أذنبت ذنباً فهل سيغفره الله لي ؟
اود ان تسأل نفسك أخي الكريم وأختي الكريمة :
ما هذا الذنب الذي جنيته حتى ظننت ان الله لن يغفره ؟
وما تلك المعصية التي ارتكبتها وزعمت ان الله لن يعفو عنها ؟
هل قتلت مائة نفس ؟
هل أشركت بالله ؟
هل زنيت ؟
هل جمعت بين قتل النفس المؤمنة والزنا والشرك ؟
هل بلغت ذنوبك عنان السماء ؟
إن هؤلاء جميعا [قد غفر الله لهم] ،
فلا تحزن على ما اصبت ، ولا تطيل الوقوف على ما اذنبت
فهل رأيت رحمة أعم من رحمته ؟
و هل علمت جودا اوسع من جوده ؟
و هل اخبرت عن كرم يضاهي كرمه ؟
و هل رأيت حلما كحلمه ؟
فقط عليك بالندم الآن الآن الآن
ارفع يديك ، وانظر الى السماء ، واطلب المغفرة
هيا قبل فوات الأوان ، وثق في الكريم الرحمن ،
فإنه قد هيأ لك الحور الحسان ، وزين لك الجنان .
مما هز قلبي وأدمع عيني حينما سقطت عيناي على هذا
عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال :
(( أذنب عبد ذنبا فقال : اللهم اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى
: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، ثم عاد فأذنب ،
فقال : أي رب اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : عبدي أذنب ذنبا
فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، ثم عاد فأذنب فقال :
أي رب اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا فعلم
أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، اعمل ما شئت فقد غفرت لك . ))
أما معناه فلا إشكال فيه :
وهو أن العبد ما دام يذنب ، ثميستغفر استغفار النادم التائب
المقلع من ذنبه العازم أن لا يعود فيه ]
فإن الله يغفر له ، ولا يفهم من قوله :
"فليفعل ما شاء" إباحة المعاصي والإثم ،
وإنما المعنى : هو ما سبق من مغفرة الذنب إذا استغفر وتاب .
وقوله (فقال ربه: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، فغفر له)
يدل على عظيم فائدة الاستغفار، وعلى عظيم فضل الله وسعة رحمته، وحلمه وكرمه،
ولا شك في أن هذا الاستغفار ليس هو الذي ينطق به اللسان،
بل الذي يثبت معناه في الجنان، فيحل به عقد الإصرار،
ويندم معه على ما سلف من الأوزار،
فإذاً الاستغفار ترجمة التوبة، وعبارة عنها،
ولذلك قال: (خياركم كل مفتنٍ تواب)، قيل:
هو الذي يتكرر منه الذنب والتوبة، فكلما وقع في الذنب عاد إلى التوبة،
وأما من قال بلسانه:
أستغفر الله، وقلبه مصر على معصيته،
فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار، وصغيرته لاحقة بالكبار
إذ لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار.
[ربـــــــــــاه]
لو بلغت ذنوبي عنان السمـــــاء ,,, ما يئست من رحمتك ,,,
** اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا
على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت
أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا
يغفر الذنوب إلا أنت