بداية ً دعونا نشاهد هذا المقطع المؤلم
حسبنا الله ونعم الوكيل .
أين أصحاب الأموال والعقارات ؟
أين ركن الإسلام الثالث وهو إيتاء الزكاة ؟
الذي عطل من الذين يسكنون القصور المزخرفة ويركبون السيارات الفارهة ويأكلون الطعام أشكال وألوان ومابقي منه رمي به في المزابل أعزكم الله .
والله إنهم سيقفون بين يدى الله ويسئلهم فهنيأً لمن أعد الجواب ليوم الحساب ؛؛؛
بنت الوطن تقول :- ولو لحم حمار
حدث هذا عندما عرضت محطة الإخبارية مقابلةً مع امرأةً طاعنة في السن ، وهي تجثو عند ساسٍ من سيسان المستودع الخيري. قالت للمذيع حكايتها كاملةً ، ولأول مرةٍ نشاهد مذيعاً يخترق نظام الإعلام الذي يقول : (عدم الانجاذب العاطفي مع الحدث) . نراه يبكي ولم يستطع أن يسيطر على نفسه لقوة الحدث.
المرأة تقول في حكايتها أن لديها خمس بنات مطلقات ، وكل واحدة لها من أربعة إلى سبعة أطفال، والسادسة زوجة ابنها الذي توفي عنها وترك خمسة قُصر ، كما أن لديها أختها ومعها عدد من الأطفال وكل هؤلاء الأيتام الفقراء يسكنون عندها في البيت، وهي المعيلة الوحيدة لهم جميعاً ، ولا تملك إلا سبع مئة ريال شهرياً يدفعها الضمان الاجتماعي، كما أن هناك سبع مائة ريال أيضاً يدفعها الضمان لابنتها لأنها أرملة، والبقية رفض الضمان أن يدفع لهم شيئاً بحجة أن آباءهم أحياء يرزقون .
هذه المرأة بنت الأصول وبنت التربية الإسلامية العربية الشامخة، فضلت أكل لحم الحمار ، لتصون شرف وعزة بناتها من العار . قالت المرأة في كلامها - رداً على المذيع الذي خفق صوته من شدة الانكسار العاطفي - قلت للمسئولين عن هذا المستودع الخيري أعطوني أي شيء أذهب به لأولئك الجياع، قال لها المسئول : انظري إلى المستودع فإنه خالي تماماً من الأطعمة ردت عليه قائلة : (أعطوني ولو لحم حمار أطعم به هذا الجيش من الأيتام) !
إنها قنبلة !
قنبلة عظمى ، انفجرت من لسان هذه العجوز ، واهتز لها الوطن من بحره الأحمر حتى خليجه، مما أثر على كنترول المذيع الشجاع وتخطى الأنظمة وصار يبكي أمام الشاشة .
بلد تفجرت أرضه بالذهب الثمين وتجد فيه من يتضور جوعاً ! بلد وزع الملايين على العالم، ووصلت لقمته إلى آخر جائع يقع على حدود الكرة الأرضية ، تجد فيه الماجدات يتضورن جوعاً ويحلمن ولو بقطعة لحم حمار يسدن فيه رمقهن ورمق أطفالهن !
جاء هذا المشهد الدرامي الحزين بعد خبرين حزينين أيضاً .
الخبر الأول يقول :إن سيدةً سعودية سائحةً في إيطاليا سُرق منها ذهب ومجوهرات تقدر قيمتها بسبعة عشر مليون دولار، سرقت منها عندما نزلت من غرفتها بالفندق الذي تسكن فيه لتناول طعام العشاء، وهذه البضاعة تسوقتها السيدة من محلات تجارية في إيطاليا، ومن لم يعرف قيمتها بالريال السعودي فإنها تساوي 64 مليون ريال سعودي .
سيدة من تراب الوطن تطلب من أهل الخير ولو لحم حمار .
وسيدة محسوبة على الوطن يسرق منها ما تسوقته في ذلك اليوم. هذا المبلغ لو وزع على الفقراء لعمل الشيء الكثير .
الخبر الثاني : عن قيمة الصقر الواحد الذي يصل إلى أربع مئة ألف ريال في سوق العرض، وعن قيمة الناقة الملحاء التي رفض صاحبها بيعها بسبع مئة ألف ريال . وعن قيمة لوحة السيارة أأأ 111 بقيمة مائة ألف ريال ...
إن كانت هذه الأخبار المليونية تدل على شيء فإنما تدل على البحبوحة التي يتمتع بها فئة من المجتمع بينما الفئة الأخرى الكادحة تبحث في صناديق القمامة عن لحمة حمار أو أي شيئاً يمكن أن يؤكل. ونحن نقول إن رحمة الله واسعة ولم ينس الله عباده الفقراء ولم يجعلهم تحت رحمة التسول والخنوع لأحد من الناس ، بل فرض حقهم بالقوة ، وجعل الزكاة ركناً من أركان الإسلام ، على كل صاحب مال أن يدفعها كاملةً بالريال والقرش والهللة، ولم يجعل سبحانه وتعالى تقييمها للناس والأفراد، إن أراد أخرج وإن أراد منع، بل جعل من يدفعها تام الإيمان ومن أخفاها ناقص الإيمان ، حددها بالكامل حتى إنه سبحانه حدد مدتها ومتى تدفع ، ولم يتركها لأحد من الناس، فرضها سبحانه فرضاً ليحفظ كرامة من أصابه مكروه أوعجز أقعده عن العمل .
ليجعل المسلم دائماً شامخاً وعزيزاً وكريماً، ولا يمكن بأية حال من الأحوال أن يذهب المسلم إلى صناديق القمامة يبحث فيها عن لحمة حمار .
.
أيها المسلمون انظروا إلى رجالات ومؤسسات وشركات الغرب، كيف تعمل تلك المشاريع الخيرية الهائلة من الصليب الأحمر إلى (الأنروا) إلى المؤسسات الخيرية الأخرى الكبيرة، وكيف تسارع إلى كل المواقع المنكوبة بالعالم وتهب إلى مساعدتها ، ونحن وأموالنا لا نستطيع أن نساعد حتى أبناء وطننا . نملك أموالاً طائلة، وزكاة فرضها الله فرضاً بلا منة من أحد ونكون عاجزين عن التصرف بها . هذه يا سادة كبيرة عند الله وفضيحة لا تغتفر بما أننا مسلمون ، وحريصون على إسلامنا ،كيف أن فرضاً من فروض الله وركناً أساسياً من أركان الإسلام عاجزون عن تحقيقه .
وفي النهاية ….. الله المستعان