متعود على هالشي طول عمره..

وياسمين فعلا كانت مرتاحة للوضع.. رغم انه الحمل ملوع لها بجبدها ورغم انها كانت خايفة انه جسمها يخترب عقب الولادة.. بس كانت في داخلها تعرف انه هالياهل بيغير اشيا وايدة في حياتها وبيفيدها أكثر مما كانت تتوقع..
عبدالله رغم انه كان مطنشنها إلا انه كان حاط لها مبلغ كبير في حسابها وكانت تطلع وتشتري لها اللي تباه ..

محمد في هالاشهر خطب مريوم.. ورغم انه عبدالله كان رافض هالشي لأنه مريم مريضة إلا انه محمد كان مصر على رايه وفعلا تمت الخطوبة على خير .. وعقب 3 أشهر تزوجوا وسافروا شهر العسل نيويورك لأنه محمد يبا يودي مريوم عند دكتور متخصص هناكي..

وتمر الأيام وشيخة على نفس حالتها.. حبها لحارب (عايشة) كل يوم يكبر ويزيد.. احساسها بالفضول تجاه هالشخص اللي قدر يقاوم كل إغراءاتها وما حاول للحين انه يستغلها أو حتى يسمع صوتها.. احترامها له .. وقوته اللي فرضها عليها خلت شيخة تتخلى عن كل شي وعن كل حد وتعيش أيامها بس على أمل انها في يوم من الايام ممكن توصل له وتخليه يحبها مثل ما هي تحبه.. ريلها فهد كان كالعادة غافل عنها .. أيام الاسبوع يقضيهن في دبي ونهاية الاسبوع تمر بسرعة وما يلاحظ فيها التغيرات اللي بدت تطري على زوجته.. ما لاحظ أو تجاهل انها دوم سرحانة.. وانها تنزعج منه يوم يرد في الويك اند..

واستمرت الأمور على حالها..

لكن اللي صار في آخر أسبوع من حمل ياسمين غير الأحداث كلها

.
.






رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 05:17 PM   رقم المشاركة : 26
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 


الجزء الواحد والعشروووون


كان يوم مشمس وحار جدا جدا في نيويورك والحرارة مرتفعة لدرجة 41 الساعة 12 الظهر رغم انه شهر 3 .. محمد كان توه ناش من الرقاد وواقف عند دريشة غرفة النوم يطالع الشارع المزدحم في هالساعة ويتريا مريم تنش عشان يطلعون يتغدون..
اسبوعين مروا على زواجهم ومحمد عمره ما توقع السعادة اللي كان يحس بها في هاللحظة.. وكأنه فراغ كبير في داخله امتلا قناعة ورضا.. في هاللحظة.. وهو في شقتهم في ويست سايد ، نيويورك.. كان محمد أسعد انسان في الدنيا.. التفت محمد صوب مرته وابتسم بحنان.. مريم تحب الرقاد.. شرات القطوة إذا خليتها راقدة مستحيل تنش.. اقترب منها محمد وتمدد حذالها على الشبرية وقرب ويهه من ويهها.. وتم يطالع ملامحها وهي راقدة.. ومن هالمسافة الجريبة شم محمد ريحة شعرها اللي يموت فيها .. كانت محنية شعرها قبل يومين ومحمد يتخبل على ريحة الحنا في الشعر... شعرها كان في كل مكان.. ع المخدة وعلى جتفها وعلى طرف اللحاف.. ومحمد كان خاطره يلعب به ويمسح عليه. بس ما كان يباها تحس به وهو يطالعها.. شكلها كان وايد حلو.. وملامحها هادية ومرتاحة.. ما كان يبا يخرب على عمره هاللحظة..
بس عقب دقيقتين.. ما قدر يتحمل وحط ايده على خدها وحاول يوعيها..
محمد: "مريامي... مريامي.."
بس مريوم ما اتحركت.. ورد محمد يمسح على خدها.. : " مرياااامي.. نشي !!"
انتبهت مريم بس ما بطلت عيونها واعتفس ويهها وهي تمد شفايفها بدلع..: "هممممم؟؟"
محمد: " ياللا عاد نشي .. مليت وانا اترياج تنشين.."
مريم (وهي بعدها مغمظة عيونها): "ما اروم.. رد ارقد حماده.."
استند محمد على كوعه واطالعها بقهر وقال: "حمادة؟؟ مريوم لا تزقريني حمادة!!!"
هني مريم ابتسمت وهي مغمظة عيونها وتذكرت قبل لا تسير المطار ويا ريلها انه سارة زقرته حمادة وتظايج وايد.. ومن ساعتها وهي ما تزقره الا حمادة.. ويوم سمعته يتحرطم ضحكت غصبن عنها وبطلت عيونها واطالعته بكسل..
مريم: "نعم؟ شو تبا؟ ليش مقعدني من الفير؟"
محمد: "الحين الفير؟ مريوم الساعة 12.. يوعااان ابا اتغدا"
ابتسمت له مريم وردت تتلحف وقالت له عقب ما غمظت عيونها: " وليش مقعدني ؟ منو قص عليك وقال لك اني اعرف اطبخ؟"
محمد: "أدري ما تعرفين.. قومي بنظهر .. بنتغدى في 21"
بطلت مريم عيونها: "وين؟؟"
محمد: "21 .. هذا المطعم اللي مجابلنا.."
مريم: " مابا.. هالمطعم من اسمه مبين عليه مب شي.."
محمد: " ياللا عاد قومي..!!"
طنشته مريم وتمت راقدة وتنهد محمد باستسلام وهو يطالعها.. وفجأة يته فكرة وابتسم بشطانة وير عنها اللحاف بقوة.. وعلى طول شهقت مريوم واطالعته بنظرة معناتها "إذا ما رديت اللحاف بتنجتل" بس محمد تجاهل هالنظرة وشل مريوم عن الشبرية وهي تزاعج وتضحك في نفس الوقت ووداها الحمام عشان تغسل ويهها وتتنشط.. ويوم وصلوا للحمام كانت مريوم ميتة من الضحك واعلنت استسلامها ..
مريم: " خلاص خلاص بسير وياك والله تنزلني محمد والله.."
محمد: " بنزلج.. بشرط.."
حطت مريوم عينها في عينه وسألته وهي تبتسم: "شو الشرط؟"
محمد: "أبا بوسة.."
ابتسمت مريوم ابتسامة عريضة وقربت ويهها من ويه محمد .. وفي هاللحظة نزلها محمد وقال وهو يضحك: "اغسلي اسنانج قبل..! هههههههه"
انقهرت مريوم منه وشلت المجلة من فوق الطاولة الصغيرة اللي حذالها وفرتها عليه بس للأسف ما صابته ويوم شافته بعده يضحك دشت الحمام وصكت الباب وراها بقوة ويلس محمد نص ساعة يحاول يراضيها.. ويوم سامحته طلعوا اثنيناتهم وراحو المطعم وطول الوقت ومحمد ميود إيدها وكل ثلاث دقايق يرفع ايدها لشفايفه ويبوسها..
كانت جميلة.. مرحة.. وقلبها صافي..
وفي لحظات مثل هاذي..
كان ينسى تماما انه حبيبته مريضة.. وانه في نيويورك عشان يوديها عند الطبيب المختص


في المطعم، وعقب ما طلبوا الغدا وقبل لا اييبون لهم طلبهم.. سلت مريم نفسها وهي تطالع اللوحات المعلقة جدامها على اليدار.. والحرمة العيوز اللي كانت مجابلتنها في الطاولة الثانية وتطالعها باستغراب (أو يمكن باحتقار) لأنها متحجبة. كانت مريوم بترد عليها بنفس النظرة بس صوت محمد خلاها تشل عينها عنها وتطالعه هو بدالها..
محمد: " كيف كان شكلج وانتي ياهل؟"
تفاجئت مريم من سؤاله وابتسمت وهي تقول: " كنت ضعيفة وقصيرة وشعري كان دوم كشة.. "
ابتسم محمد وهو يتخيلها وكملت مريوم: " وكنت استحي وايد.. وأخاف من كل شي.. وكنت اكره الروضة"
محمد: " منو كان يحبها؟ أنا سرت يومين أو ثلاثة بس وعقب ما طعت أسير.. أمي وحليلها كانت توديني وتيلس ويايه للفسحة بس عشان اتعود ع الوضع من دون فايدة"
مريم: " هههههه.. أنا كنت كل يوم الصبح اصيح.. امايه تيرني عشان اطلع برى والحق ع الباص وانا ارافس وازاعج جني خبلة ما أبا اركب.. واتم متعلقة في الباب ولاصقة فيه .. وفي النهاية سواق الباص يدخلني بالقوة ويسير "
محمد: " هههههههههههههه.. وحليلج مريوم!"
مريم: " وانته؟ كيف كان شكلك ؟"
محمد: " أنا كنت دبدوب وأبيض جنى زلمة.. وكنت البس نظارة.. نظري ضعيف من يوم كنت ياهل.. وكنت هادي وما ينسمع لي حس في البيت.. وكنت استحي العب ويا البنات"
ابتسمت له مريم بحنان ومدت ايدها وحطتها على ايده فوق الطاولة.. ورد لها محمد الابتسامة وهو يفكر انه عمره ما كان على طبيعته ويا أي شخص في هالدنيا إلا وياها هي.. في هالاسابيع الاخيرة اللي عاشها وياها كان يكتشف في داخله انسان يديد يتكون على ايدها.. انسان ثاني له هدف في الحياة .. إنسان يحب.. ومع انها للحين ما قالت له انها تحبه بس محمد كان يحس بمشاعرها تجاهه.. وكل ما يتأمل عيونها ويشوف حبه منعكس فيهن.. كان يحس بفخر كبير انها مرته.. وحبيبته هو..

عقب ما تغدوا وخلصوا.. طلعوا من المطعم وانصدموا من الحرارة الفظيعة اللي برى.. صيف نيويورك كان اشد عن صيف العين والرطوبة كانت رهيبة لدرجة انهم كانوا يتنفسون بصعوبة ورغم هذا مريوم ما كانت تبا ترد الشقة وتمشوا هم الاثنين في الشارع وفي دربهم مروا على واحد يعزف موسيقى الجاز ووقفت مريم تسمعه وهي مستغربة انه يعزف في الشارع والناس يمرون ولا جنه شي غريب جدامهم .. لو كانوا في البلاد كل حد بيتيمع عليه..
كملوا دربهم وساروا الحديقة وشافوا مجموعة يهال عندهم قوارب خشبية صغيرة تتحرك بالرموت كنترول يالسين عند البحيرة يلعبون وسارت مريوم ووقفت على الجسر اللي فوق البحيرة تطالعهم من فوق وهم يتسابقون.. وفي داخلها كانت تفكر بعيالها اللي بعدهم ما انولدوا.. تباهم يكونون حلوين.. شرات هالولد اللي ميود القارب الحين.. وتبا عيونهم تكون نفس عيون محمد بالضبط..
محمد كان يطالعها بإعجاب.. خدودها صار لونهن وردي بسبة الحر.. وابتسم وهو يفكر انه شكلها وهي واقفة هني ووراها هالبنايات والأشجار والبحيرة.. وفي عيونها هالنظرة الرومانسية الحالمة.. كأنها صورة في مجلة أو مشهد من فيديو كليب .. وهالشي خلاه يحس برغبة كبيرة انه يغني لها وحدة من هالاغاني السخيفة اللي كل كلماتها " حبيبي " و"أحبك" .. عمره ما حس بهالاحساس.. انه مب قادر يشبع منها مهما اطالعها ومهما كان جريب منها .. وكان متأكد انه حتى لو صبها في كوب وشربها بعده ما بيشبع منها.. إحساس غريب.. ولذيذ في نفس الوقت.. هذا كان احساسه في هاللحظة..
اطالعته مريم وعيونها كانت تلمع وهي تسأله: "من متى وانته تعرف منصور ؟"
وهني ابتدا محمد يغني.
محمد: " يسألووووني ليه أحبك.. حب مااااا حبه بشر.. وليييييييه انتي في حياتي.. شمسهاااااا وانتي القمر.. وليه صوتك لو وصل.. صحراي يملاها الزهر.. علميييهم يالحبيبة.. آاااه ياااا أغلى حبيبة"
بطلت مريم حلجها واطالعته بعبط..
اقترب محمد ويود ايدها: "يسألوني ليتهم مثلي يعيشون الهوى.. الاصابع في الايدين الواحدة ما هي سوى.. عندهم حبك طبيعي وعندي فوق المستوى.. فهميييهم يالحبيبة.. آاااه آاااه يا أغلى حبيبة"
مريم: "أنا.. محمد.. آاا" ما عرفت مريم شو تقول وتمت تتلفت حواليها بس محد كان مهتم لهم.. فردت تطالعه وابتسمت وهو ولا هامنه ... يطالعها ويكمل الاغنية.. : "يسألوني وفي شفاتي يرتعش حر الجواب.. ما دروا انتي بحياتي راحتي وانتي العذاب.. وانتي حلمي اللي عشقته وطار بي فوق السحاب.. خبريهم يالحبيبة. آااه يا أغلى حبيبة"
وهني باسها محمد على طرف خشمها ولوى عليها بقوة وهي تضحك.. وفي هاللحظة طلعت منها الكلمة اللي كان خاطره يسمعها من زمان.. وهمست له في إذنه بكل رقة: " محمد....أحبك.."
في الإمارات الساعة كانت 12 في الليل.. وكل حد في بيت أحمد بن خليفة كان راقد.. البيت مظلم والهدوء فظيع.. وفي الطابق الأول .. في أول الممر.. كان باب غرفة أمل وسارة مبطل عشان لا يزيغن وهن راقدات.. أمل كانت راقدة على طرف الشبرية وأي حركة ممكن تخليها اطيح ع الارض.. ولحافها سبقها وطاح تحت ورغم البرد إلا انها ما كانت حاسة وتمت راقدة في مكانها بدون حركة..
وفي الطرف الثاني من الغرفة.. بعد كومة الدباديب اللي على الأرض وشنط المدرسة وبيت العرايس.. كانت سارة راقدة رقاد متقطع في فراشها .. لحافها ملتف عليها شرات المومياء وكانت راصة على عيونها حيل .. كانت خايفة تبطل عيونها.. في ظلام الغرفة كانت خايفة اذا بطلت عيونها انها تشوفهم.. تشوف الناس اللي يرمسونها دوم.. كانوا دوم يرمسونها في الليل.. يوم يكون كل حد راقد وهي بروحها تسمعهم.. وفي شي في داخلها متأكد انها اذا بطلت عينها وشافتهم بياخذونها.. وبيودونها مكان بعيد هي ما تبا تسير له..
ارتجفت سارة وهي تسمع الهمس المعتاد في إذنها: "سارة.. سارة.."
كان الصوت ياي من داخلها وعشان جي مب قادرة تحدد مصدره. تحسه ينبع من راسها والصوت يبتدي خفيف وبهمس شرات صوت اليهال..
" سارة.. سارووووونا.."
رصت سارة عيونها حيل ورفعت لحافها لخشمها .. وفي هاللحظة تذكرت يدوتها يوم تقول انه اسم الله يطرد الشياطين.. بس ما تجرأت تبطل حلجها عشان تسمي .. و في داخلها كانت تردد "بسم الله الرحمن الرحيم" مرة ورا الثانية.. ورغم هذا تكرر الصوت مرة ثانية وهالمرة كان أوضح.. " سارونا نشي.. نشي"
بطلت سارة عيونها بشكل عفوي.. بس محد كان جدامها.. من وين ايي هالصوت؟؟ انجلبت الصوب الثاني واطالعت الغرفة في الضوء اللي ياي من الممر.. محد .. كل حد كان راقد في هالوقت..
هي بس اللي كانت واعية..
هي .. وهالاصوات اللي تسمعها..
في هاللحظة ياها الصوت شرات ظربة قوية على ويهها " قومي!!!"
شهقت سارة بصوت عالي ويلست في فراشها وهي تتلفت حواليها.. وابتدت عيونها ادمع من الخوف وبصعوبة حاولت تتكلم: "م.. ممـ.. منو؟"
بس اللي رد عليها كان صمت فظيع استمر دقايق طويلة وسارة تتلفت في الغرفة.. وتحس بحبات العرق تتجمع على طرف ويهها رغم برودة الغرفة.. كان قلبها يقول لها ردي ارقدي.. خلاص.. كانت خايفة وفي نفس الوقت فضولها كان كبير.. تبا تعرف من وين ايي هالصوت.. ويمكن.. يمكن لو ركزت عدل.. بتعرف..
وفي الظلام.. نزلت سارة ريولها الصغيرة من فوق الشبرية .. التي شيرت الطويل اللي كانت لابستنه كان يوصل لركبتها وتحته ريولها كانت ضعيفة وترتجف بقوة وهي واقفة عند شبريتها.. وشعرها الطويل الذهبي مغطي ظهرها كله.. كان الخوف ساكن ملامح ويهها في هاللحظة.. وبإصرار كبير حبست سارة انفاسها وهي تتريا الصوت.. اللي في النهاية سمعته.. وحددت مكانه..
كان الصوت هالمرة صغير.. وناعم.. صوت ياهل.. وكان ياي من الكبت اللي جدامها .. يناديها ..: "سارة.. تعالي.. بتين؟؟ سارة؟؟"
..




من كثر خوفها اندفعت سارة صوب الكبت بسرعة وبطلت الباب بكل قوتها .. كانت عيونها زايغة.. وويهها ابيض من الخوف وكان الكبت مليان ثياب وجواتي .. وبس.. ما كان فيه أي شي ثاني..
حست سارة براحة وحطت إيدها على خدها وهي تلتفت عشان تمشي صوب الشبرية.. وهني كانت الظربة القوية بالنسبة لها.. يوم سمعت الصوت مرة ثانية وكان هالمرة صوت مألوف.. صوت تعرفه عدل وكبرت وهي تسمعه.. صوت أمها.. وراها تماما.. " ليش ما تسمعين الرمسة سارونا قلت لج تعالي!!"
صرخت سارة بصوت عالي خلا أمل تنتبه واطيح من فوق الشبرية وركضت برى الغرفة من دون ما تطالع وراها.. كانت تركض بكل سرعتها في الظلام والدموع تنزل من عيونها بسرعة وحست انها دشت في غرفة ثانية.. وفجأة.. ألم فظيع كان يخترق راسها وقبل لا تحس بأي شي ثاني.. كانت طايحة في غرفة مايد .. فاقدة الوعي.. عقب ما اصطدم راسها بقوة بالتلفزيون اللي كان جدامها..


مايد كان راقد طبعا يوم سمع صوت الظربة القوية في غرفته وعلى طول انتبه ويلس يطالع الظلام اللي جدامه.. بس ما شاف شي.. واقتنع انه حلم.. بس قبل لا يرد يرقد دشت أمل غرفته وهي تركض وقالت له: " مايد.. مايد نش.."
اطالعها مايد باستغراب وقبل لا يسألها قالت له: "سارونا كانت تزاعج في غرفتنا وطلعت تركض.. ما ادري وين سارت.."
مايد: "امولة انتي تحلمين؟؟"
أمل: "لا لا .. صدق ميود ما اعرف وين سارت"
نش مايد من فراشه وهو يتأفف .. ويتحرطم وشغل الليت عشان يشوف اخته عدل وفي هاللحظة يت عينه على سارونا اللي كانت طايحة تحت.. وخيط كثيف من الدم ينزل على طرف ويهها..


الساعة ثمان الصبح .. في جامعة الكويت وبالتحديد في مكتب الدكتورة فاطمة.. كل شي كان مرتب ومشرق.. الستاير كلها مبطلة والملفات وأوراق البحوث والامتحانات مرتبة بشكل منظم على طاولة عريضة في طرف المكتب وكان في مكتبه صغيرة فيها بعض الكتب اللي تحتاجها فاطمة في محاظراتها.. وعلى مكتبها .. كان برواز فيه صورة بنتها إيمان وبرواز ثاني فيه صور عيال إيمان .. وبرواز كبير فيه صورة أحمد ونوال.. عيال اختها نادية.. وحذال هالبراويز الثلاثة كان كوب مليان قهوة أمريكية وجريدة وبطاقة دعوة..
بطاقة الدعوة هي اللي كانت شاغلة بال فاطمة وهي سبب الابتسامة الخفيفة اللي تكونت على أطراف شفايفها.. بيعقدون مؤتمر مخاطر العولمة في دبي عقب ثلاث أسابيع.. فاطمة كانت مدعوة انها تقدم ورقة عن مظاهر العولمة ضمن فئة المراهقين في المجتمع الخليجي.. وهي تعرف انها تقدر تجهز هالورقة في اسبوع واحد .. رغم هذا كانت تفكر ترفض الدعوة.. في أعماق نفسها كانت تعرف إنها تتمنى تشوفه.. تتمنى تكون وياه.. على الرغم من السخافة اللي تحس بها يوم تفكر فيه.. إلا انها فعلا كانت تحس بشوق كبير له.. وعلى الرغم من انه الوقت مبجر.. بس كانت تعرف انه ربيعتها لميا قاعدة وفي الاستوديو الحين.. عشان جي اتصلت بها عشان تستشيرها.. ويوم ردت عليها وسلموا على بعض خبرتها فاطمة عن المؤتمر..
لميا: "وشو اللي يمنعج من انج تروحين؟"
فاطمة: "انتي تعرفين شو اللي يمنعني لموي"
لميا: " لا تخلين غبائج يوقف حاجز بينج وبين سعادتج يا فاطمة.. لا تحاولين تنسين انج تحبينه وتتظاهرين انج قنوعة بحياتج من دونه"
فاطمة: "أنا ظيعت فرصتي.. الريال عرس خلاص.."
لميا: " وانتي ما بتاخذينه من مرته .. سيري دبي.. احضري المؤتمر.. وإذا حسيتي انج تبين تشوفينه لا تترددين.. شوفيه كصديقة.. يمكن تلاقين جواب للأسئلة اللي في داخلج"
فاطمة : " أسئلة؟"
لميا: " ليش تزوج هالمراهقة؟ ليش ما ترياج وحاول يدورج ويوصل لج؟ والأهم .. ليش سكن افكارج طول هالفترة؟؟ يوم بتشوفينه.. بتلقين الجواب لكل هالاسئلة صدقيني .. وساعتها بتقررين .. يا انج تعيشين من دونه.. أو انج اتمين مسكونة بطيفه للأبد.."
عقب ما بندت فاطمة عن لميا.. حست انها محتارة اكثر عن قبل.. مهما كانت فاطمة تحبه إلا انها في داخلها انسانة عندها كبرياء ومشاعرها جدا مرهفة.. بتحظر المؤتمر.. لكنها مستحيل تحاول تتصل به أو تشوفه..
عبدالله بالنسبة لها ماضي.. ولازم يتم في الماضي
ويوم اتخذت هالقرار ، تنهدت بعمق ولبست نظارتها ووقفت وشلت بعض أوراق البحوث اللي على الطاولة العريضة وطلعت من المكتب بسرعة عشان تلحق على محاظرة الساعة 8 ونص..




في الإمارات كانت الساعة تسع ونص.. وليلى يالسة في غرفة اختها سارة تطالعها بحزن وهي راقدة.. أمس كانت ليلة طويلة بالنسبة لهم كلهم.. الساعة وحدة ودوا سارة الطوارئ وخاطوا لها الجرح اللي في يبهتها ومن ساعتها وهي راقدة رقاد عميق.. الدكتور قال لهم انها بخير وما ياها شي من الظربة.. بس اللي كان شاغل بال ليلى هو شو اللي خلا سارة توصل لغرفة مايد وهي تركض بهالسرعة ؟ معقولة مجرد كابوس ممكن يخوفها هالكثر؟؟
تنهدت ليلى والتفتت على أمل اللي كانت بعدها راقدة وطلعت من الغرفة..

تحت في الصالة كانت أم أحمد ترمس صالحة في التيلفون..
أم أحمد: "مب زين عليج يا صالحة لا تظلمين البنية."
صالحة: "أنا مب ظالمتنها.. ولو مب متأكدة من اللي قلته جان ما خبرتج"
أم أحمد: " انتي ما ادانين شيخة.. بس بعد هاذي مرت ولدج.. ما يستوي جي ترمسين عنها"
صالحة: " أمس سمعت صوت باب الحوي يتبطل الساعة أربع الفير.. ويوم وايجت من الدريشة شفتها داشة ولابسة عباتها.. أقول لج تطلع فليل انا متأكدة"
أم أحمد: " انزين وشو دراج انها شيخة.. يمكن ينية.. !!"
صالحة: "لا لا سلامتج.. هي شيخة ما غيرها.. أعرفها انا.. ويوم بيي فهد هالاسبوع بخبره"
أم أحمد: "لا تخبرينه ولا شي.. البنية عندج تخبريها اذا كانت هي ولا لاء. ليش تسوين مشاكل بين الريال ومرته؟"
صالحة: " وتتحرين لو سألتها بتصدق؟؟ "
أم أحمد: "بس انتي تعرفين فهد.. ما بيصدق عليها شي.. ولدج هذا وتعرفينه"
صالحة: "بيصدقني انا امه.. والله ودي اخبره الحين هالحزة بس اخاف عليه يحرج وايي الحين من دبي .. تعرفينهم ايوون مشتلين وما يشوفون الدرب وهم محرجين.. "
أم أحمد: " استغفري ربج يا صالحة وعيني خير.. البنية عندج اسأليها ولا تظلمينها"
تنهدت صالحة وقالت في خاطرها انا شو اللي خلاني اخبر ام احمد ؟
أم أحمد: " ها يا صالحة؟ شو قلتي؟؟ شو بتسوين؟"
صالحة: "انزين انزين بسألها.. بسير لها الحين فوق"
أم احمد: "هى زين تسوين.. "
بندت صالحة عن أم أحمد ويلست في مكانها .. لا بتسألها ولا شي.. وبتخبر فهد يوم بيرد هالاربعا.. هاي كانت فرصتها عشان تنتقم من شيخوه النسرة.. وما بتكون صالحة لو ظيعتها من إيدها..
ايشة في هالوقت كانت ترتب شنطة ريلهاا خليفة اللي قال لها انه بيسافر مصر اسبوع وبيرد.. كانت مليانة غضب ومرارة ورغم هذا كانت ملامحها هادية وإيدها ثابتة وهي ترتب ثيابه وتحطهن في الشنطة.. أمس تأكدت من علاقته اليديدة.. وحدة عربية ساكنة في خورفكان.. وعايشة سمعته أمس وهو يحجز لهم في الشاليه في دبا.. إجازة الربيع ابتدت وبدل لا يشلها هي وعياله ويوديهم دبا عشان يستانسون.. بيسير هناك ويا هالسافلة .. خلاص ما عادت تحس بحزن ولا بشفقة على نفسها .. هالمشاعر ماتت من زمان.. كل اللي تحس به الحين هو إصرار فظيع انها تنفذ خطتها أخيرا.. وهالسفرة اللي المفروض تحطم قلبها.. خلتها تحس براحة كبيرة.. أخيرا بتقوم بخطوتها.. أخيرا بتنفذ انتقامها
دش خليفة الغرفة واطالعها ببرود.. أما عايشة فرفعت عيونها واطالعته .. نظرة أخيرة قبل لا يروح.. ريلها وايد وسيم ويعرف يتعامل ويا الحريم عدل ويمكن هذا اللي يخليهن يتعرفن عليه ويتمن وياه رغم انه متزوج.. ويمكن بعد هذا اللي خلاها تصبر للحين عشان تنفذ اللي خاطرها فيه من زمان.. وتمت تراقبه وهو يلبس ثيابه ويطلع جوازه ويخليه في مخباه وفي النهاية التفت لها وابتسم وهو يقول: " ما توصين على شي من مصر حبيبتي؟"
عايشة: " سلامتك.. هذا بس اللي اباه.."
خليفة: " لا ما يستوي.. بييب لج احلى هدية.. "
ابتسمت عايشة وقالت في خاطرها" عشان تكفر عن ذنبك اللي بترتكبه في حقي؟" بس يوم تكلمت كل اللي قالته كان: "تحمل على عمرك.. ولا تتأخر"
اقترب منها خليفة عشان يبوسها بس عايشة التفتت بسرعة وشلت الشنطة وعطته اياها.. ما عادت تتحمل لمسته وهو ما اهتم وخذ الشنطة وطلع.. وبطلوعه من البيت.. عطاها الضوء الأخضر عشان تتحرك..
سارت بسرعة صوب موبايلها واتصلت بأخوها حمدان..
عايشة: "ألو؟"
حمدان: "هلا عايشة.. ها؟ راح؟"
عايشة: "هى توه طلع.."
حمدان: " أوكى.. ثواني وبكون عندج.."
عايشة: " لا تنسى البطاقة اليديدة..."
حمدان: " ويايه هني.. مب ناسنها.."
عايشة: "خلاص.. أترياك."
بندت عايشة عنه وتنهدت وهي حاطة إيدها على قلبها.. وبسرعة قامت تلم باجي أغراض ريلها اللي في الكبت وتحطهن في أكياس زبالة كبيرة.. اليوم بتكون وايد مشغولة.. لازم تلم أغراض خليفة كلها .. وتفرها بيت أمه.. ولازم تغير قفل باب الحوي وباب الصالة.. وباب الحديقة.. خلاص هذا ما عاد بيته.. وهي عقب ما تطلب منه الطلاق.. ما بيكون لها أي صلة ثانية وياه..

في بيت أحمد بن خليفة ، كانت مزنة ياية تلعب ويا سارة وأمل مثل عادتها كل يوم العصر.. ويايبة وياها عرايسها وحلاوتها في كيس كبير.. وكانت لابسة بنطلون وردي وتي شيرت أبيض ونظارة شمسية لونها وردي ..و أول ما نزلها الدريول دشت الصالة وسلمت على أم أحمد وحبتها على راسها وركبت فوق عند أمل وسارة.. وهي تمشي شافت خالد في الممر يالس يطالع مجلة فتيات witch وقالت: "إن شفتك داخل عندنا في الغرفة بظربك.. فاهم خلّود؟؟"
اطالعها خالد بعصبية وقال: " مب على كيفج..!! هذا بيتنا"
مزنة: " انزين دش وبتشوف.."
وقبل لا تسير عنه شلت المجلة اللي في ايده ..
روحت عنه مزنة وتم هو واقف يطالعها بحقد.. ويوم دشت الغرفة صكت الباب وراها وعقت عمرها على شبرية أمل .. سارة كانت يالسة على شبريتها تطالع التلفزيون وأمل منسدحة حذالها.. وكانن ياكلن كوكيز ويشربن حليب.. مزنة يوم شافت راس سارة شهقت وقالت: " شو استوى لج ساروه؟؟"
أمل هي اللي ردت عليها وقالت: " أمس كانت تمشي وهي راقدة ودعمت التلفزيون في حجرة مايد.."
مزنة: "ههههههههههه… ها؟؟ تمشي وهي راقدة؟؟ ساروه كيف؟؟"
سارة: " أنا ما كنت راقدة.."
أمل: "امبلى مايد يقول انتي كنتي راقدة وتحلمين"
سارة: "لا ما كنت راقدة.. مزنة والله ما كنت راقدة.. أنا سمعت حد يرمسني هني في الغرفة وعشان جي ركضت برى"
مزنة اللي من زمان وهي مقهورة من سالفة هالشبح اللي يطلع لسارة وما يطلع لها قررت انها ماتصدق السالفة وقالت وهي تعق نظارتها وتتنهد بصوت عالي: " أحسن لج ما تشوفين بافي سارونا.. تراج ياهل . .أي شي تشوفينه في التلفزيون تصدقينه.."
اطالعتها سارة باستغراب وطلعت مزنة عرايسها من الكيس وقامت امل بعد اطلع عرايسها.. ونشت سارة ويابت الباربي مالها ويلسوا كلهم تحت ع الارض يلعبون..
أمل: " مزنة وين شعر باربيتج؟؟ ليش استوت قرعة؟؟"
مزنة: "أنا حلقت شعرها.. كنت ابا ريال حق باجي العرايس.."
سارة: "حرام عليج شعرها كان وايد حلو.. ليش ما سويتي الدبدوب ريال؟؟"
مزنة: "ما ينفع.. لازم ريال آدمي.. مستحيل أزوج باربي لدبدوب.. تخيلي عيالهم كيف بيطلعون؟؟"
قبل لا ترد عليها سارة بطل مايد الباب بقوة وقال: "أهاا!!.. أنا قلت أكيد مزنوه الدبة هني.."
اطالعته مزنة بحقد وقالت: " دب انته وخواتك.."
مايد: " تعالي أباج.."
مزنة: "مابا"
طلع لها مايد عشرين من مخباه ولوحهن جدامها.. وعلى طول نشت وركضت صوبه.. ويوم خذت البيزات يرها مايد من ايدها وطلعها عن أمل وسارة ووداها غرفته وصك الباب.
مزنة: " نعم؟؟"
مايد: "اسمعيني زين انا اباج تساعديني."
مزنة: " شو عندك؟ "
مايد: " انتي بتباتين عند يدوتج اليوم؟"
مزنة: "هى امايه في دبي ويا ابويه.."
مايد: " انزين اباج تسوين لي شي.. اوكى؟؟"
اطالعته مزنة بنص عين وقالت: "خطة؟"
مايد: " أحلى خطة بعد.. ومحد يروم ينفذها غيرج انتي.. شو قلتي؟"
ابتسمت مزنة ابتسامة عريضة وقالت: "أوكى أوكى.."
مايد: "بس هاااا… لا يكون تخبرين ساروه وأمل.. أو أي حد ثاني.."
مزنة: " لا لا هاذيلا يهال شدراهن..؟؟"
مايد: "خلاص اسمعي اللي بقول لج اياه واحفظيه عدل"





في هالوقت كانت ياسمين طالعة ويا شيخة وسايرات باريس جاليري يتشرن.. رغم انه علاقتهن كانت وايد مختربة بسبب عصبية ياسمين الزايدة هاليومين .. بس في سوالف الطلعة كانن متفقات تماما.. ياسمين كانت حاطة مكياج كامل على ويهها.. آي شادو اسود ويا رمادي وروج وردي .. ومظهرة نص شعرها من الشيلة.. وشيخة شراتها .. ورغم انه ياسمين كانت في شهر حملها الاخير الا انه ملامح التعب على ويهها كانت مختفية تماما ورا طبقات المكياج اللي على ويهها.. وعقب ما لفن ساعة كاملة في المحل وهن يدورن شي ياخذنه أخيرا لقت ياسمين اللي كانت تباه..
ياسمين (وهي تشهق): "شيخوه شوفي!!"
اشرت ياسمين على ساعة شانيل سودة شكلها رائع جدا.. وأول ما شافتها شيخة ابتسمت وقالت: " ما تبينها صدقيني"
اطالعتها ياسمين باحتقار وقالت: "انا اللي اقرر هالشي.. مب إنتي .. أوكى؟"
شيخة: "هالساعة بخمسة وستين ألف درهم.. ها؟؟ بعدج تبينها؟"
اعتفست ملامح ويه ياسمين وقالت والاحتقار ينقط من بين حروفها: " هه.. يكون في علمج اني الاسبوع اللي طاف اشتريت عقد من الفردان بخمسة وعشرين ألف.. انتي نسيتي انا مرت منو؟؟"
ابتسمت شيخة وهي مستمتعة بعصبية ياسمين: " لا ما نسيت.. بس يمكن انتي نسيتي "
ياسمين: "شو قصدج شيخوه؟؟ "
شيخة: " ما شي.. ما قلت شي.."
ياسمين: "هه!!"
صدت ياسمين عنها ونادت البياعة وقالت لها انها تبا هالساعة .. وعلى طول استوت ياسمين أميرة في عين البنات اللي يشتغلن في المحل.. وكأنها يوم قالت بتشتري هالساعة نطقت بالكلمات السحرية.. وفجأة كلهن كانن عليها.. اللي تباها تيلس وما اتعب عمرها.. واللي تباها تشم آخر عطر.. واللي تبا تبيعها آي شادو وعلبة ميكياج.. وياسمين طبعا مستانسة بكل هالاهتمام وتطالع شيخة بغرور..
ياسمين (للكاشير): " تفضل هاي الماستركارد مالتي.. "
ابتسم لها الكاشير ومرر البطاقة على الآلة.. وتريا شوي لين ما طلعت له الورقة .. وبابتسامة ثانية رجع البطاقة على ياسمين وقال لها: " آسف مدام.. البطاقة ما بتشتغل.."
عقدت ياسمين حيّاتها بحيرة وقالت: " مستحيل.. جرب مرة ثانية.. أنته غلطان"
رد الكاشير ومرر البطاقة مرة ثانية على الماكينة بس طلعت له نفس الورقة .. وقال لياسمين: " البطاقة ما بتشتغل . أنا متأكد مدام.."
انقهرت ياسمين من اللي استوى وحست انه خدودها تحترق من الفشلة .. وقالت له وهي راصة على أسنانها: " مستحيل!!.. انت شو دراك.. ؟؟ بطاقتي تشتغل.. أنا امس مستخدمتنها.. "
هز الكاشير راسه وقال: "سوري مدام.. " وأشر لها عشان تبتعد لأنه في وراها ناس بيدفعون..
حست ياسمين انها دايخة وهي تلتفت وتشوف الحرمة اللي وراها تطالعها .. والعاملات نفس الشي.. واللي يقهر اكثر انه شيخة كانت واقفة وراها تترياها وعلى ويهها ابتسامة خبيثة ويوم يت عينها في عين ياسمين قالت: " ها ياسمين؟ بتردين البيت؟؟"
تنفست ياسمين بصعوبة وطلعت من المحل بسرعة والدموع تحرقها في عيونها .. ما كانت تبا تروح ويا شيخة.. أول ما طلعت في الشارع لقت تاكسي موقف وركبت فيه وقالت له يردها البيت.. كان هذا أكثر موقف محرج تعرضت له في حياتها كلها.. مستحيل ترد باريس جاليري اللي هني مرة ثانية.. خلاص.. بيتذكرونها للأبد.. بيتحرونها مفلسة وتقص عليهم.. ليش؟؟ ليش هي من بين الكل تعرضت لهالموقف؟؟ وكيف بطاقتها ما تشتغل؟؟ عبدالله مسوي لها هالبطاقة عشان تشتري اللي تباه.. وهي يوم سألت البنك قالوا لها انه ال limit فوق ال100 ألف في الشهر.. ورغم انها ما كانت تبا تكلم عبدالله.. بس يوم ردت البيت اتصلت فيه على طول عشان تعرف شو السالفة..
عبدالله كان في مكتبه ويا سهيل.. يراجعون حسابات الشهر اللي طاف.. وروان يالسة في زاوية من المكتب تطبع رسالة للبلدية .. كانت روان حاسة انه في مشاكل كبيرة في حياة عبدالله. وهالمشاكل كانت بعيدة تماما عن حالة الشركة المالية هاليومين.. أكيد السبب من المدام اللي قد بنته.. تنهدت وهي تطبع وقالت في خاطرها " رجّال ما بيهمهم إلا الجمال وبس.. !!"
قطع عليها حبل أفكارها صوت التيلفون وهو يرن ونشت عشان ترد عليه بس عبدالله أشرلها بإيده عشان ترد تيلس ورد على التيلفون بنفسه..
عبدالله (وهو يفصخ النظارة ويمسح على عيونه بظهر إيده): "ألو؟"
ارتبكت ياسمين وما رامت ترمس في البداية.. من زمان ما رمسته .. وبطلت حجلها وردت صكته..
عبدالله: "ألو؟؟؟"
ياسمين: " ألو عبدالله"
رفع عبدالله حاجبه اليمين واطالع السماعة بنظرة .. وفي النهاية قال: " يا هلا .."
ياسمين: " عبدالله أنا أبا أسئلك عن شي استوى اليوم"
عبدالله: " أهاااا.. أكيد عن البطاقة"
ياسمين: "يعني تعرف؟"
عبدالله: "أكيد أعرف.. أنا قطعتها.."
سهيل ما كان يعرف شو السالفة بس حس انه هاي ياسمين اللي متصلة وشل أوراقه وسار ييلس في الزاوية عند روان..
ياسمين حست الدنيا ادور بها من كثر القهر اللي في داخلها.. وقالت بهمس : "إنته قطعتها؟؟"
عبدالله: "إممم.. بالأحرى.. لغيتها.. خلاص يا مدام انتي ما عندج بطاقة.."
ياسمين ما قدرت تتحمل تهدي أعصابها اكثر عن جي واختارت اسلوب المزاعج كأفضل حل: "وليش ان شالله؟؟ بأي حق تلغي البطاقة؟؟ كيف تتوقع اني بعيش من دونها يا أستاذ؟"
عبدالله: "لا تزاعجين.. وبعدين انا ريلج وبصرف عليج.."
ياسمين: " أنا ما يخصني ماباك انته تصرف عليه.. إنته اصلا ما يخصك فيه.. وبترد لي البطاقة غصبن عنك.. أنا لازم اخبر ابويه باللي سويته. لازم.."
تنهد عبدالله وبند التيلفون في ويهها.. ولبس نظارته وقال لسهيل: " سهيل اتصل بغرفة التجارة وشوف المناقصة رست على منو؟؟"
سهيل: "إن شالله.."
رفعت روان عيونها واطالعت عبدالله من ورا شاشة كمبيوترها وشافت على شفايفه ابتسامة خفيفة.. كانت ملامح ويهه كلها مسترخية .. الظاهر انه هالمكالمة كانت حلوة.. لأنها غيرت مزاجه تماما..
ابتسمت روان وحمدت ربها على هالشي.. عبدالله وايد يهمها.. لأنه قبل لا يكون رئيسها في الشغل.. كان إنسان رائع ساعدها في مواقف وايدة في حياتها .. ومستحيل تنسى له هالشي..

