اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات الإبداعية > منتدى القصص والروايات
 

إضافة رد
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-2010, 01:19 AM   رقم المشاركة : 1
أ.محمد العبدلي
شاعر وأديب
الملف الشخصي






 
الحالة
أ.محمد العبدلي غير متواجد حالياً

 


 

icon27.gif العصــفورة

بسم الله الحمن الرحـيم
العصفورة

قصة قصيرة بقلم/ محمد علي طاهـر العبدلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
في مـدينـة أبو ظـبي العامـرة حرسها الله ، تقـيم أسـرة مهـاجـرة ، من بلد أجنبي ، عُرفت أ رضـهم بالطبيعة الخــلابة ، والطيور المختلفة ،ذات الأشكال والألوان ، المستوطنة والمهـاجر ، منها والتي ألفت
الآكام والوهـاد ، والأنهر والبحيرات ، والجبال المـرتفعة ، والتى تكتسي قممـهـا أحيانا ، بالثلـوج المتراكمـة ، ممـا يجعل للشمس عليهـا ألوانا بديعة ، فتصبح مرتفعات ، تلك الجبال كأعناق اليمـام ، في تقلب ألوانهـا ، عند الشروق والغـروب .
ولكن المعيشـة ، والحصـول على العيش الكـريم ، لا ينال في تلك الديار إلا بشق الأنفس ، وكان والد تلك الأسـرة المقيم بألإمـارات ، لديه شهـادة في هندسة السفن حصل عليهـا من أرقى جـامعات بريطـانيا .
وكان أحـد زمـلائه في تلك الجـامعة البريطـانية ، فتى من الإمـارات وقد توطـدت علاقتهما،وكثيرا مايقول : الإمـاراتي إذا
عد ت إلى بلدي الإمــارات ، وعملت في مجـال صيانة السفـن سأبحث لك عن عمـل معي بالإمارات ، فتعــاهدا على ذلك ، ومـاهي
إلا أيام قلائل على تخرجهـما ، حتى أصبح ذلك الفتى الإماراتي مديرا لشركة صيانة الحـاويات البترولية ، عبر المحيطـات براتب عال ، ومجـز وحـــوافز تشجيعيـة أخـــرى ، وبعـد أن استقرّ قرارُه لم ينس ذلك الزميل الـوفي والطـالب الجـاد الذي
اجتمع به في جامعة لندن لهندسة وصيانة السفـن ، فعقـد جلسة بمقـرّ عمله وقال : نحن بحـاجـة إلى مهندس في مجـال الكهرباء والاتصال البحـري ولدي زميل متفـوق علينـا جميعـا أثناء دراستي في الجـامعة ، وهـو كما عـرفته صادقا ومبدعا في تخصصـه ، فلو ترى هذه الشـركة المحترمـة أن تتعـاقد معـه ونبعث إليه بتأشيرة دخـول للإمارات ،
نكون قد كسبنا مهندسـا جيدا نستعين به في حل مانواجهه في هذا المجـال ، والأمـر لكـم ..
فقرر الجميع استقدامــه ، واستقدام زوجته وطفلتيه التوأمين ، واستأجـرت لهمـا الشركة ، شقـة رائعـة في إحدى العمـارات الراقية ، ذات المصـاعد الواسعة وأسكنتهم بالدور السـادس ، وكانت شقتهم ، تطل على البحـر ، وأستلم الأجنبي عمـلـه وأبدى مهـارة فائقة وتحمسـا منقطـع النظير ، وكان زميله الإمـاراتي .
يذلل له كل الصعـاب ، ويوفـر له مـايحتاج إليه من قطـع الغيار ، الخاصة بالكهـرباء والترنسستورات ، والكتاوت والفيوز ، والكـوابل وغيرذلك من أدوات الكهرباء والا تصـالات البحرية
فأصبحت الشـركة ذات شهـرة عالمية ممتـازة ، وشعـر ذلك الأجنبي ، بالراحـة والاستقرار ودعـة العيش .
ولكن التوأمتين وأمهـما ، لم يشعرون بذلك العيش ، وأحسـوا أنهمـا في سجن من الخرسـانة ، لا أصدقاء ولامعارف ، ماعدا النوم والأكل ، ومـا يتوارد إليهـم عبر البحـار ، من تحف وفواكه يجلبها لهـم كباتنة تلك السفن ، التى تحتاج إلى الصيانة كهدية ومجـاملة لإنجـاز وتجهيز سفنهـم ، ليتمكنـوا من العودة إلى ديارهـم بكل سرعة ممكنة .
