لست ممن يهابون عيناك الجميله
ولست ممن يصطفون خلف أبواب حبك كل ليله
صمتاَ أريده منك ولكل من حولك فى تلك ألأمسيه
أمسية باح بها قلبى وأذاعها صمتى فكفانا لهواَ وحيره
عفواَ سيدتى الجميله
الحب لا يعرف غرورك وليس للكبرياء دهراَ فلا تحبينه
والعشق لست أنا ممن يترجونه فكفاكى أستعلائاَ وكفانى سكينه
أسكنتك شراعاَ ببحر هواى فأسكنتينى دمعاَ كثرت علي موازينه
أسقيتك خمراَ بكأس هناى فجعلتى من فمى ظمئاَ جفت شراينه
عذراَ سيدتى الجميله
تلك الدنيا محطات وأسفار ولن يستوقفنى شيئاَ
يا أميره
بنيتك قصراَ بداخلى فزينته يداكى بشوائب جروحى العويله
وأخذتى تنقشين بماضيى المرير وكأنى أنا صانعه وأصبحت صورتى مستحيله
وتركتى ألسنة الغير تنهش بعظامى وتكسره وكأنى معاب المدينه
وأصبح عرضى وكبريائى زجاجاَ مباح لمن حولك تحطيمه فويلى من شر الحقيره
عفواَ سيدتى الجميله
عسى البحر مستشعراَ بهموم أنسان لست أنتى مسؤله عن جرم زمناَ عطاه الحياة ليسرق منه تاركينه
أردت الحياة كأنسان يضحك ويبكى ويلهو ويلعب ويرسم على ورقته البيضاء أحلاماَ عريضه
وأردتى منى أنسان لا يشعر ولا يتكلم ولا يخطأ ولا يتعلم وكأنى خروف بتلك الحظيره
حلمت بحديقه حب وأنهار حنان خلف أبواب بيتك سيدتى ولم أكن أعلم أنى مجرد خنزير بتلك الحظيره
عذراَ سيدتى الجميله
تلك الليله كان الميعاد ففيها تكلم لسانى بسكتة الموت وفيها سأترك أحزانى منك ومنك ستبحر تلك السفينه
فوداعاَ لموج بحرك سيدتى فمن الاشىء سأكون شىء يغضب ويتكلم وينطق بخادعينه
فلن أكون مجرد سراب تأكله سماوات جرحك سيدتى ولن أكون مجرد ثبات خفت عنه معايره
ولن أكون كأس يتجرع آلام السفهاء ولن أصغى بقانون هذا الزمان فلست أنا ممن يؤمر لطاغينه
فلن أكون ألا نخلة بتلك الصحراء ففيها قلت معاصيى البشر وفيها كثرت أحلام الضعفاء وفيها محراب ربى لداعئينه
عفواَ سيدتى الجميله
أئمل ألا أكون من طائلين الكلام وأن يكون السلام الختام وأن يعطيك ربى أفضل طائعينه
سأعود لصمتى أذن ولتنتهى تلك ألأمسيه ولأعود بليلتى مودعاَ حرف أسمك سيدتى الجميله