أما عبدالله فكان فعلا مستانس.. ويحس بنشوة الانتصار.. عقب شوي بتسير ياسمين غرفتها وبدور العقد اللي اشترته الاسبوع اللي طاف.. بس ما بتحصله.. لأنه عبدالله رده المحل اليوم الصبح.. من اليوم وطالع هالانسانة لازم تتعلم كيف تحترمه.. كان غلطان وايد يوم كان متسامح وياها من البداية.. رغم دلعها وكل مساوئها كان يصبر ويقول انها ياهل.. بس الشهور الاخيرة علمته انه يتغير وانه الطيبة ما تنفع في زمن أغلبية اللي عايشين فيه عقارب وثعابين.. بدون أي تردد اتصل عبدالله في البنك اليوم وقال لهم يلغون بطاقة ياسمين .. الحين بيشوف كيف بتتجاهله وبتتجاهل وجوده في حياتها.. وعقب ما تربي.. معاملته لها بتتغير نهائيا..
هني سمع صوت سهيل يقول له: "مبرووك مبروك يا عبدالله.. المناقصة رست علينا نحن.. وفوق هذا استلمنا مشروع مبنى البنك اليديد.."
ابتسم عبدالله بسعادة واطالع روان وشافها تبتسم له وتقول له : "ألف مبروك"
وحمد ربه انه الأمور بدت تتحسن شوي..





أما ياسمين فكانت هي بعد تفكر.. ومن قهرها كانت تصيح .. واتصلت بأبوها وخبرته باللي استوى وأبوها مات من الغيظ يوم سمع صوت بنته وهي تصيح..
ياسمين: "أبويه أكرهه.. أكرهه.. برد البيت وأباه يطلقني.. خلاص مابا اعيش وياه!!"
علي (اللي كان يالس في مكتب إدارة الفندق وراص على إيد الكرسي من القهر اللي فيه): " طلاق؟؟ هى بتطلقين ولا يهمج. أنا اصلا ماباج اتمين وياه عقب اللي صار.. بس اصبري شوي.. مب الحين.. اصبري.."
ياسمين (وهي تصيح): "ما بصبر.. مابا.. انا اليوم برد البيت.. ما بيلس له هني.. إذا شفته عادي اجتله.. !!"
علي: " اسمعي كلامي فديتج وما بتندمين.. اصبري ما بجى عن موعد ولادتج شي.. عقب ما تربين بيرد يدلعج شرات قبل وأكثر.. انتي نسيتي انه يحبج..؟؟"
ياسمين: "مالت عليه"
علي: "خليه يكتب لج الفيلا بإسمج.."
ياسمين: "حاولت وياه ما طاع ابويه.."
علي: "يوم بيشوف الياهل بيغير رايه.. وعقب ما تنكتب الفيلا باسمج.. بيطلقج غصبن عنه"
سكتت ياسمين وتمت تفكر عدل بالموضوع.. وتكونت ابتسامة باهتة على شفايفها وهي تقول: " صح.. كلامك صح"
علي: "ههههههههه ومتى كان كلامي غلط؟ طول عمري صح"
ابتسمت ياسمين وتمنت تربي الحين عشان تفتك.. بس هالياهل المؤرف اللي في بطنها شكله ناوي يتأخر.. ويغثها زيادة فوق ما هو غاثنها طول هالشهور..

شيخوه يوم وصلت البيت ودشت الصالة شافت صالحة يالسة تطالع ستار أكاديمي وضحكت باستخفاف وقالت لها: "عموه انتي شو تطالعين؟"
صالحة: " وانتي شلج؟؟ "
شيخة: " انا ما يخصني بس هذا مب برنامج للعيايز.. انتو حدكم الاخبار وشعراء القبائل.. "
صالحة: "بعدني يالسة في بيتي ومحد اييب طاريه بشين.. مب شراتج"
شيخة: "والله عاد انا بطلع بكيفي.. ريلي ما عنده مانع.. "
ابتسمت صالحة ابتسامة ذات مغزى وركبت شيخة الدري وهي تغني.. وقبل لا ادش قسمها فوق رن تيلفونها وكان الرقم غريب بس حلو.. ابتسمت شيخة قبل لا ترد وقالت: "هلا والله!!!.. رقم شيوخي..!"
ويوم ردت رققت صوتها وقالت: "ألوووووووووه.."
........ : "السلام عليكم"
شيخة حطت إيدها على قلبها.. صوته يخبل!!.. وقالت بدلع: "وعليكم السلام ورحمة الله"
.........: " شيخة؟"
استغربت شيخة وقالت: " هى.. منو ويايه؟"
.......: " انا حارب.."
شيخوه هني تلخبطت.. طاحت المفاتيح من إيدها .. ومشت بسرعة من عند الباب للدريشة.. وإيدها على قلبها.. وكل اللي قالته كان: "هاا؟؟؟"
حارب: "أنا حارب.. حارب اللي ترمسينه في المسنجر.. حارب .. اللي تحبينه"
شيخة حست انه قلبها بيوقف من الوناسة.. معقولة؟؟ معقولة أخيرا الدنيا بتكون حلوة وأيامها بتمتلي حب وسعادة؟؟ معقولة حارب اتصل بها؟؟
شيخة: "هلا.. هلا والله ملايين ولا يسدن.. هلا بالشيوخ.. "
حارب: "هلا فيج شيخة.. امممم.."
شيخة: "لحظة.. لحظة لا تقول شي.. خلني انا بعدني مب مصدقة انك متصل بي.. انته ما تعرف شكثر ترييت هاليوم حبيبي.. والله والله.. اني.."
حارب: "شيخة لحظة.. انا مستعيل.. بس كنت بقول لج شي واحد.."
شيخة: "آمر فديتك"
حارب: "أبا أشوفج.."
شيخة على طول صرخت من الوناسة .. مستحيييل..!! شو هاليوم الحلو.. أول شي ياسمين تنحرج جدامها.. وبعدين تشوف صالحة وتتحرش فيها وعقب يتصل بها حارب والحين يبا يشوفها؟؟ شو هالحظ!!!
حارب: " بسم الله بلاج؟؟"
شيخة: "مب مصدقة والله مب مصدقة.."
حارب: "يعني موافقة؟؟"
شيخة: "أكيييد.. أكيد موافقة فديتك.."
حارب: "خلاص عيل.. الليلة.."
شيخة (وهي حاسة بإحباط): "الليلة؟؟ بس انا لازم اتجهز و.."
حارب: " ما ينفع.. الليلة لازم اشوفج.. باجر الاربعا وريلج بيرد من الدوام.. وانا ما اروم اصبر ليوم السبت.."
شيخة: "بس..."
حارب: "مب لازم تتعدلين.. انا ما يهمني. أنا احبج وما يهمني شكلج.."
ابتسمت شيخة وقالت: " خلاص عيل.. الساعة 12؟"
حارب: "12 بيكون اوكى.. بمر عليج .. وين فريجكم؟"
وصفت له شيخة منطقتهم وقالت له يوم يوصل الفريج يدق لها وهي بتوصف له البيت.. ونبهت عليه يبند ليتات السيارة وهو داش الفريج.. وعقب ما اتفقوا ركضت بسرعة عشان تتزهب وما انتبهت انه مزنة كانت طول الوقت منخشة ورا القنفة وتسمعها.. وعقب ما دشت شيخة قسمها.. طلعت مزنة الموبايل اللي عطاها اياه مايد وضغطت على رقم واحد شرات ما علمها واتصل التيلفون بموبايل مايد.. وعقب ثواني رد عليها مايد..
مايد: "ها؟؟ بشري!!"
مزنة: "اليوم بتطلع الساعة 12.. توها كانت ترمس سمعتها"
مايد: "عاشت مزنووه والله انج اشطر عن جيمس بوند.. اذا نجحت المهمة تذكري انه هالموبايل بيكون حقج.."
مزنة: "هيه هيه اعرف.. لا تحاتي بتنجح المهمة.. ياللا ببند والساعة 12 بدق لك"
مايد: "خلاص اتريا.."
مزنة: "باي"
بندت مزنة وركضت تحت عشان تيلس تطالع ستار أكاديمي ويا يدوتها وحبيبتها صالحة..

وفي بوظبي ، أول ما بند حمدان عن شيخة تنهد براحة وابتسم لاخته عايشة اللي كانت تطالعه بترقب..
عايشة: " ها؟ بشر!!"
حمدان: " كل شي تمام.. الليلة الساعة 12 بطلع وياها.."
عايشة: "بس تحمل على عمرك حبيبي أخاف حد يشوفك .."
حمدان: "لا تحاتين.. أنا مرتب السالفة ويا ربيعي عادل.. هو ساكن في فريجهم ويعرفها زين.. واذا استوى أي شي بيغطي عليه"
عايشة: "انزين واغراض خليفة؟؟"
حمدان: "خلينا نخلص سالفة شيخة قبل وعقب بنوديهن بيت امه.. ماباه يشك بشي ويخبر شيخة وننكشف"
عايشة: "معاك حق.. الله يستر بس"
حمدان : " الله يستر"
في بوظبي ، في وحدة من الفلل المتجاورة في منطقة المشرف.. كانت عليا لابسة بيجامة وردية متروسة بقر ورافعة شعرها الأحمر بمشبك.. ولابسة نظارتها وتتمشى في الحديقة وفي إيدها موبايلها.. وفي إيدها الثانية حبة مشمش.. وأمها كانت توها داشة بسيارتها من برى ويوم نزلت من السيارة ركضت لها عليا ووقفت جدامها..
شريفة: "ها علاية.. أكيد ملانة..صح؟"
عليا: "هى امايه.. أنا ملاااانة!!!"
شريفة: " رمست ابوج عن السفر وقال انه ما يروم يسافر لين ما يسدد ديونه.. راعي ظروفه فديتج.."
عليا: "لا لا .. امايه انا خلاص مابا اسافر.."
شريفة: "الحمدلله.."
عليا: "بس ابا اسير بيت يدوتي صالحة"
اطالعتها شريفة وعلامة تعجب كبيرة مرسومة على ويهها.. وسألتها: "من متى ؟ ما احيدج ادانين العين.."
عليا: "دخيلج امايه ابا اسير.. آخر مرة يوم سرنا حسيت اني وايد مقصرة وياها.."
شريفة: "بتملين هناك ما عندهم حد من سنج.."
عليا: "لا تحاتين .. يوم بتملل بسير عند ليلى بنت خالوتج"
شريفة: " هييه ليلى وحليلها بعد ما عندها حد يسليها.. تدرين؟ بخبر ابوج وبخليه يوديج.. متى تبين تسيرين؟"
عليا: "يوم الخميس.."
شريفة: "خلاص.. كلنا بنسير.. انا بعد من زمان ما شفت امايه"
ضحكت عليا وباست امها بقوة على خدها .. وركضت بعيد عنها عشان تتصل بربيعتها وتخبرها.. أخيرا اخيرا اخيرا بتشوف مايد.. ويمكن تحصل فرصة وترمسه بعد.. !!




في بيت المحامي سهيل.. كان الجو هادي.. لطيفة اللي اكتشفت فجأة انه عندها موهبة التأليف وانه اللي يكتبون في المنتديات مب أحسن منها.. كانت مستغلة الاجازة بكل لحظاتها ويالسة في غرفتها أربعة وعشرين ساعة تكتب في القصة وترد على تعليقات الأعضاء ونقدهم.. وتحاول انها ما تنفجر من الغرور بسبب رسايل المعجبين.. وموزة كانت يالسة حذالها تطالعها واطفر بها..
لطيفة: "موزان موزان شوفي هاذي شو كاتبة لي.. "
موزة: "أنا بقرا.. ( المبدعة سوالف ليل... أعجز تماما عن وصف مدى سعادتي بردك المتواضع على رسالتي السابقة.. والله يشرفني انه انسانة عظيمة مثلج ردت عليه.. انتي ما تعرفين شكثر احترمج واحب كتاباتج.. أنا من أشد المعجبات بج ..إنتي غير تماما عن باجي الكاتبات اللي في المنتدى.. والله بعدني مب مصدقة انج رديتي عليه.. توقعت تلبسيني.. أو تردين عليه بكلمة وحدة.. بس اني احصل منج هالرسالة؟؟ هذا بصراحة شي يشرفني.. واتمنى ما تتأخرين علينا بالجزء الياي).."
ابتسمت لطيفة ابتسامة عريضة وموزة كانت تطالعها بانبهار..
موزة : "ألحين انتي.. لطوووف.. تحصلين هالرمسة كلها وكل هالمعجبين؟؟ "
لطيفة: "هااااه. هى نعم.. خلي لوحاتج تنفعج ما اشوف عندج معجبين.."
موزة: "بس هالرمسة المكتوبة وايد فيها مبالغة.. بصراحة اذا انغريتي بنفسج ما الومج.."
لطيفة: "وليش انغر بنفسي؟؟ أنا عارفة انا شو .. انا مجرد مراهقة اكتب من بيتنا .. لا أميرة ولا رئيسة وزراء.. وكل اللي اكتبه شخابيط هاوية"
موزة: " بس انتي موهوبة .. قصتج ما شالله وايد حلوة.. وتعرفين شو احلى شي فيها؟ "
لطيفة: "شو؟"
موزة: "انه البطل اسمه مبارك.. والبطلة موزة"
لطيفة: "اصلا هذا هو السبب الوحيد اللي خلاج تقرين القصة.. والله اشك انج تقرين أي شي عن باجي الشخصيات.."
موزة: "ساعات يوم اتلخبط .. ارد اقرا عنهم .. ههههههه .. "
لطيفة: "يالسبالة.. مب منج مني انا يوم شرفتج وخليت اسمج في قصتي.."
موزة: " جب انزين.. مب على كيفج أصلا.. يكفي اني ساترة عليج للحين ومب مخبرة ربيعاتج.."
لطيفة: "أويييه والله لو دروا ربيعاتي اني اكتب قصة بستوي أكبر مصخرة في المدرسة"
موزة: "هههههههه عيل يوزي عني ولا تراني بخبرهم.. واحسن لج تزوجين موزة ومبارك في نهاية القصة"
لطيفة: "ما ادري. أفكر ازوجه عوشة.."
موزة: "ومنو عوشة هاي؟؟"
لطيفة: "والله اقري القصة عدل وبتعرفين منو عوشة.."
انقهرت منها موزة ومطت شعرها ويلسن اثنيناتهن يتظاربن ويضحكن وصوتهن واصل للصالة تحت .. وسهيل يسمعهن ويبتسم.. كان يحب أيام الاجازات.. يحب يسمع صوت ضحكهن في البيت ويحب يشوفهن فاضيات ومتمللات لأنه هالشي يخليهن اين تحت ويقعدن يسولفن وياه..
سلامة كانت يالسة حذاله تشرب جاهي وتقرا الجريدة وياه.. ويوم رن موبايله.. لاحظت سلامة انه ملامحه تغيرت وعرفت انه اللي متصل هو مبارك..
سهيل نش وسار بعيد عن مرته ورد على التيلفون.. من زمان ما رمس مبارك.. من يوم ما فض الشراكة ويا عبدالله.. هو ما حاول يتصل به ومبارك ما كلف نفسه واتصل فيه.. والحين كان سهيل يحس بخليط من مشاعر الفرح والظيج لهالاتصال المفاجئ.. وعقب ما رد عليه وسلموا على بعض..
سهيل: "وين هالغيبة يا مبارك.. لا تتصل ولا تسأل"
مبارك: " انته تعرف اني مشغول بالمشروع اللي في دبا"
سهيل: "هى اعرف.. تتوقع اني بنسى هالشي؟"
تجاهل مبارك النغزة وقال: " سهيل انا بدش في الموضوع على طول.."
سهيل: "حلو.."
مبارك: " سهيل انا اباك تكون محاميه انا.. وتخلص لي كل اشغالي في المحكمة.."
سهيل ما تفاجئ من هالعرض. .بالعكس كان متوقعنه من زمان.. هو يعرف انه مبارك يعزه ويباه جريب منه بس اللي ما يعرفه مبارك انه بالنسبة لسهيل.. محد ايي قبل عبدالله بن خليفة.. وانه اللي بينهم عشرة أكثر من 20 سنة..
سهيل: "وليش انا بالذات؟"
مبارك: "ما اروم اوثق بحد غيرك.. انته متعود على الاجراءات وبعدين انا اعرفك زين.. ها شو قلت؟"
سهيل: "اسمح لي.. اسمح لي يا مبارك.. انا الحمدلله عندي شغلي في شركة عبدالله ومب محتاج وظيفة ثانية"
مبارك: "أنا بدفع لك ضعف اللي يدفعه عبدالله.. وبعدين انته تعرف انه شركتنا عندها مشاريع أكثر بمرتين من مشاريع شركة عبدالله"
سهيل: " مب مهم.. المهم ضميري يكون مرتاح.. وانا ضميري ما بيكون مرتاح الا ويا عبدالله.."
فهم مبارك قصد سهيل وتنهد وهو يقول له: "اللي يريحك.. بس إذا غيرت رايك خبرني"
سهيل: " اطمن من هالناحية مستحيل اغير رايي"
بند سهيل عن مبارك ورد يقرا الجريدة ويا مرته.. بس هالمرة ما كان منتبه لأي شي مكتوب فيها وما كان حتى يشوف الحروف..


مرت الثواني
والدقايق
والساعات
وخلص اليوم..
وقبل لا تحس شيخة كانت الساعة 11 و55 دقيقة
اطالعت شيخة عمرها في الجامة .. وابتسمت بإعجاب.. أكيد حارب بيتخبل عليها. بس يا ترى هو كيف شكله.. وسيم ولا؟؟ مب مهم.. شيخة تحبه ومهما كان شكله بيتم حارب..
لبست عباتها وشيلتها ع السريع واتصلت فيه..
شيخة: "ألو؟"
حارب: "أترياج برى.. سيارتي موقفنها تحت السدرة"
شيخة (بإغراء): "ثواني وبكون عندك"
بند حارب عنها وتنفس بصعوبة.. قلبه كان يدق بسرعة وبأصابع ترتجف.. نزل طرف غترته وتلثم.. ما كان مبين منه إلا عيونه.. ما يباها تشوفه عشان لا تشهد ضده عقب.. وحتى السيارة اللي ياي فيها كانت سيارة اجار..
شيخة طلعت من قسمها بهدوء وتلفتت حواليها قبل لا تنزل الدري.. كان البيت هادي.. وهالسبالة مزنة شكلها رقدت اليوم مع انها بالعادة تسهر وهي تطالع ستار اكاديمي.. بس هذا يوم الحظ بالنسبة لشيخة.. مستحيل أي شي يخترب اليوم..
بطلت شيخة باب الصالة وطلعت من دون صوت وعلى طول بطلت مزنة باب حجرة يدوتها وضحكت.. ووراها .. صالحة كانت توايج .. ومستندة على جتف مزنة..
مزنة: "آااااااي يدوه!!!.. شلي ايدج عني.."
صالحة: "طلعت؟؟"
مزنة: "هى طلعت.. "
صالحة: "ياللا بسرعة اتصلي بولد كلثم.."
مزنة:" بتصل بس يدوه اياني واياج تخبرينه اني انا مخبرتنج.. تراه مهددني اذا خبرت حد بيذبحني.. مابا اموت"
صالحة: "مابخبر حد .. اتصلي فيه بسرعة لا تخربين علينا.."
مزنة: "انزين انزين.."
اتصلت مزنة بمايد اللي كان يالس على شبريته ويطالع الموبايل اللي كان جدامه .. يترياه يرن.. وأول ما رن نقز بسرعة وشله ..
مايد: "ها مزوون بشري."
مزنة: "توها طلعت.."
مايد: " هلا والله!!.. خلاص انتي سيري ارقدي.."
مزنة: "انزين انته شو بتسوي؟"
مايد: "ما يخصج انتي.. سيري ارقدي.. ولا تنسين.. مابا أي حد يعرف.."
مزنة: "محد بيعرف.."
مايد: "خصوصا صلووحة"
مزنة: "صلووحة ما تعرف.. خبلة انا اخبرها؟"
بطلت صالحة عيونها ع الاخر يوم سمعت هالجملة ورفست مزنة بريولها وعشان جي بندت مزنة بسرعة قبل
لا تطلع الصرخة من حلجها.
صالحة: "أنا صلووحة ياللي ما تستحين؟؟"
مزنة: "مب انا هذا مايد اللي قال.."
صالحة: "مبونه مايد ما يستحي.. بس هزرج بيتصل بفهد؟؟"
مزنة: "ما اعرف يدوه انا بسير اشوف بشار وصوفيا.."
صالحة: " هى قومي انا بعد بشوفه وياج.. خربت علينا هالسبالة ما خلتنا نتهنى بشوفة"




طلعت شيخة من البيت وتلفتت حواليها في الظلام.. وشافت رنج اسود موقف عند السدرة.. وبسرعة مشت صوبه وبطلت الباب اللي جدام عشان تركب بس اللي داخل السيارة كان واحد متلثم وأشر لها بإيده انها تركب ورا.. استغربت شيخة وصكت باب السيارة وبطلت الباب اللي ورا.. وركبت.. وأول ما صكت الباب شغل الريال السيارة وطلع من الفريج.. شيخة كانت مستغربة منه.. ليش متلثم؟؟ وليش للحين ما رمسها؟ ليش ما خلاها تيلس جدام..؟؟
ابتسمت شيخة وقالت وهي تتعمد تعق الشيلة عن راسها: " حارب؟؟ انته حارب صح؟"
بس حمدان ما رد عليها وتم يطالعها من الجامة وهو ساكت ويسوق..
شيخة: "ليش ما ترمس؟؟ وليش متلثم؟؟ اذا انته حارب خلني اشوف ويهك"
ومرة ثانية طنشها الريال ولا رد عليها.. هني بدت شيخة تحس بالخوف. . اطالعت الشارع وحست انه في شي غلط.. هذا وين مودنها؟ وليش ما يرد عليها؟؟
وحست بحالة هستيرية من الخوف والرهبة في داخلها.. وصرخت في الريال اللي يسوق: "انته ليش ما ترد؟؟ أقول لك شل اللثام عن ويهك!!"
في هاللحظة رن تيلفونها .. وشلته شيخة وهي اصابعها ترتجف.. كان رقم ما شافته من قبل .. ردت عليه وهي عيونها على حمدان وقالت: "أ.. ألو؟؟"
عايشة: " مرحبا شيخة.."
شيخة: "اهلين .. منو انتي؟"
عايشة: "انا؟؟ همم .. كنتي تعرفيني بإسم حارب.. طبعا ها في المسنجر.. "
انتفظت شيخة بكبرها وحست ببرودة تسري في جسمها كله واطالعت حمدان بخوف.. ويوم اطالعت الجامة اكتشفت في وقت وايد متأخر انهم طلعوا من العين..
حست شيخة بالدموع تتيمع في عيونها وسألت الحرمة اللي متصلة فيها: "منو انتي؟؟"
عايشة بروحها كانت شوي وبتصيح .. بس صوتها كان قوي وثابت وكله مرارة..
عايشة: "الحين بتعيشين جزء بسيط من الالم اللي عيشتيني فيه.."
شيخة: " شووووو؟؟؟؟؟ انتي شو تقولين؟؟؟ "
عايشة: " سافلة... وتستاهلين كل اللي بييج.."
بندت عايشة عن شيخة ووقف حمدان سيارته في مكان مهجور تماما على طريق العين بوظبي.. واطالع شيخة بنظرة خلتها تحس انه عظامها كلها ذابت في جسمها


نهاية الجزء الواحد والعشرين






رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 05:21 PM   رقم المشاركة : 27
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 


الجزء الثاني والعشرون


كانت نظرته حادة، مخيفة.. وعيونه حمر تعكس كل الغضب اللي في داخله.. حمدان كان بروحه خايف ومتوتر بس ما يبا يبين لشيخة هالشي.. في داخله كان يعرف انها تقدر توصل له، تعرف اسمه وكل شي عنه من رقم التيلفون اللي دق لها منه. بس عشان اخته، كان مستعد انه يجازف ويضحي ويرد لها كرامتها بأي طريقة.
اطالع شيخة من الجامة وقال لها بصوت رجولي قوي: " انزلي!!"
شيخة كانت تنتفض بكبرها من مجرد النظرة اللي عطاها إياها حمدان وأول ما سمعت صوته شهقت بأعلى حسها.. وقالت بتردد: " لي.. ليش؟؟"
حمدان: " قلت لج انزلي ولا تراني بيرّج من شعرج وبفّرج في الشارع!!"
كانت كل أنواع الأفكار الشريرة والمخيفة تجول في خاطر شيخة، وتخيلات مرعبة عن الأشياء اللي ممكن يسويها فيها هالريال اللي يالس جدامها إذا نزلت من السيارة.. يقدر يدوسها ويجتلها.. أو يسوي فيها اللي أفظع من جذي.. عشان جي تمسكت بالسيت اللي يالسة عليه وقالت بقوة ما تحس انها موجودة فيها: " مب نازلة.. "
تنهد حمدان بتعب ورص على السكان بقوة.. وفجأة التفت لها وصرخ عليها بأعلى صوته: "إنتي ما تفهمين؟؟ التعني و انزلي من السيارة الله ياخذج!!"
هني خافت شيخة صج وبطلت الباب ونزلت وأول ما صكت الباب وراها تحركت سيارة حارب ومشت بسرعة وتمت شيخة واقفة في وسط الشارع المهجور بروحها وهي مبطلة حلجها من الصدمة..
كانت في بالها فكرة وحدة تتردد باستمرار.. ودرها!!.. ودرها وراح.. ودرها هني بروحها.. شو بتسوي الحين؟؟
غمظت شيخة عيونها المجحلة وحاولت تهدي أعصابها عشان تفكر عدل بس ما قدرت.. وغصبن عنها انفجرت ويلست تصيح من الخاطر وهي مغطية ويهها بإيدها.. كان الشارع يخوف.. والظلام فظيع.. الأشجار المتناثرة على جوانب الشارع شكلها مرعب في الليل.. والصمت اللي يلف المكان مخلنها تحس بوحشة رهيبة..
شو اللي ممكن ينقذها الحين؟
.
.
حمدان كان يتنفس بصعوبة..
كان يحاول يتجاهل الإحساس الفظيع بالذنب اللي بدا يتيمع في داخله، وينسى انه قبل ثواني بس ودر حرمة بروحها في شارع مهجور وفي نص الليل عشان تواجه مصيرها. بس ليش الإحساس بالذنب وهالشي هو كان مقتنع به من البداية؟؟
من كثر ما كان مندمج في أفكاره انتبه حمدان أخيرا انه بعده متلثم بغترته وبعصبية وبأصابع ترتجف فج الغترة وفرها ع السيت اللي حذاله وشل الموبايل عشان يتصل باخته عايشة.. اللي كانت يالسة على أعصابها تتريى هالمكالمة.. وأول ما رن الموبايل شلته بلهفة..
عايشة: "حمداني؟؟؟ بشر!!"
تنهد حمدان وقال وهو يركز ع الدرب: " خلاص.. فريتها في الشارع عقب الهير على طول والحين راد بوظبي.."
عايشة: " ما قالت شي؟؟ ما شكت بخليفة؟؟"
حمدان: " لا لا .. ما اظن انه يا على بالها.. "
عايشة:" أهااا"
مرت لحظة صمت طويلة بينهم.. أنهتها عايشة بسؤالها: "وانته؟؟ شحالك؟"
حمدان كان محتاج لهالسؤال وايد.. :" انا بخير.. بس قولي لي انه اللي سويته صح.. وساعتها برتاح"
عايشة كانت بعد حاسة بالذنب.. مب عشان شيخة .. شيخة في نظرها تستاهل اكثر عن جذي.. كانت حاسة بالذنب لأنها دخلت أخوها في هذا كله وطرشته في هالمهمة اللي كانت ممكن تنهي مستقبله تماما.. كانت تعتبر نفسها أنانية ومجرمة.. كان المفروض تحل مشاكلها بروحها ويا ريلها بس كبريائها خلاها تحاول تنتقم من ريلها ومن الإنسانة اللي خذته منها..
بس رغم احساسها بالذنب، كانت عايشة تحس براحة فظيعة وإحساس لذيذ بالسعادة عقب اللي استوى.. أخيرا انتصرت ، وبتعيش حياتها بدون شكوك وذل.. حتى لو كانت هالحياة تتضمن انها تكون مطلقة..
ابتسمت عايشة وقالت لأخوها: " اللي سويته صح.. ولا يكون تحس بالذنب حمدان.. انته ما سويت هالشي لنفسك.. انته سويته عشاني وأنا اتحمل كامل المسئولية .. انته ما قصرت ويايه وانا مستحيل انسى لك هالخدمة طول عمري.."
اطالع حمدان الجامة ولاحظ انه ويهه صار احمر من كثر ما كان يقاوم دموعه عشان لا تنزل.. وبند التيلفون عن عايشة وتنهد براحة.. سواء كانت شيخة تستاهل اللي ياها ولا لاء.. المهم الحين انه راد البيت وبينسى كل اللي صار هالليلة..
.
.
شيخة في هالوقت كانت واقفة على طرف الشارع تنتفض من البرد والخوف.. والأفكار تاخذها وتوديها.. مرت عليها خمس ربع ساعة وهي واقفة هني تتريا تاكسي أو أي سيارة عشان تردها العين.. بس الموترين اللي مروا حذالها طنشوها وراحوا.. وشيخة ما تقدر تلومهم.. منو ممكن يوقف لوحدة في الشارع وفي نص الليل.. منو ممكن يكون غبي لهالدرجة ويوهق عمره وياها؟ محد!!.. كانت متأكدة انه هاي نهايتها .. أكيد أكيد بتنفظح إذا ما ردت البيت بأسرع فرصة.. كان لازم تتصرف بس شو بتسوي؟؟
حاولت شيخة تركز في الظلام.. ادور في الأفق البعيد محطة بترول .. أو كابينة .. أو أي شي ممكن توصل له أو يدل على المكان اللي هي فيه.. بس مالقت شي.. وطلعت موبايلها وشغلته عشان يعطيها شوية ضوء يساعدها وهي تفتش حواليها ..
وفجأة..
تذكرت انه مروان يسهر ويا ربعه للفير..
وقررت ادق له.. وتخبره باللي استوى لها، مروان رغم كل شي طيب ومستحيل يتخلى عنها في هالمحنة.. دقت له شيخة مرتين بس ما رد عليها وردت ادق له مرة ثانيةوعقب ما رن التيلفون لفترة طويلة رد عليها مروان ومن نبرة صوته كان مبين انه معصب..: " شو تبين انتي؟؟ ليش مأذتني؟؟"
شيخة: "مروااان.. أنا في ورطة.."
مروان: "وأنا شلي؟؟ بتعقين بلاويج عليه؟؟"
شيخة: "اسمعني مروان .. انا صج في ورطة أباك تردني البيت.. الله يخليك.."
مروان: "أردج البيت؟؟ يعني انتي طالعة ويا واحد وتبيني انا اردج ؟؟ انتي تخبلتي..؟؟"
شيخة: "أنا مب طالعة ويا واحد.. آااا.. سيارتي اختربت هني ووقفت .. وما عندي حد يساعدني غيرك .. مروان الله يخليك.. والله ما بنسى لك هالشي طول عمري مروان!!"
مروان: " جاااااااااااب.. شو تتحريني متفيج لج انا؟؟ اتصلي بواحد من هالسبلان اللي تطلعين وياهم وخله هو يردج البيت.. "
شيخة: "حراام عليك.." بس قبل لا تكمل رمستها بند مروان في ويهها وخلاها تطالع شاشة الموبايل بحزن.. هي عمرها ما تخلت عنه وكل ما يقول لها انه متظايج وانه محتاج حد يكون وياه تطلع له وتيلس وياه للفير.. يوم كان مديون قبل شهرين دبرت له المبلغ وعطته اياه.. ويوم كان يبا واسطة عشان يدخل اخوه كلية الطيران سوت كل اللي تقدر عليه عشان يقبلونه. . والحين وبكل سهولة تخلى عنها.. كان هالشي هو اللي حاز في خاطرها أكثر من كل شي ثاني.. اكثر من وقفتها هني في الشارع وأكثر من إحساسها بالغباء لأنها انخدعت في وحدة سمت عمرها حارب..
حست بالتعاسة وبالأرف وهي ادور بين الأرقام على رقم واحد ثاني ممكن يردها البيت..
اتصلت بثلاثة.. ولا واحد فيهم سوا لها سالفة.. وكل واحد فيهم كان عذره جاهز..
راشد ما يروم يطلع من البيت هالحزة ولا مرته بتجتله..
سلطان مريض وما يروم ينش من الفراش
وناجي بكل وقاحة قال لها حطي راسج وارقدي في الشارع والصبح يصير خير..


