غداً.. نهائي أوربي بنكهة ألمانية
د ب أ- لندن: يشهد ملعب "ويمبلي" الشهير في العاصمة البريطانية عند الساعة 45: 9 من مساء غد السبت نهائي دوري أبطال أوربا لكرة القدم، وذلك عندما يلتقي فريق بايرن ميونخ الألماني بنظيره بوروسيا دورتموند الألماني في مواجهة تاريخية بين الفريقين، حيث يجمع النهائي بين فريقين من ألمانيا للمرة الأولى في تاريخ دوري الأبطال.
وأثار بايرن ودورتموند ضجة هائلة في عالم كرة القدم هذا الموسم بعد انطلاقتهما الرائعة في دوري الأبطال وبلوغهما النهائي على حساب قطبي الكرة الإسبانية برشلونة وريال مدريد، ومن خلال نتائج رائعة في المربع الذهبي.
ولم يكتفِ بايرن بالفوز الساحق 4-صفر على برشلونة ذهاباً في ميونيخ، وأكمل انتصاره بثلاثية جديدة على برشلونة في عقر داره إياباً ليفوز 7-صفر في مجموع المباراتين بالمربع الذهبي.
وفي المقابل، حقق دورتموند فوزاً رائعاً 4-1 على الريال ذهاباً في دورتموند، ثم تصدى لمحاولات الريال للعودة القوية في لقاء الإياب، وخسر دورتموند صفر-2 ليفوز 4-3 في مجموع المباراتين، ويحجز مكانه في النهائي الأوربي للمرة الثانية بعدما فاز باللقب في عام 1997.
وأكد فولفغانغ نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني للعبة أن بايرن ودورتموند قدما شهادة نجاح وتفوق الكرة الألمانية على الساحة الأوربية.
وأوضح: "الجميع رأوا أن ألمانيا تمثل عنواناً بارزاً في كرة القدم. هذا ينطبق على (البوندسليغا) وأنديتها وأيضاً المنتخب الألماني".
ويتمتع الدوري الألماني "البوندسليغا" بمناخ صحي أكثر من باقي بطولات الدوري المحلية؛ نظراً لعدم السماح للمستثمرين الأجانب بشراء الأندية أو السيطرة عليها، كما أنها ما زالت تقدم تذاكر معتدلة الأسعار لمباريات البطولة.
وتتمتع "البوندسليغا" أيضاً بأفضلية أخرى، وهي أن عدد الفرق المتنافسة في البطولة هو 18 فريقاً فقط مقابل 20 فريقاً في بطولات الدوري الكبيرة الأخرى بالقارة الأوربية، مما يسمح بحصول فرق "البوندسليغا" على عطلة شتوية طويلة تمنح الفرصة للاعبين لالتقاط أنفاسهم وإعادة شحن قواهم، استعداداً لجولة الإياب وما تشهدها من مباريات حاسمة، إضافةً لما تخوضه بعض هذه الفرق من مراحل حاسمة في بطولة كأس ألمانيا وبطولتي الأندية الأوربية.
وتمثل المباراة النهائية لدوري الأبطال على إستاد "ويمبلي" ذروة المنافسة المحتدمة بين بايرن ودورتموند في السنوات الأخيرة، علماً بأن آخر مواجهة سابقة بين الفريقين انتهت بالتعادل 1-1 في الرابع من مايو الماضي، وإن كان من الصعب وضعها كمقياس لما يمكن أن يحدث في المباراة النهائية لدوري الأبطال.
وفاز دورتموند في جميع المباريات الأربع التي جمعته ببايرن في "البوندسليغا" بالموسمين الماضيين واللذين توج فيهما دورتموند باللقب، كما فاز على بايرن 5-2 في نهائي كأس ألمانيا الموسم الماضي.
وثأر بايرن من منافسه العنيد بالفوز عليه 1-صفر، في دور الثمانية لمسابقة الكأس هذا الموسم، بينما انتهت مباراتا الفريقين في "البوندسليغا" هذا الموسم بالتعادل 1-1، وأحرز بايرن لقب البطولة بفارق هائل من النقاط أمام دورتموند.
ومنذ هزيمته أمام باير ليفركوزن 1-2 في 28 أكتوبر الماضي، لم يخسر بايرن أي مباراة في "البوندسليغا"، كما حقق الفوز في جميع المباريات التي خاضها بالبطولة منذ بداية فعاليات الدور الثاني باستثناء تعادله مع دورتموند مطلع الشهر الحالي.
كما حقق الفوز في جميع المباريات التي خاضها بكأس ألمانيا وبلغ المباراة النهائية بجدارة، وحقق الفوز في جميع المباريات الأربع التي خاضها في دور الثمانية والمربع الذهبي لدوري الأبطال بالفوز 2-صفر على يوفنتوس الإيطالي ذهاباً وإياباً، وعلى برشلونة 4-صفر ذهاباً و3-صفر إياباً.
وفي المقابل، ظل دورتموند هو الفريق الوحيد الذي لم يتعرض لأي هزيمة في دوري الأبطال هذا الموسم حتى مُنِيَ بالخسارة الأولى له في البطولة أمام ريال مدريد صفر-2 في إياب المربع الذهبي، وإن لم يحرم هذا الفريق من التأهل لنهائي البطولة.
وما يضاعف من الإثارة في نهائي دوري الأبطال هو تعاقد الألماني الدولي الشاب ماريو غويتزه نجم خط وسط دورتموند مع بايرن ليلعب ضمن صفوفه بداية من الموسم المقبل بعد سداد الشرط الجزائي لدورتموند، كما أثير جدل هائل في الفترة الماضية بشأن إمكانية انتقال البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم وهداف دورتموند إلى بايرن أيضاً.
وسبق لدورتموند أن تغلب على بايرن في دور الثمانية لدوري الأبطال عام 1998، ولكنه خسر بعدها أمام ريال مدريد في المربع الذهبي عندما كان يوب هاينكس مديراً فنياً للريال.
واستعاد دورتموند اتزانه سريعاً بعدما كان مهدداً بإعلان إفلاسه في 2005، وحصد ملايين من اليورو هذا العام.
وتزايد الجدل في الفترة الماضية حول إمكانية احتكار بايرن ودورتموند للألقاب المحلية في ألمانيا مثلما فعل الريال وبرشلونة في إسبانيا منذ سنوات عدة.
ولكن الحقيقة أن ألمانيا لم تشهد نادياً حتى الآن نجح في الهيمنة على الألقاب المحلية لفترة طويلة مثلما فعل بايرن بفضل ثروته.