مع شخصية من الشخصيات التى صنعت التاريخ واثرت فى حياة البشرية ، شخصية لها تاريخ
النجاشي
إنه النجاشي حاكم الحبشةوملكها، واسمهأصحمة -- وللنجاشي قصة عجيبة، ففي إحدى الليالي قام بعض المتآمرين بقتل والده ملك الحبشة، واستولوا على عرشه،وجعلوا على الحبشةملكً ا آخر، لكنهم لم يهنأوابفعلتهم، فقد ظل ابن الملك المقتول يؤرقهم، فخافوا أن ينتقم منهم عندما يكبر، فقرروا أن يبيعوه في سوق العبيد، وبالفعل نفذوا مؤامرتهم، وباعواذلك الغلام لأحد تجار الرقيق.
هلاك الظالمين
وفي إحدى الليالي خرج الملك الغاصب فأصابته صاعقة من السماء فوقع قتيلاً، فسادت الفوضى في بلادالحبشةوبحثواعمن يحكمها، وأخيرًا هداهم تفكيرهم إلى أن يعيدوا ابن الملك الذي باعوه في سوق الرقيق لأنه أحقالناس بالملك،وبعد بحث طويل وجدوه عند أحد التجار، فقالوا له: رد إلينا غلامنا ونعطيك مالك. فردهإليهم.
عودة الحق لاصحابه
فقاموا علىالفور بإعادته وأجلسوه على العرش، وألبسوه تاج الملك، لكنهم أخلفوا عهدهم مع التاجر ولميعطوه ماله، فقال التاجر إذن أدخل إلى الملك، وبالفعل دخل إليه وأخبره بما كان،فقال لهم الملك ا لجديد: إما أن تعطوا التاجر حقه، وإما أن أرجع إليه، فسارعوا بأداء المال للتاجر. [ابن هشام].
وبعد سنوات من حكمه، انتشر عدله، وذهبت سيرته الطيبة إلىكل مكان، وسمع بذلك المسلمون في مكة، فهاجروا إليه فرارًا بدينهم من أذى المشركين واضطهادهم، لكن الكفار لم يتركوهم يهنئون في دار العدل والأمان، فأرسلوا إلى النجاشي عمرو بن العاص، وهو داهية العرب،وعبد الله بن أبي ربيعة بالهدايا العظيمة حتى يسلمهما المسلمين الذين جاءوا يحتمونبه، ودخل عمرو، وعبد الله، وقدَّما الهدايا إلى النجاشي، وطلبا منه أن يسلمهما المسلمين،فرفض النجاشي ذلك إلا بعد أن يسمع الطرف الآخر.
قوة حجة الاسلام
فبعث إلى المسلمين رسولا يطلب منهم الحضور، لمقابلةالنجاشي، فوقفوا أمامه، وكان جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- ابن عم الرسول ( أميرهم والمتحدث عنهم، فسأله النجاشي: ما الدين الذي فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا في دينى، ولا في دين أحد من الأمم؟ فرد عليه جعفرقائلاً: أيها الملك إنا كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش،ويأكل القوي منا الضعيف، وكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبهوصدقه وأمانته، فدعانا إلى الله نعبده ونوحده، ونقيم الصلاة، وأمرنا بصدق الحديث،وأداء الأمانة، وحسن الجوار (وعدد أمور الإسلام) فصدقناه، وآمنا به، واتبعناه، فبغىعلينا قومنا، وعذبونا، وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأصنام، فلما قهروناخرجنا إليك، واخترناك على من سواك، ورجونا ألا نظلم عندك.
فقالله النجاشي: هل معك شيء مما جاء به رسولك معن الله قال: نعم. قال: فاقرأ عليَّ. فقرأ جعفر -رضي الله عنه- من أول سورة مريم،فبكى النجاشي عندما سمع القرآن حتى بلَّ لحيته، وبكى الحاضرون من الأساقفة النصارى (رجال الدينالمسيحيين)، ثم قالالنجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرجمن مشكاة واحدة . [أحمد وابن هشام].
ثم اتجهالنجاشي إلى عمرو بن العاص وعبد الله بنأبي ربيعة، فقال لهما: انطلقا، فوالله لا أسلمهم إليكما أبدًا ولا أكاد، ثم ردعليهما الهدايا. وعاش المؤمنون في أمان على أرض الحبشةوحفظ لهمالنجاشي حقهم. وأسلمالنجاشي وشهدأنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
إسلامه رضى الله عنه ووكالته عن الرسول صلى الله عليه وسلم فىزواجه
ولقد وكله النبي ( في أمر زواجه بالسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب -رضي الله عنها-، وكانتقبل ذلك زوجة لعبيد الله بن جحش، لكنه ضل ودخل في النصرانية، ومات على شركه، فأرسلالنجاشي إلىأم حبيبة بعد انقضاء عدتها بأن الرسول ( يطلبها للزواج، فسعدت أم حبيبة ووكَّلتقريبًا لها هو الصحابي خالد بن سعيد ليكون وليها في الزواج._[ابنسعد].
وقامالنجاشي بأداء المهر عن رسول الله ( وكانأربعمائة دينار، ولما هاجر الرسول إلى المدينة، وظهر دين الله، قال جعفر بن أبيطالب للنجاشي: إن صاحبنا (يقصد النبي () قد خرج إلى المدينة، وانتصر على المشركين،وقد أردنا الرحيل إليه فزودنا، فقالالنجاشي: نعم، فأعطاهم ما يكفيهم فيسفرهم ويزيد، ثم قال لجعفر: أخبر صاحبك بما صنعت إليكم، وهذا رسولي معك وأنا أشهدألا إله إلا الله وأنه رسول الله، فقل له: يستغفر لي، ولولا ما أنا عليه منال ملك لأتيتإليه، وقبلت قدمه.
وجاء وفد المؤمنين إلى المدينة، ففرح بهم الرسول ( وسمعمن جعفر، ثم قام وتوضأ ودعا ثلاث مرات: (اللهم اغفر للنجاشي)، فيقول المسلمون آمين،ثم قال جعفر لرسولالنجاشي: انطلق فأخبر صاحبكبما رأيت. [الطبراني].
صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم عليه عنه موتالنجاشى
ولما مات النجاشي قال الرسول ( لأصحابه: (إن أخاكم قد مات بأرضالحبشة)، فخرج بهم إلى الصحراء وصفهمصفوفًا ثم صلى عليه صلاة الغائب. [متفق عليه]، وكان ذلك في شهر رجب (9هـ
ما أحوج العالمالان لشخصية مثل شخصية هذا الملكالعظيم فى زمن جلس فيه الغوغاءوالجهلاء على كراسى الحكم وفعلوا بالمسلمين الافاعيل ولكن صدق الله العظيم حيث قالفى كتابه العزيز ” إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليهاالقول فدمرناها تدميرا “صدق الله العظيم
اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك
اللهم أكفني بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك
ولكم خالص تحياتى