أمي .. أين الله ؟
إليك هذا الحوار المتخيل بين أم وطفلتها (إيمان) طفلة في الخامسة من عمرها
تسأل كثيرا عن الله , وكانت أمها تتعامل مع أسئلتها بكل وضوح وحذر ,
وتبحث عن إجابةٍ لأسئلة ابنتها التي تخفى عليها في الكتب والمراجع
وعند أهل العلم ,
سألت إيمان : ماما , أين الله ؟
الأم : الله في السماء ..
إيمان : وهل يرانا الله وهو في السماء ؟
الأم : نعم الله يرانا ولا يخفى عليه شيئاً في الأرض ولا في السماء .
إيمان : وهل له عيون مثلنا ؟
الأم : الله لا يشبهنا وليس مثله أحد .
إيمان : إذاً كيف شكله ؟
الأم : الله جميل أجمل من كل شيء ولكننا لا نراه في الدنيا .
إيمان : متى نراه إذاً يا أمي ؟
الأم : لقد وعد الله المؤمنين أنهم سوف يرونه في الجنة كما نرى القمر في السماء في هذه الدنيا .
وفي موقف آخر ..
إيمان : ماما , من خلق الله ؟
الأم : لم يخلقه أحد .
إيمان : هل لله أم وأب ؟
الأم : الله واحد أحد لم يلد ولم يولد .
إيمان : كيف يكون ذلك ؟
الأم : يا بنيتي الله خلقنا وأخبرنا عن نفسه ولكن هناك أسئلة لا نعرف الجواب عليها لأن عقولنا
لا تفهمها .
- وهنا أدعوا كل مربٍ إلى احترام أسئلة الطفل وعدم نهره عنها لأنها وسيلة للتعرف على العالم ووسيلة لاكتساب العقيدة الصحيحة .
كما أنني أتساءل لماذا لا نعرض المفاهيم الدينية التي تتعلق بالله والدار الآخرة , ونشبع خيال أطفالنا الواسع عن الله والجنة والموت والحياة ؟
فعند الحديث عن الجنة مثلاً يمكن أن نترك المجال لخيال الطفل أن ينطلق:فالجنة فيها كل شيء يشتهيه الإنسان فيها الأشجار والأنهار... وعندما نريد فاكهة معينه تقرّب الشجرة أغصانها ونقطف منها ما نريد دون أن نتحرك من مكاننا... وهكذا
ومع الوقت تثبت المفاهيم في ذهن الطفل وخياله حتى يكبر ويصل إلى الفهم الكامل للدين وهذا ما يسعى إليه المربي المسلم وهذا ما يجعل أطفالنا ينمون ولديهم شعور بالرضا والراحة ...
المصدر : مجلة الأسرة / العدد : 149
بقلم / وفاء بنت إبراهيم السبيل .