هل يمكن أن نقي أطفالنا من سرطان الأطفال؟
خلود بسام عولقي *
لعل كلمة سرطان من أكثر الكلمات التي تبعث على الخوف والقلق، خصوصاً إذا أصبح الأمر متعلقًا بفلذات أكبادنا ونحمد الله أن نسبة شفاء الأطفال من السرطان أصبحت أكثر من أي وقت مضى، بفضل الله تعالى ثم تطور الطب الملحوظ خلال العقود الماضية.
السرطان هو مجموعة من الأمراض المتشابهة في خصائصها، تبدأ في خلايا الجسم، وتتكاثر الخلايا دون تحكم، وبدلًا من أن تموت في طورها النهائي، تستمر في النمو والتكاثر منتجة خلايا شاذة جديدة.
وقد يصاب الأطفال بالسرطان من عمر ما قبل الولادة أو أي مرحلة عمرية، ولكن من المطمئن أن نسبة شفاء الأطفال منه تفوق نسبتها عند الكبار، وتعتمد هذه النسبة على نوع المرض ومدى انتشاره في الجسم، وعلى استجابة الجسم للعلاج، واكتشاف هذا المرض في مراحله الأولى عند ظهور الأعراض يزيد من نسبة الشفاء بإذن الله.
أسباب السرطان في مرحلة الطفولة غير معروفة غالبًا، ولكن يوجد هناك بعض الحالات التي تزيد من خطر الإصابة به، والتي يمكن اعتبارها العوامل التي تساعد على الإصابة بسرطان الأطفال مثل: العوامل الجينية الموروثة والتشوهات الكروموسومية، ومثل التعرض لمستويات عالية من الإشعاعات المتأينة والمركبات الكيميائية في مرحلة الطفولة، وكذلك التعرض للعدوى، وخاصة العدوى الفيروسية فهي تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة بسرطان الأطفال مثل: التهاب الكبد (ب) وفيروس نقص المناعة (HIV).
وتختلف علامات وأعراض الأورام بحسب نوعها وموقعها في الجسم، ومن هذه الأعراض:
* ظهور كتلة في الجسم.
* الشعور بالتعب والخمول واستمرار فقدان النشاط.
* ارتفاع مستمر في درجات الحرارة.
* الاصفرار والشحوب، أو النزف وظهور الكدمات.
* الصداع. * القيء المستمر.
* انخفاض حاد وسريع في الوزن.
هذه الأعراض مثيرة للقلق وتستدعي إجراء الفحوصات اللازمة للتحقق من سلامة المريض، فإذا تم الكشف عن ورم ما، من المهم طلب تحويل الطفل إلى الأطباء الاختصاصيين المعنيين للقيام بما يجب من إجراءات وفحوصات لتأكيد التشخيص.
والسؤال الأكثر طرحاً في أذهان الآباء والأمهات هو كيف يمكننا وقاية طفلنا من السرطان؟ والحقيقة أنه لا توجد طريقة محددة للوقاية من إصابة الطفل بالسرطان، ولكن هناك عوامل تقلل من فرص حدوث المرض بإذن الله، وهي:
إجراء الفحص الطبي بانتظام.
زيادة الوعي لدى الأهل والتوجه بالطفل إلى الأطباء عند ظهور أي أعراض مثيرة للشك.
الالتزام بالتطعيمات، حيث إنه بإمكان التطعيم أن يقي طفلك من الفيروسات المسببة لسرطان الكبد وسرطان عنق الرحم.
وأولًا وأخيرًا، علينا التوكل على المولى عز وجل مع الأخذ بالأسباب كما أمرنا، وأن نغرس في أطفالنا روح الأمل والثقة بالله والإنابة إليه، شفى الله أطفالنا جميعًا، ووقانا وإياكم من هذا المرض.