وماعدا ذلك فقـد حرموا من التمتع بالطبيعة ، ورؤية الزوج إلا عند المسـاء ، يعود منهكا متعبا .
فتتلقاه الطفلتان بالفرح والسرور ، ويتعلقان برقبته ويسألانه ماذا جئت به لنا من الهدايا اليوم ،فيعتنقهمـا ثم يأوي إلى فراشه ، وينام والطفلتان لازالتا تتحدثان من حوله، ذات اليمين وذ ات الشمـال،
حتى تأتي أمهمـا فتنزع جزمته وتفك ربطة عنقه وتسنده على السرير
وتأمر طفلتيهـا بالابتعـاد لينام ، فهو متعب من عمله ، ثم تعود إليهما وتحتضنهـمـا ، وتقترب بهما إلى تلك النافذة ، القريبة من البحـر وتقول :
انظرا إلى البحـر ، فهو شبيه بذلك النهـر، حول مدينتنا ، انظـرا إلى النوارس هنا إنهـا قليلة وصغيرة ، النوارس في نهرنا كبيرة وكثيرة .
أنظـرا إلى تلك النخيل الباسقة ، على الشاطئ إنهـا ليست طبيعية ، بل مزروعة من قبل الحكومة للزينة ، نحن في نهـرنا نخيل النارجيل العاليه . انظـرا هنا الزهور مرتبة ، بفعل فاعـل أما في نهرنا فطبيعية من الخالق ، لم تتدخـل فيها يد الإنسان
أما هنا فهي مجلوبة للزينة .
فتقول: إحـدى البنات ، ولكن ماما لـم نرتلك العصافير ، والببغاوات الجميلة هنا ، ولم نر عصافير الكنـاري، ألا يجلب والدنا لنا
عصفـورا للكناري ، قالت سأكلمـه عندمـا يستيقظ وسوف يأتي به إليكـما ..
وتكبر البنتان وتدخلان الروضة في مدرسة أجنبية وتتعرف البنتان على أخريات من جنسهن ولغتهنّ فيشعرن بالاستقـرار
ثمّ تندمج أمهمـا قليلا قليلا بالمجتمع الإمـاراتي وتشعـر بالارتيـاح من تلك الغربة القاتلة ثم تذهب لزيارة مدرسـة التوأمتين فتتعرّف على أبناء شعبهـا وتتصادق معهـن وترى أنّهــا أكثر حضـا في سكنهـا ومصدر رزقهـا ومـاهي إلا أيام قليلة وتجيد اللغة العربية مع لكنة أجنبية ، فتعمـل مترجمة وكاتبة في سفـارة بلدهـا حتى أحيانا يكون عملهـا في مقرّ منزلهـا عن طـريق الإنترنت .
وابتسمت الحياة لهـا ولزوجهـا وخفّ روعهـا وذهب قلقهـا ، ولازالت تقف يوميا في المساء ، قرب النافذة وتحكي قصة جمـال أرضهـا ، وعذوبة ما ئها ورقة نسيمهـا وتقـول : لقد قربت الإجـازة يابـنتاي وسنعود إلى الديار ، فيبادرها الطفلتان .أين العصفورة ياماما ، فتقول : لقد نسيت أن أكلّم أباكمـا عندما أراه سأكلمـه ..
وبالفعـل كلمتـه ، عن شـراء عصفـورة لهمـا ، فقال : أنا لا أعرف في هذه البلـد أين توجـد العصـافير ، ولكن سأكلم زميلي الإمـاراتي فهـو يعرف بلده جيّدا وسنشتري لهمـا أونصيد لهمـا عصفورة من مدينة العين فقد سمعت أن بها جبالا وهضابا
وفي اليوم الثاني كلّم زميله الإمـاراتي ، بطلب التوأمين فقال : له في نهاية الساعة الرابعة سأوصلك إلى سوق الطيور ، وسترى أنّ كلّ طيور العالـم موجودة بالإمـارات للبيع ، ولكنني أنصحـك بأخـذ البنتين ليختارا مـا يتناسب وذوقهمـا
فقد تشتري شيئا يعجبك ولايعجبهمـا فقال : أحسنت ياصديقي إذن موعدنا الرابعة .
