اتهمت والدَيْها بالتسبب في مشاكلها ورفضت العودة لمنزل الأسرة
مُسِنّ يعتدي على ابنته بمحكمة الطائف لرفضها إسقاط "النفقة" من طليقها
فهد العتيبي - سبق- الطائف: اعتدى أب
مُسِنّ على
ابنته الحامل في شهرها الثالث بالضرب وخلع عباءتها على مرأى من المراجعين اليوم، أمام بوابة المحكمة الكبرى بالطائف، بعد أن تم تطليقها اليوم من زوجها "خلعاً"؛ وذلك بسبب رفضها الموافقة على
إسقاط حق النفقة من طليقها.
وكانت المواطنة "خ أ م" (27 عاماً) على موعد هذا اليوم بالمحكمة الكبرى بالطائف لحضور جلسة الطلاق، بعد أن كانت قد طلبت الخلع من زوجها؛ بسبب خلافات دائمة، تطوَّرت للتجريح. وقد مثلت بالجلسة، وظلت داخل غرفة مغلقة حتى طُلب منها التوقيع على صك الطلاق بالخلع؛ فارتضت الأمر الواقع، وتم طلاقها.
في هذه الأثناء طلب الزوج من القاضي أن تتنازل زوجته عن النفقة، وهو ما رفضته وغادرت المحكمة؛ فلحق بها والدها محاولاً إعادتها للتوقيع على التنازل عن النفقة؛ فأصرت على رفضها؛ ما دفع والدها إلى سحبها مع شعرها بالقوة بعد ضربها وسحب عباءتها على مرأى من مراجعي المحكمة، الذين نجحوا في فكها منه وفض النزاع مستنكرين ما حدث أمامهم، وعاتبوا الأب فيما فعله بابنته مبلغين غرفة عمليات الأمن التي عاينت الحالة وتحفظت على الأب وابنته بعد الاستماع لأقوالهما باعتبار أنها مجني عليها، وتم توثيق ذلك بالمحاضر الأمنية الرسمية، ومن ثم جرت إحالتهما لمركز شرطة الشرقية بالطائف لاستكمال إجراءات التحقيق معهما تمهيداً لاتخاذ الإجراء المناسب.
وكشفت مصادر عن أن المواطنة شهدت حالات عنف منذ عشر سنوات من قِبل والدها ووالدتها وشقيقتيها؛ فهربت من المنزل في ظل اتهامات والدها لها بالعقوق، وكان قد تقدم بشكوى ضدها، وتم حجزها بدار الفتيات بمكة المكرمة مدة تجاوزت تسعة أشهر حتى تدخلت لجنة إصلاح ذات البَيْن بمنطقة مكة المكرمة، وقامت بتزويجها لشخص عاش معها قرابة الشهر حتى كشفت تعاطيه المسكر؛ فهربت مرة أخرى، ولجأت لخالتها.
ثم تزوجت من رجل مسن (62 عاماً)، وكانت هي الرابعة من بين زوجاته، وأمضت معه سنة كاملة، وطُلِّقت منه، ثم تزوجت بالثالث، الذي طُلِّقت منه اليوم بعد أن عاشت معه أكثر من عامين، وخلفت منه ولداً، يبلغ من العمر حاليا ستة أشهر.
وما زالت المواطنة تبحث عن حل لقضيتها العالقة بعد أن رفضت العودة لمنزل والدها خوفاً من الضرب والتعنيف، على حد وصفها.
وقالت لـ"سبق": "كيف أعود لوالدي الذي يريد أن يتبرأ مني أنا ووالدتي وأخواتي؟ كيف أعود له وأكون تحت سوط العذاب أنا وطفلي؟ فقد كان سبباً في طلاقي، وعمد لتشويه سمعتي بعد أن دخلت دار الحماية أكثر من مرة، وحاولت الانتحار مرات عديدة كوني واعية وسليمة، ولا أحتاج إلى أن أكون في مثل هذه الأماكن التي أُجبرت عليها بسبب والدي".
وطالبت "خ أ م" هيئة حقوق الإنسان أو الجمعية بالتدخل المباشر لحل قضيتها، وأن تكون في سكن بعيد عن والدها الذي يتابعها، على حد قولها.
إلى ذلك تم إيصالها هي وطفلها لدار الحماية بالطائف، التي رفضت استقبالها؛ ما دعا والدها للمطالبة بإيداعها السجن العام؛ لتبقى قضيتها معلَّقة.