تنهدت شيخة بتعب وحست بثجل فظيع على قلبها.. كان خيارها الأخير انها تتصل بياسمين.. ومن كثر ما كانت متظايجة ما كانت قادرة تتذكر رقمها ويلست ادور عليه بين الأرقام المخزنة في موبايلها .. وساعتها بس. شافت رقمه!!
الأسبوع اللي طاف كان الرصيد مخلص عن ياسمين واضطرت انها تتصل لشيخة من موبايل ريلها عبدالله.. وشيخة خزنت رقم عبدالله عندها في الموبايل وفي هاللحظة كانت صج مستانسة انها سوت هالشي.. منو غير عبدالله ممكن يفكر يساعدها؟ ياسمين بتشمت فيها لو درت بس عبدالله طيب.. عبدالله مب شرات ياسمين.. عبدالله بيساعدها.. وعبدالله يرقد بروحه يعني ياسمين ما بتمنعه.. هى.. بتتصل بعبدالله.. ليش لاء؟
تنفست شيخة بعمق واتصلت به وغمضت عيونها بحيل وهي تتريا تسمع انه الموبايل مغلق.. بس من حسن حظها انه كان يرن..
.
.
عبدالله كان راقد يوم حس بموبايله يهتز تحت المخدة.. وبدون ما يبطل عيونه مد إيده وشل الموبايل وحطاه على إذنه بدون ما يشوف الرقم..
عبدالله: "ألوو"
شيخة : " ألوو.. مرحبا.."
عبدالله استغرب من الصوت واستند على كوعه وهو عاقد حيّاته.. واطالع الساعة.. كانت وحدة وربع.. هاذي منو؟ وشو تبا متصلة الحين؟ هذا وقت مغازل؟؟
سألها عبدالله: "منو انتي؟"
شيخة: "عبدالله انته تعرفني .. أنا شيخة مرت فهد.."
عبدالله بعده ما استوعب السالفة.. منو شيخة ومنو فهد.. ورد يسألها: " منو انتي؟؟ وكيف عرفتي اسمي؟؟"
شيخة (بعصبية): " فهد ولد صالحة.. عبدالله ما تعرفني؟؟ أنا شويخ مرته.. ربيعة ياسمين!!"
عبدالله:" هييه هيييه عرفتج عرفتج.. " ورد يطالع الساعة مرة ثانية.. هاي شو تبا منه متصلة الحين.. " تبين ياسمين؟؟ "
تنهدت شيخة وقالت بتوتر: " لا ... لا. مب ياسمين.."
عبدالله: "ما تبين ياسمين؟؟ اااه عيل... ليش متصلة؟؟ هالحزة؟؟"
شيخة (بصوت أقرب للهمس): "عبدالله انا متوهقة.. ومحد غيرك يقدر يساعدني.." وما كملت جملتها لأنها ردت تنفجر من الصايح.. وهني عبدالله يلس على فراشه وتم يسمعها وهو يطالع الساعة.. يفكر متى بتبند وبيرد يرقد.. وعقب ثواني ما سمع فيهن الا صياحها .. قال لها بظيج: " شو فيج انتي الحين؟؟ شو مستوى؟؟"
خبرته شيخة بالسالفة كلها .. عن حارب والحرمة اللي دقت لها وكيف انهم فروها في الشارع وسارو عنها.. وانها الحين مب عارفة تتصرف ولا عارفة ترد البيت..
عبدالله كان مصدوم.. يسمعها بدون ما يرد عليها ولا حتى يتنفس.. كل هذا يطلع من شيخوه؟؟ وهو كان مأمن على مرته ويا هالانسانة ومخلنها تطلع وياها وترابعها؟؟ شو من البلاوي مسوية أكثر عن جذي وفهد معقولة ما يعرف؟؟ وبكل جرأة يايتنه تخبره وتتوقعه بيساعدها؟؟
عبدالله: " حسبي الله عليج من حرمة!!!!.. انتي لج ويه بعد تتصلين وتخبريني؟؟ شو تبيني اسوي لج؟؟ انا جان بسوي شي تراني بتصل الحين بفهد وبخبره"
شيخة (برعب): " لااااااااااا... لا دخيلك عبدالله انا مالي غيرك.. استر عليه الله يستر عليك دنيا وآخرة عبدالله استر عليه الله يخليك.. انا مالي غيرك.. الله يخليك..!!"
عبدالله: " شو مالج غيري؟؟ شو تخربطين انتي؟؟ عندج اخوانج واهلج خلهم هم يسترون عليج .. انا ما يخصني فيج"
شيخة: "أخواني لو دروا عني بيذبحوني!! الله يخليك .. استر عليه وساعدني.. "
عبدالله: " لا لا انا ما يخصني فيج.. دبري لج حد ثاني يساعدج.."
شيخة ردت تصيح وكانت نبرتها مليانة توسل: "أنا ما عندي حد.. منو بيردني البيت؟ عموتي صالحة؟؟ ارجووووك عبدالله الله يخليك لا تتخلى عني.. انا بموت من الزياغ هني والشارع ما فيه حد .. عبدالله الله يخليك!!"
سكت عبدالله واستمرت هي في توسلاتها له.. وغصبن عنه انكسر خاطره عليها.. غمظته.. وتنهد وقال لها : " وين انتي الحين؟؟"
من الوناسة شهقت شيخة وقالت له بصوت عالي: " أنا في مكان عقب الهير بشوي.. بس مب متأكدة.."
عبدالله: "انزين انا بييج عقب شوي.. بس لا تطرين هالسالفة جدام حد "
شيخة: "أكيد اكيد.. مشكور عبدالله .. مشكور والله ما بنسى لك هالمعروف طول عمري.."
عبدالله: "الله يستر بس.. يوم بطلع من الهير برد اسوي لج"
شيخة: "خلاص.. أتريا"
بند عنها عبدالله ويلس ع الشبرية يفكر شو هالبلوة اللي حلت عليه في هالليل.. وهو شو ياه عشان يقول لها انه بيردها البيت؟؟ شله فيها ؟؟ ليش ما خلاها تلتعن بروحها برى بدل لا يوهق عمره وياها؟؟ بس هالمثالية اللي فيه هي اللي بتييب أجله وعبدالله يعرف هالشي زين.. إذا استوى فيها شي ما بيقدر يعيش ويا فكرة انها كانت بروحها هناك وما ساعدها .. رغم انه كان متأكد انه اللي بيسويه غلط بس غمظته شيخة.. وقام يلبس ثيابه بسرعة وطلع عشان ايسير لها..
.
.
ياسمين كانت مبندة الليت وتطالع التلفزيون في الظلام في غرفتها وهي يالسة ع الشبرية.. حذالها كانت صينية كلها كيك وسندويتشات.. وعصير برتقال.. وكانت عيونها مركزة على شاشة التلفزيون وبالأحرى على شاروخ خان اللي كان في هاللحظة يواجه أبوه بالتبني أميتاب ويخبره انه بيتزوج كاجول الفقيرة.. كانت لحظة حاسمة في الفلم وياسمين تترياها من البداية، وكان قلبها يدق وهي تشوف الاحداث كلها تتغير.. بس استوى شي خلاها تودر الفلم نهائيا وما تهتم له بالمرة..
كانت درايش الحجرة مبطلة..
وياسمين سمعت صوت سيارة تشتغل برى وقامت بصعوبة من فوق الشبرية عشان تطالع منو اللي بيطلع في هالحزة.. لا يكون بس حرامي بيسرق سيارة ريلها!!.. يوم وايجت.. ما قدرت تشوف منو في السيارة بسبب المخفي وبسبب الظلام.. بس كان باب الحوي مبطل .. وعقب ما طلع السيارة برى.. رد عبدالله داخل عشان يصك باب الحوي عدل قبل لا يرد يطلع وينطلق بسيارته للمجهول..
ياسمين كانت واقفة في بلكونتها.. تطالع اللي يستوي جدامها.. وعلى ويهها نظرة ذهول.. هذا وين رايح الحين؟؟ وشو مستوي عشان يطلع في هالحزة؟؟ أكيد شي جايد.. لا يكون امه ماتت؟؟ ولا حد من عيال اخوه سوى حادث؟؟ وليش ما يخبرها؟؟ كيف يطلع جي من البيت وما يخبرها؟؟ ياسمين كانت بتموت من الفضول وكانت تغلي من القهر لأنه عبدالله تجاهلها ولا فكر يخبرها.. وقالت بصوت عالي: " حتى لو كان يتحراني راقدة.. المفروض يوعيني ويخبرني!! "
وبندت التلفزيون من قهرها ومشت صوب الدري عشان تنزل للصالة تحت.. كانت معصبة من الخاطر ومع كل خطوة تمشيها تحس بألم فظيع في أسفل بطنها .. وفي ظهرها.. ويوم وصلت للدري حست بنفسها بينقطع خلاص وكانت تعرق بشكل فظيع.. واستغربت من عمرها.. هي كانت تتعب من قبل بس مب لهالدرجة.. هالمرة كانت كل حركة تتحركها تسبب لها ألم ماله حدود..
اتساندت ياسمين على حدايد الدري عشان تيلس بس في هاللحظة حست بألم مثل السكين يقطع مصارينها وصرخت بأعلى صوتها : "عبدالله!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!"
برعب فظيع أدركت ياسمين انه هاذا هو وقتها .. بتربي خلاص..
بتربي.. ومحد في البيت.. غيرها هي والخدامة..
وحتى الخدامة كانت في الملحق بعيد وايد عن البيت..
يلست ياسمين على طرف الدري وتساندت على اليدار وراها وغمضت عيونها بألم.. وعقب دقيقتين حست بنفس الألم الفظيع وردت تصرخ مرة ثانية..
خلاص.. كانت متأكدة انها بتموت!!.. وقالت وهي تصيح بمرارة: "الله ياخذك!!..الله ياخذك يا عبدالله ليش خليتني بروحي؟؟ ليش؟؟؟"
.
.




.
.
في هالليلة.. ثمانية أشخاص نسوا طعم النوم..
شيخة اللي كانت واقفة في شارع مجهول تتريا منقذها وتفكر بكل اللي سوته..
عبدالله اللي رايح لها ويفكر باندهاش شو اللي مطلعنه من البيت في هالحزة
ياسمين اللي تصارع الألم في البيت بروحها وتغسل مخاوفها بدموعها
مايد اللي مب قادر يرقد من كثر ما يحس بالإثارة ويتريا بلهفة نتيجة اللي سواه
حمدان اللي توه واصل بوظبي ويالس في الموتر جدام باب بيتهم.. وإحساسه بالذنب بعده متعبنه
عايشة اللي غرقت دموعها المخدة وهي تفكر كيف خلتها أنانيتها تعرض اخوها للخطر
وصالحة اللي يالسة في الصالة تتريا عشان تشوف مايد شو ناوي يسوي
والشخص الثامن
كان يسوق بأقصى سرعته الساعة وحدة ونص من ليلة الأربعا.. وكان العنف والغضب اللي يشتعل في عيونه ينذر بمصيبة على وشك انها تتفجر في داخله..
.
.
يوم وصل عبدالله للمكان اللي عقب الهير على طول اتصل بشيخة وهي كانت يالسة تحت في الرملة ويوم سمعت موبايلها فزت من مكانها وردت عليه وقلبها يدق بسرعة. .
شيخة: " هلا.."
عبدالله: " انا وصلت للمكان اللي دليتيني عليه وما اشوف حد.."
شيخة: " تجدم بعدك شوي.. وبتشوفني.. أنا اشوف ليتات موترك من بعيد.."
عبدالله: " هييه هييه شفتج.. "
بند عنها عبدالله ووقف موتره حذالها ويوم يت بكل جرأة بتركب جدام زاعج عليها: "لا وين تبين؟ اركبي ورا.."
كان يعاملها بأرف.. ما يقدر يرمسها عدل عقب كل اللي سمعه منها وعقب اللي يالس يمر به الحين.. ركبت شيخة السيارة وهي تفكر في داخلها: "بلاهم هاذيلا اليوم ؟ كلهم يبوني ايلس ورا!!" واطالعت عبدالله بفضول وهو على طول لف بالسيارة عشان يرد العين.. كان طول الطريج ساكت وحاس بظيج فظيع.. ندمان انه سار لها .. بصراحة هي ما تستاهل حد يساعدها.. بس هو اللي يابه لعمره.. وشيخة كانت بعد سرحانه في عالمها الخاص.. تفكر بكل اللي مرت به.. بكل اللي تخلوا عنها وهم من قبل وعدوها يعطونها عيونهم لو تبا.. وعقب تفكير قالت: "عبدالله مشكور.. والله ما بنسى لك هالمعروف ابد.."
سكت عنها عبدالله ولاحظت من انعكاس صورته في الجامة انه معصب وردت ترمس مرة ثانية وقالت: " بس الله يخليك لا تخبر ياسمين.."
ضحك عبدالله باستخفاف وقال: "ليش هي ما تعرف عن بلاويج؟"
شيخة:" امبلى تعرف.. بس ما اباها تشمت فيني.."
رد عبدالله يسكت عنها.. شو بيرد عليها؟ وهي تتوقع انه ممكن يخبر حرمته باللي مر به هالليلة؟ شو هالذكاء اللي فيها..؟؟
مرت الدقايق بطيئة وشويخ كانت شوي وبترقد في السيارة من التعب.. كانت تحس بعمرها وصخة من الرمل والغبار اللي علق بها.. وكانت كل اللي تفكر به هو انها تترس لها البانيو ماي حار وعقبها ترقد.. وعبدالله كان يفكر بياسمين.. في الفترة الاخيرة كانت تطلع وتدخل على كيف كيفها وساعات تسير بيت اهلها في دبي وتيلس وياهم.. ويوم انه شيخة ربيعتها هاذي هي سوالفها وياسمين ساكتة عنها وراضية تطلع وياها.. معقولة هي بعد تكون بادية تسوي سواياها؟؟ لا لا لا حرام يظلم ياسمين وهو يعرفها زين.. رغم دلعها وعنادها بس بعدها اتم محترمة ومتربية عدل.. حسبي الله عليج يا شيخوه.. انتي اللي خليتي هالافكار السودة ادش مخي..
.
.
يوم وصل عبدالله الفريج اللي فيه بيت صالحة.. تردد.. يوصلها للباب ولا يفرها هني وهي تكمل دربها؟ بس شيخة سبقته وقالت له: " ماله داعي توصلني للباب .. نزلني هني.."
وقف عبدالله موتره ونزلت شيخة وهي تلوح له بإيدها.. وما وحالها تصك الباب الا وهو متحرك بموتره بعيد عن الفريج.. تنهدت شيخة بتعب وراحة واطالعت الدرب اللي جدامها.. كانت تسمع صوت خطواتها على الطريق المرصوف في الفريج .. خطوات كعب نعالها.. ومن تعبها.. فصخت النعال وشلته في إيدها ومشت بهدوء للبيت.. كانت صج تعبانة وقررت تتخلى عن فكرة البانيو وتعق عمرها وترقد بدون تفكير.. وبدون حتى ما تشل الميك اب عن ويهها.. ويوم وصلت لباب البيت وقفت تفتش عن المفاتيح في شنطتها بس قبل لا تحصل المفتاح، تبطل باب الحوي بروحه.. وانصعقت شيخة وهي تشوف ويه ريلها يطل عليها من ورا الباب..

ما في كلمات ممكن توصف شعورها في هاللحظة.. لو كان ممكن انه الخوف يتجسد بيكون هو شيخة في هاللحظة بالذات.. جفت كل الكلمات في حلجها وماتت كل المشاعر في قلب فهد وهم واقفين اثنيناتهم يطالعون بعض وسط عتمة الليل.. وفي ثانية، مد فهد إيده ويرها بقوة داخل البيت من رقبتها وفرها في الحوي.. وعقب ما صك الباب وراه فصخ عقاله وطاح فيها ظرب من الخاطر ..
شيخة كانت مصدومة وتصيح وهي ع الارض وتحس بضرباته تلسعها بقوة .. كانت الظربات قوية ومؤلمة بس اللي كان صج يجرحها مع كل ظربة انه فهد كشفها.. فهد أخيرا عرف هي شو.. وكانت حاسة بخجل غريب.. خجل من نفسها ومن اللي سوته.. وهذا اللي خلاها تستسلم لظرباته وما تحاول أبدا انها تقاوم إلا بدموعها..
أما فهد فكان العنف والقهر اللي يحس به ما له حدود.. وكان يظربها بكل قوته ويحس انه مهما ظربها ما بيشبع ولا بيطفي النار اللي في داخله.. وما وقف إلا عشان ياخذ نفس ويقول لها وهو يحس ويهه بيحترق من النار اللي تشب داخله..: " يالسافلة يالزبالة!!.. طول هالفترة وانا مخدوع فيج ومأمن لج.. وانتي .. وأنتي.. " وما قدر يستحمل ورد يظربها مرة ثانية ويرفسها وهي تصارخ .. ويتها لحظة حست بطعم الدم في حلجها لأنه ريوله يت تحت ويهها على طول ، وهني نشعها فهد من شعرها وغصبن عنها واجهته بعيونها وسألها: " منو ؟؟ منو اللي كنتي طالعة وياه؟؟؟ "
حاولت شيخة ترمس بس ما قدرت.. دموعها كانت تنزل بغزارة فظيعة والألم اللي تحس به في بلعومها يمنعها من انها اطلع أي صوت.. ورد فهد ينشعها بقوة من شعرها وهي تصرخ..
فهد: "تكلمي منو اللي كنتي طالعة وياه؟؟"
كيف تقول له انه واحد ما تعرفه؟؟ واحد عمرها ما شافته ولا سمعت صوته؟ وانه عقب اتصال واحد قررت تطلع وياه؟؟ بيذبحها .. فهد أكيد بيذبحها اذا خبرته.. غمظت شيخة عيونها وردت تصيح بقوة وفهد مقهور منها وهالمرة يوم رمس كانت متأكدة انه بيذبحها ..
فهد: " شيخوه تكلمي!!!"
شيخة: " عبدالله.. عبدالله بن خليفة.. هو اللي كنت طالعة وياه.. "
.
.




.
صالحة في هاللحظة كانت توايج من دريشة الصالة.. فهد ما شافها ولا يعرف انها واعية وهي يوم سمعت صوت سيارته وشافته يدخل البيت.. عرفت انه مايد ولد كلثم هو اللي اتصل به وقالت في خاطرها: " حسبي الله عليك يا ميود جان يايب ولدي من دبي هالحزة.. الحمدلله انه ما ياه شي في الدرب!!"
وطول الفترة اللي كان فيها فهد يمشي في الحوي يمين ويسار ويتريا شيخوه ترد.. كانت صالحة تراقبه من دريشة الصالة في الظلام.. وتدعي على شيخوه في خاطرها..
بس اللي ما تعرفه صالحة، انها هي بعد كانت مراقبة.. مزنة كانت تراقبها ويوم شافتها لاصقة في دريشة الصالة عرفت انه فهد وصل البيت وعلى طول اتصلت بمايد وخبرته.. ومايد استغرب يوم شاف رقمها..
مايد (بهمس): " خيبة تخيبج انتي بعدج ما رقدتي؟؟"
مزنة: " ما اروم ارقد.. راح الرقاد خلاص.."
مايد: "وليش متصلة؟؟ شو عندج بعد الحين؟؟"
مزنة: " عمي فهد يا البيت.. اختربت الخطة!!"
ابتسم مايد وقال لها: "وانتي شو دراج بالخطة اصلا.. سيري ارقدي احسن لج.. والله يهال ومسوين عمارهم فاهمين!!"
مزنة: " هاي يزاتي يوم ييت ابا اخبرك.."
مايد: " بندي مزنوه بيخلص رصيدج.."
شهقت مزنة وبندت في ويهه.. وردت مكانها على طرف الدري تطالع يدوتها وتتريا فهد يدش داخل عشان تعرف شو بيستوي..
.
.
" عبدالله.. والله انه هو اللي كان ويايه.."
ما تدري شيخة ليش قالت هالشي.. بس كانت تبا فهد يخفف من عنفه وغيظه تجاهها ويطلعه في أي حد ثاني.. حتى لو كان عبدالله.. ويوم يت عينها في عين ريلها لاحظت انه يطالعها بحتقار.. وقال لها: " بعد؟؟ ما يهون عليج تخبريني باسمه وتبين توهقين عبدالله بن خليفة وياج يالحيوانة؟؟ "
شيخة انصدمت .. توقعت انه يصدقها بس فهد كان مقتنع انه اللي طالع وياها واحد ثاني ومب عبدالله وبدون أي كلمة ثانية يرها من إيدها وتبعته شيخة باستسلام ووداها عند السدرة اللي في الحديقة وسار صوب السامان اللي حاطنه الزراع عدال الشير وشيخة تطالعه وتمسح الدم والدموع عن ويهها بطرف عباتها.. كانت مب متأكدة شو اللي يفكر يسويه فيها.. ويوم شافته راد وفي إيده حبل.. بطلت عيونها ع الاخر وسألته بخوف: " شو ها؟؟"
اطالعها فهد بنظرة نارية ودزها ع الشيرة.. وما وعت بعمرها الا وهي مربوطة في السدرة..
شيخة (وهي تصيح): "فهد حرام عليك.. فهد الله يخليك اسمعني.. بخبرك بكل شي .. والله بخبرك .. فهد انا غلطت وندمانة والله اني ندمانة.. حرام عليك.. فهد بليييز"
عقب ما ربطها فهد حس انه خلاص مب قادر يسمع صوتها.. حاس بأرف فظيع منها وعشان يسكتها عطاها كف قوي خلاها تصخ تماما وقال لها: " لا تتحرين اني بردج بيت ابوج عشان تطلعين وتدخلين على كيف كيفج.. أنا بخليج هني تحت عيني.. وبعرف كل حركة تتحركينها.. ومن اليوم وطالع.. بعلمج معنى السنع.."

ودرها فهد مربوطة في السدرة وسار عنها.. وهي من التعب والألم اللي تحس به في كامل جسمها سكتت واكتفت بدموعها.. ويوم دش فهد الصالة من باب الحديقة شاف امه بعدها واقفة عند دريشة الصالة ادوره برى وتبا تعرف وين سار هو ومرته .. ويوم ياها صوته من وراها زاغت ونقزت في مكانها..
فهد: "أمايه..!!"
صالحة (وإيدها على قلبها): " بسم الله الرحمن الرحيم!!!"
فهد (وهو يأشر عليها بالعقال اللي في إيده): " هالعلة مربوطة في الحديقة.. وخبري البشاكير .. ترى اللي بيهدها بينربط مكانها.. تفهمين؟؟"
صالحة (وهي تهز راسها): "أفهم أفهم.. ان شالله.. حاضر.. ان شالله فديتك.. زين سويت فيها .. أدبها.. زين سويت فيها"
كان فهد يسمعها وهو يمشي صوب الدري وركب الدري وهو يحس بالنار بعدها شابة في صدره وما انتبه لمزنة اللي كانت متكورة في الظلام جدامه وكمل دربه للقسم اللي كان مخصص له هو وشيخة ويوم دخل وصك الباب وراه.. حس بنفسه مخنوق.. غبي.. مغفل.. وكل الصفات الشينة فيه.. وين بيودي ويهه من الناس الحين؟؟ أكيد الكل يعرف.. أكيد.. يعرفون وساكتين.. وهو نايم في العسل ولولا فاعل الخير اتصل به اليوم وخبره وطرش له صورة مرته جان عمره ما درى.. هاذي هي؟ هاذي هي مرته اللي عارض الكل وعادى امه بسبتها؟؟ هاذي هي اللي يكد كل شهر في الشغل عشان يعطيها الراتب كامل في النهاية؟؟ تاليتها تخونه؟؟ ومب ويا واحد أو اثنينه.. اااااخ يالقهر.. ااخ..
كان فهد مصمم انه يعيشها في عذاب.. ويرد ولو جزء بسيط من كرامته اللي انمسحت في الأرض
.
.


.
.
عبدالله كان بعده متظايج.. اللي استوى الليلة كان شي كبير.. وفي داخله كان يالس يقرر شو الشي الصح اللي لازم يسويه.. هل يخبر فهد عن مرته؟ ولا يخلي الأمور على ما هي عليه؟.. ودش البيت وهو بعده يفكر بهالشي.. دخل موتره ووقف في الحديقة يفكر .. ويفكر ويفكر.. مرت عليه دقايق طويلة وهو واقف في الحديقة في الظلام.. وفي النهاية قرر انه لو هو مكان فهد من حقه يعرف باللي تسويه مرته.. بس بعد هو وعد شيخة انه يستر عليها وما يروم يخلف بوعده لها..
بطل عبدالله باب الصالة ودش وقفله وراه.. كانت الساعة ثنتين وعشر.. وعبدالله راح عنه الرقاد خلاص ما في أمل انه يرد يرقد.. عشان جي كان يفكر انه يسير المكتب ويخلص الشغل اللي هناك..
بس وهو متجه للممر اللي يؤدي لغرفة المكتب.. سمع أنيين خفيف.. والتفت عفويا لمصدر الصوت اللي كان ياي من فوق..
في الظلام ما قدر يشوف عدل وهو يمشي للدري شغل الليت وانصدم يوم شاف ياسمين طايحة فوق وعلى طول ركض لها وهو ينادي عليها: "ياسمين غناتي شو ياج؟؟"
يلس عبدالله حذالها ولاحظ انها تعرق بشكل فظيع.. والهالات السودة تحت عيونها عميقة وواضحة.. كانت تقريبا غايبة عن الوعي وكل اللي يصدر منها هو صوت الأنين الخفيف اللي عبدالله سمعه قبل شوي..
عبدالله كان بيموت من الخوف.. ومب عارف كيف يتصرف.. وأول شي فكر فيه هو انه يشلها من هني.. بس أول ما حط إيدها عليها وحاول يشلها تأوهت بشكل قطع له قلبه وردها مكانها وهو يرتجف.. ويمسح العرق اللي على ويهها بغترته.. وهني ردت ياسمين لوعيها ويوم شافته قالت بصوت ضعيف: " عب.. دالله... بمووت.. ابا اماييه.. ابا اماييه.."
عبدالله : "لا تقولين جي حبيبتي انا الحين بتصل بالاسعاف.. "
اتصل عبدالله بالاسعاف وعينه على مرته اللي ردت وغمضت عيونها مرة ثانية.. كان حاس بالذنب .. بسبة هالعلة شيخوه طلع من البيت وودر مرته وهو يدري انه هذا اسبوعها.. كيف غاب هالشي عن باله.. كيف؟؟ اذا استوى لها شي أو للجنين كيف بيقدر يسامح نفسه؟ وهي مستحيل تسامحه..
تخيلها عبدالله وهي تتألم هني وتنادي عليه.. وتخيل الفترة الصعبة اللي مرت بها وهو بعيد عنها.. في أكثر وقت كانت محتاجة له فيه خذلها وكان بعيد عنها..
يوم بند عن الاسعاف اتصل بيت اخوه وردت عليه أم أحمد اللي ترقد والتيلفون عند راسها .. ويوم سمعته يرن زاغت ونشت عشان ترد عليه وهي تقول: " بسم الله الرحمن الرحيم.. اللهم اجعله خير.. منو متصل هالحزة؟"
ردت على التيلفون ويوم سمعت صوت عبدالله قلبها بغى يوقف..
أم أحمد: " عبدالله؟؟ خير فديتك شو صاير؟؟"
عبدالله: "خير امايه .. خير.. ياسمين بتربي وتعبانة وايد.. وانا ما اعرف اتصرف.. "
أم أحمد: " ماشالله ماشالله.. لا تحاتي فديتك.. انت ودها المستشفى وانا الحين بوعي ليلى وبني .. "
عبدالله: " اترياكم امايه لا تبطون.."
ام احمد: "لا ان شالله ما بنبطي .. دير بالك على مرتك.. ودها المستشفى واحنا الحين يايين"

بند عنها عبدالله وتم يالس ويا ياسمين يحاول يخفف عنها ويهديها ويمسح العرق عن ويهها .. في هاللحظة نسى كل خلافاتهم.. وكل مشاكلهم وكل الكلام الجارح اللي قالت له اياه. .ردت هي ياسمين مرته وحبيبته وكان قلبه مليان خوف عليها وع الجنين اللي في بطنها.. وياسمين في غمرة ألمها وخوفها كانت متعلقة فيه وايد وكانت تهلوس وتناديه اكثر عن مرة.. بس يوم تبطل عيونها وتحس باللي حواليها كانت تحس بحاجة كبيرة لأمها وترد مرة ثانية تسأل عبدالله عنها.. وفي النهاية اضطر عبدالله ان يتصل بأمها.. بس عقب ما يت الاسعاف وشلوا ياسمين..
اتصل على تيلفون البيت ومحد رد واتصل عقب على موبايل علي بن يمعة ابو ياسمين.. وعقب ما يأس عبدالله رد عليه علي وخبره عبدالله انه ياسمين بتربي وانها تعبانة وايد وتبا أمها.. ووعده علي انهم مسافة الدرب وبيكونون عندهم

ويوم بند علي عن عبدلله.. وعا مرته مريم وقال لها: " ام لافي.. ام لافي نشي بنتج بترتبي.."
اطالعته مريم بعصبية وقالت: " منو؟؟؟ ياسمين؟؟"
علي: " هى ياسمين.. ياللا قومي البنية تعبانة.."
مريم: " انزين الصباح رباح.. "
علي: " أنا بسير الحين.. هاذي بنتي.. ما بخليها بروحها.. جان انتي بتريين للصبح برايج.. خلي الدريول اييبج"
ردت مريم ترقد وقالت له: "زين عيل انته الحين سير وانا الصبح بلحقك"



نهاية الجزء الثاني والعشرون






رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 05:24 PM   رقم المشاركة : 28
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 


الجزء الثالث والعشرون
كانت الساعة 3 ونص الفير
وعبدالله كان بيموت من التوتر

كان خايف على ياسمين، ويحس بالذنب.. شكلها قبل لا اييبونها المستشفى بعده في باله.. يحليلها كانت وايد تعبانة وتتألم.. وكل شوي يذكر نفسه انه خذلها في الوقت اللي كانت صدق محتاجة له فيه.. خذلها وخلاها وحيدة عشان شيخوه.. بس الحمدلله انه أمه وصلت بسرعة ويا ليلى .. لأنه لو تم هني بروحه يتريا عادي يتخبل..
أمه الحين كانت داخل ويا ياسمين .. وهو كان يالس يتريا وليلى يالسة حذاله وراصة على ايده.. والنيرس كل شوي تطلع من الغرفة .. وترد تدخل وهي ساكتة .. وهالشي اللي خوف عبدالله.. ليش ما اطمنهم؟؟ ليش ما تخبرهم شو حالتها الحين؟
ليلى بعد كانت على اعصابها وتشوف عمها مرة ييلس حذالها وهو ساكت ومرة يمشي في الممر وهو يتريا ويتنهد.. كان وايد وايد متلوم في ياسمين.. ومب عارف كيف يخفف هالاحساس الفظيع بالذنب والخوف من انه شي يستوي بمرته..فقرر انه يسولف ويا ليلى يمكن يروح عنه هالتوتر او جزء بسيط منه..
اطالعها عبدالله وشافها تبتسم ورد لها الابتسامة وهو يسألها: "أكيد تتذكرين هاذيج الليلة.."
ليلى: " هيييه.. الله يرحمهم .. كانت احلى ليلة.."
نزلت ليلى عيونها وهي تتذكر الليلة اللي كانت امها بتربي بخالد.. كانو كلهم مجتمعين هني.. هي وابوها وعمها عبدالله واخوانها محمد ومايد .. ويدوتها داخل ويا امها .. وكانوا يسولفون وهم يتريون وأبوها كان ذابحنهم من الضحك هو ومايد.. ويوم طلعت لهم النيرس تخبرهم انه خالد وصل.. كانت احلى لحظة في حياتهم.. وترسوا القسم بصوت صريخهم وضحكهم..
عبدالله: " الله يرحمهم.."
ابتسمت له ليلى بحنان وهي تغير الموضوع: " عمي ؟؟ شو ناوي تسميها؟؟"
عبدالله: " ههههههههه وشو دراج انها بنية؟"
ليلى: " ما ادري.. احساس.. انته شو تتمنى؟؟ بنية ولا ولد؟"
عبدالله: " الله يهديج يا ليلى هذا سؤال؟ أكيد ما يهمني..بنت ولا ولد كله واحد.. اللي ايي من الله حياه الله"
ليلى: " انزين بس اذا كانت بنية شو بتسميها؟ واذا ولد شو؟؟"
عبدالله: " إذا بنت بسميها شمسة.. هالاسم وايد يعيبني.. وإذا ولد.. أكيد احمد.."
رصت ليلى على ايده وقالت: " فديتك عمي اكيد مستانس.."
عبدالله: "وايد والله.. بس بعد خايف على ياسمين.. "
ليلى: " الله يسهل عليها ان شالله.. لا تحاتي عمي. . مرتك صح دلوعة بس قوية.. وان شالله بتكون ولادتها سهلة"
عبدالله (وهو يمسح على راسها بإيده): " ان شالله"
حطت ليلى راسها على جتفه وهي تبتسم.. كانت وايد فرحانه عشانه.. عمها وايد صبر وأخيرا الله بيرزقه بالياهل اللي كان دوم يحلم به.. كان قلبها يدق بسرعة كأنه هالياهل ولدها هي.. أو اخوها.. صح انها ما تستلطف ياسمين.. بس في هاللحظة وايد حبتها.. يكفي هالنور اللي يشع في ويه عمها من الوناسة.. وتكفي ابتسامته الحلوة اللي اشتاقت لها ليلى وايد..

كانوا كل شوي يسمعون صوت ياسمين وهي تصرخ.. أو تئن .. وكان عبدالله كل ما يسمع صوتها يحس بعمره بيموت.. وايد كانت غامظتنه وهو متحرقص مب عارف كيف يساعدها .. واحد غيره كان ممكن يدش ويوقف حذال مرته بس عبدالله يعرف انه مستحيل يقدر يتحمل هالموقف.. عشان جي فضل انه يتم برى ويتريا..
عقب ربع ساعة وصل علي بن يمعة وعلى طول سار لعبدالله وسلم عليه.. ويلس يتخبره عن ياسمين وحالتها .. ووقفوا هو وياه حذال باب الغرفة يسولفون.
عبدالله: " عيل عمتي وينها؟"
علي: " بتي الصبح ان شالله."
عبدالله: " بس ياسمين تباها .. وسألت عنها اكثر عن مرة.."
علي: " شو اسوي يا عبدالله امها شوي تعبانة ما تروم اتي الا باجر.. وياسمين..... "
سكت علي ونزل عيونه وتنهد.. ويلس يدعي لها بصوت واطي..
عبدالله: " الله يسهل عليها ان شالله!"
عقب ساعة تقريبا طلعت النيرس مرة ثانية وويهها معتفس.. وهالمرة زخها عبدالله وسألها..: " طمنيني.. شحالها ياسمين؟"
النيرس: " لسّه لسّه.. انتو ادعو لها بس.."
اقتربت ليلى منهم وسألتها: " ليش طولت هالكثر؟؟"
النيرس (وهي تطالع عبدالله): " الولادة متعسرة.. وزوجتك ضغطها مرتفع جدا.. "
عبدالله من سمع هالجملة حس انه حد صب عليه سطل ماي بارد... وبصوت اقرب للهمس سألها: " والياهل؟؟"
النيرس: " ما تخافش ان شالله الأم والجنين حيكونو بخير.. "
قبل لا يسألونها أي سؤال ثاني دشت النيرس داخل وصكت الباب وراها.. ولاحظت ليلى انه علي بن يمعة ويهه صار ابيض من الخوف.. وعمها نفس الشي.. هي بروحها كانت خايفة.. والتفاؤل اللي حست به من قبل ابتدى يتسرب من قلبها.. الياهل حياته في خطر.. الياهل اللي عمها كان يحلم به.. بس ان شالله ما يستوي به شي.. ان شالله..!!
.
.