ولمـا عرف المكان ، ذهب بالأم والطفلتين إلى سوق الطيور ، فاختارت الطفلتين عصفـورة كماتدعي الأم أنهـا تجمع كل ألوان الطيف المـوجودة في ديارهـم ، ووضعـاهـا في قفص جميل ، ثمّ عادوا إلى شقتهم فرحين مسرورين لايتحدث الطفلتان إلا عن جمـال هذه العصفـورة ، حتى أصبحت مصدر إلهـام لهمـا يرقصان حول قفصهـا وينشدان لها ’ ويتحدثان معهـا ، ويطعمـانهـا ويسقيانها ولاينامان حتى يلقيان آخـر نظرة عليهـا .
وفي المدرسـة ، يشيعان لأشياعهما من الأطفـال ، أنّ أباهمـا اشترى لهمـا عصفـورة جميلة ، توقظهـم بتغريدهـا صباحـا فيذ هبا ن إلى المدرسـة على جمال تغريدها في الصباح الباكـر ، إنّهـا شحرورة جميلة بل حتى سكان العمـارة من جيرانهم الذين يعرفـون شقتهم ، يصلهم التغريد ، و يدعونهـم لمشاهدة هذه العصفورة الجميلة ، وكيف ترفرف وتحرك أجنحتهـا ، من زاوية لزاوية في حركة واضطـراب وهي داخـل قفصهـا ..
وفي ذات يوم وعند عودتهمـا من المدرسة ، لاحظـا عصفورتهمـا المدللة النشيطة لا تتحرك ، ولا ترتجف وقد مال عنقهـا ذات اليمين ، إلا أنهـا لازالت تتنفس وصدرهـا في خفقـان واضطراب ،وكأنهـا إنسان .
تستنجـد بهـم ، وتنظر إليهـم بنظرة الوداع ، فصاحا على أمهمـا ، الحقي عصفورتنا مريضـة لا تتحرك ، أسرعي بهـا إلى الطبيب
والأم غريبة لا تعرف أطباء للعصـافير ولا مستشفى للحيوانات ، والبنات يبكين داخـل المنزل بصوت واحد لا يكادان يكفـان ، في هلع وخوف وحـرقة ، وكأنهـا لم تكن عصفورة وإنمـا هي أخت لهمـا ’ أو فقيد من البيت ، فشق الأمـر على الأم فاتصلت على زوجهـا
فكلـّم زميله وشرح له الأمـر فتأثر لتأثر الطفلتين ، فقـال خذني معك لنأخـذ بخـاطرهمـا أنا أعـرف طبيبا للطيور فلعله يساعدنا ، وانطلقـا إلى المنزل فوجدا الطفلتين في بكاء شديد وحـالة هستيرية ، و حزن واضح ، فأخذوا العصفورة بقفصهـا ، وركب الطفلتان معهمـا وأسرعـا لطبيب العصافير ..
ولكن العصفـورة لفظت أنفاسهـا ، قبل أن تصل إلى يد الطبيب
،ولم ينتبه الطفلتان ولا أبوهمـا وصديقًه ، فلمـا أنزل القفص والدهما وعرض العصفورة على الطبيب وطلبوا منه سرعة إنقاذهـا بما يريد من دراهـم أجـابهمـا للأسف لم أستطع فسألوه ولمـاذا ؟ قال لقد لفظت أنفاسهـا قبل قليل ، فاحتضن الأب طفلتيه وانهـال عليهـمـا بالقبل والمواساة وقال : لقد ماتت عصفورتكمـا لاتحزنا شأ شتري لكمـا غيرهـا ، وبدأت الطفلتان بالبكاء أمام الطبيب والناس بدموع عزيرة ووالدهـما يحتظنهـما بتأثر شديد ، ويواسيهـما بأنه سيشتري لهما اثنتان بدل الواحدة ..
فقالتا لا يابابا ، العصافير تموت داخـل الأ قفا ص سـريعـا ، ولانريد أن نكون سببا في ذلك ، ولكن هل تدخـل عصفورتنا الجنة ، ونراهـا هناك ، قال : نعم إذا كنتما تحبانها أجابتا أجل نحبهـا ، لقد عاشت معنا كواحـد ة مناّ .
وتركا القفص عند الطبيب ليحمله مع العصفورة إلى الجنة كما شرح لهمـا والدهمـا وقد تأثر الإماراتي بذلك المشهـد ، وقال : الموت هو الموت ، حزن مؤثرة في النفوس ، لا فرق بين موت طائر أو إنسان ، إذا تأملنا ذلك بصمت ..
وأمـرلأ بيهمـا بإجازة أسبوع..
والسفـر إلى ديارهمـا بتأشيرة خروج وعودة ليخفف عن الطفلتين لوعة الحزن ويتمتعا بجمال طبيعة أرضهما وزيارة أهلهما ويعودان .. وقد نسي ذلك المهندس وأسرته تلك المشاعر الحزينة لموت العصفورة . ..
النهاية






