[frame="8 98"]أهمية دعاء الله تعالى
يجب علينا دعاء الله تَضَرُّعًاً وَخُفْيَةً ، قال الله تعالى :" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من لم يحمد الله على ما عمل من عمل صالح، وحمد نفسه، فقد كفر وحبط عمله. ومن زعم أن الله جعل للعباد من الأمر شيئاً، فقد كفر بما أنزل الله على أنبيائه؛ لقوله: { أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } ، وجاء في الدعاء المأثور،عن أبي الدرداء وروي مرفوعاًً : " اللهم لك الملك كله، ولك الحمد كله، وإليك يرجع الأمر كله، أسألك من الخير كله، وأعوذ بك من الشر كله".
عن الشعبي قال : دخلنا على ربيع بن خيثم فدعا بهذه الدعوات : اللهم لك الحمد كله وبيدك الخير كله ، وإليك يرجع الأمر كله ، وأنت إله الخلق كله ، نسألك من الخير كله ، ونعوذ بك من الشر كله "، وقال تعالى :{ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56) } ، حيث أرشد سبحانه وتعالى عباده إلى دعائه، الذي هو صلاحهم في دنياهم وأخراهم، فقال تعالى: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً } [قيل] معناه: تذللا واستكانة، و { خُفْيَة } كما قال: { وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ } ، وفي الصحيحين، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: رفع الناس أصواتهم بالدعاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس، ارْبَعُوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إن الذي تدعونه سميع قريب" ، وقال ابن جُرَيْج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس في قوله: { تَضَرُّعًاً وَخُفْيَةً } قال: السر، وقال ابن جرير: { تَضَرُّعًاً } تذللاً واستكانة لطاعته. { وَخُفْيَة } يقول: بخشوع قلوبكم، وصحة اليقين بوحدانيته وربوبيته فيما بينكم وبينه، لا جهارا ومراءاة.
عن الحسن قال: إنْ كانَ الرجل لقد جمع القرآن، وما يشعر به الناس. وإن كان الرجل لقد فقُه الفقه الكثير، وما يشعر به الناس، وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزُّوَّر وما يشعرون به، ولقد أدركنا أقوامًا ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر، فيكون علانية أبداً، ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء، وما يُسمع لهم صوت، إن كان إلا همساً بينهم وبين ربهم، وذلك أن الله تعالى يقول: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } وذلك أن الله ذكر عبدًاً صالحاً رَضِي فعله فقال: { إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا }، وقال ابن جُرَيْج: يكره رفع الصوت والنداء والصياحُ في الدعاء، ويؤمر بالتضرع والاستكانة، ثم روي عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس في قوله: { إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } في الدعاء ولا في غيره.
وقال الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله: أن سعدًا سمع ابنا له يدعو وهو يقول: اللهم، إني أسألك الجنة ونعيمها وإستبرقها ونحواً من هذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها ، فقال: لقد سألت الله خيرًا كثيرًا، وتعوذت بالله من شر كثير، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء". وقرأ هذه الآية: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً [ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ] }
يارب افوز مقاله بسيطه ان شاء الله تعجبكم
[/frame]