.
استمرت معاناة ياسمين خمس ساعات .. واستمر وياها قلق وخوف اللي كانو برى يتريون.. ليلى من عقب ما ودرتهم النيرس يودت المصحف ويلست تقرا سورة مريم .. وعبدالله وعلي بن يمعة مرة يلفون في الممر ومرة ييلسون وهم يدعون لها.. والساعة ثمان الصبح طلعت أم احمد من غرفة الولادة وهجموا عليها كلهم وهم يسألونها..
عبدالله: "ها امايه بشري.."
علي : " بشري.. ياسمين شحالها؟؟"
ليلى: " يدوه فديتج شو استوى؟"
ام احمد كان ويهها معتفس ومن التعب عقت عمرها على الكرسي اللي حذال غرفة الولادة وقالت لهم وهي تبتسم فجأة: " مبروك.. مبروك يا ولدي.. مبروك يا بولافي.. ياسمين يابت بنت.."
علي بن يمعة من سمع الخبر على طول طار عند باب الغرفة يبا يشوف بنته بس النيرس ما خلته يدش وليلى لوت على عمها عبدالله بقوة وهي تبارك له ويوم هدته لوت على يدوتها اللي كانت تصيح من الوناسة..

أما عبدالله فنسى حتى كيف يتنفس في هاللحظة.. صياح امه وضحكة ليلى وكلام علي كله ما كان يسمعه.. ما كان يسمع الا صوت دقات قلبه من قوتهن.. يابت له بنت.. ياسمين يابت له بنت.. اخيرا بيحس بمعنى الأبوة.. أخيرا بيشل ياهل بين ايديه وبيكون هالياهل ولده.. كان الدموع تنزل وعيونه معلقة على الباب يتريا .. يترياهم يطلعون له بنته.. يا الله محلات هالكلمة.. وهالاحساس!! كان يحس بجسمه يرتعش.. وهو اللي طول عمره كان ينتظر حد يشل اسمه.. أخيرا تحقق الحلم.. أخيرا!!..
عيونه كانت ع الباب .. باب الغرفة اللي شهدت أحلى حلم نّور حياته.. بعد ظلام الوحدة اللي كان يعاني منها..
تحرك عبدالله خطوة صوب الباب وفي نفس اللحظة طلعت النيرس وابتسمت لهم وعبدالله يوم سار بيدش الغرفة وقفت النيرس جدامه وقالت له: " استنى شوي .. "
عبدالله: "ليش .. أبا اشوف مرتي وبنتي؟"
أم أحمد:" عبدالله فديتك البنية شوي تعبانة لازم يعالجونها"
عبدالله حس قلبه وقف وسأل النيرس: " شو فيها بنتي؟؟"
النيرس:" ما تخافش يا اخ عبدالله.. بنتك ان شالله حتكون بخير.. بس هي محتاجة شوية اكسجين لأنه الحبل السري كان ملتف عليها.."
ليلى حطت ايدها على قلبها وعلي سأل النيرس: "ووين وديتوها الحين؟"
النيرس: " حنعالجها ونحط لها اوكسجين وبعدها ترجع طبيعي ان شالله.. "
أم احمد (لعبدالله): " ان شالله البنية ما فيها الا الخير.. لا تحاتي فديتك.."
عبدالله كان ويهه معتفس وبعده يطالع باب الغرفة وقال لأمه : " بس امايه ما خلوني حتى اشوفها.."
أم احمد: " لازم فديتك البنية بيعالجونها وبيغسلونها وعقب بيدخلونا عليها.. اصبر شوية.."
ليلى: " عمي لا تحاتي ان شالله بتشوفها وبتشلها وبتشبع منها بعد.."
عبدالله: " لا انا ما فيه صبر.. امم بسير ارمس الدكتورة وبرد لكم.."
وقبل لا يعترضون كان عبدالله طاير ورا الدكتورة اللي طلعت قبل شوي من الغرفة..
علي: " وبنتي وينها؟؟ طمنينا عليها.."
طلعت النيرس الثانية من الغرفة وهي تبتسم وقالت له: " بنتك زي الفل.. حنوديها غرفتها دلوأتي وتأدرو تشوفوها.."
.
.
ياسمين كانت صدق تعبانة.. وما حست بهم وهم يودونها غرفتها.. ما حست بشي أبدا.. لا حست بأبوها وهو يهوي عليها ويحبها على راسها ويتحمد لها بسلامتها.. ولا حست بأم احمد اللي يلست حذالها ولا بليلى اللي كانت بطير من الوناسة وهي تترياها تبطل عيونها عشان تبارك لها.. كانت مغمظة عيونها من التعب وراقدة.. وكل شوي تبطل عيونها وقبل لا تستوعب اللي حواليها او حتى تشوف منو في الغرفة ترد عيونها تتصكر وترد لغيبوبتها..
وعقب فترة بسيطة سمعت صوت عبدالله يدش الغرفة.. وبكل قوتها بطلت عيونها والتفتت له.. ويوم شافته ياي صوبها ابتسمت له بضعف.. وعبدالله اول ما شافها .. تجدم لها وروحه تسبقه.. ولسانه يسبح ويحمد ربه.. طبع بوسة على جبينها وخدودها.. ولا اهتم لأبوها ولا امه ولا بنت اخوه اللي كانو في الغرفة ولوى عليها وهي لوت عليه وحطت راسها على جتفه.. وليلى طلعت من الغرفة وهي تبتسم وتبعتها أم احمد ووراهم علي.. وخلوا ياسمين ويا ريلها بروحهم داخل..
عبدالله: " فديييييتج والله .. انتي اليوم خليتيني اسعد انسان في الدنيا كلها حبيبتي.."
غمظت ياسمين عيونها وهي تبتسم وردت عليه: " وين الياهل؟"
عبدالله: "ودوها الحظانة حبيبتي.. بييبونها عقب شوي"
ياسمين: " شفتها؟"
ابتسم عبدالله وقال لها بفخر: " هييه شفتها.. قمر.. طالعة على امها.."
ياسمين: " شو ناوي تسميها؟؟"
عبدالله: " شو رايج بشمسة؟"
ياسمين: "وايد حلو.. والله انها صدق عذبتني.. "
عبدالله: "هههههه.. تدلع.. شكلها بتغلب امها في الدلع.."
ضحكت ياسمين بتعب وسألته فجأة: " عبدالله؟؟ .. تحبني؟؟"
رفع عبدالله ويهها بإيده وحط عينه في عينها وقال لها: " أحبج؟؟ والله هالكلمة مستحيل توفيج حقج.. حبيبتي انتي صرتي تعنين لي كل شي في حياتي.. ولو اقول لج اني احبج من اليوم لباجر والله ما بوفيج حقج.."
ياسمين في هاللحظة نست كل الخلافات.. كل الزعل والمشاعر الباردة اللي في داخلها.. في هاللحظة كانت أم وزوجة.. وكانت بكل بساطة.. سعيدة..
.
.
مرت الساعات بسرعة.. ورقدت ياسمين شوي وارتاحت من تعب هالليلة الطويلة.. والصبح ع الساعة عشر تقريبا كانت غرفتها متروسة ع الاخر.. ربيعاتها اللي في دبي عرفن انها ربت وقبل لا يوصلن العين طرشن لها ورد وهدايا.. ومايد استغل الفرصة وخذ هاليوم اجازة ومن الساعة تسع وهو معسكر حذال شبرية ياسمين.. وليلى عقب ما ردت البيت ورقدت شوي .. ردت المستشفى مرة ثانية عشان تزور ياسمين الساعة عشر وتشوف الياهل اللي ما رامت تشوفها الفجر.. وياسمين كانت وايد مستانسة رغم تعبها.. الكل مهتم فيها والكل اييب لها هدايا ومتعبل منها.. وأحلى هدية وصلتها الساعة 11 من ريلها عبدالله اللي كل شوي يطلع من الشركة وايي يطمن عليها.. هديته كانت طقم ذهب وطقم ألماس.. هدية ما توقعتها ياسمين وخلتها طايرة من الوناسة..
بس اللي صدق كان مخرب على ياسمين وناستها هو امها.. امها اللي ما اهتمت ولا يت ويا ابوها في الوقت اللي كانت ياسمين محتاجة لها فيه.. أم أحمد هي اللي ما قصرت وياها.. هي اللي للحين ما روحت البيت عشان ترتاح .. وأمها حتى ما اتصلت تسأل عنها.. ولا يت الا الساعة 11 وربع.. ويوم دشت سلمت على كل اللي في الغرفة وسلمت على بنتها وباستها ويلست حذالها..وعلى طول سألتها ياسمين بصوت واطي: " أمايه ليش ما ييتي امس؟"
مريم: " فديتج كنت تعبانة.. وانتي ما شالله حرمة.. تعرفين تتصرفين.. وعندج هني ام احمد ما بتقصر وياج"
اطالعتها ياسمين بظيج وقالت لها: " عموتي ما قصرت بس... انا كنت اباج انتي.."
ما لحقت مريم ترد على بنتها لأنه في هاللحظة دشت النيرس وهي شالة شمسة بنت عبدالله في ايدها عقب ما يابوها من الحظانة.. وأول ما دشت الغرفة احتشروا كلهم .. اللي يبا يشوفها واللي يبا يشلها.. بس النيرس ودتها لأمها عشان تشلها.. وياسمين أول ما شلتها حست انه السعادة تغمرها.. انها سوت انجاز كبير.. هاي اللي بين ايديها بنتها.. وفي يوم من الايام يوم بتكبر بتكون لها نفس ملامحها.. ويمكن نفس اطباعها.. بس رغم فرحتها ووناستها .. ورغم كل الاهتمام اللي حصلته.. كانت ياسمين تعرف في داخلها انها مستحيل تعيد هالتجربة الفظيعة.. وانها مستحيل عقب هالياهل تفكر انها تحمل مرة ثانية.. خلاص.. مرة وحدة تكفي.. وعبدالله تسده هالبنية..
.
.





.
.
في نيويورك كان الوقت متأخر شوي.. الساعة عندهم كانت 11 فليل.. ومحمد ومريم كانوا في شقتهم .. محمد كان راقد ومريم يالسة في الصالة تطالع التلفزيون.. لأول مرة من يوم سافرت ويا ريلها وهي تحس انها مب قادرة ترقد ولا قادرة حتى تبتسم.. باجر موعدها عند الدكتور المختص.. باجر بيتحدد مصيرها ومريم صدق خايفة من هالشي.. تحس انه ايامها معدودة .. سعادتها محدودة.. وافكارها السودة اللي كانت تغزو ايامها قبل لا ترتبط بمحمد ابتدت ترد لها شوي شوي.. شو بيقول لهم الدكتور باجر؟ انه هاي اخر ايامها؟ انها المفروض ما كانت تعرس؟ وانها دمرت حياتها بإيدها..؟؟
تنهدت مريم وقالت في خاطرها ما يهمني.. مهما قال الدكتور باجر مب مهم.. حتى لو كان باجي لي شهر بس اعيشه.. ادري انه بيكون من احلى ايام حياتي.. مهما كانت الايام الياية مظلمة وحتى لو كان المستقبل مجهول.. مجرد انه محمد بيكون موجود وياها فيه يخليها تحس بوميض من الأمل والتفاؤل.. هذا كان تأثير زوجها عليها وتأثيره على حياتها..
قامت مريم من مكانها ومشت صوب الدريشة، ووقفت تطالع أضواء المدينة.. وبابتسامة خفيفة.. سرحت بأفكارها بعيد.. وتذكرت ليلة عرسها.. قبل لا تدخل القاعة وقبل لا تصير زوجة محمد وحبيبته للأبد..

تذكرت كيف كانت يالسة في غرفة الفندق وهي ترتجف من الخوف، الحرمة مالت الصالون كانت توها ظاهرة عنها وأمها يالسة وياها ترمسها وتوصيها على ريلها، ومريم كانت من الخوف والتوتر مب قادرة تستوعب اللي أمها تقوله.. عيونها كانت كل شوي ترد تدمع وهي تحاول تقاوم دموعها عشان ما تخرب المكياج.. وأمها تلوي عليها وتحاول تهديها.. ويوم يت اللحظة اللي بتدش فيها مريم القاعة .. كانت حاسة انه روحها بتطلع.. كانت خايفة من المستقبل.. عقب ثواني .. كانت بتدش حياة يديدة وبتودع حياتها الاولية.. عقب ثواني بتصير ملك محمد.. وهذا اللي مخوفنها.. كانت تحاتي معاملته لها.. ومتأكدة في داخلها انه بيندم على قراره يوم انه تزوجها.. كانت متأكدة انها بتفشل كزوجة وانها بتخيب ظنه فيها..
واستمر احساسها بالخوف والتوتر وهي تمشي بين الحريم في القاعة.. رغم نظرات الاعجاب ورغم ثقتها انها كانت احلى عن القمر.. بس مجرد انها تتذكر مرضها كانت تحس بلوعة وحزن كبير..
وما راح عنها هالاحساس الا يوم شافت محمد ياي صوبها.. ويلس حذالها ع الكوشة.. ساعتها.. يوم ابتسم لها وباسها على يبهتها.. ابتسمت من خاطرها وحست براحة فظيعة..
ساعتها بس عرفت انه بيحطها في عيونه وما خاب ظنها فيه
باجر بتسير عند الدكتور عشان تسوي الفحوصات .. محمد اليوم الصبح كان عنده وعطاه ملف مريم عشان يدرسه.. وباجر بتسوي الفحوصات عشان يحدد الدكتور الطريقة اللي ممكن يعالجها فيها.. وعقبها يا ترد البلاد ويا ريلها تحمل أمل يديد.. او انها ترد وهي تعد أيامها الاخيرة وياه
.
.
الساعة 4 العصر كانت صالحة تتلبس عشان تسير تزور ياسمين.. وتوها بتحط البرقع على ويهها يوم دشت بنتها شريفة عليها في الحجرة.. ووياها عليا بنتها.. صالحة استانست وايد يوم شافتهن خصوصا انه صار لها شهور من اخر مرة زاروها فيها.. وسلمت عليهن ويلست وياهن في الصالة يسولفن..
شريفة: " اشوفج متلبسة امايه كنتي بتظهرين؟"
صالحة: " هييه فديتج كنت بسير ازور ياسمين مرت عبدالله ربت اليوم الصبح.."
شريفة: " ما شالله ربت!!.. ما كنت اعرف انه ها شهرها.. وشو يابت؟"
صالحة: " يابت له بنت.. ولو اني هلكانة ما اروم اتحرك ولا اروم اسير لها بس ما فيه على لسان أم احمد.. تعرفينها عاد بتقول ما يت تزور مرت ولدي.."
شريفة: " ما عليه امايه هذا الواجب.. وجان بتسيرين الحين بسير وياج بس قبل بنمر السوق ناخذ لها هدية.."
صالحة: " زين عيل يوم بتخاويني قومي.. و في الدرب بخبرج بسالفة استوت عندنا امس هني "
شريفة: " سالفة شو؟؟ خير امايه؟؟"
صالحة: " من وين بيينا الخير وهالنسرة شيخوه في بيتنا؟"
عليا: " ليش شو سوت شواخي؟"
اطالعتها صالحة بنظرة وقالت لها: " ما يخصج انتي ياهل.. شلج بسوالف الحريم؟؟"
عليا: "انتو رمستو جدامي.. وبعدين اذا بتسيرون المستشفى انا ما بتم هني بروحي.. ودوني عند ليلى"
صالحة: " جان بتسيرين عند ليلى سيري فصخي هالبنطلون اللي لابستنه ولبسي لج جلابية.. اسميج يا شروف ما عرفتي تربين بنتج.."
شريفة (وهي تبتسم): "امايه هاذا لبس البنات الحينة وما يخصه بالتربية.. يا حيها بنيتي بعدها ما تلبس هالتنانير القصيرة اللي نازلة موظتها هاليومين."
صالحة: "قصورها بعد تلبس قصير.. جان تباني احش لها ريولها.."
عليا: " هههههه.. يدوه انتي شو دراج؟؟ انا يوم بلبس القصير بلبسه في بوظبي..يعني ما بتشوفيني"
صالحة: " توصلني اخباركن كلها بشوفج لبسي جان ترومين.."
لوت عليها عليا وباستها على يبهتها.. ما كانت تبا تظيع على عمرها فرصة انها تسير صوب ميود عشان جي شلت شنطتها فوق ودشت غرفتها ولبست جلابية وردت تنزل وشافتهن توهن بيظهرن من باب الصالة وركضت وراهن وهي تزاعج: " صبروا وين سايرين عني؟؟"
طلعت صالحة ويا بناتها وخلن البيت لفهد وشيخة اللي كانوا في قسمهم فوق..
فهد كان يالس يطالع التلفزيون ومطنش شيخة اللي كانت يالسة وراه على الشبرية وتطالعه.. ريلها خذ عنها تيلفونها واليوم الصبح سار وقطع خط الانترنت عنها.. ورغم انه امس ما خلاها تبات برى وردها الغرفة عقب ساعتين تقريبا.. إلا انه للحين ما فكر يرمسها او حتى يطالعها.. وهالشي كان محسس شيخة بالذنب ومخلنها مب عارفة تتصرف.. من يوم تزوجت فهد وهي تحس انها اقوى عنه وانها هي المسيطرة عليه.. لأول مرة في حياتها تحس بالضعف جدامه ولأول مرة تحس انه السلطة في إيده هو.. وهالاحساس كان غريب عليها..
قررت شيخة تكسر الصمت اللي هم فيه من الصبح وترمسه.. بس قبل لا تبطل حلجها اطالعها فهد باحتقار وقال لها.. : " لمي ثيابج واغراضج وحطيهن في الشنطة.."
اطالعته شيخة باستغراب.. وانترسن عيونها دموع وهي تسأله: " ليش؟؟"
كانت متأكدة انه بيردها بيت أهلها.. وبيطلقها.. وانها بترد تعيش حياة الكبت والحرمان اللي كانت عايشتنها قبل لا تعرس.. في هاللحظة وعقب ما قال لها فهد هالجملة.. حست شيخة باللي ظيعته من إيدها.. كان ريلها واثق فيها ثقة عمياء.. ومدلعنها آخر دلع ومعيشنها عيشة عمرها ما كانت تحلم بها.. كان يحبها.. وكانت هي عايشة في نعيم.. بس كله ظاع منها.. وهي اللي يابته حق عمرها..
تنهد فهد ورد يطالع التلفزيون وهو يقول لها: " باخذج ويايه دبي.. تتحريني بودرج هني بروحج ؟ لا الغالية.. من اليوم وطالع حتى النفس ما بتتنفسينه الا عقب ما تشاوريني انا.. تفهمين؟؟"
اطالعته شيخة بعبط.. وعقب ما استوعبت رمسته حست انه الدم رد يمشي في عروقها وقالت له بهمس: "إن شالله.. "
فهد: " ياللا اشوف بسرعة لمي اغراضج.. بنطلع عقب المغرب.. "
وقفت شيخة وسارت صوب الكبت تلم ثيابها وتحطهن في الشنطة.. كانت تتحرك بصعوبة من آثار الضرب اللي حصلته أمس.. بس في نفس الوقت الراحة اللي حست بها فجأة عطتها طاقة كبيرة انها تتحرك بسرعة وتنفذ كلام ريلها..
بعدها مب مصدقة انه ما بيطلقها

.




.
.
في المستشفى كانت ياسمين يالسة ويا أمها عقب ما روحت أم احمد عنها عشان ترتاح.. وكانت امها تسولف لها وياسمين مب منتبهة لها.. ياسمين كانت تفكر بكل اللي استوى اليوم.. عبدالله عاملها جنها أميرة.. عقب الهدية اللي ياب لها اياها الصبح واللي طيرت عقل أمها.. طرش لها حرمة ترتب غرفتها وترستها لها ورد.. ياسمين كانت تصارع افكارها.. مرة تحس انها غلطت على عبدالله وانها متولهة عليه.. ومرة تتذكر انه طلع نص الليل بدون ما يخبرها وخلاها بروحها في اللحظة اللي كانت محتاجة له فيها.. كانت بعدها تفكر شو اللي خلاه يظهر ؟ ام احمد كانت وياها وليلى ومايد يو يزورونها.. يعني محد من عيال اخوه كان محتاجنه.. معقولة يكون يعرف وحدة غيرها؟ وانها في الاشهر الاخيرة من حملها يوم كانت مطنشتنه، تقرب من وحدة ثانية وحبها؟؟
مريم: " ياسمين انتي تسمعيني؟؟"
ياسمين: " ها؟؟ شو قلتي امايه؟"
مريم: " أقول لج ابوج سألني بعدج تبين تطلقين؟؟"
ياسمين ما عرفت ترد.. وتنهدت بتعب وهي تطالع بنتها اللي كانت راقدة حذالها .. وقالت لأمها: " ما اعرف.. انا تعبانة ومب قادرة افكر الحين.. "
مريم: " وليش تطلقين؟؟ مب انتي اللي كنتي تبينه من البداية وتخبلتي عشان تاخذينه؟؟"
ياسمين: "امايه انا مب مرتاحة.."
مريم: " ودري عنج الدلع شوفي ريلج مب مقصر وياج في شي.. شوفي غرفتج .. ولا حدة في هالمستشفى مرتاحة شراتج.. وبعده اللي بييج اكثر منه.. ريلج ما بيقصر وياج.. يعني عقب ما يبتي له الياهل اللي كان يترياه وعقب ما ظمنتي انه بيحطج في عيونه ناوية تودرينه؟؟"
ضحكت ياسمين بعصبية وقالت لها: "وانتي من متى يهمج؟؟ انتي مب حاسة باللي انا حاسة به.. حتى الاتصال ما تتصلين بي عشان تطمنين عليه.. وأمس أم احمد هي اللي كانت واقفة ويايه بدالج.. وانتي ..."
مريم (بنبرة حادة): " انا حتى لو كنت هني شو بسوي لج يعني؟؟ ترى جي ولا جي بتربين.. ياسمينوه ودري عنج هالدلع.."
ياسمين: "بس هذا اللي اسمعه منج.. كل ما اقول لج شي قلتي لي دلوعة.. "
مريم: " انتي مب بس دلوعة.. إلا دلوعة وهبلة بعد.."
ياسمين (باحتقار): " مشكورة امايه ما تقصرين.."
مريم: " محد يودر هالنعمة .. الا وحدة هبلة شراتج.."
ياسمين: "والله ابويه يروم يعيشني جي واحسن بعد.."
مريم: "وانتي شو دراج؟؟ "
اطالعتها ياسمين باستغراب وسألتها: "شو قصدج؟"
تنهدت مريم واطالعت الياهل ورمست بصوت واطي وكأن الياهل بتفهم عليها شو تقول وما تباها تسمعها: " أبوج بيصكون فندقين من فنادقه.. كم مرة حذروه عشان نظافة المطابخ بس ماشي فايدة.. هذا غير المخالفات الثانية.. شوفي شكثر بيخسر.. وعقب ارمسي.."
ياسمين انصدمت.. أبوها ليش ما خبرها؟ ما تذكر انه كان يخبي عليها هالسوالف من قبل.. تذكر انه قبل كم شهر خبرها انه محتاج واسطة عبدالله عشان ما يبندون الفندق.. بس كانت تتحرى انه هالشي خلاص انتهى.. وانه الأزمة عدت.. معقولة عشان جي كان يباها تكتب الفيلا بإسمها؟؟
هالسؤال تم معلق في بال ياسمين.. واضطرت ما تفكر فيه اكثر لأنه شريفة دشت في هاللحظة ويا أمها صالحة وانشغلت ياسمين بهم هي وامها
.
.
في بيت المرحوم أحمد بن خليفة كان الجو صدق حلو وربشة.. ام أحمد واقفة في المطبخ تهزب البشاكير.. وليلى واخوانها كلهم في الحديقة برى يلعبون.. ومزنة عندهم .. ومسوين حشرة.
ليلى كانت تحاول تتصل بمريم ومحمد عشان تخبرهم انه ياسمين ربت بس يرن رنتين ويطلع لها صوت واحد يخبرها انه الرقم غلط.. وعقب كم محاولة علق عندها الخط ونشت من مكانها وسارت بعيد عن اليهال عشان تكلمهم..
مايد يوم شاف ليلى سارت عنهم بعيد جمع اخوانه ومزنة وقال لهم: " اسمعوا.. عندي لعبة وااااااايد حلوة.. بتلعبون؟"
كلهم هزوا روسهم واطالعوه بترقب..
مايد: " بنلعب لعبة الملك والجنود.. انا الملك.. وانتو الجنود.."
مزنة: " وليش انته الملك؟؟"
تأفف مايد وقال لها: "لأني الريال.. وبعدين انا العود هني.. عمرج شفتي جندي اكبر عن الملك؟؟"
مزنة (بتحدي): "هييه المستشار اكبر عن الملك.."
مايد: "ولا يكون حظرتج تبين تستوين الملك؟؟"
أمل: "أصلا في كل بلاد العالم ما شي ملك حرمة.."
سارة: "امبلى شي .. في لندن.."
مايد: " ايييييييه ما يخصكم تقررون.. هاي لعبتي تبون تلعبون ولا لاء؟"
امل: " امبلى نبا نبا.. "
مايد: " أوكى.. انا الملك.. وانا بتم يالس هني على هالكرسي.. هالكرسي هو العرش.. وانتو جنودي اطرشكم تسوون مهمات حقي.. واللي تنجح مهمته نعطيه ترقيه.."
خالد كان يطالعه وعلامة تعجب كبيرة مرسومة على ويهه.. وفي الأخير سأله: " ترقيه؟"
مايد: " هييه يعني بخليه قائد الجنود وبييلس ويايه هني.."
مزنة: "ونحن شو بنستفيد؟؟"
مايد: "اممم اللي بيحصل الترقية بخليه يلعب بالبلاي ستيشن ساعتين.."
كانت هاي هي الجملة السحرية اللي خلت اليهال كلهم ينفذون طلبات مايد .. ومايد ما قصر وياهم وطرش كل واحد في مهمة مختلفة..
مايد: " مزنوه سيري غرفتي انتي وسارة ورتبوها.. "
مزنة +سارة: "حاظر سيدي.!!"
عقب ما ركضت مزنة ووراها سارة داخل البيت التفت مايد على أمل وقال لها: " سيري المطبخ وسوي لي عصير برتقال.. لا تخلين البشاكير يسونه لازم انتي تسوينه.."
أمل: "انا ما اعرف اعصر برتقال.."
مايد: "تعلمي.. تبين تطلعين من اللعبة؟؟"
فكرت أمل بالبلاي ستيشن وقالت: "لا لا .. بسير الحين.."
ابتسم مايد وهو يشوفها تدخل من باب الصالة وتختفي داخل وصد صوب خالد اللي كان واقف يتريا دوره وهو يبتسم ابتسامة عريضة..
خالد: "أنا شو اسوي؟؟"
مايد: " انته؟؟ ما اعرف.. ما عندي لك شي.. تعال ايلس ويايه ويوم بيون بقول لهم انك انته الفايز .. شو رايك؟"
خالد (وهو يضحك): "عجييييب.."
يلسه مايد على الكرسي حذاله ويلس يسولف وياه وفي هالوقت كان دريول صالحة مدخل موتره في بيت احمد بن خليفة عشان ينزل عليا.. وأول ما نزلها لف بالموتر وطلع من البيت عشان يودي صالحة وشريفة المستشفى..
عليا يوم شافت الموتر يبتعد حطت شيلتها على جتفها وبطلت شعرها الأحمر القصير وتمت تتلفت حواليها وسمعت حشرة في الحديقة اللي على يمينها.. كانت الاشجار مغطية عليها وما تشوف من يالس هناك بس كانت تسمع صوت ضحك.. وهي تعرف هالضحكة زين..
عضت عليا على شفايفها ومشت بتردد لمكان الضحك.. بس قبل لا توصل له.. شافتها ليلى اللي كانت ترمس في الموبايل وأشرت عليها.. واضطرت عليا تسير صوبها.. وهي تتحرطم..
ليلى بندت الموبايل ومشت بسرعة صوب عليا عشان تلوي عليها
ليلى: " هلا والله هلا.. فدييت هالويه يا ربييه.."
عليا (وهي تلوي على ليلى وتبتسم): " هلا ليلوتي شحالج؟"
ليلى: "الحمدلله انا بخير.. انتي شحالج؟ ومتى ييتي؟"
عليا: "اليوم كنا يايين من بوظبي بس يدوه كانت بتزور مرت عمج وانا يابوني هني لأنه محد بيتم ويايه في البيت"
ليلى: " ليش شيخوه وينها؟"
عليا: " ما ادري... شكلها طالعة ويا خالي فهد.."
ليلى: " زين سويتي يوم ييتي هني.. متولهة عليج.. المرة اللي طافت يوم ييتينا ما لحقت اسولف وياج.."
عليا: " ياللا هالمرة بتشبعين مني بتم هني اسبوع.. "
رن موبايل ليلى في هاللحظة وردت عليه وأشرت لها عليا انها بتدخل داخل.. وهزت ليلى راسها.. وطارت عليا للحديقة اللي على اليمين.. وعقب ما خفت الاشجار من جدامها شافت ظهر مايد.. كان لابس بيجاما رمادية و عليا حست بقلبها يذوب وهي واقفة في مكانها تطالعه.. بس عينها يت في عين خالد اللي ابتسم لها ولوح لها بإيده.. وهالحركة نبهت مايد انه في حد واقف وراه والتفت عشان يشوف منو..


كانت أحلى مفاجئة لمايد.. شي مول ما توقعه... انه يشوف عليا مرة ثانية.. كانت واقفة وراه تبتسم بخجل.. كل الكبرياء والغرور اللي كان في نظرتها يوم شافها قبل اختفى.. نظرتها هاي كانت غير.. كانت كلها أمل وشوق وشطانة.. وأول ما يت عينها في عينه نزلت عيونها وابتسمت ..باختصار.. نظرتها ذبحته.. وخلته متلخبط مب عارف شو يسوي ووقف يطالعها ويبتسم بعبط.. لين انتبه لعمره فجأة واقترب منها خطوة عشان يسلم عليها..
مايد: " هلا والله.. شحالج عليا؟ شو هالمفاجأة الحلوة؟"
عليا: "الحمدلله انا بخير.. وانته شحالك؟"
مايد: "بخير ربي يعافيج.. امم.. تعالي .. ايلسي.."
يلست عليا على الكرسي اللي كان هو يالس عليه ومايد كان بيطير من الوناسة يوم شافها تيلس مكانه.. وقرب الكرسي الثاني منها ويلس حذالها .. في هاللحظة يت أمل شالة العصير في صينية صغيرة ويوم شافت عليا يت بترد داخل بس مايد اطالعها بنظرة خوفتها وخلتها تكمل دربها.. وحطت العصير على الطاولة وردت تركض داخل..
عليا ابتسمت لها بحنان وقالت لمايد اللي عطاها العصير: " حظك .. عندك اخوانك يسلونك في البيت.. مب شراتي انا.."
مايد: " وانتي وين اخوانج؟؟"
عليا: "معقولة ما تعرف؟ امايه ما عندها غيري.. أنا وحيدتها.."
مايد كان يحاول يشل هالابتسامة السخيفة عن ويهه بس مب قادر.. يحس انه كل ما يسمع صوتها ابتسامته تكبر بشكل طبيعي.. صوتها كان موسيقى .. ومايد يباها تتكلم بأي طريقة بس عشان يتم يسمعه..
مايد: " انزين يوم بتتمللين من بيتكم تعالي عندنا.."
عليا: " لا ما فيه تملون مني وتقولون هاي شو بلاها كل يوم ناطة بيتنا.."
مايد: " أفااا.. لا تقولين جي بالعكس والله نتمناها شوفتكم.."
ابتسمت له عليا.. كانت وايد مستحية منه.. الا بتموت من المستحى.. قلبها كان يدق بقوة وخدودها شوي وبتحترق.. بس رغم هذا اجبرت نفسها ترفع عيونها وتطالع عيونه.. عيونه اللي اتريت شهور عشان تغرق في بحرهن.. عيونه العسلية ورموشه الكثيفة.. ونظرته الجريئة اللي علقتها في نفس هالمكان قبل عشرة اشهر بالتحديد.. رفعت عليا عيونها والتقت بعيونه وعلى طول اختفت الابتسامة عن شفايفها.. وردت تنزل عيونها على طول.. ما تدري شو ياها بس ما تحملت تشوف نظرته.. ما تحملت مجرد احتمال انها ما تشوف في عيونه ولو جزء بسيط من اللي تحمله عيونها له.. او انه النار اللي في قلبها تنطفي بكلمة باردة من صوبه..
سألها مايد فجأة: "شو فيج؟؟ لا يكون تستحين مني؟؟"
انصدمت عليا من سؤاله واطالعته باندهاش وقالت: "أنا؟؟ ها؟ لا لا . ليش استحي منك.؟"
مايد : " اشوفج صاخة. ما ترمسين الا بطلوع الروح.."
رفعت عليا حواجبها وقالت له: " وشو تباني اقول لك ان شالله؟؟ ما عندي شي اقوله.."
مايد ( اللي كان يبا يسمع صوتها مرة ثانية وثالثة ورابعة): " قولي أي شي.. غني..خربطي.. المهم ارمسي.. لا تسكتين.."
ابتسمت عليا: " ان شالله ما بسكت.. انته علمي ولا ادبي؟"
مايد: " ها؟؟ انا اول ثانوي.."
عليا: "أووه يعني انا اكبر عنك.. أنا ثاني ثانوي.."
مايد (بتحدي): " أنا مدخليني المدرسة متأخر.."
كبرت ابتسامة عليا وسألته بخبث: " متأكد؟"
مايد: " هييه متأكد.. يعني لا تسوين عمرج العودة اوكى؟؟"
عليا: " هههههه بحاول.. انزين شو سويت في امتحاناتك..؟"
مايد: "ما شي الحال.. وانتي؟"
عليا: "ماشي الحال.. بس تعرف العلمي صعب شوي"
خالد كان طول الوقت يطالعهم وهم يسولفون وحس انهم مب وياه ابد ، عشان جي مد ايده وشرب عصير عليا وهي مب حاسة.. ويلس يلعب بالغيم بوي مال ميود وهو مب حاس.. او مب مهتم.. وكان مستانس اخر وناسة.. ومزنة وسارة اللي كانن يراقبنهم من ورا الباب الزجاجي استغلن الفرصة وين يسلمن على عليا اللي استانست عليهن وايد.. وعلى أدبهن..
عليا: " مزوون شحالج؟؟ .. ما شالله انتي دوم هني؟"
مزنة: "هييه احنا دوم نلعب هني.. كل يوم العصر.."
حست عليا بالغيرة من مزنوه الياهل اللي كل يوم مطيحة هني عند مايد واخوانه وابتسمت لها ابتسامة صفرة وسألت مايد: "منو هالأمورة ؟؟"
مايد (بفخر): " هاي سارونا اختي.. "
مزنة: " ميوود احنا بنسير نلعب بلاي ستيشن في غرفتك.."
اطالعها مايد بنظرة نارية .. كان يعرف انها استغلت الفرصة وتعرف انه ما بيروم يرفض جدام عليا .. بس اللي ما كانت تعرفه انه خبيث اكثر عنها وقال لها وهو يبتسم: " عادي سيروا العبوا..!"
مزنة: "نلعب بأي شريط؟"
مايد: "هييه أي شريط عادي.. سيروا.."
ضحكت سارة ومزنة وركضن بسرعة عشان يلعبن.. ومايد ميود عمره عشان لا يضحك.. وحليلهم ما يدرون انه البلاي ستيشن اختربت امس ومستحيل تشتغل.. والحين يوم بيسيرون يلعبون وبيشوفونها خربانة بيحملهم مايد المسؤولية وما بتهزبه ليلى اذا قال لها انه يبا بيزات عشان يصلحها..
وعقب ما سارو وخذوا خالد وياهم التفت مايد على عليا وقال لها: " تحبين السلاحف؟؟"
عليا: " هيييه.."
وقف مايد وقال لها: "عندنا وايدات .. تعالي اختاري لج وحدة.."
استانست عليا ومشت وراه للحديقة اللي ورا البيت.. مايد كان مستانس انه لقى حد من نفس عمره عشان يرمسه.. وعليا كانت مب أي حد.. يوم شافها قبل عيبته وايد وصح انه ما فكر بها وايد في الاشهر اللي طافن.. بس كانت اتي على باله من فترة لفترة.. والحين يته الفرصة انه يتعرف عليها اكثر.. خصوصا انها تخلت عن قناع الغرور الغبي اللي كانت لابستنه قبل.. وداها مايد عند النافورة اللي كان حاط فيها السلاحف الصينية الصغيرة وعليا يوم شافتهن تخبلت عليهن.. كانن صغار وخضر وعليهن خطوط سود وبرتقالية.. مد مايد ايده في الماي وطلع وحدة منهن. كانت اصغر عن كف ايده.. ويوم عطاها لعليا كانت خلاص بطير من الوناسة.. يمكن هو مب مستوعب هالشي وما يهمه.. بس هالسلحفاة كانت أول شي يعطيها اياه مايد.. أول هدية من حبها الأول اللي ما يدري عنها مول.. وشعورها في هاللحظة ابد ما كان ينوصف..
مايد كان يطالع شعرها ويبتسم.. وسألها بخبث: " انتي صابغة شعرج علايه؟"
عليا يوم سمعته ينطق اسمها تفججت وردت عليه بدلع: " هييه.. "
مايد: " وليش صابغتنه هاللون؟؟"
عليا: " ليش ؟ مب حلو؟؟"
مايد: " بالعكس.. وايد مبين لون عيونج.."
رمشت له عليا بدلع وقالت وهي ترد بشعرها ورا اذنها..: " وشو رايك بعيوني؟؟ حلوة؟؟"
ضحك مايد بتوتر واستغرب من جرأتها.. بس رد عليها بكل لباقة وقال: "شو هالسؤال الغبي؟ أونج عاد ما تعرفين انه عيونج حلوة؟؟"
ضحكت عليا بدلع وكانت بتقول شي بس خربت ليلى عليها وناستها يوم يت تدورها وشافتها ويا مايد.. عليا في هاللحظة كانت عادي تجتلها بس غصبن عنها ابتسمت لها ابتسامة مجاملة.. وسارت لها..
ليلى: " ربيعاتي موزة واختها لطيفة بيوون عقب شوي.. فنانات بتستانسين عليهن "
عليا (بمحاولة يائسة): " بس ربيعاتج مب وايد كبار؟"
ليلى: " لا لا .. لطيفة عمرها 16 سنة.. "
مايد: " انزين لازم تيلس ويا ربيعاتج؟؟ خليها عندي انا.. تراني مونسنها"
ابتسمت له عليا واطالعته ليلى بنظرة وقالت له: " لا ما عليه.. بنستغنى عن خدماتك اليوم أخ مايد.."
انتبهت ليلى للسلحفاة اللي في إيد عليا وقالت: "ميود هاي مب سلحفاتك؟"
مايد: "هييه بس انا عطيتها لعليا.."
اطالعت ليلى عليا بنظرة وردت لها عليا النظرة بابتسامة باردة ..
ليلى (وهي حاسة انه في شي يستوي): " ياللا حبيبتي تعالي بنسير داخل.. "
عطتها عليا نظرة حارقة وصدت صوب مايد وابتسمت له ابتسامة اخيرة ومشت هي وليلى بعيد عن النافورة.. وبعيد عن مايد.. وعليا تحترق وصدق في خاطرها تكفخ ليلى..
.


