مسّاؤكُمْ تثقّف في مدار فكرٍ سقيمْ !
نَبْضُ ث !
( ث ) هيّ نَكْبةُ الْمُتَلذذيّنْ فِيْ عمقِ الْفِكر ، باشْتِهاء جَنَباتِ خَلاياهِ بحدِّ الانْصِهار فِيْ انْغِلاقِ الذَّات ، حَتَّى تَتَعرِّى الأَصَابعَ وتَعزِفُ لَحْنَ التَّأمَّلْ ، نَبْضٌ اَسْتفرغتهُ صَبيحةُ بكائي لِأُفْتِقَ بِها رَعْدَةُ الصَّمْتَ حتَّى خَشَعتْ لِرَعدةِ اللَّهاثْ ، وفقدتْ الحيرة المفقودة بكارتُها وخَنْدَّقَ بِداخلي عُصَارةِ فِكْرْ لا تُغَنَى ولا تسْمن مِنْ جوعْ !
( ث ) ـقـافةْ ازْدوَاجِيِّةْ الْمَشَاعِرْ
هيَّ ذَخِيْرةُ الْعُزلةِ وتَشدَّقْ الشَّكْ ، ومدر مُتْلِد وآخرٌ يُولدُ فِيْ حِقبة الْقلبِ تُهندَّسُ بِطَعنْةِ فَجيعة الاجْتِياحِ تَجْتاحُ سَرادِقَ الْوَقتْ ، حتَّى اسْتَباحتْ الازْدَواجيِّة فِيْ قِعرها مُتَلَّهفةٍ بَيْنَ شُعُور وولادةِ شُعوراً آخر باستِفاقةِ بِطءْ الإِدراكْ أيَّهُما سَيُضَرَّجُ فِيْ القلبِ ويقيمَ لهُ الولاءْ مُتخبِطَّاً بأنفاسهِ . وأمَّا هَيكلته الشَّعُوريّة تَحْتَضنُ انفِصاماً يَنْتهكه انتهاكاً، ويَشْهِرُ الْمُوت البطِيء قبضتهُ ويَحقنُ القلبِ بِالتِّيهْ..
( ث ) ـقـافةْ الْمُوتْ
هَيَّ خَدِيْعَةُ الْوَقتْ خرَّتْ سَاجِدةَ في مِحرابِ الْكَفنْ بـ غَمْضةِ عَينْ تَخْتَلجُ صَرْخَةُ الْحَياةْ ، وأمَّا يَنْزلق بِبطءْ يُصارعُ الحَياة فِي قلبِ صُعلوكٍ عَاثَ فِيْ نِفسه وكونه ، ويُمارسُ فيه الْغِواية فِيْ زَمنٍ ُمنحدرٍ مِنْ وحلِ الذَّاتْ لئلا تَهبُّ عاصفةً تَنعشُ مُوته بِحياةِ لا تَذعنْ بِماضيها ، لا مَنَاصَ عَيناهُ حُبلى بِالدَّمُوعْ تَستفردُ بِنَفسها وتأنَّ بَأنِينِ الْفاقِدين طُهرا . هُوَ فِقدانٍ وافْتِقاد !
( ث ) ـقـافةْ الْفَقد
يَفْغِرُ فاه بِـ آهٍ مَديدةٍ تَنْطِقُ أَلما بَعْدَ وَهْنٌ لا يَنْفَكَّ يَسْتَشفُّ الْحَنِينْ بِالصٌّخْبِ الْمُوشَّحِ بِنُبوءةِ الشَّوقْ حَتَّى وُلِجَ لَيلَهُ بِأَنِيْنِ الْمُتَمَزقِّيّنْ فَأُجْهِض الْحُزْنِ دَّمْعَهُ مُلبياً نِداءُ الْحَنِينْ. وأمّا يَكُنْ شَغب هُدوءْ مُلتحفاً بِملجأ سُبات الّنومْ حتَّى لا تَهْتَكهُ الْوِحشةْ ويُحاكي الْوقتُ الْمُتصدَّع بِصرخةِ الأنينْ.
( ث ) ـقـافةْ الْحُبّ
أُغنِيةُ عُصُفورٌ يُرتِّلُها في سورةِ الطُّهر ، يُهَفْهِفُ حولنا بِنقاءِ الوجعِ ، ويُضرِّجُ فينا كُلِّ طُهر بملءِ فمه ، وأمَّا يَكُنْ مُدلهمٌ خَلْفَ أُغنية العُراة ، ويَشْنِقُ نَفسهُ فِيْ قَوقعةِ التّنَاقضْ ، حتَّى يَتعرَّضُ لردمٍ شقي يَخْلعُ آخر أَنفاسهُ ، لذَّة طُهر ولذَّة رجسْ ..
( ث ) ـقـافةُ الحُزنِ
هُوَ تلاطمُ المشاعر وتناغمها مُتثاقلةً في الْجُوفِ ، مُتداخلة مَحشُورةً في رئتك مُثخنّة بشَهقةِ نَبْضِ الآه ، وتُقذفُ بِتفاصِيل وجُهك نحوّ السَّماء ! لِتُهلّلَ بِتهاليلِ إسباغ الرَّحمة وتَنفخها في رحمِ الوجعِ فأَستوى هذيان .. ثَمَّ أستوى أُغنيةِ السَّلام لِتُمنحك بعضِ وقتٍ من فِيروزِ الفرحْ ! هي أرجوحةِ اللذَّة في الفرحْ !
( ث ) ـقـافةُ الفرحْ
فَيْضُ التّباشير من غيثِ الْحُزنِ، هيَّ مُناوشة قَطْعُ التَّذكرة مِنْ خَلفَ أُغنيةِ الْبُومْ، حتّى يَخْلَعُكَ من جِوار الأسى بِحَثيثِ الْخُطى ويُغَشى عليكَ مُتربعاً في أحضانِ الفرحْ.. وتَتَغَنَّى بِأغَانِي النِّسيانْ لِـ صَخب الْحُزنِ ..
ويَهْمِسُ الْغيمَ في أُذني من عوالقِ أفكاري لأصمتَ ثرثرةً ، وأَنفخُ فِيْ نبضكُمْ شَهقةِ الْبُوحِ في أَنفاسكُمْ ، وأَمنحكُمْ رعشةِ الحرفِ لتمثكُوا هُنا بثقافاتكُمْ ، فَأمْنَحُونيّ تِرياقَ روحيِّ : )
راقْ لذائـقـيَ
ونـَـقل للأمـَانـةْ