الصيام والروماتيزم
-عكاظ- الخميس 2/9/1431
د. ضياء الحاج حسين *
يعتبر الصوم فرصة لإزالة أسباب كثيرة من العلل والأمراض عند
كثير من الناس وخصوصا الأمراض الروماتيزمية، وقد أثبتت
ذلك عدة أبحاث تجاوزت المائة نشرتها مجلات طبية في مختلف
أنحاء العالم عن فوائد الصيام في علاج بعض أمراض
الروماتيزم.
وقد تركزت هذه التجارب عن التأثير الضاد للالتهاب والتثبيط
المناعي للصيام ونقص النفوذية المعوية، فقد استخدم الصيام
في علاج بعض أنواع الروماتيزم مثل التهاب المفاصل الرثياني
(الروماتويد) وذلك بمقارنة بعض الشكاوى والعلامات
والفحوص المخبرية قبل وبعد الصيام.
فقد وجد بعد الصيام تحسن ملحوظ قي التيبس الصباحي والألم
والانتفاخ المفصلي وانخفاض سرعة التثفل (والتي تكون
مرتفعة في إلتهاب المفاصل)، وقد أدى الصيام أيضا إلى نقص
في تحرير (إنتاج) الليزوزوم من الخلايا البالغة في الدم وقد
يشرح هذا التأثير خاصية الصيام المضادة للإلتهاب؛ لأن
المحتويات الليزوزمية لها علاقة بمراحل الإلتهاب المختلفة،
وكذلك يسبب الصيام في زيادة تركيز مادة الأندورفين في الدم
والتي تعرف بدورها الفعال في تخفيف الألم مما يؤدي إلى
انخفاض ألم المفاصل ازدياد نسبة الكورتزول بدرجة معتدلة في
الدم والمعروفة بخاصيتها المضادة للإلتهاب، لذلك يعطى
المرضى أحد أنواع الكورتيزول للعلاج والتي قد تعزى إلى نقص
استقلاب الهرمون والتأثيرات النفسية للصوم، ويدعم ذلك الرأي
القائل بأن للصيام تأثيرا مثبطا لمناعة الجسم، إن هناك نظرية
تقول إنه يوجد تلازم بين العوامل المعدية والمعوية والتهاب
المفاصل الروماتيزمي.
ومن المؤسف أن بعض الصائمين يتخذون شهر رمضان موسما
للإكثار من الأكل والشرب طوال الليل، فيحولون الشهر إلى تناول
كل مالذ وطاب من الأطعمة والأشربة، مع أن مقصود الصوم هو
كسر الهوى، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان
(إذا أفطر) يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات
فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء، فذلك وقت
كاف لامتصاص السكر ووصوله إلى الدم مما يعمل على تقليل
الشهية فلا يفرط في الأكل، ولنا في رسول الله أسوة حسنة،
ولهذا أنصح بالاعتدال وعدم الإسراف.
* استشاري الروماتيزم