.
يلست عليا في الصالة تتريا ربيعات ليلى والسلحفاة في ايدها وليلى سارت المطبخ تزهب شي حق اللي بيوون.. تمت عليا تتلفت حواليها بملل وتقول في خاطرها يعني يوم انها ليلى تبا تسير المطبخ ليش خذتني عن مايد؟؟ تنهدت عليا والتفتت صوب باب الحديقة وشافت مايد يبطل الباب بيدش.. وابتسمت على أمل انه ايي وييلس حذالها بس مايد مر جدامها وابتسم لها وسار عنها فوق عند اخوانه يشوفهم شو مخبصين في حجرته..
عليا حست بإحباط فظيع.. وتمت تطالعه وهو ساير فوق بكل برود.. ليش ما سوى لها سالفة؟ توه كان اوكى وياها.. توه كان يسولف ويضحك وياها وكانت عليا هي محور اهتمامه كله.. شو اللي خلاه يتبدل مرة وحدة؟؟

مايد بروحه ما كان يعرف ليش طنشها.. كان يبا يرمسها ويبا ييلس وياها بس يحس انه مصخها.. عشان جي وقبل لا يستوعب.. ابتسم لها وسار عنها.. ويوم دش غرفته كان صج مغيظ من عمره واللي زاده انه شاف مزنة مبطلة البلاي ستيشن من ورا وتحاول تصلحها..
مايد: "إيييييييييييه انتي شو تسوين؟؟"
مزنة يوم شفته فرت البلاي ستيشن وحطت ايدها ورا ظهرها واطالعته ببراءة.. وقالت: "ماشي"
أمل استغلت الفرصة انه اخوها ميود يطالع مزنة وطلعت من الغرفة بهدوء..
مايد سار صوب البلاي ستيشن ولاحظ انها كانت ناوية تكسرها يوم ما رامت تبطلها .. وكان بيذبح مزنة بس تلاحقت بعمرها وركضت برى ويا خالد.. محد تم وياه في الغرفة الا سارة اللي كانت تطالعه بفضول وهي منسدحة على الشبرية.. ومايد عاد هالانسانة ما يروم يغلط عليها ولا حتى يطالعها بنظرة تزعلها.. عشان جي ما حاول يطلع حرته فيها او يبين لها انه معصب..
سارة: "منو البنية اللي تحت؟"
مايد: "هاي بنت خالوتنا.. اسمها عليا.."
سارة: " بنت خالوه صالحة؟؟"
مايد: "لا .. بنت بنتها شروف.."
اقترب منها مايد وحط ايده على مكان الجرح اللي في يبهتها.. هالمنطقة كانت كلها خضرا من اثر الضربة وأول ما يت أصابع مايد عليها غمضت سارة عيونها من الألم.. وسألها مايد: " سارونا ؟؟ "
سارة: "شو؟"
اطالعها مايد بحيرة.. شو بيسألها؟ من يوم ما شافها طايحة في غرفته في الليل وهو حاس بالذنب.. رغم انه هالشي يظايجه بس لازم يعترف انه اخته مب طبيعية.. في شي يخليها ساعات تنكمش على نفسها وتبتعد عن كل اللي حواليها.. رغم صغر سنها بس الحزن اللي في داخلها كبير.. وإذا كان مايد ما يروم يسيطر على هالحزن ساعات فكيف بتكون هي الطفلة؟؟
ردت سارة تسأله بفضول: " شو ميوودي؟"
مايد: "ماشي ماشي.. اطلعي ببدل ثيابي.."
نشت سارة بهدوء وطلعت من الغرفة وصكت الباب وراها وما نست تبتسم لمايد قبل لا تختفي ورا الباب.. ومايد اللي وقف يطالع الباب ثواني ، تنهد وطلع ثيابه من الكبت.. ويوم تسبح وبدل ثيابه واتصل بربيعه عشان يمر عليه ، نزل الصالة وشاف اخوانه اليهال يالسين ع الارض يلعبون وعليا كانت يالسة ع القنفة وحذالها لطيفة.. وللحظة يوم نزل مايد يت عينه في عين لطيفة.. وكمل مايد دربه وطلع برى ولطيفة تمت تطالعه وهي
مب منتبهة لين نبهتها عليا وهي تسألها: "شو تجوفين؟؟"
اطالعتها لطيفة وهي مصدومة.. وقالت: "شو؟؟"
عليا (وهي تطالعها بعصبية): "توج الحين شو كنتي تطالعين؟"
لطيفة: "ها؟ ما ادري.. كنت سرحانة.."
عليا (بنقمة): " اسرحي في أي شي ثاني بس هالشي لاء.."
لطيفة عصبت.. : "انتي شو تقولين؟ شو قصدج؟؟"
عليا: "انتي فاهمة قصدي زين.."
قامت عنها عليا وسارت تلعب ويا اليهال.. هي يلست ويا لطيفة فترة بسيطة بس مول ما عيبتها.. ولا قدرت تتقبل أبدا انه مايد اطالعها وهو نازل من فوق وهي اللي كان يسولف وياها مساعة ما سوى لها سالفة.. شو يعني؟؟ لطفووه احلى عنها مثلا؟؟ ولطيفة كانت صدق مقهورة ومصدومة من عليا.. شو تتحراها بتموت في ولد خالوتها؟ لطيفة كانت صدق سرحانة ومب قصدها تطالعه.. وعقب هالحركة اللي استوت بينها وبين عليا.. نشت وسارت ادور اختها وليلى عشان تيلس وياهم بدل هالارف

موزة كانت يالسة هي وليلى في الحديقة.. الجو كان وايد حلو وموزة كانت متظايجة ومكتئبة وشوي وبتصيح.. وليلى تبا تعرف شو فيها..
ليلى: " موزان حبيبتي خبريني شو فيج؟"
موزة: " ولا شي غناتي بس مجرد تفاهات.."
ليلى: "انزين ابا اعرف تفاهاتج .. ممكن؟"
اطالعتها موزة بنظرة كسرت لها قلبها . وقالت وهي تحس انها خلاص بتموت.. : " مبارك.."
ليلى على طول لوت عليها وموزة انهدت ويلست تصيح من الخاطر.. ويوم حست بعمرها هدت شوي قالت لليلى: " ما في أمل خلاص.. مالت عليه يوم حبيت، حبيت وهم.. "
ليلى: "شو هالرمسة موزوه؟؟ امس كنتي متفائلة وتقولين انج بتسوين المستحيل عشان توصلين له. واليوم تقولين ماشي أمل؟"
موزة: "سمعت ابويه امس يقول لامايه انه مبارك وايد تغير.. وانه صار له شهور ما رمسه ولا يفكر يرمسه.. يعني ابويه خلاص ما يدانيه.. حتى لو تحقق المستحيل وحس بوجودي.. شو الفايدة؟ العلاقة بينه وبين ابويه اختربت.."
ليلى: " فديتج موزوه .. ما ادري شو اقول لج.. "
موزة: " اللي صج قاهرني اني دوم افكر به.. استويت مهووسة بهالانسان.. تدرين اني رسمت له 3 لوحات خلال الشهر اللي طاف؟ ارسم ويهه من ذاكرتي وكل ما اخلص لوحة اقطّعها وارسم غيرها.."
ليلى: "وليش تقطعينهن ان شالله؟؟"
موزة: "يعني تبين ابويه يدش الاستوديو ويشوفها مثلا؟؟"
ليلى: "لا.. بس لا تقطعينهن.. (وابتسمت بشطانة ).. طرشي له اللوحة.."
اطالعتها موزة باندهاش.. : "انتي من صجج؟؟"
ليلى: "هيه طبعا..عيل تتعبين ع الفاضي..؟ خليه يحس انه في حد يفكر فيه وهو نايم في العسل.."
مسحت موزة دموعها بظهر إيدها وقالت: "كيف اطرشهم؟"
يوم بتخلصين اللوحة عطيني اياها بطرشها ويا إشفاق.. بخليه يعطيها حق البواب . والبواب بيوصلها للسكرتيرة.. شو رايج؟"
موزة: "لا لا ليلوه بتتوهقين.. تخيلي إشفاق سار وخبر عمج؟"
ليلى: "لا تحاتين.. ما بيخبر.. أعرفه دريولنا كتوم.."
ابتسمت لها موزة وفي هاللحظة يت لطيفة وانتهى الحديث في هالموضوع بين الصديقتين..

.
.




.
.

في المستشفى عقب ما روحت صالحة وبنتها.. كان عبدالله شال بنته شمسة .. خلاص ادمن عليها هالياهل ما يروم يفارق المستشفى اكثر من ساعة.. ولا يروم يركز في شغله .. كان وده يتم في المستشفى وياها وويا ياسمين اربعة وعشرين ساعة .. ومن كثر ما هو مستانس ع الياهل ، ماانتبه عبدالله انه ياسمين كانت متظايجة وسرحانة.. وعاقدة حياتها وتطالع الفراغ اللي جدامها.. كانت تفكر بأشيا وايدة. .بقرارات لازم تتخذها .. وبشغلات لازم تتأكد منها.. تحس انه حياتها تغيرت اليوم.. وانها لازم تتصرف بمسئولية وهالشي ما تروم تسويه.. ما تتخيل عمرها اتم مرتبطة عمر كله بياهل.. هالبنية بتكبر.. كل غلطة بتغلطها وكل فعل يصدر عنها ياسمين هي اللي بتكون المسئولة عنه.. تنهدت ياسمين بظيج وسألت عبدالله : "انته وين كنت امس؟"
عبدالله: "أمس؟؟"
ياسمين: "هييه.. يوم خليتني بروحي في البيت الساعة وحدة.. وين سرت؟"
عبدالله تلخبط.. ما توقع تسأله هالسؤال .. بس الجذبة كانت جاهزة عنده ورد عليها بدون ما يحط عينه في عينها: " كنت متظايج وطلعت اشم هوا.."
ياسمين: "الساعة وحدة ؟؟"
عبدالله: " هييه كنت وايد ظايج.."
ياسمين: "بس انته عمرك ما سويتها من قبل.."
عبدالله: " هييه اول مرة اتظايج جي.. ليش غناتي وين تتحريني سرت؟"
ياسمين: " لا ما حطيت في بالي شي.. بس المفروض ما كنت تودرني بروحي.."
عبدالله: "آسف غناتي.. تدرين اني مب متعمد اسوي هالشي .."
ياسمين (وهي بالها مب عنده): " هممممم..."
رد عبدالله يرمس بنته وياسمين ردت تفكر شو ناوية تسوي.. وقررت عقب ما يروح عبدالله تتصل بأبوها وتتفاهم وياه.. بس من باب الاحتياط قالت لعبدالله: "عبادي؟؟"
عبدالله: " عيونه.."
ابتسمت له ياسمين ابتسامة تذبح وقالت له: " تسلم لي عيونك حبيبي.. ابا منك شي.. بس لا تردني.."
عبدالله: "ادللي حبيبتي.. انتي لو تطلبين القمر ما يغلا عليج.."
ياسمين: " مع اني استاهل القمر.. بس بعد ما تهون عليه وما ابا اكلف عليك.."
عبدالله: " ههههههه.. شو حبيبتي؟ شو اللي في خاطرج؟"
ياسمين (بحذر): " الفيلا.. "
عبدالله: " بلاها ؟"
ياسمين: "أباها حقي.. اباك تكتبها باسمي.."
عبدالله: " أي فيلا تقصدين؟؟"
ياسمين: "الفيلا اليديدة.. و.. فيلا جميرا بعد.."
ابتسم لها عبدالله وهو عاقد حياته.. وسألها: "ليش حبيبتي.. بإسمي او بإسمج شو تفرق يعني؟"
ياسمين: "لا .. تفرق.. ابا احس بغلاتي عندك.. وانته بروحك قلت .. لو ابا القمر ما يغلى عليه.."
عبدالله: " خلاص غناتي ما طلبتي.. بكتب الفيلا باسمج.. ليش لاء؟ كل شي يهون لعيون ام شمسة.."
ياسمين: "باجر..ابا اوراق الملكية تكون عندي باجر."
عبدالله: "بس فديتج الاوراق يبالها كم يوم لين ما تخلص.."
رفعت ياسمين حاجبها اليمين واطالعته باستخفاف وقالت: " إنته عبدالله بن خليفة.. واعتقد انه اللي يخلصونه باجي الناس اسبوع تخلصه انته في يوم.. ولا شو رايك؟"
عبدالله: " ولا يهمج حبيبتي باجر بحاول اخلص الاوراق.. "
ابتسمت ياسمين ابتسامة عريضة واقتربت منه وباسته على خشمه.. مهما كان القرار اللي بتتخذه الحين ظمنت مستقبلها.. وعقب بتتصل لأبوها وبتبشره.
.
.
طلع عبدالله من عند ياسمين وسار المقهى عشان ييلس ويا سهيل اللي كان يترياه هناك.. ويوم دش المقهى التفت بشكل تلقائي وهو يدور مبارك، وما لقاه.. استوى لهم شهور وهم كل يوم يتلاقون هني في المقهى بس ولا واحد فيهم يرمس الثاني.. وهالشي يحز في خاطر عبدالله اللي اكثر من مرة حاول انه يسلم على مبارك بس كبريائه يمنعه من هالشي... مشى عبدالله صوب سهيل وسلم عليه ويلس وياه.. وعقب ما تخبره عن احواله ..
عبدالله: " سهيل اباك تخلص لي شوية أوراق باجر في المحكمة.."
سهيل: " أوراق شو؟؟"
عبدالله: " أباك تحول ملكية فيلا جميرا والفيلا اليديدة من اسمي لاسم مرتي.."
سهيل بطل عيونه على اخرهن من الصدمة وقال له: "ليش عاد؟"
عبدالله: " انا ابا اهديها الفلتين.. "
سهيل: " يا عبدالله يا خوي ادري انك مستانس عشان الياهل .. بس هالهدية وايد عودة.. وانته مب ظامن باجر شو بيستوي.."
عبدالله: " ان شالله ما بيستوي الا الخير.. ليش انته جي متشائم؟"
سهيل: " مب تشاؤم .. بس الواحد يكون حذر.. انزين ليش ما تكتبهن باسم بنتك؟ "
عبدالله: " هممم.. ليش لاء..؟ اكتب فيلا جميرا باسم مرتي والفيلا اليديدة باسم شمسة.. خلاص؟"
سهيل: "خلاص .. متى تباهن؟"
عبدالله: "زهبهن باجر اذا تروم.."
سهيل: "خلاص تم.. "
عبدالله: " مبارك محد اليوم؟"
سهيل: " مب بس اليوم.. استوى لي يومين ما اشوفه هني.."
عبدالله: " ما تعرف شي عن مشاريعه الحالية؟"
سهيل: "امبلى شفته مرة في البلدية وسألته.. المنتجع اللي بيسوونه في دبا ماخذ كل وقته.. شركته ما تاخذ أي مشاريع يديدة حالياً.."
عبدالله: "خلاص هاي فرصتنا.. بخبر روان تشوف لي شو المناقصات اليديدة والزباين تراهم ما بيتريون مبارك لين يخلص مشروعه.. الناس بعد تبا تمشي شغلها.."
سهيل: " صح هذا اللي كنت ابا اقول لك اياه.. شد حيلك الحين والشركة بترد شرات اول واحسن بعد ان شالله.."
عبدالله: "ان شالله.. "
ياب لهم الهندي اللي يشتغل في المقهى طلباتهم ويلسو هم الاثنين ياكلون ويسولفون عن الشركة وشو ناوين يسوون عشان يردونها شرات قبل.. ومرت الساعات وهم يسولفون
.
.





.
.
الساعة عشر فليل وعقب ما رقدوا اخوانها كلهم .. شلت ليلى لاب توبها ويلست في الصالة عشان تسلي عمرها شوي لأنه مب ياينها رقاد.. كانت وايد مفتقدة وجود محمد في البيت.. كانت دوم تيلس وياه عقب ما الكل يرقد ويسولفون.. بس الحين لازم تتقبل انه له حياته الخاصة وانه حتى يوم بيرد من شهر العسل بينشغل عنها.. اللي كان صج مريحنها انه مريم انسانة رائعة وانها مستحيل تحاول تقنع محمد يسكنها في بيت بروحها.. ويطلع عن هله.. ليلى عرفت مريم خلال شهور الخطوبة القصيرة.. وفي هالفترة وايد حبتها.. شافت فيها بنية خجولة وطيبة لأبعد الحدود.. وفي نفس الوقت شيطانة وحبوبة.. وفي فترة قصيرة جدا صارو هم الثنتين شرات الخوات.. وليلى تتريا اليوم اللي بيردون فيه من السفر بفارغ الصبر..
ابتسمت ليلى وهي تفكر بهالشي ودشت النت.. محد كان اون لاين عنده في اللست فقررت ادش موقعها وتيلس تعدل فيه شوي.. كانت تفكر تغير الديزاين مال الموقع وتسويه ابيض بدال اللون الاسود الكئيب.. وبينما هي تجلب بين الصفحات.. يت عينها على صورة وايد حبتها.. صورة أحمد وهو واقف في يالس في البيازا في إيطاليا.. مررت ليلى إيدها على الصورة بحنان.. وتمت تفكر يا ترى شو استوى له؟ وشو اخباره الحين؟؟ كانت مفتقدة هالاحساس اللي حست به هذاك اليوم.. الاحساس بالحرية وهي تتمشى في البيازا والاحساس بالسعادة والحب اللي طغى على مشاعرها.. تذكرت احمد وعيونه الحلوة.. وتذكرت إعجابها به.. وفي داخلها تمنت انه يكون بخير.. وانه احواله تكون تحسنت وايد..
عقب ما بندت الموقع .. بطلت ليلى إيميلها.. ومن بين الرسايل كانت رسالة غريبة.. من وحدة اسمها فايزة عبدالله.. بطلتها ليلى وقرتها..
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الأخت ليلى.. بعد النجاح الباهر اللي حققه معرضج ونظرا لإعجابي الشديد بالصور المعروضة في موقعج.. حبيت اعرض عليج تساعديني في مشروعي اللي بسويه.. أنا صحفية اشتغل في جريدة الاتحاد وأريد اكتب عن المناطق الاثرية في إمارة بوظبي ومدينة العين.. ومحتاجة لمصور محترف.. وأسلوبج في التصوير رائع .. إذا ما كان عندج مانع اتمنى تكونين مصورتي في هالمشروع.. وطبعا الجريدة بتدفع لج لقاء اتعابج..
اتمنى ما ترفضين وتردين عليه
تحياتي لج
فايزة"
قرت ليلى الرسالة مرة ومرتين وثلاث.. كانت مب مصدقة!!.. ها الرسالة هي أول عرض عمل يوصلها.. وإذا انجزته عدل ممكن تحصل عروض ثانية.. بسرعة ردت عليها وقالت لها انها بتشاور الأهل وبتخبرها بس هي موافقة مبدئيا.. وعقب ما طرشت الرسالة بندت اللاب توب وسارت فوق عشان ترقد..
.
.

.
.
في اليوم اللي عقبه كان عبدالله مشغول في الشركة مع انه وده يسير يشوف ياسمين.. بس أمها كانت وياها وهو ما يرتاح لها... وسار الشركة ويلس يخلص اشغاله على امل انه يسير لها الظهر يشوفها..
باجر بترد ياسمين البيت وعبدالله يبا يفاجئها.. يبا يحسسها انه صدق ندمان على اللي سواه يوم ودرها بروحها في الليل.. وضغط ع الجهاز اللي على مكتبه ونادى روان.. ويوم يته المكتب قال لها: " روان اباج ادورين لي مهندس ديكور شاطر.. وتخلينه يتصل فيني.."
روان: "ان شالله استاذ عبدالله.. "
طلعت روان ويلس عبدالله يفكر باللي بيسويه ويبتسم.. بيعدل لها غرفتها في البيت عشان يوم ترد تتفاجئ.. بيغير الاثاث والديكور كله وبيترس لها اياها ورد جوري.. يباها يوم ترد البيت ينور ويهها من الوناسة.. خلاص من اليوم وطالع ايامها كلها بتكون وناسة وبس..

.
.
نهاية الجزء الثالث والعشرون






رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 05:26 PM   رقم المشاركة : 29
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 

لجزء الرابع والعشرون


كانت الأمواج تعانق رمال الشاطئ بكل حب.. ومنظرها من الطيارة رسم البسمة على ملامح فاطمة الجميلة.. كانت يالسة على الكرسي تطالع البحر تحتها وتحس بسعادة غريبة تتغلغل في داخلها.. أفكارها خذتها للأسبوع اللي بتقضيه هني في دبي.. المؤتمر هي ما تحاتيه بالمرة، لأنه الورقة اللي بتعرضها عليهم كتبتها وراجعتها مرتين.. ومتأكدة انها بتعجبهم.. اللي كانت تحاتيه هو السبب الحقيقي اللي خلاها ترد الإمارات.. كانت تحاتي عبدالله.. شو بيكون موقفه منها إذا عرف انها ردت؟ بيستانس؟ بيحاول انه يشوفها؟ ولا بيتظايج؟ يا ترى طرت على باله في الأشهر اللي طافت ولا نساها تماما وبينصدم من اتصالها به.. هذا إذا فكرت تتصل..
ردت فاطمة بشعرها ورا اذنها.. كانت هالمرة لابسة شيلة وعباة.. تعودت خلاص كل ما ترد قطر او تسافر الإمارات انها تلبسهم.. وهالمرة اذا شافت عبدالله بتكون أول مرة يشوفها بالشيلة والعباة.. يا ترى شو بيقول أول ما يشوفها؟

" Madam, we're going to land in a few minutes. Please don't forget to fasten your seat belt."
طلعتها هالجملة اللي قالتها المظيفة من دوامة أفكارها وابتسمت لها فاطمة وهي تنفذ تعليماتها، وفي اللحظة اللي نزلت فيها الطيارة في مطار دبي الدولي.. حست فاطمة بالدم يندفع بقوة في عروقها.. وتنفست بعمق ولبست نظارتها ونزلت شنطتها من فوق وطلعت من الطيارة..

مشت فاطمة في المطار بثقة وبسرعة، تخلص إجرائاتها وتاخذ شنطها وبالها مشغول ... بنتها إيمان بتي هي وريلها عشان يستقبلونها وعشان جي عقب ما استلمت شنطها , تلفتت وهي ادورهم بين الحشود الكبيرة المتجمعة عند البوابة , وابتسمت بسعادة بالغة يوم شافت إيمان تأشر عليها من بعيد وريلها يتجدم عشان يدل الحمال على مكان السيارة ...
كانت فاطمة شوي وبتركض عشان تحضن بنتها الغالية والوحيدة , صارلها سنة ماشافتها وكانت صدق متولهة عليها وإيمان من كثر وناستها كانت تصيح ...
لوت فاطمة على بنتها بقوة وقالت لها : " يابعد عمري يا إيمان.. والله كنت بموت من الوله عليج " .
إيمان : " اسمحيلي فديتج .. أنا اللي وايد مقصرة وياج "
ابتعدت عنها فاطمة وطالعتها بحنان وهي ترد عليها : " أدري إنه لو هالشي بإيدج ما بتفارقيني ولو ثانية ... بس إنتي مشغولة وعندج ريلج وعيالج "
إيمان : " عيالي من أمس ما رقدوا.. يبون يسلمون عليج أول ما توصلين.. و الحين يتريونج في البيت "
فاطمة : " بعد عمري والله "
في هااللحظة اقترب منهم خليفة ريل إيمان وسلم على عمته وراحوا هم الثلاثة السيارة عشان يروحون البيت .
وفي الطريج كانت فاطمة وبنتها يسولفن ...
إيمان : " أحمد ولد خالتي أمينة شحاله ألحين ؟ "
فاطمة : " قبل يومين متصلة بنوال .. وخبرتني إنه العملية الحمدلله نجحت وأحمد رد يشوف شرات قبل "
أيمان (وهي تحط إيدها على قلبها من الوناسة): " الحمدلله!! أكيد لموي بتستانس الحين"
فاطمة: " إيه أكيد.. عرسهم تأجل فترة طويلة وايد والحين أخيرا بيقدرون يحددون موعد يديد."
خليفة: " ها عمتي.. متى المؤتمر؟"
فاطمة: " عقب باجر.. "
خليفة: " عاد مب من يخلص المؤتمر تروحين.. لا هالمرة نحن بنحبسج هني شهر.."
فاطمة: "ههههههههه.. شهر عاد؟؟ نسيت انه ورايه جامعة وامتحانات منتصف؟؟ "
إيمان: " بس امي نحن مول ما نشوفج.. إلا في المجلات والتلفزيون.. يعني ما تولهتي علينا؟؟"
فاطمة: " امبلى أكيد تولهت عليكم.. والله انكم دوم على بالي وافكر متى أي ازوركم.. بس أشغالي والتزاماتي ما اقدر اتهرب منهن.."
مدت إيمان شفايفها شرات اليهال يوم يزعلون وابتسمت لها فاطمة وباستها على خدها .. وتموا طول الدرب يسولفون لها عن عيالهم وعن التغيرات اللي استوت في حياتهم وفاطمة تبتسم لهم وتسمع اللي يقولونه .. وجزء من تفكيرها كان غصب ياخذها لبعيد.. للعين.. وبالتحديد لعبدالله بن خليفة.. الرجل المثالي اللي غزا افكارها واستعمر قلبها
.
.
في بيت أحمد بن خليفة كان الجو هادي، الساعة الحين 10 الصبح واليهال بعدهم راقدين.. أم أحمد في المستشفى عند ياسمين وسارة وأمل اللي كانن سهرانات أمس على سبيس تون للساعة 12 بعدهن ما نشن من الرقاد.. مايد هو الوحيد اللي كان واعي وواقف في المطبخ يقلي جبن حلوم في شوية زبدة ويسوي له جاهي حليب.. لأنه اليوم البشاكير ماخذات إجازة .. مايد كان مب قادر يرقد أكثر عن جذي مع انه امس كان راقد متأخر بس اليوم يحس بالنشاط.. يمكن لأنه بيسير دبي عند مترف وهو كان يتريا هاليوم من بداية الأسبوع..
شل مايد ريوقه البسيط وطلع يتريق في الصالة، وتفاجئ بليلى اللي كانت يالسة ع القنفة وخالد راقد في حظنها وهي تمسح على شعره.. ابتسم لها مايد وهو يحط ريوقه على الطاولة الصغيرة اللي جدامها وقال لها: " صباح الخير"
ليلى (بتعب): " صباح النور"
مايد: "من متى انتي هني؟ ما انتبهت لج وانا ساير المطبخ."
ليلى: " أنا يالسة هني من أمس.. بعدني ما رقدت.. خالد فديته أسنانه تعوره وطول الليل أنا وياه هني.."
اطالع مايد اخوه اللي كان راقد وقال بحنان: " وحليله خلود.. انزين هو الحين راقد.. سيري ريحي اشوي."
ليلى: "هيه بس ما اروم اشله والله تعبانة.."
مايد: "أنا بشله عنج.."
وقف مايد وشل اخوه الصغير ووداه فوق وليلى تتبعه.. وقبل لا يوصل غرفتها سألته: " متى بتسير دبي؟"
مايد: "الساعة 12 جي.."
ليلى: "لا تتأخر هناك أوكى؟"
مايد: "إن شاء الله ما بتأخر.. أقول ليلوه عادي أشل ساروه وأمولة ويايه؟ "
ليلى: "ليش؟ خلهم هني أحسن.. ما بتاخذ راحتك."
مايد: " قولي انج ما تأمنين عليهم ويايه.."
ليلى (وهي تبتسم له وتحط إيدها على خده): "لا والله حبيبي مب جي قصدي.. بس أنا أباك تستانس هناك.."
مايد: "بستانس يوم بشوف هالثنتين مستانسات.. حرام والله من خمسة أشهر ما طلعتوهم من العين.."
ليلى: "خلاص ميودي اللي تشوفه.. بس دير بالك عليهم.."
مايد (وهو يبتسم ابتسامة عريضة): "أكيد أكيد.."
دش مايد غرفة اخته ليلى ونزل خالد على الشبرية ويلست ليلى حذاله تراقبه وهو راقد وتلحفه عدل.. أما مايد فتنهد بملل وطلع من الغرفة.. شو بيسوي للساعة 12؟ بيتم يالس بروحه؟ طبعا لاء.. بيسير يوعي هالدباديب الصغار ساروه وأموله.. عشان يتلبسن وما يأخرنه..
دش عليهن الغرفة وما لقاهن فوق شباريهن.. ويوم تجدم شافهن يالسات تحت على الأرض في الفراغ اللي بين الشبريتين .. كل وحدة حاطة مخدتها تحتها وتسولف للثانية.. ويوم شافن مايد داش عليهن ابتسمن له وأموله سوت له مكان عشان ييلس حذالها..
مايد: "متى نشيتن؟؟ أنا كنت ياي أوعيكن.."
سارة: "احنا نشينا من ساعة .. بس ما نزلنا تحت.."
مايد: "إنزين اذا بتسيرن ويايه دبي تلبسن بسرعة.."
أمولة بطلت عيونها ع الاخر وقالت بصوت عالي وهي تنط على مايد: "صدق؟؟ صدق؟؟ بتاخذنا وياك؟"
مايد: "هييه.. شو أسوي؟ ابتليت بكن.."
أول ما نطق مايد بهالجملة نشت أمل تركض صوب الكبت وسارة وراها.. ويلسن يفتشن بين ثيابهن على شي حلو يلبسنه.. وعقب ثواني دشت ليلى الغرفة ويلست تساعدهن.. وطلع مايد عنهن وهو يبتسم بسعادة.. وسار غرفته يتلبس وهو ناسي تماما الريوق اللي خلاه تحت في الصالة..
.
.