رد مع اقتباس
قديم 19-06-2010, 07:48 AM   رقم المشاركة : 2
لأجل اشتياقي
كــــاتبــــة
شخصية هامة
 
الصورة الرمزية لأجل اشتياقي
الملف الشخصي







 
الحالة
لأجل اشتياقي غير متواجد حالياً

 


 

[align=center]




قصه جميله

سلمت ياعزيزي

ألف شكر

[/align]







التوقيع :
}


.
.

اتمنى العودة إلى الوقت الذي كان فيه الحب الوحيد هو:
حضن أمي فقط!!
وعندما كان بطلي هو :
جدي
وكان الشي الوحيد الذي يكسر هو :
الالعاب
وعندما كان اعلى شي في الارض هو :
أكتاف ابي..
وكان الودآع يعني فقط :
هو الوداع الى غداً..


ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار

{

رد مع اقتباس
قديم 19-06-2010, 08:01 AM   رقم المشاركة : 3
أ.محمد العبدلي
شاعر وأديب
الملف الشخصي






 
الحالة
أ.محمد العبدلي غير متواجد حالياً

 


 

ولك الثناء على الإطلاع وحسن الحديث .







رد مع اقتباس
قديم 25-06-2010, 12:07 AM   رقم المشاركة : 4
صانع الإبداع
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية صانع الإبداع
الملف الشخصي







 
الحالة
صانع الإبداع غير متواجد حالياً

 


 

تسلم والله يعطيك العافية






التوقيع :
( أذكر الله يذكرك )
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



رد مع اقتباس
قديم 30-06-2010, 11:54 PM   رقم المشاركة : 5
عاشق القمم
نائب المراقب العام
 
الصورة الرمزية عاشق القمم
الملف الشخصي







 
الحالة
عاشق القمم غير متواجد حالياً

 


 

الله يعطيك العاااافية ..






التوقيع :







Andres Iniesta



رد مع اقتباس
قديم 02-07-2010, 02:00 PM   رقم المشاركة : 6
أ.محمد العبدلي
شاعر وأديب
الملف الشخصي






 
الحالة
أ.محمد العبدلي غير متواجد حالياً

 


 

ألف شكر عزيزي على المرور







رد مع اقتباس
قديم 02-07-2010, 02:02 PM   رقم المشاركة : 7
أبو الوليد
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أبو الوليد
الملف الشخصي







 
الحالة
أبو الوليد غير متواجد حالياً

 


 

[align=center].







قصة جميلة ورائعة يا .../ أ- محمد العبدلي ...!!





أسجل متابعتي الدائمة لكل ما تطرح





والله يعطيك العافية .. .. وسنكون بــ انتظار المزيد لــ أطروحاتكـ الثمينة ....!!




::


وفقك الباري



.. .. ومضـــــــــــــــــــــة .. ..

من شجرة واحده تصنع مليون عود كبريت ..!!
ويمكن لعود كبريت واحد أن يحرق مليون شجرة ..!
لذلك
لا تدع أمر سلبي واحد يؤثر على ملايين الإيجابيات في حياتك .

[/align]







رد مع اقتباس
قديم 09-07-2010, 10:56 PM   رقم المشاركة : 8
بشاش
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية بشاش
الملف الشخصي







 
الحالة
بشاش غير متواجد حالياً

 


 

[glint]
قصة رائعة يا/"محمد العبدلي"
[/glint]







التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 10-07-2010, 01:35 AM   رقم المشاركة : 9
أ.محمد العبدلي
شاعر وأديب
الملف الشخصي






 
الحالة
أ.محمد العبدلي غير متواجد حالياً

 


 

أل ...شكر لك شاس







رد مع اقتباس
قديم 10-07-2010, 07:45 PM   رقم المشاركة : 10
ليث العقيدة
رائدي ذهبي
الملف الشخصي






 
الحالة
ليث العقيدة غير متواجد حالياً

 


 

الله يعطيك العافية

قصة رائعة






التوقيع :





رد مع اقتباس
 
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



الساعة الآن 05:14 PM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت