مشكلة المراهقة
الكل يعلم إن فترة المراهقة هي فترة انتقالية, ينتقل بها الإنسان من حياة الطفولة إلى حياة الشباب وبزوغ العقل. وهي فترة صعبة وطويلة نسبيا, فترة يجب أن يعلم فيها المدرس بان المراهق لم يعد كما كان طفلا صغيرا, بل هو إنسان بدأت شخصيته بالظهور والتبلور, وبدأ يضع أمام ناظره بعض الأسس والأفكار التي سوف يخطو بها في ميادين الحياة, حتى وان كانت خاطئة, لأنه يراها بمنظاره الخاص على أنها صحيحة بسب نقص الإدراك, ليأتي دور المدرس في كيفية التعامل مع مثل هذه الأوضاع وإدراك ما يمكن إدراكه, وتنبيه الطالب المراهق بتلك الأخطاء وتشجيعه على الأمور الرائعة والجيدة التي قام بها فيثق بقدراته ويدرك أن المدرس لا يتربص بأخطائه ويريد معاقبته...فالتعامل الليّن وإدارة الأمور بالشكل الصحيح وعدم فرض الرأي عليه كلها ، أمور من شأنها تسهيل التعامل مع الطالب المراهق بما يمتلكه من شخصية عنيدة لا تحب أن يملي شخص رأيه عليها. فعندما يختار المراهق رأيا أو فكرة فمن الصعب تبديل تلك الفكرة بأي رأي ولو كان بالقوة. لكن مناورة المدرس من خلال تقديم النصيحة بطريقة المقترح وعدم فرض الرأي أو السخرية من أفكاره أو المساس بكرامته والتقليل من حجمه بقول (أنت طفل) أو (أنت صغير), من شأنها تغيير بعض أفكاره الخاطئة وتجعله يصرف عنها النظر, بل تعطيه دافعا نحو الأمام ويعلم بأنه أصبح شخصا كبيرا وعاقلا ويمكن الاعتماد عليه.
من هنا نعطي المراهق الثقة بالنفس التي لم تكن موجودة من قبل, كما أثبت بعض الخبراء أن الثقة بالنفس تتشكل وتتكون في سن المراهقة ونموها يكون أسهل في هذا السن, وكلما كبر الإنسان كلما صعب عليه زيادة ثقته بنفسه. وبعد كل هذا نعلم إن مهمة المدرس ليست باليسيرة, والطريق لم يفرش بالورود, خصوصا أنهم يتعاملون مع شريحة مهمة من المجتمع هي شريحة الشباب, ومهمتهم تتعلق ببناء جيل ينتظر المجتمع منهم أن يكونوا قادرين على حمل المسؤولية التي ستناط. بهم فهم كما يعلم الجميع رجال المستقبل ومحركوا عجلته