لويس باستور
Louis Pasteur
1822 – 1895م
إن الكيميائي والبيولوجي الفرنسي لويس باستور يعتبر أهم شخصية منفردة في تاريخ الطب , وقد أسهم باستور في نواح عدة في العلوم , إلا أن معظم شهرته تقع في دفاعه وتأييده لنظرية الجراثيم المرضية وتطوير تقنية التلقيح الوقائي .
ولد باستور في عام 1822م في مدينة ( دول ) في فرنسا الشرقية ودرس العلوم في الجامعة وظهرت عبقريته متأخرة لأنه وهو طالب كتب عن أحد أساتذته أنه كان متوسطا أو عاديا في الكيمياء ولكن بعد أن حاز شهادة الدكتوراه عام 1847 , أظهر باستور أن ملاحظة أستاذه كانت مغلوطة وأن بحثه عن حمض الطرطير جعل باستور كيماويا ذا صيت ذائع وهو لا يزال في السادسة والعشرين من عمره .
وبعد ذلك تحول نشاطه إلى دراسة التخمرات وأثبت أن عملية التخمر هي وليدة عمل أنواع معينة من الكائنات المجهرية الصغيرة جدا , وقد أثبت أيضا أن وجود أنواع أخرى من الكائنات المجهرية يمكن أن تسبب نتائج غير مرغوب بها في المشروب المتخمرة وهذا جعله يتوصل إلى فكرة أخرى , وهي أن وجود بعض أنواع من الكائنات المجهرية يمكن أن يسبب تأثيرات غير مرغوب فيها في الكائنات البشرية والحيوانات الأخرى .
لم يكن باستور أول شخص اقترع نظرية الجراثيم المرضية فقد ظهرت فرضيات مشابهة في وقت أبكر على يد جيرولا موفرا كاستورو بوهنلي وآخرين , ولكن حماس باستور البطولي في تقديمه نظرية الجراثيم التي دعمها بتجاربه المتعددة كان العامل الرئيسي في إقناع المجتمع العلمي بصحة نظريته .
وإذا كان المرض سببه الجراثيم فمن البديهي أن منع الجراثيم من دخول الجسم البشري يجنبنا الأمراض , ولهذا فقد شدد باستور على الأطباء بأن يستعملوا طق التعقيم وكان المؤثر الرئيسي على جوزيف ليستر الذي قدم للعالم استعمال طرق التعقيم في فن الجراحة .
إن البكتيريا الضارة تدخل إلى الجسم بواسطة الطعام والشراب وقد طوّر باستور طريقة ( تدعى البسترة ) لقتل الجراثيم المجهرية في الأشربة وتلك الطريقة أظهرت أن الحليب الملوث بالجراثيم كان مصدرا من مصادر العدوى المرضية .
وعندما أصبح باستور في منتصف الخمسين من عمره وجه انتباهه إلى الجمرة الخبيثة وهي مرض يصيب المواشي وكثيرا من الكائنات الأخرى بما فيها الإنسان . وقد أظهر باستور أن هنالك بكتيريا خاصة هي سبب هذا المرض وقد استعمل باستور مرشحا ضعيفا من عصيات بكتيريا الجمرة الخبيثة ولقح به الماشية .
وهذا المرشح الضعيف سبب شكلا خفيفا من أشكال المرض لم يكن مميتا ولكنه ساعد الماشية على اكتساب مناعة ضد الشكل العادي للمرض . وقد أثارت هذه الطريقة الحماس العظيم وأدرك الناس أن هذه الطريقة يمكن تطبيقها في مع كثير من الأمراض السارية الأخرى .
وقد ابتدع باستور طريقة لتلقيح الإنسان ضد مرض الكلب كما إن علماء آخرين اتبعوا طريقة باستور فاخترعوا لقاحات ضد أمراض أخرى خطيرة كالتيفوس وشلل الأطفال .
كما أن باستور استطاع أن يكتشف ظاهرة ( اللاهوائية ) وهي قدرة بعض الكائنات على العيش دون أوكسجين أو هواء . كما أن أعماله في مكافحة أمراض دودة الحرير كانت ذات فائدة تجارية عظمى . وبين منجزاته الأخرى نجد تطوير لقاح لمنع كوليرا الدجاج وهو مرض كان يفتك بالطيور الداجنة .
ولقد توفي باستور في عام 1895 .