معنى استهداف عرض آل الشيخ !!!
تناقل الناس في الفترة الماضية عبر مواقع الانترنت إشاعة مفادها أن حصة آل الشيخ تلفظت بكلام كفري
و هنا سوف اناقش المسالة من جميع جوانبها و ابين سبب استهداف عرض آل الشيخ تحديدا
بفرض أن الذي نقل الخبر صادق و أن الخبر صحيح
فإذا كان هدفه الاصلاح و دافعه الغيرة على دين الله
لماذا لم ينصحها و يناقشها ؟؟؟
فإذا لم تتقبل النصح و اصرت على خطئها فيوصل ذلك الى احد العلماء من اقربائها
او يرفع الامر الى القضاء ليتولى القضية و لا يشيع ذلك عبر مواقع الانترنت لأن المتهم برئ حتى تثبت ادانته
فإذا ثبتت فيستفتي عالم رباني حول جواز نشر هذا الخبر و المفتي يقدر المصالح و المفاسد المترتبة على اشاعة الخبر
فالغيرة الحقيقية على محارم الله هو ان نطيع الله و رسوله في كل ما يعترض حياتنا اليومية
فأحيانا ينتصر الشخص لهواه و نفسه و هو يظن انه ينتصر لله و المعيار هو الالتزام بالشرع الحنيف بفهم العلماء الربانيين بعيدا عن العواطف و الانفعالات
و الاحتمالات الأخرى كثيرة
فمن المعروف ان الانترنت مصدر غير موثوق به للأخبار التي يترتب عليها احكام شرعية و خاصة احكام الكفر و الردة لأنه قابل للاختراق و الفبركة
فهناك احتمال اختراق جهازها و حسابها
و هناك احتمال فتح حساب بنفس الاسم و انتحال اسمها
و هناك احتمال استعمال جهازها و حسابها من قبل احدى صاحباتها
و هناك احتمال انها كتبت ذلك ذلة قلم دون ان تدرك معنى هذا الكلام
و هناك احتمال ان الخبر من اصله غير صحيح
و هناك احتمال تحوير كلامها و اقتطاع جزء منه بما يؤدي الى سوء فهمه ...... الخ
و من وجة نظري إن اشاعة الخبر بهذا الشكل هدفه الاساءة الى سمعة آل الشيخ رمز المؤسسة الدينية في بلاد الحرمين و ليس الاساءة لحصة لأن حصة لا يعرفها احد سوى الخاصة من اقرباءها و صديقاتها
لأن استهداف المؤسسة الدينية و السياسية و رموزهما في السعودية من قبل جهات خارجية لا تريد الخير لبلاد الحرمين و لأغراض خبيثة اصبح امرا واضحا و معروفا
و سبب استهدافهما هو إن الدولة السعودية قامت على ركيزتين اساسيتين المؤسسة السياسية و رموزها آل سعود و المؤسسة الدينية و رموزها آل الشيخ و العلاقة بين هاتين المؤسستين قامت على البيعة على كتاب الله و سنة نبيه
و بفضل الالتزام بهذه البيعة المباركة و الثقة و الاحترام المتبادل بين هاتين المؤسستين وصلت المملكة الى ما وصلت اليه من المكانة دوليا على شتى الصعد
فمن اجل اضعاف كيان هذه الدولة التي انتهجت الكتاب و السنة و افشالها
لا بد من نزع الثقة لدى الشعب السعودي و الشعوب الاسلامية من هاتين المؤسستين
و الثقة يتم نزعها عن طريق نشر الاشاعات المغرضة و لصق التهم الباطلة و تهويل الاخطاء و دفن و تقزيم الايجابيات و هذا ما يعملون عليه ليل نهار
و لا يمكننا ان نلوم من يجاهر بعدائه
و لكن اللوم يقع على من يروج لهؤلاء و يخدم مخططاتهم من ابناء جلدتنا
فأحيانا يتم ذلك باسم الغيرة على الدين و احيانا بدافع الفضول و اللامبالاة و احيانا بدافع حب الظهور
و هؤلاء لا يدركون مدى الاضرار التي تتسبب بها نشر هذه الاشاعات و المواضيع المغرضة الهدامة على المجتمع المسلم و تماسكه
و المشكلة ايضا فيمن يقرا لهؤلاء دون ان يرد عليهم الرد المخيب لآمالهم لأنه لو لم يجدوا قراء و قبول لما نشروها
و المشكلة ايضا فيمن يسمح بنشر الاشاعات و المواضيع المغرضة الخبيثة في موقعه
لذلك نهى الله عن إشاعة الفاحشة و لو كانت صحيحة لضررها الكبير على المجتمع المسلم و غلظ عقوبة من يجاهر بالمعاصي و امر بالستر و نهى عن التجسس و الغيبة و النميمة
فمن رأى بأم عينيه زانِ يزني و تحدث بذلك دون وجود اربعة شهود يجلد مثل الزاني نفسه
و تحليل الحرام و تحريم الحلال تحت ذريعة الاصلاح و النصح اشد من ارتكاب المحرمات نفسها لأنه في بعض الحالات يخرج من الملة
لأن من يريد الاصلاح و النصح يقوم بذلك سرا وفق الضوابط الشرعية
و المغتاب و النمام و مشيع الفاحشة هو موضع شك لأن من يستحل ذلك يمكن ان يكذب و ليست حصة آل الشيخ المعروفة بنسبها
و من يريد الاصلاح يقوم بالبحث عن اسباب السلوكيات الخاطئة و يضع الحلول الناجعة لذلك و يقوم بكتابة المواضيع التي تنشر الوعي الديني و تحذر من السلوكيات الخاطئة و تضع الحلول للمشاكل التي يعاني منها المجتمع
و لا يقوم بخلخلة المجتمع الاسلامي المحافظ عن طريق نشر الفضائح و الاشاعات عنه
و لا يساهم بإضعاف كيان الوطن و الامة عن طريق نزع الثقة من الرموز السياسية و الدينية