لا يـُردُّ من سألَ بالله
من تعظيم اللـه وإجلاله ألا يرد من سأله به . وذلك من
كمال تحقيق التوحيد .
---
1- عَن ابْنِ عُمَرَ - رَضيَ الله عنهما - قال : قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - :
" مَنِ استعاذَ بالله فأعيذُوهُ ، وَمَن سَأَلَ بالله فأعطوهُ، ومَنْ دَعَاكم فأجيبوه . . . " رواهُ أبوداود والنسائي بسندٍ صحيح. *1
--
--- معاني الكلمات ---من استعاد بالله : أي قال " أعوذ بالله من شرك أو شر فلان "
أعيذوه : امنعوا عنه الشر وكفوا عنه ؛ تعظيماً لاسم الله .
من سأل بالله : أي قال " أسألك بالله والباء للقسم . *2
------
عناصر الموضوع :
اشتمل هذا الحديث على وصايا عظيمة فيها تعظيم لحق الله سبحانه ، وتعظيم لحق المسلم ، وذلك على التفصيل التالي :
========
أولاً : تعظيم حق الله سبحانه . وذلك بأمرين :
أ- إعاذة من استعان بالله :
من استعاذ بالله بأن قال : أعوذ بالله من شرّك أو شر فلان ، فامنع الشر عنه وكُفَّ عنه ؛ تعظيماً وإجلالاً لله سبحانه .
وذلك من تحقيق التوحيد الواجب .
ب- إعطاء من سأل بالله :
- من سأل بالله ما هو حق له : كالزكاة ، فالواجب إعطاؤه ؛ تعظيماً وإجلالاً لله سبحانه.
وذلك من تحقيق التوحيد الواجب
- من سأل بالله ما ليس بحق له : كمالٍ أو متاعٍ وهو ليس محتاجاً ولا مضطراً ، فإعطاؤه مسألته من تعظيم وإجلال الله سبحانه. وذلك من تحقيق التوحيد المستحب.
والواجب على السائل تعظيم السؤال بالله، فلا يسأل بالله إلا عند الحاجة .
=========
=========
ثانياً: تعظيم حق المسلم وذلك بإجابة دعوته :من حق المسلم على المسلم إجابة دعوته .
وذلك من أسباب الألفة والمحبة بين المسلمين، وتستحب إجابة
الدعوة إلى الطعام،
قال صلى الله عليه وسلم: " لو دُعيت إلى كُراعٍ لأجبت " . *3 وهذا من تواضعه صلوات الله وسلامه عليه.
وتجب إجابة الدعوة لوليمة العُرس إذا لم يكن فيها منكر ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : " من لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله " . *4
=========
----------------
*1 رواه أبو داود برقم ( 1672 ) والنسائي برقم ( 2568 ) .
*2 معناه الإقسام بالله سبحانه ،فإذا قال أسألك بالله أن تعطيني مالاً أي أقسم بالله عليك أن تعطيني مالاً.
*3 رواه البخاري برقم ( 5178 )
*4 رواه مسلم برقم ( 1432 )
لمسه