ثامر سودي قمقوم، محمد سبتي (عرعر)تصوير: عبدالعزيز الضلعان
صدق والد القتيل محمد عايد مناور العنزي تنازله شرعا عن قاتل ابنه «منصور فريح البجيدي العنزي» في المحكمة الكبرى بعرعر مساء امس الاول بحضور رئيس المحاكم بمنطقة الحدود الشمالية الشيخ عبدالسلام شفق الرشيد.وفتحت المحكمة الكبرى بعرعر ابوابها مساء امس الاول لتصديق تنازل عايد العنزي، الذي عفا عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى ثم تقديراً لشفاعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «حفظه الله» والتي نقلها المقدم طيار صاحب السمو الملكي الامير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز.
ادى الحضور صلاة المغرب خلف الشيخ الرشيد الذي اكد لوالد القتيل انه بهذا التنازل وكأنه أحيا الناس جميعا، داعيا له بان يوسع الله في حياته وان يجزيه الاجر والثواب.
ولم تتمالك ام القاتل نفسها بعد سماعها خبر الشفاعة والعفو الذي اسقط القصاص عن ابنها.. وبدأت في البكاء والتضرع الى المولى عز وجل بان يمن على خادم الحرمين الشريفين بالصحة والعافية ويجزيه خير الثواب وان يعوض الله والد القتيل ويمن عليه بالفضل والا يحرمه الاجر.
وقالت لـ«عكاظ» ان السعادة التي عاشتها امس الاول لا توصف ولا تملك سوى الدعاء لمن كانوا سببا في العفو عن ابنها.
اما والد القاتل فاكد انه لن ينسى هذه المكرمة من اخيه عايد «والد القتيل» ما دام على قيد الحياة، واصفاً العفو عن ابنه بانه من شيم الكرام، وقال ان شفاعة المليك «ايده الله» وكرم والد القتيل كانا وراء انقاذ رقبة ابنه من القصاص.
حافظ القرآن يبكي
وفي وقت غمرت فيه السعادة القاتل المعفو عنه «حافظ القران كاملا» منصور فريح العنزي الذي تلقى الخبر داخل دار الملاحظة في سكاكا.. اكد لـ«عكاظ» انه يعيش حاليا لحظات حزن وفرح في آن واحد.. وقال باكيا انه استرجع اللحظات الشيطانية التي فقد فيها عقله وقام بقتل محمد قبل ثلاث سنوات.. ويدعو الله ان يغفر له خطيئته وان يعفو عنه ويسامحه، وان يسكن الفقيد واسع رحمته، وان يجزي اهله خير الجزاء واضاف لا استطيع ان اصف شعوري بعدما نجاني الله عز وجل بفضله ثم بفضل الشفاعة التي انقذت رقبتي وكرم والد القتيل الذي سيبقى دينا في عنقي، ولا املك سوى ان ادعو للفقيد بالرحمة ولاهله بالمغفرة والثواب.
واضاف سعد فريح شقيق القاتل منصور ان التنازل الذي بادر به والد القتيل كان اسعد خبر طوقت بن اعناق الاسرة منذ بدء الشفاعات لذوي اهل الدم، وقال احمد الله ان من علينا بفضله وما ان تنازل عايد مناور الا شيمة الرجال واهل الكرم مشيراً الى ان والد القتيل معروف وسط القبيلة والمنطقة بانه صاحب الخلق والكرم والمتمسك بدينه.
ليلة العفو
وعاش حي العزيزية أمس الاول سعادة بالغة بعدما اطلق والد القتيل محمد عايد العنزي كلمة العفو في حضور سمو الامير المقدم طيار تركي بن عبدالله لتعلو التكبيرات والتهليلات وتزين سماء المنزل الذي جمع العديد من شيوخ القبائل والاعيان.
وكان سمو الامير تركي بن عبدالله وصل الى مطار عرعر مبكرا حيث التقاه سمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد امير منطقة الحدود الشمالية, حيث قدم له سموه شكره على هذه الخطوة والشفاعة الكريمة.
وتوجه سمو الامير تركي بن عبدالله الى منزل والد القتيل عايد مناور العنزي وهناك كان العنزي واشقاؤه وابناؤه في استقبال سموه بكل اريحية في حضور شيوخ القبائل الذين لم يوصد امامهم اي باب منذ بدء الشفاعات.
وما ان تحدث سمو الأمير تركي بن عبدالله حتى لامست كلماته قلب العنزي, واكد سموه انه باذل للشفاعة من قبل خادم الحرمين الشريفين وان العفو بيد صاحب الحق واهل الدم.. المواطن وحده عندها اطلق عايد العنزي كلمة العفو لوجه الله تعالى ليدعو الجميع لصاحب العفو بالمغفرة والاجر.
وغادر سمو الامير تركي بن عبدالله عرعر في نفس اليوم عائدا الى الرياض بعدما شرف الغداء المقام في منزل المقدم فريح شخير العنزي (احد اقارب والد القتيل) والذي حظي بشرف الترتيب لزيارة سموه بالاضافة الى المقدم طيار خلف كريم الشامان والمقدم طيار مرضي سليمان الرفيدي والمقدم مرضي سودي العنزي.
شيوخ القبائل
وثمن شيوخ القبائل التي ينتمي لها والدا القاتل والقتيل العفو وقال شيخ قبائل السلقا من عنزة سليمان مرضي الرفدي ان الجميع يقدر هذه المبادرة الكريمة التي تكللت بالعفو بفضل من الله ثم بمبادرة خادم الحرمين الشريفين مشيرا الى ان زيارة سمو الامير تركي بن عبدالله تكريم لكافة قبائل السلقا، وتأكيد لحرص ولاة الامر على الوقوف مع ابنائهم في السراء والضراء والحرص على وشائج القربى وصلة الارحام في ضوء التمسك بتعاليم ديننا الحنيف.
واضاف شيخ المضيان من السلقا من عنزة فيصل الدخيل ان العفو جاء من طيب نفس ودون اي اغراءات ونسأل الله ان يجزي والد القتيل المعروف بشهامته وكرمه الاجر والثواب.
وقال شيخ قبائل البجايدة بالشملي (غرب حائل) سفاح حمود الشامان ان البادرة الانسانية لشفاعة المليك (حفظه الله) غير مستغربة على المليك الذي نذر نفسه لخدمة الاسلام والمسلمين وفعل الخير واسعاد المواطنين.مشيرا الى ان العفو ليس غريبا ايضا على قبيلة المضيان التي ينتمى لها ذوو الدم, ونسأل الله لهم الاجر.يذكر ان عدداً من شيوخ القبائل والاعيان حضروا مع سمو الامير تركي بن عبدالله الى عرعر ومنهم النوري بن شعلان، عبدالله بن عمر ربيعان , ضاري الجربا، سليمان مرضي الرفدي، صالح الامعط العواجي، بندر التمياط، كماشارك في زيارة الشفاعة عدد كبير من اعيان الحدود الشمالية واعضاء لجنة اصلاح ذات البين بالمنطقة.ويعود تاريخ حادثة القتل التي ازهق فيها منصور روح ضحيته محمد تعود الى ثلاث سنوات سابقة في مشاجرة وقعت بينهما في حي الصالحية البعيد عن الحي الذي يسكنه القاتل والقتيل.
منقول من جريدة عكاظ
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2007...7022791181.htm
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
