على الحكومة ان تستجيب للغضب الشعبي ضد جرائم العدو الاسرائيلي في قطاع غزة وان تقوم بطرد سفيره في عمان، هذا اقل ما على الاردن الرسمي ان يفعله وذلك لأسباب التالية:
1- عمان تملك الورقة الأقوى عربيا ( القاهرة كذلك) في الضغط على اسرائيل لإجبارها على وقف حرب الإبادة التي تشنها ضد غزة، وهي ورقة طرد السفير وإرسال رسالة الى تل أبيب بان جرائمها ضد الفلسطينيين ستقود العلاقات العربية والأردنية الى نقطة الصفر ، لان كل سلام منفرد عقده العرب مع اسرائيل كان قد قًًُدم للرأي العام على انه خطوة باتجاه سلام شامل وعادل حتى تقبل به الشعوب وتقبل به الأجيال .
2- طرد السفير ان حصل سيوجه رسالة اخرى الى حكام تل أبيب من مجرمي الحرب ، وهي ان الاردن لا يقبل بتصفية النضال الفلسطيني ضد الاحتلال ، في غزة والضفة ، إن بالاستيطان والتهويد او بالمجازر والعدوان ، لان نتائج هذه السياسات والحروب الصهيونية تعني دفن عملية السلام التي يعلن الاردن تمسكه بها من اجل حل القضية الفلسطينية . وبالتالي فان القضاء تماماً على فرص السلام بفعل حروب اسرائيل وجرائمها يهدد امن واستقرار ومستقبل الاردن اكثر من اي دولة اخرى .
3- طرد السفير ان حدث سيعمق حالة التضامن الشعبي الاردني مع الفلسطينيين ومقاومتهم وصمودهم وسيعيد بناء وترميم عقيدة الاردنيين في اعتبار ان العدو يبقى دائماً اسرائيل . وهو ما سيمنح الجبهة الداخلية قوة وتماسكا هي بحاجة اليه ، لمواجهة اي تأثير اوانتقال للفتن وحروب الداخل كالتي في العراق وسوريا . حروب ما كانت إلا عندما غيبت الانظمة ( العدو الأساسي ) وهو اسرائيل عن عيون شعوبها ، فتدخلت شياطين الارض لتخلق بين مواطني البلد الواحد أعداء ، منهم وفيهم ، وعمت الفوضى واستشرى الجهل ، واستأسد الفاسدون والمستبدون الى ان استراحت اسرائيل وتنمرت وتاهت بصلفها وغرورها .
4- متى تتعلم السياسة الاردنية والعربية بان السياسة الخارجية تساوي صفرا مكعبا ان لم يدعمها على الارض مواقف تجعل الأقوال مطابقة للأفعال ، عضوية الاردن الدائمة في مجلس الامن سيكون لها أسنان ان أظهر لإسرائيل والدول الدائمة العضوية بان الجرائم ضد غزة لن تمر بدون عقاب ، ولن تقابل الا بالتصعيد ضد اسرائيل من قبل العرب ، وأول التصعيد طرد السفير عسى ان تتبع مصر هذه الخطوة ، واذا كان العرب غير قادرين على التأزيم مع اسرائيل فليوفروا سفراتهم ومؤتمراتهم وتصريحاتهم وليتركوا للشعوب حرية العيش بدون سماع ومشاهدة مواقف الذل والتقاعس والعجز ، حتى تتفرغ الى تكريم دماء شهداء غزة والاعتزاز ببطولات أهلها وصمو دهم وتضحياتهم . وفي النهاية ليست غزة وحدها محاصرة بل عواصم العرب ما دام الشعور بالعجز والمهانة والذل بمواجهة جرائم اسرائيل هو شعور عربي عام .
5- طرد السفير يضع حدا للادعاءات الإسرائيلية في وسائل الاعلام وغيرها، الزاعمة بان الاردن ومصر يلتقون على ارضية مصلحة مشتركة في القضاء على حماس والمقاومة. لقد تعودنا على حملة الأكاذيب الإسرائيلية التي لا تستحق ردا لكن غزارة الدم البرئ المراق في غزة على يد النازيين الجدد يفرض ردا وتفنيدا رسميا لكل هذه الادعاءات.
المصدر صحيفة المقر:http://www.maqar.com/?id=61353&&head...1%D9%8A%D8%B1-