.
في بيت سهيل المحامي، كانت موزة واقفة في الاستوديو جدام اللوحة البيضة اللي بعدها ما ابتدت ترسم فيها ولا خط واحد.. شعرها اللي لامتنه فوق راسها كان طايح على شكل خصلات مبعثرة حول ويهها.. وعلى كتفها.. وثيابها الفضفاضة المليئة بالألوان كانت تحمل بقعة يديدة من مجموعة الفرش اللي كانت تنظفهن توها.. كل شي كان طبيعي وهالنهار من بدايته هادي وهي كانت بتبدا بلوحتها اليديدة الحين.. بس الغضب اللي كانت تحس به في داخلها كان كبير.. براكين من الغضب كانت تتفجر في صدرها وجزء بسيط من هالبراكين استقر على شكل دواوير حمر في خدودها..
من يوم نشت من الرقاد وهي تحس انها مب متحملة احد.. وما فكرت تتريق أو تكلم امها واختها اللي كانو في الصالة ، على طول نشت ولبست ثيابها وراحت الأستوديو وقفلت على عمرها الباب.. كانت تبا اتم روحها.. هي وهالفراغ الأبيض اللي جدامها..
وفي لحظة غضب فظيعة فرت موزة الفرشاة اللي في يدها على الcanvas بقوة ويلست على الكرسي الخشبي اللي في الزاوية وطلعت موبايلها من جيب البنطلون وطرشت مسج لليلى: " ليلوتي انتي واعية؟"
وتمت تتريا يوصلها الرد وهي تطالع اللوحات المكدسة في الاستوديو.. تبا توصل للسبب اللي مخلنها متنرفزة لهالدرجة بس ما تعرف بالضبط شو هالسبب..
وصلها الرد بسرعة ، كانت ليلى كاتبة لها: "هيه واعية.. شو أخبارج غناتي؟"
ردت عليها موزة: " مب بخير.. متنرفزة.. ولايعة جبدي من عمري.. وأبا اجتل حد"
أول ما استلمت ليلى هالرسالة اتصلت لربيعتها موزة ويوم ردت عليها سألتها: " شو فيج غناتي؟"
موزة: "ما اعرف.. نشيت من الرقاد وأنا مزاجي معتفس.. المهم انتي شحالج؟"
ليلى: "أنا بخير.. بقول لج شو استوى لي امس.."
موزة: " شو استوى؟"
خبرتها ليلى عن عرض الشغل اللي ياها أمس في الايميل واستانست لها موزة من خاطرها بس بعدها كانت حاسة بظيج وتمت ساكتة دقايق وليلى خاطرها تعرف شو فيها..
ليلى: " يعني ما بتقولين شو فيج؟"
موزة: "ليلى تذكرين رمستنا أمس؟ يوم قلتي لي أطرش اللوحات لمبارك؟"
ليلى: "هيه أذكر.. الحين انتي متظايجة عشان هالشي.؟ خلاص لا تسوينه.."
موزة: "مب جي.. بس.. ليلى أنا شو اللي يالسة أسويه ؟"
ليلى: " شو حبيبتي؟"
موزة: "أنا يالسة اركض وراه ركض.. ليلووه. استويت انسانة ثانية بسبة هالهوس اللي اسمه مبارك.. استويت انسانة تستحق الشفقة.. حتى انتي ليلوه.. حتى انتي تشفقين عليه.."
ليلى: "موزوه انتي شو تقولين؟؟"
موزة:" لا تنكرين هالشي.. أمس عرضتي عليه اسوي شي يتنافى تماما مع مبادئج.. غناتي انتي يوم قلتي لي اطرش له اللوحة كنتي مقتنعة بهالشي..؟؟"
ليلى سكتت ..
موزة: "طبعا مب مقتنعة.. بس قلتي هالشي عشان ما رمتي تشوفين دموعي.. لأني أنا.. موزة.. وصلت لحالة تخليني أصيح وأتعذب بسبة ريال مب حاس فيني بالمرة.."
ليلى (بحزن): " موزووه.."
موزة كانت تصيح.. وعقب ما تمالكت نفسها شوي قالت: "شوفي لي حل..!! مب انتي ربيعتي؟؟ ليلوه لا تخليني جي بليييز شوفي لي حل!!"
ليلى: "أنا آسفة موزوه.. ها كله بسبتي أنا.. أنا اللي.."
قاطعتها موزة: "لا لا .. انتي مالج ذنب.. ليلى لا تلومين نفسج.. بلييز"
ليلى: "انزين شو رايج نطلع؟؟ يمكن تحسين انج احسن شوي.."
ابتسمت موزة: "أوكى.. وين بنسير؟"
ليلى: "بنسير العين مول.. أو أي مكان تبينه.. بس بناخذ ويانا خالد لأنه محد في البيت عنده.."
موزة: "خلاص خليني اخبر امايه وارد عليج.. "
ليلى: "أترياج.."
بندت موزة وطلعت من الاستوديو وهي بعدها حاسة بظيج.. فعلا ليلى مالها ذنب.. ليلى كانت بس تبا تخفف عنها.. وما يخصها بهالاحساس الفظيع اللي تحس به موزة في هاللحظة.. الاستوديو.. المكان الوحيد اللي كانت ترتاح فيه صار يظايجها.. صارت تحس انه جزء من مبارك.. كل زاوية وكل ركن فيه مسكون بشبح مبارك.. لوحاتها اللي رسمتها وهي تفكر فيه.. واللي كل لون فيها يعكس جزء من عاطفتها له..اللوحتين اللي ما انباعو في المعرض.. المعرض اللي شافت فيه مبارك.. واللي صدق كان يسكن خيالها ويظايجها اكثر من الكل كانت ذكرى نظرة لاقتها منه في الحديقة.. وخلتها لليوم تتصرف بجنون.. جنون قررت انه ما يستمر اكثر من جذي..
.



.



.
.
"ليش؟؟ ياسمين انتي تخبلتي؟؟"
نهلة كانت تطالع ياسمين بنظرات مصدومة وتحاول ماترفع صوتها اكثر من جذي عشان ما يسمعنها أم احمد وام ياسمين اللي كانن يالسات في طرف الغرفة يسولفن بروحهن.. نهلة يت اليوم من دبي عشان تزور ربيعتها ياسمين والحين يوم يلست تسولف وياها وخبرتها ياسمين بقرارها حست انها شوي وبتذبحها..
ياسمين (وهي تطالع ام احمد بطرف عينها): "وطي صوتج. .انتي تبين تخربين كل شي؟؟"
نهلة: "بس حرام اللي تسوينه.. حرام تحرمين الريال من بنته عقب ما اترياها طول هالسنين.. شو استوى لج اذكر انج كنتي تموتين فيه.."
تنهدت ياسمين واطالعت شمسة اللي كانت في حظن ام احمد.. وردت تطالع نهلة وقالت لها: " بردت مشاعري.. ما اعتقد انه هذا ذنب يجبرني اتحمل عبدالله عمر بحاله.."
نهلة: "ياسمين حبيبتي لا تستعيلين.. طبيعي اللي تربي تكون مشاعرها متلخبطة شوي.. اصبري شوي وفكري زين.."
ياسمين: "أنا افكر بهالشي من شهور الحين.. ومتأكدة منه.. انتي شعليج ريلج توه صغير والعمر كله جدامه.. وبتعيشين وياه احلى ايام عمرج.. مب شراتي انا اللي اندفنت هني ويا واحد شيبة..."
نهلة: "انتي اللي دفنتي عمرج.. لا تنسين هالشي .. انتي مب ياهل.. لمرة وحدة في حياتج تحملي مسئولية قراراتج اللي تتخذينها.."
ياسمين: " ومنو قال لج اني ما بتحمل هالشي؟؟ مب كافي اني بطلق منه وبعيش عمري كله ويا بنته؟؟"
نهلة: " انتي مب صاحية.. محد جابرنج على هالشي.. شوفي ريلج شكثر يحبج.. وترى هاي مب بس بنته هو.. هاي بنتج.. نسيتي؟؟"
ياسمين: " أفففف. .ما نسيت.. بس نهولة افهميني.. "
اطالعتها ياسمين بيأس وردت تطالع ام احمد والياهل اللي في حظنها.. : " ما ابا اظيع عمري جذي.. أنا بعدني صغيرة يا نهلة.. جدامي عمر بحاله استانس فيه.. واحقق فيه شي .. أنا برد اكمل دراستي .."
قاطعتها نهلة: "عبدالله ما بيمنعج.."
ياسمين (بنبرة حادة ): "وانتي شدراج؟؟ ما أبا اعيش وياه خلاص ما احبه.. أكرهه.. تفهمين؟؟ أكرهه"
رصت نهلة على ايد ربيعتها وهي مب عارفة كيف تفهمها أو تقنعها: "ياسمين انا ما اباج تتلعوزين.."
ياسمين: "لا تحاتين.. أنا مخططة لكل شي.. وأبويه بيوقف ويايه للنهاية.."
سكتت نهلة يوم سمعتها تطري ابوها.. ما دام ابوها موافق على هالشي ليش تدخل هي .. خلاص كيفها تسوي اللي تباه.. بس حست بالشفقة على عبدالله .. صدق ما يستاهل اللي بيستوي له.. حظه خلاه يرتبط بوحدة ياهل .. تنهدت نهلة يوم اقتربت منهم أم احمد واجبرت عمرها تبتسم لها وهي تغير الموضوع..
.
.
في نيويورك، وبرى المبنى اللي فيه عيادة الدكتور المختص، كانت مريم تحاول قد ما تقدر تقاوم دموعها وهي تمشي بسرعة باتجاه المحطة.. ومحمد كان يحاول يلحقها بخطواته الواسعة وفي النهاية قبضها من إيدها وخلاها تواجهه غصب..
محمد: "مريامي شو ياج؟ انتي المفروض تفرحين وتحمدين ربج.. "
مريم كانت تطالع إيدها .. ويوم رمست نزلت دموعها غصب..: " الحمدلله .. الحمدلله على كل حال.. بس.."
محمد: "الدكتور قال لج انج مب محتاجة العملية.. وانه هالنوبات بتروح إذا اتبعتي علاجه.. الحين شو اللي يزعل في هالرمسة؟؟"
مريم: " مب هذا اللي زعلني.. "
محمد: " شو عيل؟"
اطالعته مريم بعصبية: "محمد لا تسوي روحك ما تعرف..!!"
محمد: " اوكى.. أعرف.. عشان قال لج ما ترومين تحملي ن؟ عادي انا ما ظايجني هالشي.."
ردت مريم على ورا وهي تطالعه بنظرة حادة: "لا تقص عليه.. أنا مب غبية.. ما في ريال في الدنيا ما يتمنى يكون عنده ياهل.."
محمد: " ومنو قال لج اني ما ابا يهال.. ؟؟ يمكن الدكتور قصده انه في فترة العلاج ما ترومين تحملين.. بس عقب ما تتعالجين ما اعتقد انه في شي بيمنعج.."
مريم: " انته وايد متفائل.."
ابتسم لها محمد: "وليش ما أتفاءل؟؟ كل شي حواليه يخليني غصب اتفاءل.. مرتي احلى انسانة شفتها في حياتي (غمز لها وابتسمت مريم).. والدكتور اليوم عطاني امل يديد في الحياة.. وريحني من شي كان صج مظايجني.. وما تبيني اتفاءل؟؟ انتي اللي ليش جي متشائمة.."
مريم:" أبا اسعدك.. بس .. هذا اللي اباه.. أبا حياتنا تكون مثالية.. انته تستاهل هالشي و أكثر.."
محمد: "يا غناتي انا مستانس وياج.. والله عمري ما حسيت بهالسعادة اللي انا احس بها الحين.. مجرد وجودج ويايه يكفيني.. "
سكتت مريم ومشت حذاله وهي تطالع الأرض المرصوفة اللي تمشي عليها.. ومحمد كان يطالعها بقلق.. ما ينكر انه حز في خاطره هالشي.. انه مرته ما تروم تييب له عيال.. بس بعد اللي ما يبا يظايجها ويزيد حزنها.. والله بيعوضه ان شالله
.
.




.
.
مايد وخواته وصلوا دبي الساعة وحدة الظهر والتقوا ويا مترف في السيتي ، وعقب ما لفوا السيتي بكبره ولعبوا في ماجيك بلانيت شوي، يلسوا هم الاربعة يتغدون في هارديز الساعة أربع العصر.. سارونا وأمولة كانن صدق مستانسات.. من زمان محد طلعهن هالطلعة الحلوة.. ليلى استوت ما تحب تطلع من البيت ومحمد وعمهم عبدالله دوم مشغولين.. بس اليوم مايد ما قصر وياهن وكانت عيونهن تلمع من السعادة وهن ياكلن ويطالعن الناس اللي يمرون حواليهم..
مترف بعد كان وايد مستانس انه مايد ياب خواته وياه.. بما انه ما عنده خوات اصغر عنه، كان يعتبر هالثنتين شرات خواته.. وكان يحبهن وايد، بالذات سارونا.. يحس انه بينه وبينها ارتباط غريب.. وبمجرد ما يشوفها يحس انه يبا يعطيها الدنيا بكبرها بس عشان يشوفها تبتسم.. كان يطالعها وهو يرمس مايد وفي هاللحظة التفتت له وابتسمت ابتسامة سريعة، وردت تطالع الناس اللي يمرون جدامهم.. بس هالابتسامة السريعة خلته يحس بنهر جارف من مشاعر الفرح تندفع في داخله.. وقال لمايد: " ما يستوي اتمون لباجر؟؟"
مايد: " لا ما يستوي.. لو كنت ياي بروحي بدبّر هالشي.. بس بما انه هالثنتين ويايه ما اروم"
مترف: " أهاا.. بس بعد زين يوم يبتهن وياك والله وايد تولهت عليهن.."
ابتسم له مايد ويلس يكمل الهمبرغر اللي في إيده..
مترف: " أووه نسيت اخبرك.. "
مايد: "شو؟"
مترف: " بشتغل مذيع في قناة دبي.."
مايد: "لا والله؟؟"
مترف (بابتسامة عريضة): "هيييييه.. بيجربوني في فترة المهرجان وإذا عيبتهم بتم وياهم.."
مايد: " شي طيب مبروك..!"
مترف: "الله يبارك فيك.. هاا؟ ما تبا تشتغل ويايه؟"
مايد: "أنا ؟؟ لا لا لا.. ما احب هالسوالف.. خلني في المدرسة أبرك لي..."
مترف: "أفاا.. أنا كنت متأكد انك بتوافق .."
مايد: " أولا هالشغل بيربطني بدبي وانا ما اروم اعيش برى العين.. وثانيا المعجبات بيصطفن جدامي وانته تعرفني انا ريال ماشي سيدة وما تعيبني هالحركات.."
مترف:" هههههههه هييه صح.."
أمولة (اللي كانت تسمعهم وهي ساكتة): "أنا بشتغل مذيعة..!!"
مترف: "فدييت روحج تبين تشتغلين مذيعة؟؟"
أمل: "هييه أبا.."
مايد: " على كيفج هو؟؟ "
مترف: "ليش يعني؟ تراها ياهل ما فيها شي.."
مايد: "هي جي من دون شي مب فالحة في دراستها.. بعد نشغلها في التلفزيون؟"
مترف: " صدق ميود إذا طلبوا مذيعة صغيرة بخبرك.. ولا تحرمونها من هالفرصة.."
مايد: "ممم يصير خير.. بس لا ادخل هالافكار في راسها تراها بتحشرني في البيت انته ما تعرفها هاي.."
اطالعته امل باحتقار ومايد رد لها النظرة..
مترف:" ههههههه وحليلها امولة.. والله انها عسل.."
اطالع مايد سارونا عشان يعرف ردة فعلها على هالموضوع وشافها تطالع الطاولة اللي حذالها وشكلها سرحانه ومب وياهم.. تبع مايد نظرتها وشاف ريال ميلس بنته الياهل في حظنه ويأكلها بإيده.. وكل ما يرمس البنية تطالعه وتضحك بدلع.. مايد حس بقلبه يتفتت .. ورد يطالع سارة اللي انتبهت له وسوت عمرها تلعب بالأكل اللي جدامها..
سألها مايد: " شو رايج نسير نتمشى بروحنا؟؟"
سارة: "وين بنسير؟"
مايد: " هني.. بنتمشى. أي مكان يعيبنا بندش وبنطالع شو فيه.."
سارة: " زين.."
أمل: "وأنا..؟؟"
مايد: "تمي هني عند مترف.."
مترف اللي كان فاهم قصد مايد اطالع امولة وقال لها وهو يبتسم: "نحن بنكمل لعب هني.. انتي تبين تلعبين ولا تلفين ع المحلات؟"
أمل: " لا .. نلعب أحسن.."
مترف: " خلاص ميود سير انته وساروه وانا بيلس هني عند هالدبة.."
مايد: "أوكى .."
مشى مايد ويا سارونا بروحهم وكانت ميودة ايده وتمشي وهي ساكتة.. ومايد يرتب الأفكار في راسه ويحاول يقرر شو يقول لها.. وفي النهاية قرر يسألها مباشرة وبدون أي تحفظات.. ودش وياها باسكن روبنز واشترى لها ايس كريم بيستاشيو ويلس جدامها وسألها: " سارونا؟"
سارة (وهي تاكل): "هممم؟؟"
مايد: " يوم كنتي تطالعين الريال اللي يالس حذالنا.. كنتي تفكرين بباباه صح؟؟"
سكتت سارة ونزلت نظرتها عنه وتمت تلعب بالأيس كريم اللي جدامها..
مايد: " ساورنا حبيبتي ما فيها شي لو تولهتي عليه.. وفكرتي فيه.. محد بيزعل منج .. كلنا مشتاقين له.. حتى انا.."
تجمدت إيد سارة في مكانها واعتفست ملامح ويهها من الظيج اللي كانت تحس به في داخلها.. أول مرة حد يفتح وياها هالموضوع وهي مب متعودة أصلا ترمس احد.. ومب عارفة كيف تعبر عن اللي داخلها او تفسر اللي تحس به كل ما فكرت بأمها وابوها..
مايد: " خبريني باللي في خاطرج سارونا.. انتي كله ساكتة وسرحانة.. لو قلتي لي شو اللي تفكرين به يمكن اروم اساعدج.."
اطالعته سارة وكان في عيونها حيرة فظيعة خلت مايد يتمنى صدق انه يفهمها ويخلصها من عذابها..
سارة: "أنا... ما نسيت.. باباه.."
مايد: "فديت روحج ادري انج ما نسيتيه. كلنا نذكره دوم.. مستحيل في يوم ننساه.."
سارة: "بس مابا افكر فيه.."
مايد: " ليش حبيبتي ؟ ما فيها شي .. انتي ما تسوين شي غلط لو فكرتي بأبويه وامايه.. بالعكس .. "
سارة كانت تحس بدموعها اللي تنزل بغزارة على خدودها ومايد نسى تماما انه في مكان عام .. ما همه في هاللحظة الا اخته الصغيرة وسار ويلس حذالها ع الارض ويلس يمسح دموعها.. رغم انها كانت تصيح بس مايد وايد كان مستانس انها عبرت له ولو عن جزء بسيط من اللي في داخلها.. وهي أول ما ابتدت كانت تحس انها خلاص ما تروم تيود عمرها.. وكملت رمستها وقالت: " أنا نسيت صوت باباه.. عشان جي ما احب افكر فيه.. يوم اتذكره وهو يرمسني ما أذكر صوته.. ميودي انا وايد احبه والله العظيم احبه بس ما ادري ليش نسيت صوته.. "
مايد كان يطالعها وشوي وبينفجر هو الثاني وبيصيح.. ويهه كان احمر وراص على الكلينكس اللي في ايده بكل قوته.. بس تم ساكت ويسمعها وهي تشكي له .. ما يبا يقطع عليها حبل أفكارها ولا يبا يضيع على عمره هالفرصة النادرة اللي رمست فيها سارة..
سارة: " وماماه.. ماماه كانت تسولف لي كل يوم قبل لا ارقد.. ويوم اخاف وازقرها.. ترقد ويايه للصبح.. بس الحين .. ميودي انا وايد اخاف فليل ومحد عندي.."
مايد: "وانا وين سرت؟ ليش ما تخبريني ؟؟ ها سارونا؟ ليش؟"
سارة: "انتو ما تصدقوني.. محد فيكم يصدقني.."
مايد: "نصدق شو؟؟"
سارة: " انه ماماه ترمسني فليل.."
قالتها بكل عفوية وبكل بساطة لدرجة انه مايد حس بقشعريرة تسري في جسمه.. ولأول مرة من يوم ابتدت سارة تلمح له عن اللي يستوي لها.. حس مايد بخوف.. وقال لها: " ومتأكدة انه مب حلم؟؟"
هزت سارونا راسها: "لا مب حلم.."
مايد: " انزين.. انتي تعالي ارقدي عندي اليوم.. ومحد بيروم يرمسج.. أوكى؟؟ بيزيغون مني.."
اطالعته سارونا شوي وعقب ابتسمت وقالت: "أوكى.."
مايد" "شو تحسين الحين؟؟ أحسن؟؟"
سارة: "هييه.."
مايد: "مرة ثانية لا تخشين عني شي.. خبريني بكل اللي في بالج.. وكل اللي تبينه.."
سارة: "إن شاء الله.."
مايد: "فديت روحج.. ياللا كملي ايس كريمج بيذوب.."
ابتسمت سارونا بسعادة وكملت ايس كريمها.. وتنهد مايد وهو يرد ييلس مكانه ويوم التفت شاف وحدة واقفة حذال ربيعتها اللي تطلب لهم ملك شيك .. وكانت هالبنية تطالعه وتبتسم بإعجاب..
مايد استحى وابتسم لها ورد يطالع سارونا.. من اليوم وطالع مستحيل يخليها بروحها.. بيردها سارة اللي كان يعرفها قبل المأساة اللي غيرت حياتهم.. يدري انه هالشي صعب بس بيحاول.. لازم سارونا ترد شرات ما كانت..
.
.




.
.
في دبي.. وفي بناية جريبة من السيتي.. كان فهد يالس في شقته في الصالة يطالع التلفزيون و يتريا مرته تحط له الغدا.. شيخوه من يت هالشقة أمس ويا ريلها ما يلست دقيقة وحدة.. ولا ارتاحت الا يوم حطت راسها فليل ورقدت شرات الميتة.. فهد يعاملها معاملة ثانية تماما.. ولا كأنه يعرفها.. خلاها تنظف الشقة كلها امس مع انه يعرف انها تتعب من الدرب في السيارة.. وخلاها تطبخ له العشا وهو يعرف انها ما اداني الطباخ.. وكل ما حاولت تبطل حلجها يطالعها بنظرة تجمد الكلمات في حلجها.. ما كان يرمسها مول ، إلا إذا كان يباها تييب له شي أو ترتب شي في الشقة..
ولاحظت شيخوه شي ثاني بعد، التيلفون اللي كان في الشقة قبل مب موجود الحين.. ونظرة الحب اللي كان يطالعها بها فهد قبل اختفت وحل محلها نظرة احتقار وكره فظيعة.. وفي شي في داخل شيخوه.. يمكن الشعور بالذنب.. ويمكن فقدانها للحب اللي كانت تحس به من زوجها.. بس كان في شي في داخلها يدفعها انها تنفذ كل أوامره بدون نقاش على امل انه في يوم يرد يطالعها بنفس النظرة اللي كان يعطيها اياها قبل.. النظرة اللي كانت قبل ترفضها وتتملل منها.. استوت الحين تتمنى تشوف ولو لمحة بسيطة منها..
جهزت شيخة الطاولة وحطت الغدا حقها وحق ريلها.. وسارت له الصالة عشان تزقره.. وحطت ايدها على بطنها وتنفست بعمق قبل لا تقول له: " الغدا زاهب.."
وقف فهد بدون ما يطالعها وقال: "غيرت رايي.. بتغدى برى ويا ربعي.."
شيخة: "بس انته قلت..."
ما سوى لها فهد سالفة وطلع من الشقة قبل لا تكمل رمستها وقفل عليها الباب بالمفتاح..
حتى شيخة انسدت نفسها عقب اللي سواه.. وتفاجئت بدموعها تنزل من القهر اللي حست به.. وايد تعبت لين طبخت له.. لمتى بيتم يعاملها جي؟؟
.
.
في إمارة جريبة من دبي.. في العاصمة بوظبي.. كانت عايشة واقفة في حوي بيتها ويا اخوانها الكبار سالم وحميد.. واخوها الصغير حمدان.. وجدامهم خليفة اللي كان ينتفض بكبره من القهر اللي فيه.. ولو كانت النظرات تجتل جان حرق عايشة بالنظرة اللي عطاها اياها.. خليفة كان توه راد من الشاليه اللي في دبا.. عقب التيلفون المفاجئ من أمه اللي خبرته انه مرته مطرشة ثيابه وكل اغراضه بيتها.. خليفة يوم سمع هالشي صدق انصدم.. وما يا في باله ابدا انه مرته ممكن تعرف عن علاقته ويا وحدة من البنات اللي يعرفهن.. ويوم اتصل بيته.. رد عليه سالم اخو عايشة العود وهالشي اللي زاد من مخاوف خليفة.. ويوم سأله خليفة شو اللي مستوي. وليش ثيابه اطرشت بيت امه.. شتمه سالم وقال له: "اسأل اللي وياك في الشاليه ليش اختي تبا تطلق منك.."
كانت هاي الجملة ضربة قويه لخليفة اللي تحرك على طول ورد بوظبي وودر ربيعته وراه في دبا تتصرف بروحها.. ومن يوم وصل من ساعة ونص تقريبا وهو واقف في الحوي يتظارب هو واخوان عايشة..

خليفة: "طلاق مب مطلق وبشوف شو بتسوين.."
عايشة: " ياخي طلقني خلاص ما باك.. انته ما تفهم؟؟ ما تحس؟؟ "
خليفة: " أنا اللي ما احس.. يالـ.."
سالم: "خلوووف تأدب ما بمد ايديه عليك مرة ثانية.. واطلع من البيت بالهداوة احسن لك.."
خليفة: "هذا بيتي انا... اختك هي اللي تطلع منه !!"
عايشة : "هذا بيتي وبيت عيالي.. انته سير دور لك شقة تلمك انته وهاللوث اللي ترابعهن.."
خليفة: "عاشووه تأدبي.."
تجدم له حمدان بيظاربه بس عايشة يودته بقوة.. وقال لخليفة بأعلى صوته: " احترم نفسك .. واحمد ربك انه اختي ما بترفع عليك قضية.."
خليفة: "أنا اللي برفع عليها قضية وبشرشحها في المحاكم.. بتشوفين شو بسوي فيج يا عااشوه.. ان ما خليتج تبوسين ريولي وتترجيني اردج لي ما اكون خليفة.."
ما ردت عليه عايشة لأنه اخوانه تحركو وكانو بيجتلونه بس خليفة كان اسرع منهم وركب موتره وطلع من الحوي.. ويوم اختفت السيارة عن أنظارها.. وقفت عايشة لحظات طويلة تحاول تستوعب كل اللي استوى في حياتها.. وتراجع قراراتها وتحاول تميز الصح من الغلط.. بس كل شي كان متلخبط في داخلها .. كل شي.. وفي النهاية اطالعت اخوانها اللي كانو محتشرين بروحهم وتنهدت.. خلاص بتطلق.. أصلا مجرد ما شافت خليفة اليوم حست بكره فظيع له.. وأخوها طمنها انه المحكمة اكيد بتعطيها البيت تسكن فيه هي وعيالها.. وإذا في يوم احتاجت انها تشتغل ، شهادتها الجامعية بتكون موجودة وياها.. وتقدر تقدم في أي وظيفة ..
خلت اخوانها بروحهم محتشرين في الحوي ومشت صوب البيت..
كانت تعرف انها اليوم طوت صفحة من صفحات حياتها.. ولازم تبدا تفتح صفحة يديدة
.
.



.
.
في بيت صالحة كانت عليا بتموت من الملل عقب ما ودرتها امها هني في العين وردت بوظبي.. كانت متوقعة انها بتقضي الاجازة كلها في بيت أحمد بن خليفة.. بس للأسف اليوم يوم اتصلت لهم خبرتها ليلى انه اخوانها كلهم سايرين دبي.. واضطرت علاية انها اتم هني مجابلة مزنة اللي امها وابوها مسافرين وفارينها هني عند يدوتها..
مزنة كانت يالسة ع الارض تصب جاهي لعرايسها في اكواب بلاستيكية صغيرة.. وكل شوي تغير صوتها وهي ترمس بالنيابة عن وحدة من العرايس..
مزنة (بصوت خشن): " تفضلي شاي الياسمين يا خطيبتي العزيزة فلة.. لقد طلبت من الخادمة ان تصنعه لك.. انه لذيذ.."
مزنة (بصوت ناعم): " شكرا يا عماد.. انك رجلٌ نبيل.. انا سعيدة انك خطيبي.."
مزنة ( بصوت خشن): "حتى انا سعيد جدا انك خطيبتي يا فلة.."
عليا كانت يالسة ع القنفة حذالها وتطالعها باستخفاف وقالت لها: "شو هالسخافة؟؟ "
مزنة: "انتي ما يخصج.. حد رمسج؟"
عليا: " انا ما عندي سالفة يوم اني مجابلتنج.."
مزنة: " وانا ما عندي سالفة يوم اني ادر عليج.."
عليا: "سخيفة.."
مزنة: " دبة.."
عليا: " انا دبة؟؟"
مزنة: " لا .. أنا.."
طنشتها عليا ويت بتنش عنها بس تفاجئت يوم سمعت صوت موبايل يرن.. وتفاجئت اكثر يوم شافت مزنة بكل بساطة اطلع موبايل من شنطتها الوردية الصغيرة وترد عليه بكل برود..
مزنة: "ألو.؟؟ .. هههههههههه.. هييه هييه..من وين متصلة؟؟ .. هيييييييه.. ييبي لي وياج هدية.. لا تنسين.. والله اذا ما يبتي هدية بزعل .. اوكى.. وين سارونا؟؟ .... هيييييه.. اوكى... بس بندي.. باي.."
بندت مزنة الموبايل وردته في الشنطة واطالعت عليا اللي كانت واقفة جدامها ومبطلة حلجها ع الاخر..
مزنة: "ليش تطالعيني؟؟ أول مرة تشوفيني؟؟"
عليا : "من وين لج هالموبايل؟؟"
مزنة: "مايد عطاني اياه.."
عليا (وهي شوي وبتذبحها): "نعم؟؟؟؟؟.. مايد؟؟؟ وليش يعطيج موبايل.."
عقدت مزنة حياتها وحاولت تتذكر الكذبة اللي مايد محفظنها اياها .. وعقب ثواني طويلة قالت: "هيييه .. هدية عيد ميلادي.."
عليا: "وأمج تعرف انه عندج موبايل؟؟"
مزنة: "هييه عطيتها الرقم امس يوم اتصلت.. بس انتي لو تموتين ما بعطيج.."
عليا حست انها بتنفجر من القهر.. كانت وايد مستانسة امس ع السلحفاة اللي عطاها اياها مايد.. بس السلحفاة ما اتي شي جدام هدية مزنووه.. يعني مايد يوم عطاها هالهدية ما كانت تعني له شي؟؟ يعني مايد مب معجب فيها.؟؟ ولا حتى يفكر فيها؟؟ ما تحملت عليا هالفكرة ومشت عشان تسير فوق وتعمدت تمر حذال مزنة وادوس على ريولها بكل قوتها .. ومزنة صرحت من الألم وقالت لها: "عمي يعميج يالحيوانة.."
بس عليا طنشتها وركضت فوق.. كل اللي في هالبيت وهالعايلة الغبية يقهرونها.. كلهم.. !!
.
.
مر اليوم بأحداثه كلها وخيم الظلام على دولة الإمارات مثل عادته في كل يوم.. وع الساعة 12 كان كل اللي في بيت أحمد بن خليفة راقدين.. خالد وأمولة رقدوا عن ليلى.. وسارة رقدت عند مايد في غرفته.. كانت ليلة هادية وسارة فعلا كانت حاسة بالأمان.. ولأول مرة من فترة طويلة ترقد بدون ما تسمع ولا حتى صوت واحد.. أو مجر همسة..
كانت تحلم.. وفي الحلم كانت راقدة.. بس مب هني.. كانت راقدة في غرفة أمها وابوها.. الغرفة اللي ما دشتها من سنة تقريبا..
كانت راقدة بروحها والظلام يلفها من كل صوب.. وكانت عيونها تتحرك باضطراب وتسمع صوت همس خفيف يغريها انها تنش من رقادها.. حاولت سارة تركز على الصوت اللي تسمعه وما قدرت تستوعب منه شي.. كان صوت همس.. هذا كل اللي فهمته..
بطلت سارة عيونها وغاص قلبها بين ظلوعها وهي تحس بالظلام المخيف اللي في الغرفة.. بس صوت الهمس كان يدخل في اعماقها وكأنه يستدعيها ويتحداها تعرف مصدره..
يلست سارة في فراشها وشافت دانة .. اللعبة اللي اشتراها ابوها حقها وظاعت في ايطاليا.. شافتها حذالها وشلتها وحظنتها بقوة.. ونزلت عن الشبرية ومشت صوب الباب وشغلت الليت..
أول ما انتثر النور في الغرفة اختفى صوت الهمس.. ووقفت سارة مكانها تحاول بكل تركيز انها تسمع الصوت بس ما وصلها شي.. واضطرت تبند الليت مرة ثانية وعلى طول رد صوت الهمس يملا المكان
وهالمرة عرفت سارة مصدره
تنفست بصعوبة وهي تطالع الدريشة المبطلة.. والستاير اللي يحركها الهوا البارد اللي برى..
وبكل خوف تحركت.. ومشت عشان تصك الدريشة.. بس أول ما حطت إيدها على زجاج الدريشة سمعت بوضوح صوت الخمس اللي ياي من برى: "هنيي.. هني.. بندش من هالباب.."
شهقت سارة وبشكل عفوي وايجت من الدريشة وارتجفت بقوة وهي تشوف اللي كان يستوي تحت في الحديقة
كانوا اربع رياييل واقفين تحت.. طوال وعراض وملامحهم مب واضحة .. وكانو لابسين كنادير سودة.. وواقفين يتهامسون ويأشرون على باب البيت.. وكانهم يبون يدشون داخل..
سارة كانت بتموت من الخوف .. وفي داخلها تفكر منو هالرياييل وشو يبون؟؟
تمت واقفة مكانها تطالع الظلام اللي برى وتطالعهم وهي تحظن دانة بقوة.. وفجأة شافتهم يتحركون وشافت حد يطلع من باب الصالة.. ومالت على جدام شوي عشان تشوف بوضوح اكثر..
كان عمها عبدالله..
كان واقف يرمسهم وهم يتهامسون وعقب شوي قام عبدالله يهمس شراتهم.. وسارة ما كانت تباه يرمسهم.. كانت صدق خايفة منهم .. ودموعها بدت تنزل وهي تشوف عمها يسير وياهم.. كان لابس كندورة بيضة تشع من البياض.. والرياييل اللي كانو في الحديقة التفوا حواليه وهو يبتعد وياهم وسارة تصيييح وتطالعهم.. وقبل لا يختفي عمها ورا الأشجار..
التفت لها..
ووقف يطالعها شوي..
وابتسم..
وراح..
وهني تفجرت دموع سارة ويلست ع الارض تصيح بصوت عالي ودانة في حظنها وانتبه لها مايد وهي تصيح حذاله وتحظن المخدة بكل قوتها .. ووعاها بسرعه عشان يخلصها من الكابوس اللي تشوفه..
وأول ما بطلت عيونها تعلقت فيه وكملت صياحها.. ومن الخوف ما رامت تخبره عن الحلم اللي شافته..
أما مايد فعقب هاللحظة تأكد انه كل اللي تشوفه اخته وكل الاصوات اللي تسمعها هي عبارة عن احلام وبس
.
.
وعدت هالليلة على خير..

وأشرقت شمس يوم الجمعة بقوة وحرارة.. ونشرت أشعتها على أرجاء أرض دولتنا الحبيبة..
وكان هاليوم يحمل في طياته الكثير من الأحداث..
والكثير من التحولات الجذرية..


