لاعب إسباني يسقط ورقة التوت عن عالم كرة القدم..ويعتزل واصفاً الساحرة المستديرة بالفساد والموت
اسمه خافي بوفيس. عمره 24 عاما. ناديه هو سبورتنج خيخون. أما قراره فهو اعتزال كرة القدم لأنه يريد "عيش حياة نظيفة". قصته تثير الاستغراب الشديد في بلاد الأندلس.
في عالم مثل عالم كرة القدم، سمته الرئيسية هي الرواتب غير المعقولة والشهرة والنجومية، تسببت قصة خافي بوفيس في دهشة كبيرة.
فهو لاعب إسباني مغمور خرج من فرق الناشئين في أتلتيكو مدريد، وانتقل إلى فريق الشباب في رايو فاييكانو، وبعد أن مر على أندية أخرى غير معروفة، منحه مانولو بريسيادو المدير الفني لسبورتنج خيخون فرصة جديدة وضمه لفريقه ليخوض مباراته الأولى في الدوري الإسباني أمام إيركوليس في الموسم الماضي.
وبالنسبة لأي لاعب كان ذلك سيبدو الخطوة الأولى نحو أهداف أكبر، بيد أنها كانت بالنسبة له القشة التي قصمت ظهر البعير.
وسبق قراره المفاجئ واقعتان غريبتان، أولاهما عندما طالب بألا يحصل على راتبه عن طريق البنك كي لا تتم المضاربة بأمواله، وثانيهما عندما أعاد السيارة التي أهداها له النادي، لأنه لم يكن يشعر بالراحة مع امتلاكه سيارتين.
وأخيرا أكد أن نفسه هي التي أجبرته على اتخاذ قرار باعتزال الساحرة المستديرة قائلا:"ما تراه من داخلك يوضح لك كل الأمور وكرة القدم ليست سوى مال وفساد. إنها رأسمالية، والرأسمالية موت. لا أريد أن أكون في منظومة تقوم على أن يحصل أناس على أموال بينما يموت غيرهم في أمريكا الجنوبية أو أفريقيا أو آسيا".
وتعليقا على حركات التظاهر القائمة في إسبانيا منذ عدة أشهر، ويطلق عليها "15مارس" أو "الغاضبون"، أكد اللاعب أن لا علاقة لها بقراره، حتى وإن كان الهدف مشتركا وهو الأمل في التغيير.
وقال بوفيس: "ما فائدة أن يحصل المرء على ألف يورو بدلا من 800 إذا ما كانت ملطخة بالدماء، إذا ما أتت عبر المعاناة أو موت الكثير من الأشخاص".
وبالغ اللاعب في وجهة نظره قائلا :"الحظ الطيب لهذا الجانب من العالم قائم على كارثة بقية الأجزاء"، قبل أن يكتسي بتطرف أكبر قائلا :"ما يحب فعله هو الذهاب إلى البنوك وإضرام النار فيها، وقطع رؤوس البعض".
كما أكد أنه لو لم يستطع الحصول على حياة نظيفة في إسبانيا مستقبليا، سيبحث عنه في أي مكان ولو كان ميانمار. ما يعرفه الآن هو أنه سيدرس التاريخ قبل أن يرحل إلى إحدى مناطق العالم المنكوبة.
ويقول بوفيس: "أريد أن أتعرف على العالم الحقيقي، أعرف ما يحدث"، مرجحا السفر إلى أفريقيا.
وإيا كان ما يريده بوفيس، فقد أعاد لاعب خيخون إلى الأذهان قصة الحارس الأرجنتيني كارلوس روا الذي قرر هجر الكرة عام 1999 بعد أن فاز بجائزة "زامورا" كأقل حراس الدوري الإسباني استقبالا للأهداف، متعللا بأسباب دينية، رغم أن ناديه ريال مايوركا كان قد تلقى وقتها عرضا لضمه من مانشستر يونايتد.