تقسيم منزل الزوجيَّة
ورد عن السلف الصالح رضي الله عنهم وكما جاء بالأثر كانوا يحرصون على حسب الوسعة والوسطية أن يجعلوا البيوت ثلاثة أجزاء أو سمها بلغة العصر ثلاثة غرف غرفة للزوجين ومكانا أو غرفة للأبناء أو الأولاد ومكانا أو غرفة للضيوف يعنى هم رضي الله عنهم وأرضاهم قسَّموا البيت ولكننا نشير إلى أن هذا كما قلنا من البداية على حسب الوسط الذي يعيش فيه يعنى لو هو رجل عامل وسيتزوجوا هل يكتفوا مثلاً بغرفة نوم وغرفة جلوس ؟ لا مانع الأمر على حسب الوسط وأكرر مرة ثانية وثالثة المنهج الوسطى وعلى حسب الوسط وهذا هو منهج الإسلام الوسطية في كل أمر وذلك على حسب الْمِثل كما قال العلماء وعلينا أن نأخذ بأساليب الحداثة والحياة العصرية المتاحة لنا في وسطية ومراعاة ولكن الأساليب المتدنية التي جاءت بها بعض الجماعات المتشددة فطبعاً هذه الأمور لا تنفع لمجتمعنا الذي نعيش فيه وبعد ذلك نأتي للأثاث كم ندفع فيه ؟يكون شكله؟ وكيف نجهزه؟ والأمر هنا مرة أخرى على الوسط
والوسطية والمثل فهناك كما قلنا اتفاق ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها الرجل يعنى العريس يأتي بما في وسعه وأهل العروس كذلك ولا اشتراطات بما يزيد عن الحد فقد قال النبي{الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ إِلا شَرْطًا أَحَلَّ حَرَامًا أَوْ حَرَّمَ حَلالا}[1] وقال العلماء في تفسير معنى هذا الحديث وتطبيقه : أي أن كل شرط حلال إلا الشرط المخالف لشرع الله الذي يخالف الشرع هو الذي فيه إرهاق بحيث الشاب يخرج مديون أو الأب لا نرهق هذا ولا ذاك ولا نبخس البنت حقها وتدوم المودة بين الجميع العروسين وأهاليهم وانظر إلى حال من يخالف الشرع ويتشدد في الشروط ويمكن هذا من ضمن مسببات تعثر الكثير من الزيجات بل وهذا يقود أحيانا إلى الكثير من حالات الطلاق في زماننا هذا لماذا ؟ لأنه أحيانا يشترط أهل العروسة أن الفرح يكون هيئته كذا وفى المكان الفلاني والأكل يكون كذا وتحضر الفرقة الفلانية ولا الفنانين :كذا أو كذا وتجد أن تكاليف الفرح تفوق تكاليف الشبكة والجهاز ويمكن لا تتم الزيجة بسبب هذا الإسراف أو ذلك التعنت الخارج عن حدود الوسطية والبعيد عن الشرع الشريف وأحيانا يستدين الزوج ليتمم هذا الأمر كما يطلبون ويبدأ حياته الزوجية وهو كاره لأهل زوجته الذين أجبروه على ما لا يطيق و الذين أغرقوه بالدين وقد يصبح وكما تعلمون
أنتم أنفسكم بل وكما رأيتم في حالات عديدة يصبح هذا الكره أو تلك الديون سببا في استحالة العشرة الطيبة بين الزوجين هو لا يطيق أهلها و غير قادر على النفقة عليها جيداً بعد الزواج للديون التي عليها وهى أيضا قد تقابل الكره لأهلها بكره مماثل لأمه وأهله ومع الديون وقلة ذات اليد وقصور إمكانياته لا يريدها أن تنجب وقد يجبرها أن تستخدم موانع حمل من البداية وهي قد تتوقف عن استخدامها بدون علمه أو بدون موافقته وشيئا فشيئا تتعقد الأمور المعيشية بينهما وتصبح الحياة لونا من العذاب والمعاناة وفى الكثير من الحالات وكلكن تعرفن قد ينتهي هذا الأمر بالطلاق حتى في وجود أولاد إذاً لماذا كان التشدد والتعنت من البداية ؟ أين التيسير ؟ أين روح الإسلام و مفاهيم الاقتصاد وعدم الإسراف والمبالغة ؟ أين؟
[1] عن أبى هريرة ، الإرواء ، وأخرجه أحمد و أبو داود والبخاري و آخرون بإسنادات ومتون متعددة,
منقول من كتاب [المؤمنات القانتات]