نهاية الجزء الرابع والعشرون






رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 05:31 PM   رقم المشاركة : 30
غرربه
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية غرربه
الملف الشخصي






 
الحالة
غرربه غير متواجد حالياً

 


 


الجزء الخامس والعشرون
يوم الجمعة
بالنسبة لعبدالله بن خليفة، كان هاليوم مميز جدا.. مرته بترد البيت .. وبنته شمسة بدش بيت أبوها للمرة الأولى في حياتها.. كان وايد مستانس وناش من الرقاد وعلى ويهه ابتسامة عذبة.. يحس انه هاليوم بداية حياته اليديدة اللي امتدت جدامه مع ولادة شمسة.. وانه ياسمين الحين أخيرا بتعقل وبتودر عنها تصرفات اليهال اللي كانت مخلتنه كاره حياته وياها..
أول ما نش عبدالله من الرقاد تسبح وتلبس ومر على غرفة ياسمين يتأكد انه كل شي أوكى فيها.. أمس يو محل الورد وعدلوا الغرفة وترسوها ورود.. كان شكلها روووعة وريحتها تجنن.. وكانت تتريا ياسمين عشان ترد تتحرك وتتنفس فيها وتزيدها روعة وجمال..
ابتسم عبدالله وهو ينزل من الدري ويفكر بفرحة ياسمين يوم بتشوف غرفتها بشكلها اليديد.. وعقب ما تريق وقرا الجريدة ، طلع وسار بيت أخوه عشان يسولف ويا امه ويشوف عيال اخوه ويتغدى وياهم قبل لا يسير المستشفى الساعة 4 العصر موعد طلعة ياسمين ..
ياسمين!!
كان عبدالله يفكر بها أمس قبل لا يرقد واليوم كانت هي أول من طرى على باله يوم بطل عيونه الصبح.. دق لها فوق العشر مرات امس قبل لا يرقد وما ردت عليه.. كان يعرف انها زعلانة لأنه ما ياب لها اوراق ملكية الفلل.. بس هالشي مب بإيده.. سهيل كان عنده شغل في البلدية وما رام يسير المحكمة.. وبعدين عبدالله مب قادر يفهم هي ليش مستعيلة هالكثر.. أكيد هذا ابوها هو اللي دخل هالفكرة في راسها.. خصوصا انه فنادقه بدت تحصل انذار ورا الثاني والسالفة وصلت للجرايد..
تنهد عبدالله وهو يسوق سيارته في شوارع العين.. كان الجو روعة والشوارع مب وايد مزدحمة ويوم وصل عبدالله عند الاشارة كانت حمرا واضطر انه يوقف ويتريا.. وما انتبه على الستيشن اللي كان واقف يتريا حذاله.. بس مبارك اللي كان في الستيشن انتبه لعبدالله وكان يطالعه ويفكر بنفس الفكرة اللي كانت مسيطرة عليه من كم يوم.. كان حاس بفراغ كبير في حياته من اليوم اللي ترك فيه شركة عبدالله.. رغم انه شركة مبارك الحين وايد ناجحة وتفوقت اخيرا على شركة عبدالله.. بس بعد كان مفتقد وجود عبدالله وسهيل في حياته.. مفتقد سوالفهم وضحكهم في المقهى.. اجتماعاتهم في الشركة وأفكارهم وطموحاتهم.. كانت ايده ع الهرن يفكر يهوس عليه عشان يسلم على عبدالله ولا لاء.. بس قبل لا يقرر يسوي هالشي استوت الاشارة خضرا وتحرك عبدالله بموتره واضطر مبارك انه يحرك موتره هو الثاني.. وضاعت عليه هالفرصة مثل ما ضاعت فرص وايده قبلها.. واتجه مبارك (اللي كان يالس اسبوع في دبا يتابع المشروع اليديد) لبيت اهله عشان يرتاح من الدرب الطويل اللي هد حيله..
ويوم وصل البيت ودش الصالة شاف امه يالسة تتقهوى بروحها وسار يسلم عليها ويلس يتقهوى وياها..
مبارك: "عيل وين ابويه وظاعن؟"
ام ظاعن: "ابوك برى يرمس الزراع.. وظاعن ما شفته اليوم لا هو ولا مرته.."
مبارك (وهو حاس بتعب كبير): " هييه"
أم ظاعن: " وينك غطيت غطة يا مبارك.. لا تتصل عشان اطمني عليك ولا شي.."
مبارك وهو يتساند على القنفة اللي وراه: " الشغل وايد امايه.. من أنش الصبح لين يأذن المغرب وانا وياهم في موقع البناء.. المهندسين والعمال ومشاكلهم .. وصاحب المشروع اللي كل يوم والثاني قال يبا يغير شي في التصميم.. ما كان عندي وقت حتى اتنفس.."
أم ظاعن (وهي تصب له فنيال قهوة): " شلك بعوار الراس . ؟؟ خل واحد من المقاولين اللي يشتغلون عندك يسيرون هناك ويتابعونهم.."
خذ مبارك الفنيال من إيد امه ورد عليها: " مااقدر امايه هالمشروع وايد كبير.. لازم بروحي اتابعه.."
ام ظاعن: "شوف السواد تحت عيونك.. حرام عليك اللي تسوي في عمرك.."
ابتسم لها مبارك وغمض عينه عشان يخفف من الصداع اللي يحس به.. كان يفكر بشي واحد بس .. فراشه.. يبا يرقد ويعوض سهر وتعب الأسبوع اللي طاف.. بس امه مب هاينة عليه يسير فوق ويودرها هني بروحها.. من زمان ما شافته واكيد تبا تسولف وياه.. كان يسمعها تسولف ومب فاهم هي شو تقول.. كل اللي يسمعه اصوات متداخله.. وعقب ثواني .. ما كان يسمع أي ولا يحس بأي حركة حواليه..
وأم ظاعن سكتت وهي تطالعه وتبتسم بحنان.. مبارك كان متمدد ع القنفة وراقد.. وايد مهمل عمره وصحته.. ودنياه كلها الشغل وبس..هو بس لو يسمع كلامها ويتزوج جان ما صار هذا حاله.. بس على كثر البنات اللي رمسته عنهن وراوته صورهن ولا وحدة دشت مزاجه .. ولا وحده فيهن قدرت تلفت انتباهه..
تنهدت أم ظاعن وهي تنش من مكانها ووخت على مبارك توعيه.. ويوم انتبه لها ونش بيسير فوق عشان يرقد في غرفته ، كانت نظرة أمه له مليانة قلق وخوف.. يا ترى بيتم جي على طول ولا بتستوي معجزة تخليه يغير رايه ويفرحها ويعرس..؟

.
.



.
.
فاطمة في هالوقت كانت يالسة ويا عيال بنتها إيمان.. واللي هم سيف ومحمد ومروة.. كانت يالسة وياهم في الصالة يتريقون ويسولفون لها عن مدارسهم وربعهم.. وفاطمة حاسة بحب وسعادة وراحة صار لها فترة طويلة ما حست بها .. كان هذا تأثيرهم عليها.. من أول دشت البيت وهي حاسة انه مسئولياتها وشغلها وهمومها كلها حياة ثانية بعيدة تماما عنها.. وانه الواقع الوحيد هو الحب والاهتمام اللي لقته في بيت بنتها.. وكانت تفكر بينها وبين نفسها إذا كان المفروض تقضي كل إجازاتها هني وياهم .. العمر يمر بسرعة وهي طول حياتها تدرس وتشتغل .. ولا مرة انتبهت لنفسها أو اهتمت بشي اسمه راحة وإجازات.. عطلاتها كانت عبارة عن فرصة تقرا فيها وتخلص بحوثها وتشارك في المؤتمرات الدولية.. ليش تحرم نفسها من أبسط متعة ..؟ متعة انها تكون ويا عايلتها وحبايبها؟ وانها تأدي دورها كأم وجدة؟؟
ابتسمت فاطمة ابتسامة حزينة وهي تشوف مروة.. أصغر عيال إيمان .. تحاول تقلد لها أبلتهم في الروضة..
كانت في داخلها تعرف انه اجابة هالتساؤلات كلها هي نفس اجابة السؤال الأهم اللي منغص عليها حياتها.. كيف خلت عبدالله يضيع من ايديها في المرة الأولى اللي شافته فيها؟؟
" أمي فاطمة .. انتي تسمعيني؟؟"
اطالعها سيف بعصبية وغصبن عنها تلاشت أفكار فاطمة وضحكت وهي تقول له: " إي حبيبي أسمعك.."
سيف: " انزين ياللا خبريني شو كنت اقول.."
فاطمة: "هههههههههه كشفتني.. سوري كنت سرحانة شوي.."
سيف: " الحين ارد اعيد كل اللي قلته..؟؟"
فاطمة: "لو سمحت يعني.."
سيف: " كنت أقول لج اني بطلب منج طلب.."
فاطمة: "شو هو حبيبي..؟"
سيف: "أبا أسير وياج الكويت"
فاطمة: " الكويت؟؟ بس ؟؟ هذا اللي تباه.. من عيوني حبيبي انته بس حدد متى تبي تزورني وانا بطرش لك التذاكر.. ولا أقول لك.. بييك بروحي وباخذك وياي.."
ابتسم لها سيف بسعادة واقترب منها محمد وهو يقول بلهفة: "أنا بعد بسير وياكم.."
مروة: "حتى انا !!"
فاطمة: "ههههههه وامكم وابوكم بعد جان يبون.. "
في هاللحظة دشت إيمان الصالة وابتسمت يوم شافتهم ويا بعض وقالت: "لا يكون مأذين يدوتكم؟"
سيف: "أمي فاطمة قالت بتودينا وياها الكويت.."
إيمان (وهي تبتسم لأمها): "هي اللي قالت لكم ولا انتو اللي حنيتوا عليها؟؟"
فاطمة: " لا انا اللي قلت لهم.. صدق إيمان .. ليش ما تزوريني انتي وخليفة والعيال؟"
يلست إيمان حذال امها وقالت : " فكرنا بهالشي أكثر من مرة .. بس للأسف كل ما نقرر نزورج في الاجازات.. تكونين برى الكويت.. "
فاطمة: " لا هالمرة ما لكم عذر.. انا بتم في الديرة طول فترة الصيف.. ولازم تزوروني.."
إيمان: "ان شاء الله امايه .."
كملوا سوالفهم وضحكهم وهم يتريقون وعقب دقايق نزل خليفة ويلس وياهم.. ونشت فاطمة تتمشى في الحديقة شوي.. كانت تبا دقايق تكون فيهن بروحها.. وتقرر إذا المفروض تتصل بعبدالله ولا لاء.. أصابعها كانت تتحرك على ازرار موبايلها وتفتش بين الأرقام عن رقم صار له اكثر من ثلاث سنين مخزن في هالبطاقة.. من كثر ما اطالعت الرقم حفظته.. ومن كثر ما فكرت تتصل به طول هالسنوات كانت حافظة الحوار اللي بيدور بينه وبينها.. كانت بتتصل.. بس في آخر لحظة ترددت..
ليش تتصل به؟ عبدالله معرس الحين.. ولاهي بحياته ويا مرته.. منو هي عشان تدخل في حياته الحين؟ وشو دراها انه ما بيحتقرها لو اتصلت؟ شو دراها انه ما بيضحك عليها وبينصدم من انها للحين مهتمة فيه..
لا لا .. ما بتتصل به.. بتخلي الأمور مثل ما هي.. ما له داعي تتصل به..
.
.



.
.
في الولايات المتحدة.. كانوا محمد ومريم يالسين في الطيارة لأنهم بيتمون في فلوريدا اربعة ايام لين موعد المراجعة الثاني ويا الدكتور اللي يعالج مريم.. وعقب بيردون نيويورك .. وكانت الطيارة متروسة وبطلوع الروح حصل محمد مكان ييلس فيه حذال مرته. مع انه مول مب مقتنع بالطيارة اللي بيسافرون فيها وكل شوي يطفر بمريم وهو يسألها إذا كانت مرتاحة ولا لاء..
محمد: " حبيبتي انتي مرتاحة؟؟ تبيني اعطيج مخدتي تحطينها ورا ظهرج؟؟"
رصت مريم على اسنانها عشان ما تصرخ من القهر وقالت له وهي تبتسم : "محمد.. حبيبي .. أنا مرتااااااحة.. مب ناقصني شي.."
محمد:" بس أحس وايد زحمة هني وما بترومين تتنفسين..إذا مب مرتاحة بننزل وبنتريا الرحلة الياية.."
مريم:" ليش ننزل؟؟ ليش؟؟ أنا ما صدقت حصلنا مكان هني.. هلكت وانا واقفة في المطار اتريا.."
اطالعها محمد برعب: "وليش ما قلتي لي انج كنتي تعبانة في المطار؟؟ كنت بيلسج في الكوفي شوب .. والحين بعدج حاسة بتعب؟؟"
مريم: "محمد انته شو بلاك اليوم؟؟ حبيبي انا ما فيه شي والله.. والله ما فيه شي.. "
محمد: "مب حاسة بدوخة ولا تعب ولا شي..؟؟"
مريم: "لا.."
محمد: "مرتاحة في مكانج؟ ولا تبين تبدلين ويايه.."
مريم: "لا انا مرتاحة هني.."
محمد: "يعني انتي مرتاحة؟"
مريم: "تراك صدق صدق تقهر حمادة.."
محمد (وهو محرج): "مريوم لا تزقريني حمادة..!!"
مريم: "اسكت عني وما بزقرك حمادة"
اطالعها محمد وهو زعلان.. وسألها: "حبيبتي تظايجتي مني؟؟"
مريم: " لا ما تظايجت بس انته اليوم تعاملني جني زجاج وبتكسر.. انا ما احب حد يعاملني هالمعاملة.. أدري اني مريضة بس ما احب انه اللي حواليه يذكروني بهالشي.."
محمد: " آسف مريامي والله ما قصدت هالشي.. "
مريم: " أدري والله ادري حبيبي .. بس تأكد اني مرتاحة ولو تعبت أو حسيت بأي شي أكيد بخبرك.. أنا من لي غيرك هني؟"
محمد (وهو يبتسم بفخر): " هني ولا في البلاد.. انتي مالج غيري انا تفهمين؟"
مريم: "ههههه اكيد فديتك.."
ابتسم محمد وهو يستند على الكرسي اللي ما كان مريح بالمرة..ويوم طارت الطيارة حطت مريم راسها على جتفه وهي تطالع الفلم اللي كانوا حاطينه في الطيارة.. ومحمد يحاول يقرا المجلة اللي في ايده بس مب قادر.. هذا طبعه مول ما يعرف يرتاح في الطيارة.. عشان جي شل السماعة عن اذن مرته وقال لها: " لازم تشوفين الفلم؟"
اطالعته مريم بنظرة وردت عليه: "ليش؟"
محمد: "أنا متملل سولفي ويايه.."
اعتدلت مريم في يلستها وجابلته وهي تبتسم وقالت له: "من عيوني.. عن شو تباني اسولف لك.."
محمد (وهو مستانس بالاهتمام): " عنج انتي.. سولفي لي عن حبيبتي مريم.."
مريم: "بس انته تعرفها زين.. شو تباني اخبرك عنها..؟"
محمد: " قولي لي شي ما اعرفه.. سر من أسرارها.."
مريم:" سر؟؟ هههههههه امممم.. "
محمد: " ماشالله اشوفج تفكرين.. الظاهر انه عندج لستة طويلة من الاسرار.."
مريم: " عندي سر واحد.. "
محمد: "شو هو؟؟"
مريم: "يعني هو مب سر خطير.. ومب مهم.. بس مهم بالنسبة لي انا.. انا اكتب خواطر وساعات اكتب شعر.."
ابتسم لها محمد ابتسامة طفولية وسالها: "صدق؟؟ من متى؟"
مريم: "من يوم كنت صغيرة.. عندي دفاتر متروسة اشعار في البيت.."
محمد: "وبتخليني اقراهن؟"
مريم: " تحب الشعر؟؟"
محمد: "أموت فيه.. وحتى لو ما كنت احبه.. دامج انتي اللي كاتبتنه غصبن عني بحبه.."
مريم: "خلاص اول ما نرد البلاد بسير بيتنا وبييب الدفاتر.."
محمد: "اممم وانا؟ كتبتي عني شي؟"
ضحكت مريم بحب وحطت ايدها على خده وهي تقول: "أكيد حبيبي.. اجمل اشعاري انكتبت فيك انته.."
محمد: "بس انتي ما كنتي تعرفيني.. "
مريم: " بس حسيت بك في قلبي من أول مرة شفتك فيها.. تذكر؟ يوم كنا في إيطاليا..؟"
محمد (بإحراج): "ههه هييه.. أذكر.. والله لو مب مايد جان مستحيل ارمسج هذاك اليوم في المهرجان"
مريم: " هههههههههه .. هييه اذكر اللي سواه.. كان مشتط يباني ارمسك بأي طريقة.."
محمد: " قال لي انه اول ما شافج عرف على طول انج بتكونين لي.. وأنا بعد .. أول ما شفتج عرفت اني مستحيل انساج.. واني بعيش عمري كله متندم لو ظيعتج مريامي .."
ابتسمت له مريم وعيونها كانت تشع بالحب اللي تحس به لهالانسان اللي جدامها .. قبل شهور معدودة كانت تنظر للحياة نظرة يأس وتتحرى عمرها انسانة غير مرغوب فيها.. وانه الباجي من ايامها بيكون عبارة عن ألم ويأس ونوبات مرض ما لها نهاية.. فجآة دخل محمد في حياتها وكل شي تغير.. فجأة صارت زوجة وحبيبة وفرد غالي من عايلة ريلها.. وانفرشت دروب المستقبل جدامها ورد وضحكات وسعادة.. وصار المستقبل كله احتمالات وفرص يديده للحياة..
محمد: "بشو تفكرين؟"
مريم: " بأيامي اليايه وياك.. محمد تعرف اني احبك؟؟"
محمد (وهو يرص على ايدها): " أعرف.. بس كل مرة تقولينها احس اني اسمعها لآول مرة.."
مريم: " حلو هالاحساس؟؟"
محمد: "شو رايج انتي؟ شو اللي تحسين به يوم اقول لج اني احبج؟"
مريم (بدلع): " ما ادري والله نسيت.. مب من كثر ما اتقول لي اياها.."
محمد: " نعم؟؟ والله اني دوم اقول لج هالكلمة انتي اللي مول ما اسمعها منج.."
مريم: "حرام عليك محمد .. لا تتبلى عليه!!"
محمد: "والله مريوم.. كل ما اقول لج احبج تقولين لي أنا أكثر حبيبي.. يعني كلمة احبك هاي مول ما اسمعها"
مريم: " خلاص أنا من الحين بحسب كم مرة أقول لك إياها وكم مرة انته تسمعني إياها وبنشوف منو أكثر.."
محمد: " اوكى.."
مريم (وهي تبتسم بشطانة): "محمد احبك احبك احبك احبك احبك احبك احبك.."
محمد: "ايييه انتي يالغشاشة والله ما يستوي جي.. "
مريم: " منو قال؟ أنا اللي بديت التحدي وانا اللي احط شروطه.."
محمد: " ههههههه عادي مب مهم.. حلات الخسارة في تحدي مثل هذا .. انا بيلس هني اطالعج وانتي رددي هالكلمة من الحين لين ما نوصل فلوريدا.. شو رايج؟"
طلعت له مريم لسانها بدلع وهي تضحك وردت تحط راسها على جتفه.. وكملوا الرحلة وهم يسولفون ويضحكون.. ويزيدون على ذكرياتهم الحلوة ذكريات يديدة بيحتفظون بها في قلوبهم العمر كله
.
.



.
.
" يا ربيييه!!!... مزنوه اذيتيني اطلعي برى.. انتي ما تفهمين؟"
عليا كانت شوي وبتنفجر بسبب مزنة اللي مطفرتبها من ساعة الحين.. كانت وايد مقهورة لأنها تبا تسوي شعرها كيرلي ومول مب طايع يضبط وياها ومزنة يالسة ع الشبرية تطالعها و تتجلب من الضحك عليها.. وفوق هذا ما عندها وقت لازم تسير بيت قوم ميود الساعة 12 لأنها معزومة عندهم ع الغدا.. صح انها عزمت عمرها يوم اتصلت بليلى امس.. بس بعد تعتبر عزيمة ولازم تكشخ من الخاطر عشان مايد يتخبل عليها..
عليا: " قلت لج اطلعي..!!"
مزنة (وهي تبطل شنطة الثياب اللي يايبتنها عليا وياها): "أول احلفي انج بتاخذيني وياج.."
تحركت عليا بسرعة وصكت الشنطة واطالعت مزنة بعصبية: " باخذج ويايه مب بكيفي غصبن عني.. يدوه ما خلتني اسير بروحي.. !! ياللا اذلفي برى مب طايقتنج!!"
مزنة: "ما بطلع .. بشوفج شو بتلبسين.."
عليا: " بعدني ما قررت .. مزنووه اطلعي والله انج تقهرين!!"
مزنة: "أنا بختار لج شو تلبسين.. انتي سوي شعرج.."
تنهدت عليا بتعب.. الظاهر انها ما بتتخلص من هالينية.. عشان جي بتسايرها.. وسارت تعدل في شعرها ومزنووه تتعبث في الشنطة.. وطلعت الثياب كلهن برى ويلست تركبهن على بعض عشان تختار من بينهن.. وهني رن موبايل عليا وكانت ابتسام ربيعتها هي اللي متصلة.. بندت عليا السشوار وردت على الموبايل..
عليا: "بسوومتي.. هلا والله.."
ابتسام: " علاية حبيبتي تولهت عليج.."
عليا: " تولهت عليج العافية.. شحالج دبووه؟"
ابتسام: "ملانة.. الاجازة هاي وايد مملة.. شو رايج نسير السينما؟؟ "
عليا: "ما اروم ..أنا في العين.. بيت يدوه.."
ابتسام: "صدق؟؟؟ متى سرتي ؟؟ وليش ما خبرتيني..؟؟"
عليا: "فجأة قررت.. كنت وايد ملانة.. وبعدين ما صدقت امايه وافقت .. على طول حطيت ثيابي في الشنطة وطرت هني.."
ابتسام: " هيييييييييه لازم بتطيرين.. مب من شوية.. الشوق يلعب دور في هالسوالف."
عليا (وهي تحط ايدها على قلبها): " فدييت روحه بسووم شفته يوم الاربعا.. ويلست وياه وسولفنا.."
مزنة تجمدت في مكانها وقطعت النفس عشان تسمع كل حرف تنطق به عليا..
ابتسام: "احلفي؟؟؟؟ شو استوى؟"
عليا: " خبل بي والله انه خبل بي.. وااااااايد متغير عن أول مرة شفته فيها.. ووايد محلو!!"
ابتسام: "وشو قال لج؟ شو استوى ابا االتفاصيل..!!"
عليا (وهي تلف خصلة من شعرها على صبعها وتتمشى بدلع في الغرفة): " قال لي انه صبغة شعري وايد حلوة.. وانها تبرز لون عيوني الحلو.. يعني كان يتغزل فيني بسووم"
مزنة (بهمس): "هلا والله!!"
ابتسام: " وااااااااايه..!! بعد بعد شو قال لج اياني واياج تحذفين شي.."
عليا: " عطاني سلحفاة.. بسوووم اول هدية يعطيني اياها.. سلحووفة صغيرة تجنن.."
ابتسام: " الله!!! حظج علايه.. وما عرفتي اذا كان يحبج ولا لاء؟؟"
عليا: "اممم ما بين لي.. انتي تعرفين الشباب .. ما يحبون يبينون عواطفهم .. بس لا تحاتين .. أنا وراه وراه.. وإذا ماحبني اليوم بيحبني باجر.. وإذا مب باجر.. اللي عقبه.. المهم انه مايد في الاخير بيحبني..!"
ضحكت مزنة يوم سمعت اسم مايد والتفتت لها عليا اللي توها انتبهت انها ترمس جدام المشخلة العودة مزنووه وبسرعة قالت لابتسام: " اووه اقول بسوم بدق لج عقب اوكى؟"
ابتسام: "ليش؟"
عليا: "عقب بقول لج باي.."
ابتسام: " ما ببند .. قولي الحين.."
بندت عليا في ويهها من الخوف وركضت صوب مزنة وقالت لها: "مزوون ليش ضحكتي؟ "
مزنة: "ما علييييييييه.. تحبين ميوود هاا؟؟ بخبر!!"
ركضت مزنة عشان تطلع من الغرفة وركضت عليا وراها ويرتها من ايدها ودخلتها داخل وقفلت الباب بالمفتاح وقالت لها: "مزنوه انتي فاهمة غلط . .أنتي ياهل شو دراج..!!"
مزنة: "أنا سمعتج.. قال لج شعرج حلو وعيونج حلوة وعطاج سلحفاة.. وعقب قلتي انج تحبيينه!! "
عليا (بيأس): "مزنوووه حبيبتي الله يخليج انسي هالسالفة انا كنت اسولف ويا ربيعتي.. لا تخبرين يدووه الله يخليج.."
مزنة: " اذا ما خبرت شو بتعطيني؟؟"
عليا: "اللي تبينه!!"
مزنة: "عطيني السلحفاة.."
دزتها عليا بعيد عنها وهي تقول: "نعم؟؟؟ لو تموتين ما اعطيج اياها..!!"
مزنة: "خلاص كيفج.. بخبر يدوه.. وبخبر خالوه شريفة بعد!"
عليا (وهي خلاص بتصيح): "لا حرام عليج مزوون.. اختاري أي شي من مكياجي.. أي شي بس السلحفاة لاء.."
مزنة:" ما يخصني انا ابا السلحفاة.. انتي اليوم خلي ميود يعطيج وحدة ثانية.."
اطالعتها عليا بحقد كبير وتمت تفكر بموقفها وشافت انه من الافضل انها ما تكون عداوة ويا هالياهل الشريرة.. ونشت وسارت صوب شبريتها وشلت الحوض الصغير اللي فيه السلحفاة وبكل مرارة وحزن سلمته لمزنة.. اللي ماتت من الوناسة وهي تطالع سلحفاتها اليديدة..
عليا: " عطيتج السلحفاة.. انتي وعديتيني ما تخبرين حد."
مزنة: "هييه ما بخبر خلاص.. حبيبتي انتي.."
عليا: "ديري بالج عليها .. والله لو ماتت بذبحج مزنوه"
مزنة: "لا لا ما بتموت بأكلها خس .. وبسميها مزمز.. "
عليا ( تقول في خاطرها) "مالت" بس جدام مزنة ابتسمت وقامت تكمل العفسة اللي في شعرها.. ومزنة تبتسم وتفكر شو تطلب منها المرة الياية عشان ما تخبر عليها..
وعقب ما خلصت عليا لبس ومكياج وضبطت شعرها كانت الساعة 12 ونص.. ونزلت تحت ويا مزنة عشان يسيرون عند قوم ميود.. ومشت لغرفة يدوتها عشان تخبرها انهم بيسيرون.. بس ما لقتها.. ودورتها مزنة في البيت بكبره .. بس ما كان لها أثر.. عشان جي اتصلت بها عليا على موبايلها.. ويوم ردت عليها سألتها: " يدووه وينج؟ "
صالحة: " أنا في الدرب سايرة دبي.."
عليا: " دبي؟؟ متى ظهرتي؟"
صالحة: " وانتي شتبين فيني متى ظهرت ومتى رديت؟ شعندج؟"
عليا: " نبا الدريول وينه؟"
صالحة: "وينه بعد؟ تراه هو اللي مودني .. ولا تتحريني سايرة في تاكسي..؟"
عليا ( بأعلى صوتها): "نعم؟؟؟؟؟ الدريول مودنج دبي؟؟؟ بس انا قلت لج اني بسير عند ليلى!!"
صالحة: " انزين خليهم يطرشون لج دريولهم.. انا دريوليه محتايتنه اليوم.. "
عليا: "يدوه حرام عليج!!."
صالحة: " اسميج تحبين الهذرة انا اروحي ما اداني ارمس فيه هالموبايظ.."
وقبل لا ترمس عليا بندت صالحة في ويهها ومن القهر عقت عليا عمرها على القنفة وهي شوي وبتصيح .. شو بتسوي الحين؟ مستحيل تقول لليلى اطرش لها دريولهم. . شوبيقول عنها مايد؟ أكيد بيحتقرها.. ليش جي يدوتها تسوي فيها ؟ ليش؟؟
مزنة: " بلاج؟"
اطالعتها عليا باحتقار ونشت وركضت فوق في غرفتها عشان تصيح على راحتها.. أما مزنة اللي استغربت من حركة عليا فقررت تتصل بدريول بيتهم وتخليه يوديها عند سارونا وامولة.. وقالت في خاطرها " علاية شكلها غيرت رايها وما بتسير.. ياللا..!! بسير بروحي"
.
.




.
.
الساعة وحدة ونص الظهر

في بيت أحمد بن خليفة كلهم كانو متيمعين ع الغدا.. وهالمرة الغدا كان وايد مميز لأنه عمهم عبدالله يالس على راس الطاولة في مكان أبوهم الله يرحمه.. وعلى يمينه كانت أمه وحذالها ليلى وخالد وع اليسار مايد وسارونة وأمولة.. ومزنة ..
ليلى هي اللي طبخت لهم اليوم .. كانت مسوية برياني دياي وفتوش وسلطة مايونيز ومسوية سمج مشوي لمايد اللي ما يحب الدياي.. هذا غير الكيك والأيس كريم اللي مزهبتنه حق عقب الغدا.. وكانت وهي تاكل تطالع اخوانها وتبتسم وهي تشوفهم متلذذين بالأكل.. قبل كانت تطبخ ومحد يروم ياكل اللي تسويه.. بس الحين استوت عندها خبرة من دروس أم أحمد اليومية.. واللي كان صدق مخلنها مستانسة انه عمها مدح طباخها ووايد عيبه الأكل..
ليلى: "عمي دوم تعال تغدى عندنا.. والله ما تعرف شكثر نستانس بدخلتك علينا.."
ابتسم لها عبدالله وحس بقلبه ينقبض.. وايد يحس بعمره مقصر وياهم رغم انه يتوله عليهم ويتمنى يشوفهم دوم بس ينشغل بالشركة وببيته.. وياسمين مول ما كانت ترضى تزورهم وياه..
عبدالله: " وليش ما اتون انتو تتغدون عندي؟ من يوم سكنت الفيلا اليديدة ومحد فيكم فكر يزورني.."
ليلى: " في هاذي معاك حق.. نحن وايد مقصرين .. وان شاء الله بنزوركم .. بس انته حدد الوقت اللي يناسبك.."
عبدالله: "أفاا يا ليلى.. تبين تزعليني منج؟ هذا بيتكم في أي وقت تبون تفضلوا.. "
أم أحمد كانت تسمع وهي ساكتة.. ما تروم تقول له انه مرته نفسها خايسة وما تعتقد انها تباهم يزورونها.. ولا تروم تعاتبه وتذكره انه من يوم ما خذ ياسمين نسى مسئولياته تجاههم.. كانت ما تبا تخرب عليهم الغدا خصوصا انه هاي أول مرة من فترة طويلة وايد يتغدى فيها عبدالله عندهم في البيت..
مايد اللي كان مشغول بالسمجة اللي جدامه وايج فجأة على مزنة وسألها: " اووه صح.. علاية وينها؟ ردت بوظبي؟؟"
مزنة (وحلجها متروس عيش): " لا عليووه في البيت"
عبدالله (يسأل امه): " منو عليا؟"
أم أحمد: "عليا بنت شريفة.."
عبدالله: " هييييه.. "
ليلى: " ليش ما يت وياج؟؟ نسيت اسألج عنها.."
مزنة: "ما ادري بها.. تلبست وعقب قالت خلاص ما بسير.."
ليلى: " وحليلها يمكن حست بتعب ولا شي.. "
مايد: "ومنو عندها هناك في البيت؟؟ لا يكون يالسة بروحها؟"
اطالعته مزنة بنظرة طويلة وضحكت بخبث وردت تكمل أكلها وليلى استغربت من هالضحكة بس ما علقت.. وقالت لمايد: " بدق لها عقب شوي وبطمن عليها.."
أمل (وهي فجأة تتذكر رمسة مترف أمس): " ميوودي خبرهم اني بستوي مذيعة.."
مايد: "انتي صدقتي ويا ويهج؟؟ أقول لج شي؟ لا تحلمين وايد "
عبدالله: " شو السالفة؟"
مايد: " مترف ربيعي بيشتغل مذيع في دبي الرياضية.. وقال إذا احتاجو مذيعات صغار للمهرجان بيتصل بنا عشان نودي أمولة.. وهاي عاد ما صدقت .. "
عبدالله (وهو يطالع أمولة بحنان): " تستاهل أمل تستاهل.. بس عاد بتعرف ترمس جدام الكاميرا؟"
أمل: " هييه عمي بعرف.. عقب بتشوفوني في التلفزيون.."
مايد: " من زينج عاد!!"
ليلى: " ميوودي حرام عليك.. أمولة حبيبتي مبروك تستاهلين.."
ابتسمت أمل بفخر كبير واطالعت سارة اللي كانت تبتسم بهدوء..وفجأة حست بألم في ريولها لأنه مزنة رفستها ويوم التفتت لها شافتها معصبة وتطالعها بنظرة حادة
مزنة:" لا تصدقين عمرج أصلا مذيعات المهرجان لازم يكونن كبار..!"
أمل: " شي بنات كبري انا بروحي شايفتنهن..!!"
مزنة: " هيه شي بس لازم تكونين ساكنة في دبي .. منو بيوديج هناك كل يوم؟"
اطالعتها أمل بحقد وردت لها مزنة نفس النظرة
مايد: "مزنوه يا حمارة اسكتي عن اختي.. اصلا انتي غيرانة منها.."
ليلى: "ميوود!!"
مايد: "ما تشوفينها؟ دبة وحدة!!"
مزنة: " إذا أنا دبة انته شتطلع؟ يالكبت!"
مايد: "هاهاهاها وايد يضحك.."
عبدالله كان يطالعهم ويضحك ع خبالهم.. وامه حاسة بسعادته ومظايجة وايد من ياسمين اللي حرمته متعة انه يكون ويا عيال اخوه ويشاركهم مثل هاللحظات.. وابتسمت وهي تدعي له انه الله يعوضه بعياله اللي بيملون عليه حياته ضحك وشطانة وحب..
.
.





.
.
في بيت خليفة، كانوا فاطمة وبنتها إيمان في المطبخ ويا البشاكير يزهبن الغدا.. وكان صوت ضحكهن واصل الصالة .. سوالفهن مستحيل تخلص وكانن يخططن وين بيسيرن اليوم وشو بيشترن .. وعقب ما خلصن الغدا زهبن الطاولة وزقرن خليفة واليهال..
إيمان: " اليوم امايه مسوية لكم غدا سبيشال.."
فاطمة: " بغديكم اليوم غدا مكسيكي.."
خليفة: "أهم شي يكون وياه عيش.. تعرفوني انا ما ايشبعني الا العيش.. "
فاطمة: "إي خبرتني ايمان و سويت لك عيش .. ما ادري شو عندكم كل يوم تتغدون عيش؟ مع انه ما منه فايدة الا انه يكبر الكرشة.."
خليفة: "تعودنا عاد شو نسوي.. خلاص ما نصبر عنه.."
ضحكت فاطمة وسمعت صوت موبايلها يرن وسارت ترد عليه.. كانت ربيعتها لميا متصلة وقبل لا ترد كانت الابتسامة مرتسمة على ويهها..
فاطمة: " هلا والله.."
لميا: " هلا فيج.. شحالج فطوم؟"
فاطمة: "الحمدلله بخير .. انتي شحالج؟"
لميا: " تمااام.. وينج انتي ؟ في الامارات؟"
فاطمة: " إي انا في بيت إيمان.."
لميا: "شحالها ايمان؟؟ وشحال عيالها وريلها؟"
فاطمة: "الحمدلله بخير.. وايد مونسيني .. أخاف من الوناسة استقيل وايلس عندهم هني.."
لميا: " ههههههه عشان اذبحج.. !! لا تتعودين على حياة الكسل تراها ادمان.."
فاطمة: " إي ولله صدقتي.. انتي وين؟"
لميا: "أنا في مصر .. اليوم حفل جوائز الاذاعة والتلفزيون.. لا تنسين تشوفينه بينقلونه ع الهوا.."
فاطمة: "مسلسلج ترشح للجايزة صح؟"
لميا: "مرشحينه لخمس جوائز.. والله ابي المسلسل يفوز مب عشاني.. عشان احسسهم انه الدراما الخليجية لها قيمة مب شرات ما يفكرون .."
فاطمة: " بالتوفيق حبيبتي.. "
لميا: " إن شاء الله ... الا خبريني شو صار على عبدالله؟؟"
فاطمة (وهي تتنهد بإحباط): "ما صار شي.. ما تجرأت اتصل به "
لميا: "إنتي شو ناطرة؟؟ تتحرين عمرج بتمين في الامارات على طول؟؟"
فاطمة: " اتصل به بصفتي شو؟؟"
لميا: " بصفتج وحدة قال لها يوم بتين الامارات اتصلي بي.. بصفتج وحدة أكد لها انه يتمنى اتم صديقته على طول.. عرفتي الحين بصفتج شو؟؟"
فاطمة: "بس هالكلام كان من فترة طويلة.."
لميا: "هاي اللي تبي تذبحني!!.. اسمعي انا حذرتج.. إذا ما عطيتيني خبر في الساعتين اللي عقب هالثانية إنج اتصلتي به.. أنا بروحي بتصل به وبخبره انج في الامارات.."
فاطمة: " لا والله؟ ومن وين بتييبين رقمه ان شاء الله؟"
ابتسمت لميا بثقة: "تتحديني فطوم؟ تتوقعين ما اقدر اييبه؟"
فاطمة: "لا لا اتحداج ولا شي.. خلاص بتصل به.."
لميا: "تذكري انه عندج ساعتين.. "
فاطمة: " طااعوو هاي.. انتي المفروض تفكرين بالحفل . .تفكرين شو بتلبسين ووين بتسوين مكياجج مب تشغلين بالج بمشاكلي العاطفية.."
لميا: " عاد انا موتي وحياتي مشاكلج العاطفية.. شو اسوي.. طبعي جي حشرية.. "
فاطمة: "خلاص ياختي بتصل به.. ياللا انتي بندي وروحي تزهبي للحفل.."
لميا: " أوكيه الغالية ياللا فمان الله.."
فاطمة: "مع السلامة."
تنهدت فاطمة وهي تبند الموبايل ويلست ع القنفة تفكر شو تسوي الحين.. طلعت رقم عبدالله وتمت تطالعه بتردد.. وعقب لحظة تفكير طويلة.. طرشت له مسج..
" مرحبا عبدالله.. تتذكرني؟ أنا في دبي.. عندي مؤتمر لمدة يومين.."
وعقب ما شافت "تم إرسال الرسالة" على شاشة موبايلها ، تنفست بعمق وسارت تتغدى ويا بنتها واحفادها..
.
.




