align=center][table1="width:93%;background-image:url('http://www.alraidiah.org/up/up/33292716720120328.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
إنَّ الناظر إلى حال الإخوة في سوريا يرى عجباً، قمعٌ رهيب من عدوهم، وصبرٌ شديدٌ يقابلون به هذا البلاء، وصمت مقيت من إخوانهم،
والله من وراء عدوهم محيط، ونصره لأحبابنا في سوريا قريب.
قال الله تعالى: {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال/73]، ومعنى الآية : أن الكفار ينصر بعضهم بعضاً، ونحن إذا لم نفعل ذلك ساد الفساد وكانت الفتنة، قال ابن كثير رحمه الله في التفسير (4/98): "أي: إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين، وإلا وقعت الفتنة في الناس، وهو التباس الأمر، واختلاط المؤمن بالكافر، فيقع بين الناس فساد منتشر طويل عريض".
وخذلان المسلم محرم.
قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره» رواه مسلم.
وثبت عن جابر بن عَبْدِ اللَّهِ وأبي طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّ رضي الله عنهم جميعاً، قالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ» رواه أحمد وأبو داود.
والتخاذل عن النصرة سبب لعذاب القبر.
ثبت عند ابن حبان بإسناد صحيحٍ قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة، فجلد جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه ناراً، فلما ارتفع عنه قال: علام جلدتموني؟ قالوا: إنك صليت صلاة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره».
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ :«تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ» أخرجه البخاري.
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى» متفق عليه.
وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم: «المُؤْمِنُ للْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً» وشبَّكَ بَيْنَ أصَابِعِهِ.
وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، ويَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ» رواه أحمد وأبو داود.
اللهم انصر إخواننا في سوريا نصرًا مؤزرًا واحفظهم واحقن دمائهم وأيدهم
إنّ الصورة التي تجري على أرض سوريّة الحبيبة، بكلّ أجزائها وتفصيلاتها، وتبايناتها ووحشيّتها.. هي صورة مكشوفة مجسّمة،
عن واقع السجون والمعتقلات، التي زرعها النظام الطاغي على مدار عقود منالسنين في طول البلاد وعرضها،
وتفنّن في قهر الشعب وإذلاله فيها.. فهي ليست غريبةً على الشعب السوريّ،الذي يعيش المعاناة والقهر، والذلّ والبطش منذعقود،
ولكنّ النظام القمعيّ الظالم كان يزوّر الحقائق، ويفتري الأكاذيب،ويعتّم على فساده وجرائمه،
بآلة إعلاميّة ضخمة محتكرة، ويتواطأ معه أسياده،الذين يرون فيه حامي حمى إسرائيل..
إنّ هذه الثورة المباركة ليست طموحاً سياسيّاً، لمنازعة حاكم ولا منافسة على مناصب
ومغانم.. إنّها ثورة السجين على جلاّديه، وثورة مسلوب الحرّيّة والكرامة على سالبيه
وغاصبيه، إنّها ثورة على قيود العبوديّة التي تتراكم على الأيدي والأرجل والأعناق عاماً
بعد عام.. حتّى بلغت نصف قرن.. إنّها ثورة على القهر وإهدار الحقوق، التي تقايض
بالكرامة، وترهن بالاستعباد، ويستبدل بها التسبيح والتقديس للطاغية مقابل أدنى
الفتات..
[ من قلب الألم ]
يتحدث سوريون نزحوا الى لبنان في الايام الاخيرة عن احداث مروعة عاشوها في حمص
التي تتعرض لقصف متواصل منذ عشرة ايام من قوات النظام، من جثث في الشوارع
ونقص في الادوية والمواد الغذائية وذعر يسكن عيون الاطفال…
ويروي النازحون انهم تسللوا من احيائهم سيرا على الاقدام ثم انتقلوا في سيارات اقارب او
اصدقاء كانوا في انتظارهم خارج مناطق التوتر، باتجاه الحدود اللبنانية، مصادفين مشاهد
مروعة من الدمار والقتل.
وقال محمد الذي تحدث شريطة عدم استخدام اسم عائلته "ظللت ممددا على الأرض
لساعات مع أصدقائي. كان خمسة منهم لفظوا أنفاسهم. فقدت الوعي في نهاية المطاف
ولم أفق إلا بعد وقت طويل في تلك الليلة حين توقف إطلاق النار. تمكن أصدقاؤنا من
الحضور لحملنا".
وتابع "تظل الجثث ملقاة في الشوارع لساعات إلى أن يتوقف إطلاق النار بما يكفي
للخروج إلى الشوارع".
ويقول أحد الشهود : "رأيت دبابات للجيش على الطريق بين حمص وحماة. في حمص
يقطع المدنيون الطريق بإضرام النيران في الإطارات ويفتح الجيش النار على المحتجين".
وفي تسجيل مصور أطلقت رشاشات ثقيلة مخبأة تحت غطاء خلف تل من القمامة في احد
جوانب المدينة دفعات من النيران على الشارع ثم صوبت مباشرة نحو أي شخص يحمل
آلة تصوير فيديو. وتحولت الشاشة إلى اللون الأبيض وسمع صوت يقول "الله اكبر" ثم
انقشع الدخان وعادت لقطات الفيديو.
وأشارت إحصاءات لنشطاء سوريين إلى أن عدد ضحايا الاحتجاجات الذين قضوا
على أيدي السلطات السورية، زاد على 6522 قتيلاً خلال 309 أيام، معظمهم من
المدنيين، فيما أشارت مصادر حقوقية إلى اختفاء أكثر من 4000 شخص لدى المعتقلات
والسجون السورية.
وذكر تقرير حقوقي أن عدة نساء أفدن بتعرضهن للتهديد والشتم أثناء مداهمة قوات
الجيش وقوات الأمن لمنازلهن. وشعرت النساء بالعار بسبب نزع حجاﺑﻬن والعبث
بملابسهن الداخلية خلال المداهمات التي وقعت ليلا في الكثير من الأحيان.
وأشار منشقون عن قوات الجيش وقوات الأمن أﻧﻬم كانوا موجودين في أماكن احتجاز
تعرضت فيها النساء للاعتداء الجنسي.
ويقول أحدهم : في سوريا نعيش كل يوم مشاهد التفنن بالقتل والتعذيب على يد شبيحة
نظام الأسد،وكلما رأيت تلك المشاهد الصادمة للضمير الإنساني، تساءلت: ماذا أبقيتم
لجيش العدو الإسرائيلي؟
ختاماً :
ما يجري اليوم في سورية ملحمة من ملاحم الجهاد التاريخيّة النادرة، ملحمة من أروع
ملاحم الصراع بين الحقّ والباطل.. ملحمة يقف فيها الإيمان أمام الكفر والنفاق، ويقف
الصدق أمام الكذب والدجل، والخداع والتلبيس، ويقف العدل أمام الظلم والقهر، والبغي
والعدوان.. ملحمة يقف فيها شعبنا الأعزل المصابر أمام آلات القتل الثقيلة المدمّرة،
ووحشيّة الإنسان، إذ يتجرّد من كلّ القيم، ويتسلّط على أخيه الإنسان..
ملحمة يكتبها الأطفال والنساء، والشباب والرجال، والشيوخ المستضعفون.. ملحمة تسطّر
حروفها بدماء الشهداء، وبكاء الأطفال، وأنّات الثكالى، ودعاء الأرامل، وجراح المعذّبين،
وآلام المعتقلين..
فهل ينسى التاريخ ما يجري على أرض الشام.؟! وهل يغفل عنه فلا يسطّره.؟!
[/align][/cell][/table1][/align]