قصيدة رائعة لشاعر الأمة العشماوي ردا على الصحافة
[poem=font="Simplified Arabic,6,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="groove,6,darkblue" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
مواكب خيرٍ، موكب إثر موكب = ومشرق حق لم يدنّس بمغرب
ودوحة حب ظللت كلَّ راحلٍ = من الشمس في قيظ الأسى المتلهّب
مواكبُ، سارت من حراءٍ، مجالها = مع البدءِ مكي، وفي الختم يثربي
تألَّقت البطحاء لمّا تنسمت = شذاها وأَلقَت نظرة المتوثّب
مواكب، آياتُ الكتابِ دليلُها = ومُؤنِسها في دربها سنّة النّبي
سَرَت في عروق الكون منها بشائر = وهزَّت لها الآفاق أشرف منكب
ترقَّى بها في المجد كلّ مصدّقٍ = وخابت مساعي كلُّ غاوٍ مكذّب
مواكب لم تحمل سوى كلّ عاقلٍ = رشيد خبير بالأمور مجرّب
تخلّف عنها كل مستهزئ بها = وقصر عنها سعي كلِّ مذبذب
لها في رحاب البيت دعوة ساجد = ودمعة مشتاق، وصوت مُرحّب
وفي طيبة الهادي البشير لها يد = تُمدُّ بريحانٍ إلى المتطيِّب
وتنبتُ في نجدٍ بواسق نخلها = ويُخصبُ في صحرائها كلُّ مجدب
وتسري إلى الآفاق منها نسائم = تقرِّب أرباب الصلاح وتجتبي
على الأمر بالمعروف شادت حصونها = حصوناً على أسوارها الغَيمُ يَحتبي
وتلقى ذُراها الأنجم الزُّهرُ في الدُّجى = ويلقي إليها البَدرُ نظرة معجب
وترسم عين الشمس منها شعاعها = فيهرب من أضوائها كل غَيهبِ
كأني أرى الأمجاد من شُرفاتها = تطلُّ، تنادينا نداء تحبُّب:
خذوا من لساني اليوم حكمة ناصحٍ = بغير معاني الحقِّ لم يتشرّب
من الأمر بالمعروف والخير أشرقت = على الناس شمس وجهها لم يغيب
نعم يا نداء المجد في أذن المدى = نفضت غبار الوهم عن ذهن مُتعبِ
هو الأمر بالمعروف يُرشدُ لاهياً = وينقذه من طبعه المتقلِّبِ
رسالةُ كلِّ الأنبياء، فما الذي = دها القوم حتى أبرزوا وجه مُغضب؟!
لماذا نراهم صوبوا الأسهم التي = على غير نبراس الهُدَى لم تصوّب؟
وما الأمر بالمعروف إلا شعيرة = لها مطلبٌ يسمو على كلِّ مطلب
وقد سرّنا في مهبط الوحي أنّها = تميزنا في الواقع والمتغرِّبِ
لنا دولة التوحيد عزَّ مقامها = بمنهجها، لا بالهوى والتّمَذهُبِ
حماها كتابُ الله من سوء منطقٍ = ومن فكر إلحاد وسوء تعصبِ[/poem]