.
.
عبدالله كان يالس في الصالة يلاعب بنات اخوه يوم وصله مسج فاطمة.. بس بسبب الحشرة اللي كانو مسوينها اليهال ما سمع صوت الموبايل اللي كان حاطنه ع الطاولة الصغيرة اللي جدامه.. سارونا كانت يالسة حذاله ع القنفة ولاويه عليه وترمسه بدلع ومزنة وأمل يالسات تحت ع الارض يسولفن ويشربن جاهي.. وخالد لابس بدلة "بز يطير" مال حكاية لعبة ويركض في الصالة اونه يطير.. وأم احمد يالسة ترمس ليلى وتتثاوب.. ومايد مجابل التلفزيون وده يعلي الصوت ويسمع اغنية نانسي عجرم بس يعرف انه ليلى بتهزبه..
سارونا اللي كانت وايد مستانسة انه عمها عاطنها كل اهتمامه كانت تخبره شو سووا امس في دبي..
سارة: " ميودي اشترى لي باربي يديدة ويا سيارتها.."
عبدالله (اللي كان يموت في هالبنية..): " ما يقصر مايد.. ووين سرتوا بعد؟"
سارة: " سرنا ماجيك بلانيت وبعدين مترف ودانا ميركاتو ودخلنا موفي.."
عبدالله: " الله!! استانستو يعني.. شو الموفي اللي شفتوه؟"
سارة: " شفنا نيمو.. السمجة الحمرا.."
عبدالله: " شو سالفتها هالسمجة؟؟"
يلست سارونا تخبره عن سالفة الفلم.. وهو متخبل عليها وعلى دلعها وحركاتها.. وفي الاخير سألته: "انته متى بتودينا نشوف موفي؟"
عبدالله: " أي وقت تبينه حبيبتي.."
سارة: " نسير باجر؟"
عبدالله: "نسير باجر.. ليش لاء.. أنا بعطيج رقمي وانتي متى ما تبين تطلعين اتصلي بي.. شو رايج؟"
سارة: "أي مكان ابا اسير له اتصل بك؟؟"
عبدالله: "أي مكان.. لو ان شالله تبين تسيرين الجمعية.. "
مدت له سارة ايدها عشان يكتب لها الرقم عليها وطلع عبدالله قلم من مخباه وباس راحة ايدها قبل لا يكتب رقمه عليها.. واطالعت سارة الرقم وويهها منور بابتسامتها ونشت وسارت غرفتها عشان تنقل الرقم في مذكرتها.. وأول ما سارت عنه يت ليلى ويلست مكانها وهي تلوي على عبدالله..
ليلى (بدلع): "عمي حبيبي حتى انا اباك ادلعني وتوديني السينما.. ولا كبرت ع الدلع؟"
عبدالله: " ههههههه فديت روحج انتي عمرج ما بتكبرين ع الدلع.. خلاص تم بوديج السينما بس عاد نسير الظهر.."
ليلى: " مب مهم متى نسير .. المهم اطلع ويا عمي حبيبي .."
ضحك عبدالله وهو يمسح على شعرها وهني تذكرت ليلى عرض المشروع اللي قالت لها عنه الصحفية كلثم.. وقالت لعمها: "عمي؟"
عبدالله: "ها حبيبتي.."
ليلى: " وحدة صحفية في جريدة الاتحاد.. طرشت لي رسالة تباني اشترك وياها في تحقيق مصور عن الاثار في العين.. وقالت انها تبا تتعامل ويايه دوم.."
عبدالله: "والله شي حلو.. مبروك غناتي.. "
ليلى : "يعني عادي عمي؟؟ ارد عليها واقول لها موافقة؟"
عبدالله: " أكيد .. والا تبين تضيعين هالفرصة من ايدج؟؟ غيرج يدور الشغل وانتي الشغل ياينج للبيت.. شو تبين بعد؟"
باسته ليلى على خده وابتسم لها عبدالله وفي هاللحظة سمع صوت خالد يالس يترجا مايد وصد صوبهم يشوف شو السالفة..
خالد كان لاصق فميود وعلى ويهه نظرة يائسة
خالد: " ميوودي الله يخليك اتصل بهم.. ماماه ليلى قولي له يتصل.."
ليلى: " شو يبا منك ميود؟"
مايد: "يباني اتصل بهالبرنامج الغبي وأسجل اسمه.. جنه الحين بيعرف يلعب.."
عبدالله: "أي برنامج..؟"
خالد: "سابق ولاحق.."
ليلى: " وتبا ميود الزطي يتصل لك؟ تعال انا بتصل وبسجلك عندك الرقم؟"
ركض خالد صوبها وفي ايده ورقه.. : " هيه سارونا كتبت لي الرقم.."
مزنة : "سجلوني انا بعد.. "
امل: " أنا بعد أنا بعد.."
عبدالله (وهو يمد ايده ويشل موبايله عن الطاولة): "يودي ليلى اتصلي من موبايلي.."
خذت ليلى الموبايل عنه وانتبهت للرسالة وقالت له: "عمي واصلنك مسج"
شل عبدالله الموبايل عنها وبطل المسج وقراه: " مرحبا عبدالله.. تتذكرني؟ أنا في دبي.. عندي مؤتمر لمدة يومين.."
تم عبدالله يطالع المسج باستغراب.. ما يعرف الرقم ولا قادر يفهم الرمسة المكتوبة.. عشان جي اتصل بالرقم اللي ظاهر له.. وتريا ثواني لين ما ردت عليه فاطمة..


فاطمة كانت تشرب جاهي يوم رن موبايلها ويوم شافت اسم "عبدالله" منور الشاشة صبت الجاهي على جلابيتها من الارتباك ونقزت ايمان من مكانها عشان تساعد امها بس فاطمة اللي كانت ترتجف قالت لها : "ايلسي ايلسي فديتج.. أنا بس خفت من صوت الموبايل.. بروح فوق ابدل ثيابي وبرجع.."
نشت من مكانها وردت على الموبايل وهي تمشي سايرة صوب الدري وقبل لا تتكلم خذت نفس عميق وقالت بصوت يرتجف: "ألوو؟؟"
عبدالله استغرب من الصوت اللي سمعه.. مول ما يا في باله انها فاطمة .. وقال: "السلام عليكم والرحمة.."
ركبت فاطمة ع الدري وتمت تمشي بسرعة وردت عليه: " وعليكم السلام والرحمة.. يا هلا عبدالله.."
عبدالله: " هلا اختي.. اممم عفوا منو ويايه؟؟"
فاطمة (وهي تبطل باب غرفتها): " انا كنت متوقعة انك ما تذكرني.. ع العموم انا بس أوفي بوعدي واخبرك اني في البلاد.."
عبدالله تذكر اللهجة.. وتذكر شوي من نبرة الصوت.. وارتسمت الابتسامة على ويهه وهو يسألها بسعادة: "فاطمة؟؟"
على طول التفتت له ام احمد واطالعته بنظرة تعجب وكانت نفس النظرة مرسومة على ويه ليلى .. عشان جي يود عبدالله ضحكته واشر لهم بإيده انه بيسير يرمس في الصالة الثانية وابتعد عنهم عشان يرمس على راحته..
فاطمة: " إيه فاطمة.. شحالك عبدالله؟"
عبدالله: " يا هلا والله.. أنا بخير ربي يعافيج.. انتي شحالج؟ وين هالغيبة كلها؟"
فاطمة: " في الفترة اللي طافت كلها كنت مشغولة وايد ويا الجامعة وما ييت الامارات الا الحين عشان المؤتمر.. "
عبدالله: "إنتي في دبي الحين؟"
فاطمة: "إي في دبي.. وانته؟"
عبدالله: "أنا في العين... انتي لين متى بتمين هني؟"
فاطمة: "اممم بسافر يوم الاربعا.."
عبدالله: "لازم اشوفج قبل لا تسافرين فاطمة.. "
ابتسمت فاطمة : "أكيد ان شاء الله بتشوفني.."
عبدالله: "تدرين ؟ مرتي ربت من يومين.."
فاطمة: "ماشالله!!.. مبروك عبدالله.."
عبدالله: "الله يبارك في حياتج.. والله لو تشوفينها يا فاطمة.. خبلت بي.. "
تم عبدالله يرمس عن بنته ومرته وفاطمة تبتسم بحزن وهي تسمعه .. في يوم من الايام قالت له عبدالله انساني ودور لك وحدة صغيرة تييب منها عيال يملون عليك دنياك .. والحين .. يوم سمع كلامها وتزوج ويابت له مرته الياهل اللي قالت له عنه.. الحين تحس بفراغ كبير في داخلها .. بغباء فظيع ..
فاطمة: " عساك دوم مستانس يا عبدالله.. والله تستاهل كل هذا وأكثر.."
ابتسم عبدالله: "وانتي شو اخبارج؟؟ "
فاطمة: "أنا ما تغير شي في حياتي.. الروتين نفسه.. الجامعة والدراسة.. وسفراتي من فترة لفترة.."
عبدالله: " وايد استانست انج اتصلتي فيه.. توقعت تكونين نسيتي.."
"شرات ما انته نسيت.. " قالت فاطمة في داخلها بس ردها عليه كان صريح جدا: " لا ما نسيت.. إنته تهمني عبدالله وكنت دوم افكر شو استوى في حياتك.."
عبدالله: " حتى انتي كنتي تطرين على بالي من فترة لفترة.. "
من فترة لفترة.. ابتسمت فاطمة لانعكاسها في الدريشة وقالت غبية.. انتي كنتي تفكرين فيه في كل لحظة تمر عليج.. وهو يمكن في الشهور اللي طافن هاذيلا ما فكر فيج غير مرة او يمكن ما فكر فيج ابد..
فاطمة: "عموما انا كنت بسلم بس .. واذا في فرصة اشوفك خبرني.."
عبدالله: " إن شاء الله بشوفج.. أباج تشوفين بنتي شمسة.."
يعني افهمي انه مرتي بتكون موجودة.. فكرت فاطمة بسخرية.. وقالت له: "يصير خير ان شاء الله.. فمان الله عبدالله.."
عبدالله: " مع السلامة.."
بند عبدالله وهو صدق مستانس انه رمس فاطمة.. وبندت فاطمة وهي متندمة من الخاطر انها دقت له.. عبدالله رد يرمس عيال اخوه وابتسامة خفيفة مرتسمة على شفايفه.. وفاطمة ردت تحت تيلس عند عيال بنتها وكل سوالفهم وضحكهم ما قدرت تشيل العبوس اللي اكتسى ملامحها..
.
.

.
.
مايد اللي كان يجلب القنوات يدور شي يشوفه حس بالملل وقال لليلى اللي كانت يالسة حذاله في الصالة الثانية: " ليلوتي اتصلتي تطمنين على عليا؟"
ليلى: "لا ما دقيت لها نسيت.."
مايد: "دقي لها انا ملان.. وطرشي لها الدريول اييبها.."
ليلى: " وانته ليش ان شاء الله مهتم بها جي؟"
مايد: "بنت خالوتي ليش ما اهتم بها..؟؟"
ليلى: " بس لا تزودها وياها.. اخاف تتعلق عقب.."
مايد (بأرف): " نعم؟؟ تتعلق؟؟ ها اللي ناقص بعد..!!"
ليلى: " يا سلام!! وليش يعني هالنظرة؟"
مايد: "لأنه افكاركم وايد وايد غلط.. هاي بنت خالوتي يعني شرات اختي.. لازم ادخلون الحب في كل شي؟"
ليلى: "انا ما دخلت الحب في السالفة بس انته ما شفت تصرفاتها المرة اللي طافت ؟ "
مايد (يطالعها وهو مصدوم): "لا ما انتبهت.. ليش هي قالت لج شي؟؟"
ليلى: "ما قالت شي.. بس انا حسيت.."
مايد: "ارجوج لا تحسين .. انا بعدني صغير ع الحب.. خليني اعيش مراهقتي ويا نانسي عجرم وهيفاء وهبي.. ويوم بكمل عشرين سنة تعالي رمسيني عن الحب.."
ضحكت ليلى اللي عيبتها السالفة وقالت له: "معقولة؟؟ ميودي تبا تقنعني انه ما عندك وحدة ترمسها؟؟"
اطالعها مايد بتحدي وقال لها: "حتى لو كانت عندي وحدة .. انتي ما بتعرفين.. ولا أي حد في الدنيا بيعرف.."
ليلى: "يعني عندك وحدة؟؟"
مايد كان صدق حاس بالاحراج ويعرف انه اخته متعمدة تحرجه.. وقال لها: " لا طبعا ما عندي حد.. أقول لج بعدني صغير انتي ما تفهمين؟.."
ليلى: "يعني الحين تبا تفهمني انه اللي عمرهم 16 سنة ما يتعرفون على بنات؟"
مايد: "امبلى يتعرفون.. بس عاد الشباب مب كلهم واحد.. انا من نوع الشباب اللي عندي اشيا اهم من البنات عشان اسويها.."
ليلى (وهي تطالعه بخبث): "مثل شو؟"
مايد: " انتي شكلج مب ناوية تتصلين بعلايه.. خلاص انا بسير عنج.. مزعجة!!"
ليلى: "هههههههه.. بتصل بها الحين.."
مايد: "لا تتصلين، لوعتي لي بجبدي .. خلاص بسير ارقد.."
ضحكت ليلى وهي تتفداه وقامت تشوف باجي اخوانها شو يسوون
.
.


.
.
الساعة اربع العصر، كان عبدالله ساير المستشفى ويا أمه عشان يطلعون ياسمين.. وكان يعرف انه ام ياسمين ناوية اتم وياها هالاسبوع بطوله.. وكان هالشي منكد عليه لأنه مول ما يداني ام ياسمين.. ومقلل زياراته للمستشفى هاليومين بسبتها.. يوم نزل من السيارة قال لأمه: "امايه اسبقيني انتي لغرفتها وانا بسير اسوي لها اذن خروج.."
أم أحمد: "زين فديتك.. لا تبطي عاد.."
عبدالله : "لا ما ببطي.."
سارت ام احمد صوب غرفة ياسمين وعبدالله سار عند رئيسة الممرضات عشان اييب اذن الخروج من عندها.. ويوم وصل عندها قال لها: " مرحبا.."
النيرس : "يا أهلا..!!"
عبدالله: " الدكتورة وافقت انه مرتي تظهر.. ممكن تعطينا اذن الخروج؟"
النيرس: " اسمها ايه زوجتك؟؟"
عبدالله: " ياسمين علي بن يمعة.."
اطالعته النيرس باستغراب وقالت له: "ياسمين ؟ دي خرجت بقالها ساعة دلوأتي.."
عبدالله: "نعم؟؟ لا انتي اكيد مغلطة.. ياسمين علي يمعة.. تأكدي.."
حطت النيرس الدفتر جدامه وجيك عبدالله ع الاسم.. واستغرب.. وسأل النيرس: "طلعت ويا منو؟"
النيرس: " أبوها خرجها.. "
عبدالله تم يطالعها وهو مصدوم.. ليش ياسمين ما خبرته؟ لا يكون بس للحين زعلانة على سالفة الفيلا؟؟ وبسرعة سار صوب الغرفة عشان يتأكد وشاف امه يالسة هناك بروحها تترياه.. ويوم دش عليها قالت له: "النيرس تقول انه مرتك طلعت.. كيف جي بعد؟"
عبدالله: "هيه روحت ويا ابوها.. ما ادري شو سالفتها.."
أم أحمد: "اتصل بها شوفها وين.. جان خبرتك انها بتطلع ويا ابوها.."
عبدالله طلع موبايله واتصل بمرته ياسمين.. اللي كانت في السيارة ويا ابوها وامها.. بس ما ردت عليه وقال لأمه : "تعالي بنسير البيت يمكن هي سبقتنا هناك ويا امها.."

ياسمين يوم شافت رقم عبدالله تنهدت بملل وحطته ع السايلنت .. وقالت لأمها اللي كانت ميودة البيبي.. : " هذا عبدالله متصل.. أكيد راح المستشفى وما لقانا.."
مريم: " انتي ما عندج سالفة يا ليتج بس تسمعين كلامي.."
ياسمين: " انا مقتنعة باللي بسويه.. امايه بلييز.. ما ابا نقاش في هالموضوع.."
علي: " خلي بنتي تسوي اللي يريحها. وبعدين احسن لها تطلق.. أنا مب معودنها تعيش محبوسة وهذا مول ما يخليها تظهر .. البنية انغرت فيه وايد.. وانا ما احب حد يأذي بنتي.. والمؤخر اللي بتحصله والنفقة اللي بنطلعها من عيونه بتخليها عايشة احسن عيشة هي وبنتها.."
ياسمين كانت وايد متظايجة من كل اللي استوى بس في نفس الوقت مقتنعة انه قرارها هو الصح.. وانه الطلاق هو انسب حل عشان تعيش باجي حياتها مرتاحة.. وبالنسبة لبنتها أبوها إذا يباها يروم ياخذها.. بس قبل لازم يكتب الفيلتين بإسمها.. ومن دون هالشي خل يتحمل يعيش من دونها العمر كله..
تنهدت ياسمين وهي تسمع كلام ابوها واتصلت حق شيخوه بس كان مغلق.. ياسمين كانت وايد مستغربة من هالشي..شِيخوه مول ما سألت عنها ولا يت تزورها.. وتيلفونها مغلق.. شو سالفتها؟؟ لا يكون بس مريضة؟
.
.


.
.
شيخة في هالوقت كانت بتموت من الصياح وهي تطالع اللون البنفسجي والأخضر اللي تحت عيونها.. كانت واقفة تطالع ويهها في جامة الحمام.. أول مرة في حياتها تحس بهالألم اللي تحس به كل ما رمشت بعيونها.. فهد تغير وايد.. بعدها للحين مب مصدقة انه ظربها بهالوحشية.. هو اللي عمره ما مد ايده عليها او غلط عليها بكلمة.. الحين صار يظربها يوميا.. واليوم يوم طفرت منه ومن معاملته وقالت له يطلقها ظربها على عينها بكل قوته.. بعدها تتذكر كلماته عقب ما ظربها.. يوم كانت طايحة ع الارض تصيح.. كان يطالعها بكره ويقول لها: " ان يبتي طاري الطلاق على لسانج مرة ثانية بتشوفين شو بييج مني.. انتي وحدة سافلة خايسة حتى الطلاق ما تستاهلينه.. بتمين عندي وبتخدميني غصبن عنج.. وما ابا اسمع صوتج عقب اليوم.. انتي تفهمين؟؟"
دمعت عيون شيخوه وعلى طول ندمت على هالشي.. لأنه الدموع كانت تحرق لها عيونها بشكل وايد مؤلم.. كانت تحس بشوق غريب لفهد اللي عرفته من زمان.. فهد الطيب الحنون اللي كانت نظراته لها كلها حب وسعادة.. الحين مول ما تشوف البسمة على شفايفه..
متى بيشفي غليله منها وبيرد فهد الأولاني؟؟
متى بيبدا ينسى اللي سوته وبيفتح وياها صفحة يديدة؟؟
تنهدت شيخة بحرقة.. ما تعتقد انه في ريال ممكن ينسى.. وأكيد مب فهد.. بيتم متذكر هالشي على طول.. وبيتم يذلها على طول.. بس شيخة ما تروم تعترض.. كانت تعرف انها غلطانة وتعرف انها يابت هالشي لعمرها..وتعرف انه غلطتها لازم هي اللي تتحمل مسئوليتها..
.
.
عبدالله في هاللحظة كان واصل حده.. عقب ما سار بيته هو أمه وما لقى حد هناك، حرق تيلفون ياسمين اللي مول ما كلفت نفسها ترد عليه.. عشان جي وصل أمه البيت وطلع بسيارته ما يعرف وين يسير.. كان مقهور منها ، حتى لو زعلانة المفروض ترد عليه.. يعني ما تعرف انه يحاتيها ويحاتي الياهل؟ وعقب ما اتصل بها للمرة المليون وما ردت عليه اتصل بأبوها .. اللي رد عليه على طول..
عبدالله : "ألوو.."
علي: "نعم؟"
عبدالله: " السلام عليكم .."
علي: "وعليكم السلام.. "
عبدالله: " عمي ياسمين عندكم؟؟ "
علي: "هيه عندنا.. نعم؟ شعندك؟"
استغرب عبدالله من اسلوب علي بن يمعة وقال له: "وينكم انتو؟ انا سرت لكم المستشفى ما لقيت حد.. الله يهداكم جان خبرتوني انكم بتطلعونها.. ما يستوي جي.."
علي: " وليش نخبرك.؟؟ اسمع عبدالله.. بنتي تبا الطلاق.."
عبدالله: "شوووووو؟؟؟؟؟؟"
علي: "اللي سمعته.. طلقها وبسرعة.. تراها مب طايقتنك.. وانته ما تروم تجبرها تيلس وياك.. "
عبدالله كان يزاعج : " ياسمين وينها؟؟؟ عطني اياها .. انته شو يالس تخربط؟؟"
علي: " بنتي ما بترمسك.. وورقة طلاقها اباها توصلها بأسرع فرصة.. وجان ناوي تاخذ بنتك.. تكتب الفلتين باسم ياسمين.. "
عبدالله: " شو تتحرى انته الدنيا تمشي على كيفك؟؟ مرتي بترد البيت غصبن عنها.. وبنتي محد يروم يمنعني عنها.. انته فاهم؟؟"
علي: " اللي في راسك سوه.. "
وبند التيلفون في ويه عبدالله اللي كان شوي وبينفجر من القهر..
.
.
ياسمين وصلت بيتهم في جميرا وهي صدق تعبانة ، كانت لايعة جبدها من كل اللي استوى.. من ولادتها ومن ريلها ومن ابوها وامها.. ومن سالفة طلاقها.. دشت غرفتها من دون ما تهتم للبيبي اللي كانت عند امها وبدلت ثيابها ولبست بيجامتها ورقدت.. كانت تدري انه عبدالله بيكسر الدنيا فوق راسها وانه مستحيل يتخلى عن بنته.. بس كانت مب قادرة تفكر بهالشي الحين.. كل اللي كانت تبا تسويه انها ترقد.. وعقب ما ترتاح بتفكر شو ممكن تسوي عشان يطلقها عبدالله بهدوء..

بس أي هدوء هذا اللي بيخفف من غضب عبدالله الحين.. كانت نيران قلبه كلها مشتعلة والقهر اللي يحس به خلاه يوقف الموتر على يمين الشارع لأنه كان مول مب قادر يسيطر على الرجفة اللي تسري في جسمه.. كان يعرف انه ما بيرتاح إلا اذا شاف ياسمين ورمسها.. وعشان جي اتصل بسهيل وقال له انه يباه اييه صوب موتره ويسير وياه دبي في شغل ضروري..
سهيل: "شو هالشغل اللي طلع لك مرة وحدة..؟"
عبدالله (بتعب): " انته تعال لي وعقب بخبرك السالفة كلها.. لا تتأخر يا سهيل ما عندي وقت.."
سهيل: "عبدالله انته صوتك وايد تعبان.. متأكد انك بخير؟"
عبدالله: "أنا ما فيه شي انته بس تعال لي .."
سهيل: "دقايق واكون عندك.."
.
.
مرت الدقايق بطيئة جدا على عبدالله وأول ما وصل له سهيل خبره بكل اللي استوى وسارو هم الاثنينة دبي في موتر سهيل.. عبدالله كان محطم ، اعصابه تعبانة وويهه شاحب.. كان يبا يرمس ياسمين يبا يسمع منها هي الرمسة اللي قالها علي.. ليش؟؟ شو استوى؟ خلافاتهم كلها انحلت وياسمين كانت وايد مستانسة عقب ولادتها.. وكانت معاملتها له وايد زينة.. وهو ما قصر وياها بشي.. معقولة عشان الفلل تسوي كل هذا؟

سهيل كان صدق يحاتي عبدالله وكل شوي يطالعه بطرف عينه ويشوف نفس ملامح العبوس على ويهه.. كان يحاول يخفف عنه بأي طريقة وكل شوي يقول له: " لا تحاتي يا عبدالله.. مرتك صغيرة واكيد ابوها قص عليها بكم كلمة.. الحين يوم بتسير وبترمسها بترد لعقلها.."
عبدالله: " ما ادري يا سهيل .. انا مصدوم.. مب عارف كيف افكر.. وأحس بتعب.. تعب كبير.."
وغمض عيونه واتساند على السيت وسهيل يطالعه بقلق.. كانت حالته مب طبيعية أبدا.. أول مرة يشوفه سهيل معصب بهالطريقة.. حتى المرة اللي طافت يوم فقد اعصابه وسار لمكتب مبارك عشان يهزبه ما كان يرتجف بهالعنف.. شو سوت به هالحرمة هاي ؟؟ وشو هاللعبة اللي تلعبها هي وأهلها على عبدالله.. ؟؟
.
.
.





.
.
عقب ساعة

ياسمين كانت راقدة رقاد متقطع ومتعب.. كل احلامها كانت كوابيس.. وكل ما تبطل عيونها تحس انه راسها بينفجر. .الصداع اللي هاجمها اليوم شكله ناوي يقضي عليها.. ومن كثر الألم قامت مرتين ترجع في الحمام.. والحين يوم اخيرا قدرت ترقد بهدوء وبدون كوابيس وصلها صوت صراخ من برى خلاها تفز من رقادها على طول.. وبعصبية فظيعة تأففت وفرت لحافها بعيد عنها وسارت صوب الدريشة تشوف شو اللي يستوي تحت.. ويوم حركت الستارة شافت أبوها واقف تحت في الحوي ووياه عبدالله.. وكان صوتهم واصل لعندها فوق من كثر ما كان عالي..
عبدالله كان يزاعج على علي ويقول له: "خلها تنزل وتقول ليه هالرمسة بنفسها... انته شلك تتدخل بيني وبينها؟؟"
علي: " بنتي ما بتشوفها مرة ثانية انته فاهم ولا لاء؟؟ وقلت لك جان تبا بنتك هات لي أوراق ملكية الفلل.."
عبدالله: "انته اللي لعبت لها بعقلها.. هاي بنتك كيف ترضى عليها تطلق؟؟ انته تخبلت؟؟ وتطلق من دون سبب ليش؟؟"
علي: " انته اللي لعبت بعقلها وخليتها تودر كل شي وتوافق عليك.. وانا ما رمت اقول لها شي.. بنتي الوحيدة وما اروم ازعلها.. بس الحين بصحح هالغلطة وبطلقها يا عبدالله غصب.."
عبدالله لاحظ حركة الستاير فوق ونادى عليها بأعلى صوته: "ياسمين!!.. ياسمين !! انزلي ورمسيني الحين.."
علي (وهو يدز عبدالله في صدره بقوة): "ما يخصك ببنتي انته ما تفهم شو؟؟"
عبدالله طنش علي ورد ينادي على ياسمين مرة ثانية.. كان يباها تفهمه.. ليش ما تنزل له هي وتفهمه؟؟ بس علي رد يدزه مرة ثانية وهالمرة كان عبدالله بيطيح لو ما توازن في اخر لحظة.. كان علي يعامله بشكل مهين ومذل عبدالله كان مستحيل يتحمله في مكان وموقف ثاني .. بس كان حاشم علي لأنه ابو مرته ويد بنته.. وابتعد عنه وهو يطالعه بنظرة حادة .. ورد يطالع دريشة ياسمين..

ياسمين يوم شافت عبدالله يرد على ورا من قوة ظربة ابوها انترست عيونها دموع وعلى طول طلعت من غرفتها وهي تركض وتصيح من الخاطر.. ونزلت من فوق وشافت بنتها في حظن الخدامة اللي كانت يالسة ترضعها في الصالة.. وبدون تردد شلت البنية من حظنها وطلعت برى في الحوي عند عبدالله وابوها وامها وبنتها شمسة في ايدها..
عبدالله يوم شاف ياسمين طالعة من باب الصالة وشعرها الاشقر مغطي نص جسمها .. وملامح ويهها الحلوة مغرقة بدموعها.. وفي ايدها بنتهم شمسة.. حس بقلبه يغوص بين ظلوعه.. هاي ياسمين.. ياسمين اللي حبته وسوت المستحيل عشان توصل له وتنتشله من الحزن اللي كان عايش فيه.. ياسمين اللي عاشت وياه سنة من اجمل ايام حياته.. مستحيل ياسمين تودره .. مستحيل.. علي غلطان.. علي ما يعرف..
اطالعها عبدالله بعيون كلها أمل وشوق واطالعته هي بعيون كلها حزن وتعب.. وقبل لا يحس كانت واقفة جدامه ومن الصدمة ابوها تم يطالعها وهو ساكت..
عبدالله اقترب منها وكل اللي قدر يقوله كان : "ياسمين.."
حاولت ياسمين تسيطر على دموعها واطالعت عبدالله بكل كبرياء وقالت له بصوت حاد وأعلى من اللي توقعته: "شو اللي تباه مني عبدالله؟؟ تبا بنتك؟؟؟ هاي بنتك خذها.. أنا ما أباها.."
علي: "ياسمين!!"
ياسمين (بنبرة حادة): "أبويه انته ما يخصك!!.. لا تتدخل بيني وبين ريلي"
وتفاجئ عبدالله يوم عطته ياسمين بنته بكل جفاف وتلقفها عبدالله في حظنه وهو يطالع ياسمين باستغراب..
عبدالله: " ياسمين شو ياج كل هذا عشان الفلل؟؟ ... جان تبين.. "
ياسمين (وهي تزاعج):" مابا شي.. اباك بس اطلقني.. طلقني عبدالله أبا ارتاااااح.. طلقني.."
نظرة استنكار فظيعة مرت على ملامح عبدالله وهو يشوف ياسمين اتصيح بكل قوتها جدامه.. معقولة هالكثر تكرهه؟؟ معقولة؟؟ ليش؟؟ شو اللي تغير من بينهم؟؟ كان يطالعها ومب قادر يقول لها شي وعقب فترة صمت طويلة وعقب ما هدت ياسمين شوي سالها عبدالله بصوت مبحوح: "ليش؟؟"
ياسمين: "لأني ما أبا اكرهك عبدالله.. طلقني قبل لا اكرهك واكره كل يوم اعيشه وياك.."
غمض عبدالله عيونه بألم وسألها آخر سؤال: " متأكدة انه هذا اللي تبينه؟؟"
ياسمين: "متأكدة.."
حاول عبدالله يتكلم بس ما قدر .. كان يبا يقول لها الكلمتين اللي بيحررونها من ارتباطها وياه بس حس بلسانه ثجيل..
عيونها كانت تطالعه بتعب.. كأنها تترجاه.. تترجاه يعتقها.. ينهي عذابها.. وبمرارة فظيعة.. وهو حاظن بنته بحنان .. التفت عنها عبدالله وعطاها ظهره وقال: "ياسمين.. انتي طالق.. "
نزلت الدموع من عيون ياسمين .. وكمل عبدالله وهو يمشي لباب الحوي..: "طالق... طالق... "
وطلع من بيت علي بن يمعة للمرة الأخيرة.. وهو شال بنته وراه.. وترك ياسمين اللي يلست ع الارض من كثر ما كانت تصيح .. وترك أبوها اللي كان ينتفض من القهر والحسرة على الفيلا اللي ظاعت من إيده..
.
.



.
.


طلع عبدالله من البيت واتجه للسيارة وهو يكافح موجة الهم والتعب الكبيرة اللي بدت تغزو ارجاء جسمه.. وركب السيارة بدون ما يرمس وسهيل اللي فهم السالفة وسمع كل شي يوم كان واقف برى يترياه.. حرك السيارة واتجه لمدينة العين..
كانت شمسة راقدة في حظن عبدالله بسلام.. مب حاسة أبدا بالمصيبة اللي استوت اليوم.. ما تعرف انه في يومها الثاني في هالدنيا ، أمها طلبت الطلاق من أبوها.. وعبدالله كان يطالعها ويقاوم الدموع اللي تيمعت في عيونه.. كان في باله سؤال واحد يتردد مرة ورا الثانية.. ليش؟؟ ليش؟؟؟ ليش؟؟ ليش؟؟
ليش يا ياسمين؟؟


سهيل كان يطالع ربيع عمره واخوه عبدالله ويحاول يركز على الدرب اللي جدامه.. كان الدرب للعين كئيب وصامت وحزين.. ويوم وصلوا العين طلب عبدالله من سهيل انه يوديه بيت أخوه أحمد الله يرحمه.. كانت الساعة تسع فليل. وكان عبدالله تعباان.. ويعرف انه ما بيقدر يتصرف ويا الياهل بروحه.. فراح واشترى لها حليب واغراض من الصيدلية .. وخلى يترياه برى ودش هو وبنته داخل عند امه اللي كانت بتموت من كثر ما تحاتيه..
أول ما دش عبدالله الصالة نشت أم أحمد من مكانها حذال ليلى ومشت بصعوبة بس بسرعة لباب الصالة.. ويوم شافت البنية في حظن ولدها فهمت السالفة ونزلت دموعها وهي تاخذها عنه..
أم أحمد (وهي تصيح): "شو استوى فديتك.؟؟ شو اللي ياكم انتو الاثنين..؟؟"
عبدالله: " ما ادري .. ما ادري امايه.. أنا بروحي مب فاهم شي.."
عبدالله كان شكله تعبان واااايد وليلى كانت واقفة بعيد تطالعه بصدمة وإيدها على قلبها.. عمرها ما شافت عمها جي.. ورغم انها ما تعرف شو السالفة وليش عمها راد البيت ويا بنته بس.. ما تجرأت تسأل من كثر ما كانت خايفة من التعب الواضح على ملامحه.. وأم أحمد شلت الياهل وودتها غرفتها عشان ترقدها ع الشبرية.. وخلت عبدالله واقف مجابل ليلى ..
ليلى (بهمس): " عمي.."
اطالعها عبدالله وقال : " انا بروح الحين.. سهيل يترياني.. ديري بالج على شمسة.. "
ليلى (بصوت مخنوق): "ان شاء الله عمي.. لا تحاتي.. شمسة في عيوني.."
عبدالله: "لا تخلينها تصيح ليلى.. ماباها تصيح.."
ليلى (وهي تصيح): "ان شاء الله عمي.."
ابتسم لها عبدالله بتعب والتفت عنها عشان يطلع لسهيل اللي يترياه برى

بطل عبدالله باب الصالة وقبل لا يطلع منه.. حس انه قوته كلها تسربت منه.. وحس بعمره يرتطم بالأرض بقوة.. ما كان فاهم اللي يستوي ولا كان مستوعب ليش الدنيا ادور به.. وليش فجأة ما قام يشوف شي الا الظلام..
وليلى يوم شافت عمها يطيح عند باب الصالة صرخت بأعلى صوتها وركضت له وحطت راسه في حظنها وهي تصيح.. كان ويهه أبيض وعيونه تطالعها بتعب قبل لا يغمظهن ..
ليلى (وهي ترتجف بكبرها وتمسح دموعها اللي طاحت على خدوده): "عمييييي.. عمي قوووم شو بلاك؟؟؟ عمي؟؟؟ (والتفتت وراها وهي تنادي بأعلى صوتها).. يدوووووووووووووه... يدووه الحقينيي!!!"
في هاللحظة دش سهيل ويوم شاف عبدالله طايح وقف مصدوم وليلى تطالعه وتصيح بكل قوتها.. وعقب ما استوعب الموقف اتصل بالاسعاف.. بس عبدالله كان يشهق بقوة وأم أحمد اللي طلعت من غرفتها في هاللحظة وشافت ليلى حاظنتنه وتصيح عليه ما رامت تتحمل المشهد وطاحت من طولها جدام باب الممر..

عبدالله كان يحس بعمره يشهق ويسمع صوت ليلى وهي تصرخ وتصيح.. بس ما كان مستوعب اللي يستوي.. وسمع صوت سهيل وهو يناديه.. سهيل كان يصيح.. وأمه.. وصوت ثاني بعد بس ما ايعرف صوت منو.. كان ظايع ومب قادر يفهم اللي يستوي..
لين ما حس بالألم اللي قطع له صدره ..
وعقبها..
ما حس بشي..
كان الظلام يلفه..
وهذا آخر شي حس به عبدالله بن خليفة
.
.
نهاية الجزء الخامس والعشرين








رد مع اقتباس
 
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نــــدى الآيـــام ..,,’’ شمس الرائدية :: المنتدى العام :: 14 30-07-2011 04:24 PM
إهـــدااء لـــكل الـخـريـجــيــــن .. >> غريبة مرت الأيـــام << فتى الرائدية منتدى الصوتيات والمرئيات الإسلامية 16 21-03-2011 08:41 PM
في 21 ينـاير ستمــوت ][ الرياضـــه ][ ودعــوهـا هـذه الأيـــام!!! بـــقـــايـــا حـــي :: الأخبار الرياضية والمواضيع المنقولة:: 12 25-01-2008 09:36 PM



الساعة الآن 02:34 PM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت